| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الخميس 4/2/ 2010



أحداث عراقية سياسية سريعة تسبق الزمن

محمود القبطان  

لسوء الحظ كلما شرعت بالكتابة ظهر لي "فخ" في الحاسوب منذ أكثر من أسبوع إلى أن اشتريت الجهاز الجديد والإحداث في العراق تسرع في خطاها ربما نحو المجهول أو على الأقل ليس نحو الأفضل في كل الحالات. أزمة الحاسوب حُلت لكن أزمة المساءلة والعدالة وقراراتها وهيئة التمييز ورأيها لم تحل وسوف تخضع للتجاذبات والتوافقات السياسية بعيدا عن سلطة القضاء واستقلاليته وسوف تمر الحالة السياسية العراقية بمنخفضات "جوية" سياسية قد يبقى تأثيرها السلبي إلى ما بعد الانتخابات القادمة.

السيد صالح المطلك هو أول المشمولين بأبعاده من الانتخابات وقد التقت معه الفيحاء الفضائية لتقدم للمشاهد ما يبرر إبعاده,لكن أقول وبصراحة إن السيد مقدم البرنامج أبو فراس الحمداني فشل في جر المطلك إلى أجوبة قد تسقطه بالضربة القاضية.فقد اثبت المطلك انه مفصول من حزبه منذ السبعينيات ولم يتعاطى مع صدام أو زوجته أو أولاده,لا بل أثبت انه غني,وعمل بمثابرة في مزارعه,ثم والاهم لا يحمل شهادة دكتوراه مزورة.وفي سؤال لم يكن محبوكا بشكل جيد حول قول المطلك إن قرارات هيئة المساءلة والعدالة إنها جاءت لاجتثاث السنة,ولذلك أنكر السياسي الماكر الجديد هذا القول, لأنه قال وبالحرف الواحد:إن هذا القرار جاء لإبعاد السنة,الفرق كبير بين الاثنين ولم يستطع الحمداني من إيقاع الضيف في أي سؤال أتى به له.فكانت المقابلة جيدة وتحسب للمطلك وكانت دعاية انتخابية مجانية له.

بعد الفضائح المستمرة لسرقة أموال الشعب عبر منافذ وطرق عديدة قدم النائب الأول لرئيس الجمهورية للرأي العام العراقي معلومة صحيحة أقرب إلى الخيال حيث تفضل سيادته وقال انه يستلم مليون دولار فقط كخدمات اجتماعية,توزع للفقراء ولا تستغل لإغراض سياسية,وقال أن هيئة النزاهة تستطيع الأشراف على ذلك,ولكنه لم يخبر الشعب كيف؟؟الشعب لا ينسى أن هناك سرقة كبيرة من بنك الرافدين فرع الزوية وهناك قتلى ذهبت دمائهم فداءا للسيد النائب الذي اشترك في الجريمة قسما من حمايته وقد ظل صامتا لأيام إلى أن أتت له النجدة من الآخرين للظهور علنا ولغسل الدماء التي لن تعوض إطلاقا والمجرمون خارج العراق بفضله وفضل من يطمطم بعده.المهم إن 11 مليون دولار وزعت بطرقة شرعية لكل المحتاجين,ولكن ماذا عن نفس الخدمات الاجتماعية للهاشمي والطالباني؟هل يوزعوها هم أيضا على الفقراء,هل نحن بلد الفقراء والشحاذين؟؟!!

محقق في هيئة النزاهة يمسك بالجرم المشهود بأخذه رشوة ويحال إلى القضاء!!إلى أين وصل الفساد في جسد الدولة العراقية ؟ في السويد اكتشفت إحدى أحزاب الحكومة الائتلافية إن احد أعضاءها قد زور شهادته (ربما تأثر بما يجري عندنا) فأقاله الحزب نفسه من كل المهام وطرده من صفوفه وأحيل إلى القضاء!هل نتعلم من هؤلاء الكفار؟

