| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 3/1/ 2011



ماذا ينتظر العراق غدا .. بعدما سمعناه اليوم ؟

محمود القبطان  

بدأ الإسلام السياسي يوما بعد يوم بقضم ما وضعوه في الدستور الذي فرضوه ,على أن يُعدل في مرحلة قادمة,بسبب العجالة التي كتبوا فيها ذلك الكُتيب والذي بدأ واضعوه بخرقه يوميا ودن اعتبار لأي قانون ما عدا قوانينهم التي تخدم مصالحهم.هذا يحدث يوميا إذا ماذا ينتظر العراق من الغد؟

1:

اليوم عرضت قناة الحرة العراق مقابلة مع محمود المشهداني رئيس البرلمان الأسبق وفي حوار معه حول العملية السياسية ومستقبلها.لا يهم الكثير من كلامه لأنه في بعض الأحيان لا يفرق,في تصوري ,عن ألقذافي في شطحاته لكنه في أحيان أخرى يقول الحقيقة عما يدور خلف الكواليس وربما هذا ما أبعده عن البرلمان. يعتقد المشهداني إنهم,الإسلاميون,سوف يبقون في السلطة لانهم استلموها وسوف لن يسلموها,ويريدون أسلمة المجتمع,لان لا يمكن القبول بالكحول والرقص والبارات...هذا كلام سياسي كان يقود المؤسسة الشرعية في العراق لسنتين!وردا على سؤال آخر قال تبقى الوسائل الديمقراطية بيننا وبين العلمانيين,لان لا يمكن القبول بتغيير أخلاق المجتمع.وهناك اتفاق بين الإسلاميين حول هذا الموضوع وهم يسيرون عليه,كما قال .إذا ليس الأمر من شرب كحولا هنا وهناك وإنما يريد البعض وحسب خطة مدروسة بين الإسلاميين من الطرفين لاسلمة المجتمع بكل ما تعني الكلمة وبعض النظر عما جاء في الدستور في احترام حقوق الإنسان ,وفي رأيه إن تحريم الكحول لا يعني التعدي على حقوق الإنسان ولان من يشرب لا يحترم حقوق الآخرين. ويريد العراق كما يلي : السعودية + إيران تقسيم 2. هذه نظرية على الفلاسفة الجدد أن يسجلوها وبسرعة,قبل أن تذهب مع الريح.و ردا على سؤال آخر حول مستقبل الحكومة قال:إذا لم يعملوا بجدية وتوفير الخدمات من سوف ينتخبهم؟وقد انتقد طريقة انتقاء الوزراء وتعين آخرين بدلا عنهم في مقاعدهم البرلمانية.حُسمت العلمانية بشرب الخمر والرقص. وفصل البنات عن الأولاد في المدارس والجامعات ورفع التماثيل من الفنون الجميلة لأنها تُذكر أحد الأغبياء والمتحجرين وهو عضو برلماني بتماثيل ما قبل الإسلام,وكأنه رآها,ولكن لم يقولوا ماذا هم فاعلون بتمثال السعدون والصافي وأبو نؤاس وعبدا لكريم قاسم...وغيرها من تماثيل مشاهير العراق؟ لكن فات المشهداني أن يقول هل سرقة المال العام حلال في عهد الاسلمة أم تعتبر خلطة من ال: (حرلال) ولا تستدعي المنع والتحريم.وفي هذه المناسبة عرضت العراقية مقابلة مع رئيس هيئة النزاهة,وفقط اذكر حالتين سوف أعرج عليها وهي. الأولى ,وكيل وزارة النقل يستلم رشوة بمبلغ 800000 (ثماني مائة ألف دولار فقط لا غير) في صفقة واحدة,وهي ليست كبيرة لكن دناءة الأنفس وانعدام الضمير والحس الوطني تصل الى هذا الحد. وثانيا : موظف كبير في النجف في مكان ما في دائرة الإشراف على عقود الاستثمار عُرض عليه مليون دولار كرشوة ,لكن الموظف الشريف ذهب الى رئيسه وأخبره,لكن مديره الأعلى استلم المليون دولار في زمن الجعفري,وألان هو سفير في إحدى الدول ممثلا لعراق ما بعد 2003,مبروك للخارجية والحكومة.وبعد هذا في مناسبة أخرى أتوا إليه باقتراح رشوة 2 مليون دولار لتمشية عقد كبير فذهب الى النزاهة ونصبوا كمينا للراشي وسلم المبلغ وبأمانة الى الجهات الرسمية,والفرق كبير بين هذا الوطني المخلص وبين البعض (الكثير) الفاسد,وفي هذه المناسبة ظهر اثنان من المواطنين أحدهما يقرأ اتحاد الشعب,الجريدة التي نطقت بأسم كتلة اتحاد الشعب قبيل الانتخابات والآخر يقرأ طريق الشعب.ويعرف سراق الشعب قبل الشرفاء مغزى هذا العرض من قرأ اتحاد الشعب وطريق الشعب.هكذا هم شيوعيو وديمقراطي العراق,فهل عندكم مثال حسن بهذا الوزن, أظهروه رحمكم الله.

