| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 4/5/ 2009



كيف يدار العراق ألآن؟

محمود القبطان

لا يختلف اثنان من أن العراق يدار بطريقة تخبط قل نظيرها في تاريخه لابل حتى في العالم.

سياسيون لا يريدون أن يعرفوا أو يفهموا انه حان الوقت للتقاعد أو الاستراحة أو فسح المجال للبديل لابل حتى للاعتراف بالاستحقاق الانتخابي الذي فرضوه بأنفسهم وبكل وسائل التزوير والإقصاء,ويبقون يدورون حول أنفسهم عسى ولعلا من ثغرة دستورية,وما أكثرها,أو اتفاق جانبي للبقاء في هذا المنصب أو ذاك.

أول ما يرد الى الذهن الذي أتعبوه هؤلاء الساسة هو موقف السيد رئيس الجمهورية من مسألة ترشحه الى رئاسة الجمهورية مرة أخرى.أول ما تردد على سماع الناس إن هناك "دعاية" بانسحاب منظم للسيد الطالباني وعدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة لأسباب صحية,وطبيعي أن هذا السبب أكثر من وجيه حيث شاهدنا السيد رئيس الجمهورية ترنح أكثر من مرة أثناء استقباله لأحد الرؤساء لولا توقع أحد مرافقيه لهكذا حدث ,ودفع الله ما كان أعظم.ثم السبب الأخر هو تفاقم المشاكل داخل أوك والمطالبات له بالتنحي وتسلط أقربائه على أمور الحزب والوظائف العليا,ثم نيته للتفرغ لكتابة مذكراته خلال عمره السياسي المديد وللأخيرة أتمنى أن يذكر السيد الرئيس في كتابه الذي ربما انتهى من طباعته أن يتناول كل هذا التأريخ وبكل صفحاته الايجابية والسلبية لتكون فعلا مرجعا تاريخيا ومثلا للنزاهة في كتابة المذكرات الشخصية ما له وما عليه,هذا إذا لم يحذف السيد الرئيس شيئا من تاريخه بتعمد.ولكن كل هذه الزوبعة التي أثار غبارها من هم حوله انتهت بالخبر الأكثر يقينا بأنه سوف يرشح نفسه مرة أخرى الى رئاسة الجمهورية إذا الحٌ عليه حزبه بالترشيح.هل سمع العالم بهكذا طلب إجباري من شخص لحزبه؟أنا اعتقد أن الأمور في الإقليم تسير على غير مرام,أتمنى أن أكون مخطئاَ,لان الصراع على رئاسة الإقليم لم ينتهي,وكيف ينتهي ورئاسة الوزراء هناك مددت وذهب الاتفاق بين الحزبين المسيطران على الإقليم مع الريح.وكيف يترك هذا المنصب وقانون النفط لم يحسم لصالح الإقليم وكل يدعي أن القانون بالضد

من نص الدستور في حين يصرح الإخوة في الإقليم هذا ما سمح به الدستور.يتناقشون ويتهامسون من على شاشات الفضائيات وباسم الدستور الذي كتبوه حسب أمزجتهم ولم ينجحوا في أنجاز ما يجب إنجازه بسبب عدم ملائمة هذا البند لهذا الطرف أو ذاك.ويبقى العراق في وادي المشاكل التي تتراكم عليه يوما بعد يوم والساسة لم يحركوا ساكناّ.

وما يزيد الألم ما صرح به السيد د.سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء السابق عن جبهة التوافق من على شاشة الفضائية البغدادية والذي لم يبقي شيئا مستورا إلا وفضحه,وأكيد ما كان يريد فضحه فقط ولم يخرج من اللقاء إلا وكأنه كان الملاك الذي لم يفعل شيئا إلا في صالح الوطن والشعب.أكد السيد الزوبعي إن صراع المصالح السياسية هي التي تسيّر الدولة وليس مصالح الوطن والشعب.وان أجهزة الداخلية والدفاع ومجالس الصحوة كلها مخترقة من قبل النظام السابق والقاعدة.التفجيرات الأخيرة التي هزت بغداد وكل الآمال التي في الاستقرار الأمني هو ما يثبت صحة قول السيد الزوبعي.وعن سؤال حول كيفية تعرضه للاغتيال أكد أن 3 من حراسه ,حمايته, اشتركوا في التنفيذ,ويتساءل عن مجريات التحقيق بهذا الحادث لكنه لم يجاوب عن مصير هؤلاء الثلاث الذي أكد ضلوعهم في العملية.ولمعرفة الى أي مدى وصل التلاعب بأموال الشعب والأجيال القادمة فجوابا لسؤال عن عدد أفراد حمايته كان جوابه فرويديا بحق عندما ذكر العدد وحرك رأسه حركة لا إرادية مع أخذ نفس قوي من انفه ,وعدد أفراد حمايته 150(مائة وخمسون فقط لاغير )والله هو حامي الساسة,وكل هذا العدد ووصل إليه ازلام النظام السابق والقاعدة,إذن لمن الحماية وهذا العدد الكبير؟وما حماه من موت محقق على أيدي المجرمين مجرد صدفة وأعجوبة قد لا تتكرر.وهو ذهب من منصبه ضحية صرا عات غير مبدية من أجل السلطة والأطماع وأما الوطن والشعب فهذا شأن وهم الفقراء وليس هم الساسة.وذم السيد الزوبعي المحاصصة الطائفية و لكنه نسى انه جاء الى منصبه باسم المحاصصة الطائفية.

