| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 3/11/ 2010



 ماذا تنتظرون يا ساسة المحاصصة؟

محمود القبطان  

الاثنين الأول من تشرين الثاني قتل وذبح الأبرياء في كنيسة النجاة في الكرادة,ويبدو إن القوات العسكرية ألقت القبض على اثنين من مجرمي القاعدة,وسالت دماء الأبرياء بالعشرات بين قتيل وجريح,وفي اليومم التالي ,الثلاثاء,انفجرت 13 سيارة مُفخخة في بغداد لتشعل بغداد بنار مستعرة,ويسقط العشرات بين قتيل وجريح مرة أخرى,وأبطال العملية السياسية الفائزون بالانتخابات ينتظرون الطاولة المستديرة تارة ,وتارة أخرى مبادرة من هنا وهناك ,وآخرها مبادرة العاهل السعودي, لحل أزماتهم المستعصية على من يتبوأ منصب رئيس الوزراء أما باقي المناصب فهي محلولة وغير مهمة,لكن عندما أشاعوا إن الحل قريب حيث يقبل علاوي بمنصب رئيس الجمهورية,انتفض الإخوة في الميزانية فقط وقالوا إن هذا المنصب من حصة الكرد.إذا لعن الله من أتى بهذه الكلمة وأدخلها في قاموس السياسة العراقي ولن يتنازلوا عنه.أين الوطن والشعب يا ساسة يا غير كرام؟ وزارة الأمن الوطني تقول إنها أوصلت المعلومة عن خطة التفجير الأول قبل 10 أيام من الموعد الى قوات حماية بغداد,ويبدو إن المعلومة لم تدخل في الحاسوب للجهات المعنية ولذلك حدث ما حدث,ولكن إن الناطق بأسم هذه القوات قال نعم وصلت المعلومة....لكن... لا أحد يعلم ماذا فعلت القوات وقتها ليفجر المجرمون السيارة أولا ومن ثم يدخلون الى الكنيسة لينفذوا جريمتهم الشنعاء بحق الأبرياء.لا أعتقد لانهم مسيحيون فقط وإنما لان المجرمين هدفهم الإنسان قبل كل شيء إضافة الى حقدهم الأسود على الأديان الأخرى,ولأنهم يتبجحون بمحاربة الأمريكان والاحتلال,مثل ما يقول البعث المنهزم,فلم يكن مكان لجندي أمريكي هناك,وفي اليوم التالي أيضا لم يكن للأمريكان وجود,فمن يحاربون إذا؟ومن أين جاءوا ومن كان الممول لهم,ومن أمّن لهم البيوت ؟أين نقاط التفتيش المنتشرة في بغداد وماذا تعمل؟الجنود والشرطة مدججون بالسلاح وكل أدوات الاتصال الحديث والناظور والقبعات الحربية الجميلة وكل ما يرتديه الجندي الأمريكي.لماذا ردود الفعل القوية تأتي بعد كل تفجير؟أعلن عن منع التجوال في بغداد,وماذا بعد؟سوف يقولون إنهم عثروا على أكداس من الأسلحة وألقوا القبض على بعض المطلوبين,وماذا بعد؟التفجيرات مستمرة والقتل مستمر ودماء الأبرياء تسيل.والساسة ينتظرون الفرج من صاحب الفرج,الذي يسّر لهم تقسيم العراق حسب المذهب والقومية ليغرقه في بحار من الدم ويجعله يدور حول نفسه مثل الإنسان الذي أصيب بصرع أو دوار لا شفاء ولا دواء له إلا بإزالة السبب.كل شيء مُعطل في العراق إلا الاجتماعات التي بدأت"تنضج"رويدا رويدا ,والجماعة ليس في عجلة من أمرهم.كل شيء باقي في مكانه ,كما المناصب,إنها باقية لهم ورواتب الإبطال الجدد مستمرة وان لم يمارسوا أعمالهم,قل أفعالهم.