2:

وبعد ساعة من البرنامج الأول مع المشهداني جاء دور برنامج بالعراقي,وكان حقا بالعراقي,لفضح طريقة تفكير الإسلاميين الجدد للاستحواذ على الحكم وبأية وسيلة. فقد كان احد الضيوف من العراقية والذي غُبن فيه حقه من الوصول الى البرلمان عبر المقاعد التي بقت شاغرة بعد أن صعد المقربون والأحبة وليس على أساس عدد الأصوات وأيده في ذلك عضو التحالف الوطني وهو من قائمة الائتلاف,ممثل حزب الله العراقي والذي لم يصل الى البرلمان ليشغل مكان أحد الوزراء من كتلته الكبيرة.وثالث الضيوف كان خبير قانوني مدير شبكة عين العراق والذي قالها بوضوح وقد غفلها الآخرين بتعمد وهي : ليس هناك مقاعد تعويضية لان هذه مسألة أخرى وقد رشح لها من الكتل الفائزة من أرادوهم, لكن المقاعد التي تركها أصحابها ليكونوا وزراء هي مقاعد شاغرة وحسب الدستور كان على البرلمان أن يرشح لآخرين من القائمة غير الفائزة والتي لها من الأصوات التي تؤهلها لان تشغل هذا المقعد الشاغر,وفي هذا خرق الدستور لأكثر من مرة ,مرة جيء بمن لم يصوت لهم إلا بضعة عشرات أو مئات والثاني ليس على أساس تعويض المقعد من نفس المحافظة التي ذهب مرشحها الى الوزارة وهذا خرق آخر إضافة الى الخروق الأخرى.

3:

وصل رئيس الوزراء الأردني,وهذه مناسبة كبيرة للحكومة العراقية,كما تتصور,للخروج من العزلة,لكنها تتناسى ثمن ذلك على مستقبل العراق. فرئيس الوزراء الأردني لم يأتي فقط للتذكير لأن الملك عبدالله الثاني سوف يترأس وفده الى القمة العربية القادمة في بغداد وإنما , بسبب تصدير كميات اكبر من النفط العراقي للأردن,(كان العراق في زمن الطاغية يصدر النفط بسعر 5 دولار لنصف الكمية والنصف الآخر مجانا وألان بسعر تفضيلي 18 دولار اقل من السعر الرسمي) ويريدون تسوية الديون للأردن التي هي بذمة العراق (حتى الأردن له ديون و يطالب بها!),وهناك مسألة أخرى تبدو ثانوية وهي تسهيل زيارات العراقيين ومنحهم تأشيرة الدخول أو تسهيلها.اليوم السفير الفرنسي والذي يتكلم العربية بطلاقة قال. سوف نمنح المنح للدراسات ونصدر التأشيرات ليس فقط للتجار والطلبة وإنما للسياح متى ما شاءوا لزيارة فرنسا,ومن الأردن "الشقيق" نتوسل تسهيلات في تأشيرة الدخول الى جنانها!!

هكذا ويوميا,كما ظهر اليوم, يُخرق الدستور وبتعمد ويجري ملئ المقاعد الوزارية أو البرلمانية حسب ما يرتأون ,وحسب ما يتصورون إنهم وبهذه الطرق المخالفة لكل معاني الديمقراطية التي يتشدقون بها يستطيعون أن يبنوا العراق.إن الوزارة,وكما قال المشهداني,سوف تفشل في تحقيق برنامجها 90%.وإذا صح تقدير المشهداني والذي يصر على إبقاء السلطة بأيدهم وأسلمة المجتمع فأن الوزارة سوف لن تستمر كثيرا,وربما تختنق قبل نهاية دورتها,إن لم تُدبر وتُعاد فكرة رئيس اليمن بطريقة عراقية.

4:

ماذا ينتظر العراق في الغد؟

بعد كل ما رأينا من فساد إداري ومالي ومحاولات تقسيم العراق عبر فدراليات مشبوهة بحجة التمتع بأموال المحافظات,طبعا ليس من أجل ناس تلك المحافظات وإنما من أجل جيوبهم التي لم تمتلئ كفاية,ومكافئة الفاسدين ماليا بتعيينات على مستويات أعلى فأن الغد مظلم ولا يبشر بخير مهما أطلقوا الوعود في الانفراج والتحسن في مجال الخدمات التي وعدوا فيها الشعب منذ أكثر من سبعة أعوام ولاسيما في السنوات الأخيرة دون أن يرى الشعب نتيجة تلك الوعود.

لم يبقى أمام الشعب إلا الالتفاف حول التيار الديمقراطي والذي يمثل الصفحة النظيفة في الوطنية و الإخلاص والعمل المتفاني من أجل مطالب الشعب.إن أمام هذا التيار الكثير من المهام ولذلك إن ترتيب هذا البيت وترك حساسيات الماضي اللعين ,ونبذ التشرذم والنظرة الفوقية لبعض الفئات أو قل التجمعات التي ربما لها توجه ديمقراطي حقيقي لا شك فيه لكنها لا تتمتع بجماهير حقيقية على الساحة العراقية الداخلية ولذلك على هذه التكتلات التواضع والنظر الى مصلحة الشعب في أول مهامها والعمل الجاد من اجل خطة عمل جدية ,وفي اقتراح الكثير مثل الأساتذة كاظم حبيب وكامل العضاض وغيرهم الكثير والممكن للالتقاء به والشروع بالعمل الجاد لإيجاد البديل لحل مشاكل العراق العالقة.
 


20110103



 

free web counter