ظهر على الفضائية العراقية برنامج للسيدات أولا وحضر الندوة شيخ وداعية إسلامية وطبيبة نفسية ,سافرة,وأستاذة القانون في جامعة المستنصرية,دكتورة محجبة, الندوة حول تعدد الزوجات.أولا أقول الراحل الدكتور الاقتصادي الفذ إبراهيم كبة لم يمنح لقب الأستاذية التي استحقها عشرات المرات وان لم يمنحها الحاقد صدام,واليوم كل من حمل لقب الدكتوراه أصبح أستاذا بين ليلة وضحاها.المهم إن هذه الدكتورة القانونية تعتب على قانون الأحوال الشخصية وقانون إقليم كردستان كيف يتجرأون و يمنعوا قانونا ربانيا شرعيا ويخالفوا الدستور الذي أقر بالشريعة الإسلامية ووو...وبعيدا عن التفاصيل اسأل تلك السيدة متأخرا:هل تقبل بأن يتزوج عليها زوجها مع كل الضوابط التي ذكرتها؟ولأنها حريصة كل الحرص على الشريعة وتطبيقها فهل يحكم القضاء العراقي بقطع يد السارق والسارقة؟وهل يحكم القضاء العراقي برمي الزاني والزانية بالحجارة؟أم إن الشريعة تطبق حسب الأهواء والأمزجة , هذا ما تريده الأستاذة القانونية ,ماذا ترد على أسئلة محرجة لطلابها حول قبولها بزواج زوجها عليها إن لم تنجب؟كل ما قالوا في هذه الندوة إن السبب عند المرأة ولم يذكروا إن من المحتمل إن العقم سببه الزوج وليس من الزوجة فهل تسمح قوانين الشريعة إن تطلب الزوجة الطلاق,وان سمحت فهل تسمح التقاليد التي قيدوا فيها المرأة طلب ذلك؟ويقول الشيخ الجليل أن المرأة ليست للغسيل والطبخ(هذا جميل) ولكنه يضيف التخلف الذي يملآ رأسه ويقول :إنها جاءت لإشباع حاجات الرجل الزوجية(الجنسية)!!!لم يقل الكلمة الأخيرة لأنهم يستحون من ذكرها!وماذا عن إشباع الزوجة لرغباتها الجنسية؟بعد أن أبيحت زيجة المتعة لم يبقى للعراقي إلا بتعدد الزوجات.

شاهد الناس الجموع الغفيرة الراجلة إلى كربلاء لإحياء الذكرى الاريعينية لاستشهاد الإمام الحسين,وقد تكررت الأحداث المأساوية من قتل الأبرياء من قبل أخس الناس وأكثرهم إجراما,إنهم الحاقدون على الإنسانية,لكن هل يكفي أن يقول بعض المسئولين إن هذه الجموع تتحدى الإرهاب,و127 بين قتيل وجريح لا تقاس بالملايين التي جاءت إلى كربلاء؟ الكيان الصهيوني يبادل عشرات الأسرى أللبنانيين بجثتين لجنديين إسرائيليين ,والجندي الإسرائيلي الأسير عند حماس سوف يبادل بعشرات الأسرى من الفلسطينيين,ونحن نستهين بعدد مثل 100 أو 127 أو 300 لان نفوس العراق 30 مليون .

متى تخجلون من استخدام الدين لأغراضكم السياسية؟سوف تجعلون الجيش والشرطة حماة للمناسبات الدينية ,وماذا عن صد الإرهاب الذي دخل بين مؤسساتكم العسكرية ويضرب متى ما شاء؟

ليس هناك من اعتراض من احد لممارسة التقاليد الدينية ولكن إلى متى يبقى العراق بدون عمل وإنتاج؟بعد الأربعينية تأتي مناسبة وفاة الرسول وبدأت الأجهزة الأمنية في النجف بالتهيأة للزيارة القادمة!هل يبقى المواطن العراقي من زيارة إلى زيارة وليس هناك من يعمل.في عاشوراء يوم استشهاد الإمام العباس قامت الولائم وطبخ القيمة على طول ساعات الليل,وقد كنت في زيارة رسمية لإحدى الدوائر في البصرة في اليوم التالي,وكان المدير الذي أراجعه في حالة عصبية لعدم دوام الكثير من الموظفين لأنهم كانوا يطبخون للعباس!! هكذا قال سكرتيره|,فأوجب المدير على معاونه أن يسجل كل غائب بدون إجازة وقطع راتبه لذلك اليوم.فهل كل الزوار عاطلين عن العمل ؟إذن ما هي نسبة البطالة في العراق؟وهل قال الإمام الحسين أو الإمام على أو الرسول الأعظم أكثروا من الزيارات ولا تعملوا؟:كيف سيبنونك ويعمروك يا عراق؟

آخر مشهد دعائي للانتخابات من البغدادية في مقابلة مع محمود المشهداني سألوه فيما إذا نجح في الانتخابات المقبلة فهل سوف يتنازل عن راتبه ألتقاعدي والبالغ 40 مليون دينار عراقي فقط,كانت إجابته واضحة : لا!! سنتان في رئاسة البرلمان وأزيح منه لسوء ادراته الجلسات وبعد مساومات تنازل الرئيس عن "بغلته" ليقبض 40 مليون دينار شهريا ! فأين الوطنية التي يتحدث عنها هذا البرلماني الجديد وصاحب كتلة أكلة أموال الأجيال القادمة؟

 


20100205




 

free web counter