هل هناك خروقات أمنية ومن هذه الثغرات ينجح المجرمون في تنفيذ جرائمهم؟نعم وألف نعم,وألا لما استطاعوا العبور من جانب نقاط التفتيش.من يتعاون معهم؟لا أحد يستطيع الجزم لكن هناك من يهون عليه قتل الأبرياء لقاء ورقة أو ورقتين.وهناك من اعتقلوا لهذا الأمر.ماذا يعني اعتقال قيادة عمليات بغداد كما أوردت الخبر كل الصحف؟لقد غيرتم عبود قنبر ولمن يتغير شيء نحو التحسن الأمني,وماذا يعني تغير خلفه؟إن المجرمين يتحركون بحرية والشاهد على ما حدث في بغداد خلال يومين.وهؤلاء المجرمون يعلمون إن عقاب القانون الأفلج العراقي الذي سموه إرهاب 4 لن يطالهم مادام الرئاسات الثلاث معطلة.وحتى لو بدأت بالعمل فأنها تمنع عن التوقيع على العقوبات لان هذا"يدخل في مجال حقوق الإنسان في الحياة" ,لكن من يحمي حياة الإنسان البريء؟هذا ما لم يجيب عليه لا بان كيمون ولا منظمة حقوق الإنسان العالمية ولا المدافعين عن الإنسان الميت-الحي المدان المجرم طارق عزيز.

هل تستمر مهزلة تشكيل الحكومة الى أشهر أخرى والقتل مستمر بشعب لا حول له ولا قوة؟تدعي كل قوى المهزلة هذه إن الآخرين قد خرقوا الدستور عربا وكردا وتركمانا.إذا ماذا بقى في الدستور لم يُخرق ,يا...ساسة المحاصصة؟لقد قالها صدام من يريد العراق سوف يأخذه أرضا بدون بشر,لكنه رحل غير مأسوفا عليه وتلاحقه اللعنات على عدد الثواني الذي عبث فيها في العراق,وجاء الإسلام السياسي ليقول أحد قادته ومن حزب المالكي إنها,السلطة, في أيدينا ولن نسمح لأحد بأخذها مرة أخرى,ونسوا هؤلاء الجهلة ماذا قال سلفهم صدام وماذا حل به.مصيبة الإنسان انه سريع النسيان.

أما القوميون الاكراد,لا سيما حزب طالباني,فقد نسوا ماركسيتهم وجعلوا الأمر يتعلق بحقوق لا بد منها,وأراضي لابد من الحصول عليها,حسب الخريطة المنتظرة في تشكيل الدولة ذو إبعاد وحدود كبيرة,هؤلاء جعلوا من فكرة المائدة المستديرة لحل الخلافات بين الكتل اجتماعا للموافقة على فقراتهم ال19 ليس إلا,ولذلك صرح عثمان أخيرا إن الأسبوع القادم سوف يكون موعد الحسم للأكراد في مع من يتحالفوا.وهم يعلمون إن لا حل بدونهم ولأنهم شركاء في "الوطن" وأغلب الظن إن الاجتماع المرتقب سوف لن يُعقد وان تم فقد كُتب عليه الفشل مقدما لان بعض الإطراف سوف لن تحضر إليه.

الأمر في غاية الخطورة في الجانب الأمني.لا وقت للانتظار لحسم عقدة رئاسة الوزارة ودعاة المناصب ليسوا في عجلة من أمرهم,ولكن على الجماهير أن تخرج ولتعبر عن غضبها وتشكل قوة ضغط على هؤلاء الذين يقبضون بدون فعل أما لحل ألازمة أو إعادة الانتخابات.ما عادت الأوضاع الأمنية والسياسية تتحمل أكثر.إن إعادة الانتخابات هو الحل الامثل لان ساسة بهذه العقلية لن تصل بالعراق الى بر الأمان.

 

20101103




 

free web counter