ويدار العراق بطريقة غريبة وعجيبة لا مثيل لها في كل العالم إلا ربما في الصومال تتشكل الوزارة تلو الأخرى ورئيس بعد رئيس من خارج الصومال وهذا ما يريده البعض من الساسة الجدد الذين لم تزكيهم الست سنوات لإدارة الدولة.ومن هنا يثير العجب مقتدى الصدر أن يظهر للعلن بعد سنتين من الاختفاء أو التدريب ألقسري يسافر من إيران الى تركيا ويلتقي اردوغان رئيس وزراء تركيا لبحث الشأن السياسي العراقي.هل خول الدستور السيد مقتدى مع وفده الكبير بأن يبحث الوضع السياسي في هذا المستوى مع دولة تقصف العراق وباستمرار وبمباركة القيادة الكردية بصوت خافت والتي لم تحرك ساكنا لإنهاء القواعد غير الشرعية لمجاميع مسلحة لأكراد تركيا؟ما هو هدف هذه الزيارة ؟هل من المؤمل أن يلعب السيد اردوغان دور الوسيط بين السيد والحكومة المركزية ,على ضوء أدوراه بين إسرائيل والفلسطينيين؟وما هي نتائج هذه الزيارة للسيد الذي يدرس في قم مع منع الزيارات له؟

وهذا يجرنا الى ما ذكره الزوبعي عن بعض الساسة الذين لا علاقة لهم بالأمن لا من بعيد ولا من قريب يجتمعون بوزراء الأمن والدفاع ...الخ.. واليوم يصرح النائب عباس البياتي عن لقاءه بكبار القادة الأمنيين لبحث الوضع الأمني معهم.هذا هو الخلل في الدولة ومن يديرها.هل يحدث أو حدث مثل هذا التهافت على الأدوار التي لم تناط بهؤلاء في أية دولة في العالم؟ماذا يبحث رئيس الوزراء ,إذن, مع وزرائه وقادته الميدانيين؟ماذا سوف يقول السيد المالكي لهؤلاء عند رجوعه للوطن بعد أن يعقد الصفقات مع إنكلترا وفرنسا؟هل يصادق البرلمان العاجز من أن يقر نشيد وطني وعلم للدولة ,هل يصادق على هذه الاتفاقيات وقد اقترب من الانتخابات القادمة وقد تأتي مسالة المحاصصة وتعود مرة أخرى ولذلك ليس بمقدور هذا البرلمان حاليا من البت في أمر لان كل شيء خاضع للتوافق والمحاصصة بشكليها القبيحين.

وتأتي مهزلة أخرى اسمها وزارة التجارة والبطاقة التموينية.فاليوم الرابع من نيسان ذهبت قوة من الأمن لإلقاء القبض على خمسة من المتهمين في الفساد المالي في وزارة التجارة ولأنهم محميين من قبل رأس الوزراة فقد أطلقت حماية الوزراة الرصاص في الهواء لتخويف القادمين وبالمقابل أطلق هؤلاء النار في الهواء,إنها ساحة حرب أم إلقاء القبض على مختلسين للمال العام؟وقبلها أطلقت النيران بسبب تجرأ قوى ألأمن من إلقاء القبض على شقيقي الوزير بسبب الفساد المالي,وتجربة البرلمان في استدعاء الوزير الله يحفظه, ذخرا للوطن المسلوب,بسبب رداءة مواد البطاقة التموينية أمرا تعدى العجب حيث لا سلطة على الوزير,لاسيما وتقاسيم وجهه التي لا تعرف الابتسامة,حسب ما هو مطلوب من ذوو اللحى الجدد والقدامى ولتدينه الشديد .

أما وقد تعب الناس من هؤلاء الفاسدين ومن كافة ألألوان الذين لا هم لهم سوى الصراع على السلطة والجشع الفريد من نوعه,حان الوقت للتفكير مائة مرة للانتخابات القادمة قبل الذهاب الى صناديق الانتخابات :ننتخب من ؟حتى لا تتكرر نفس الأكذوبة بعد انتخابات المحافظات والبرامج التي أنزلت بما سوف يحقق للمحافظات أفضل الخدمات والتقدم والنمو,ولكن وبعد صراع سياسي مرير على منصب المحافظ ومنصب رئيس مجلس المحافظة,ظهرت للناس الأكذوبة للتهرب من الالتزامات الانتخابية وهي أن بعض المحافظات لا تستطيع أن تحقق برامجها بسبب نقص الميزانية للعام الماضي,ماذا يعني هذا؟أقول ليس من باب التشفي, الطائفة هي التي توقع الناس في الشباك المقيتة لكن عليهم أن لا ينتظروا الكثير لان المال قد سرق ووزع بين الأقرباء,فلا تعولوا على مجالس هذه المحافظات شيئاَ.

والوقت ما زال أمامكم لتحكموا وتنتخبوا ألأفضل في المرة القادمة,والوطن لا يحتمل أكثر.
 


20090504




 

free web counter