| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الخميس  31 / 1 / 2014



وحدة العراق ألأهم للإنسان العراقي من تقسيمه , رواء الجصاني

د. محمود القبطان 

في مقالة للسيد رواء الجصاني نًشرت له في موقع الناس في 25 كانون الثاني 2014 بعنوان "من أجل الإنسان,وإنهاء الدمار تقسيم العراق,وإعادة توحيدها..ولم لا؟؟؟" أثار فيها آراء ليته احتفظ بها لنفسه لأنها وعن دراية مسبقة لديه إنها سوف تثير تحفظات العديد من القراء,وهذا ما يريده,لكنه استبق هذا الوعي عنده بأن وصف منتقديه سابقا ب:"أنصاف ألاميين" ومواقف "عاطفية" الى أن توصل في رميه الآخرين ب: "فثمة رماة حجر وسهام,وهم لا يفقهون".إن من يريد أن يثير نقاشا موضوعيا ومفيدا للوضع في العراق عليه أن يحترم الآراء التي لا تتفق معه ,أولا , وثانيا أن لا ينعت الآخرين المخالفين له بكلمات أقل ما تقال بحقه لا تتطابق والمهمة التي يؤديها في مؤسسة أو منتدى ألجواهري.

وكنت أتمنى عليه أن يبقى باحثا في ألجواهري وشعره وحياته أفضل من أن يدخل معترك السياسة وهي الذي طلقها منذ فترة ليس بالقصيرة ولأسباب هو أعلم بها من غيره. متى كتب ومن رد عليه من أنصاف ألاميين والعاطفين لا أعلم,حيث لم أقرأ له شيئا من قبل إلا أللهم أنني وعلى بريده الالكتروني في رسالة خاصة سألته لماذا لا يكتب عن الوضع في العراق بغض النظر عما قيل عنه من قبل,فكان جوابه أن أرسل ليّ مقالة كتبها في الثمانينيات عن الوضع الطلابي ومن براغ!!

مقالته التي حاول أن يعززها بالأمثال وأبيات الشعر في أكثر من خمسة مواقع حاول جاهدا أن يعتبر تقسيم العراق هو الحل لإيقاف الدمار ومن ثم إعادة توحده..ولم لا؟؟,كما تفضل.لا أعلم كيف لدولة تتقسم على أسس طائفية وعرقية ومن ثم وتتوحد.لماذا انقسمت ولماذا توحدت؟لم يعطي القارئ أي مثال يحتذى به.لكن صحوته جاءت متأخرة حيث يقول"الإنسان لا يولد هرا أو سبعا,لكن خلاصة تجريب وتمرين.." يعني ان السيد الجصاني جاءته الصحوة الآن ولو متأخرة فبدأ يعطي أراء بعد تجريب تمرين سوف يجاوب عليها"أنصاف ألاميين".

في البداية يعتبر ثورة 14تموز 1958 حركة,ونشكره حيث لم يعتبرها انقلاب على الشرعية,في حين كان يتغنى بها أيام شبابه ويخرج التظاهرات الاحتفالية بالثورة في كل عام ,افترض ذلك, فهل كان منوما أو مجبرا على ذلك وألان جاءته الصحوة؟ يقول:"حركة الرابع عشر من تموز العراقية عام 1958 وبخاصة مسؤولية زعيمها الأوحد,عما جرى بعدها من ويلات.."والسؤال هو هل كان الأفضل أن نستمر في نظام ملكي إقطاعي ,تحت رعاية بريطانية ناهبة ثروات العراق؟الم تناضل من أجل ذلك أم أتتك الصحوة ولو بعد حين؟مع الاعتراف بأن فترة حكم الشهيد قاسم لم تخلو من أخطاء كبيرة.

يعتبر التقسيم ,وان كان مؤلما,لكن ذلك هو لإنهاء ألازمات....الواقع ولان السيد الجصاني بعيد عن العراق وربما لم يزوره بعد التغيير مرة أو مرتين في أحسن الأحوال هذا اذا زاره فعلا,ينظر له من بعد آلاف الكيلومترات ويعتقد إن التقسيم هو الحل.هل يستطيع تصور ماذا سوف يحدث للعراق بعد تقسيمه؟هل يستطيع ان يعطي تصور عن تقسيم أوروبا الشرقية الى دويلات ولماذا؟ليقل لنا إذا انفصل الإقليم عن العراق فما هي الأسباب التي تدعوه لإعادة توحده مع العراق؟ماهي ضرورة تقسيم بلد ليعود ويتوحد؟

يقول:"آن الأوان للاعتراف الشجاع بحقيقة ان هناك العديد من المقومات التي تفرض إعادة تقسيم العراق ومن ثم توحيده لا مركزيا"..الإمارات العربية كانت مقسمة وتوحدت,فلماذا العراق يُقسم ثم يعاد توحيده؟

إن الاقتتال الذي فُرض على العراق بين مختلف طوائفه ليس بسبب خلافا عرقيا أو مذهبيا وإنما خلافا سياسيا بحتا,فهل يعتقد السيد الجصاني بغير ذلك؟

اذا كان العراق سابقا من"ولايات البصرة والموصل وبغداد.."ولكنها قبل تتحدث لنا عنها فقد توحدت تحت اسم العراق.لكن هل تعتقد بأن كان هناك دولة كردية وكم عمرها,وقد تتغنى أو تطالب بدولة لها؟نعم من حق الشعب الكردي حق تقرير المصير بكل ما تعنيه الكلمة,مع إنهم امة مقسمة لكنها تريد التوحد في دولة بكل أجزاءها,وهنا يمكن فهم هذه الشعور عند الكرد,لكنه كيف نفهمه بالنسبة للعراق كان في البدء من ثلاث ولايات ومن ثم توحد بدولة واحدة هو العراق.التأريخ واللغة والجغرافية والتقاليد مع التداخل الاجتماعي والاقتصادي وارث عاطفي : له هذه الأمور والعوامل لا تساوي شيء عند السيد الجصاني ألا التقسيم فهو العصا السحرية التي سوف تقدم للدول الجديدة والتي لم يحدد حدودها الجغرافية,الأمن والأمان للشعوب الجديدة!!و أتساءل لماذا تقدم المتناقضات والمتضادات على المشتركات,ايهما الأهم؟ يقول الجصاني في الجزء قبل الأخير: "بدعوى "عيب" على الرجال أن يغيروا من المواقف والمبادئ التي اعتنقوها.."أقول ليس العيب في التطور نحو الأحسن والتغيير نحو الأفضل اذا كان في التغيير لصالح الشعوب,وتحديدا الشعب العراقي,ولكن من اعتاد التغيير لسبب وآخر وتحت أبسط الضغوط وبدون الرجوع لتراثه وتأريخه الذي يتغنى به في كثير من الأحيان يكون عليه سهلا وأسهل من "شربة الماي" وأن يطالب بتقسيم العراق.

وحتى يستبق "المتفيهقين" يذكر أزمات العراق بالقتل والتدمير وقطع الرؤوس والتهام الأكباد.."ولذلك يذهب بتفيهقه الى المطالبة بتقسيم العراق الى دويلات ومن ثم إعادة توحيده.وليقل للقراء كيف سوف تتوحد الارادات من جديد وبعد كم من الأعوام ليتوحد العراق,ولكن بعد كل ذلك العناء لماذا يتوحد مرة أخرى.نرى على ساحة الإقليم احتراب تحت نار هادئة ولم يسلم الإقليم من القتل والتفجيرات سواء على أيدي الميليشيات المحلية أو الإرهابيين,فهل سوف يستوي الأمر بين الفرقاء بعد تشكيل الدولة الكردية أم يحدث الاقتتال للفوز بأكبر قسم من الكعكة,وهو نفس الشيء بالنسبة للدول الجديدة المقترحة من قبل السيد الجصاني. مجالس محافظات,حكومات محلية لا تستطيع ان تتفق مع بعضها فكيف تريد للدول الجديدة بعد التقسيم أن تستمر,هل يستمر التقسيم الى ما لا نهاية له؟

ختاما,اعتقد أن السيد رواء ألحصاني أراد من مقالته إثارة الردود فقط و ليس مناقشة آراءه الجديدة, لأنه وفي المقدمة يعتبر من يرد عليه سوف يكون من أنصاف ألاميين والعاطفيين ,وهو الوحيد الذي لا تشمله هذه التسميات.كان عليه إنصاف الآخرين باحترام آراءهم بدل أن ينعتهم بأوصاف لا تليق به كمثقف يعني بتراث ألجواهري, وبالتالي لو بقى على أعماله في منتداه ,ربما كان له الأفضل.

العراق أرضا وشعبا سوف يبقى موحدا,وإذا كان هناك احتراب بين الفرقاء فهو ليس بسبب اختلاف اللغة أو التأريخ أو الدين أو... وانما بسبب اختلاف المصالح الحزبية والفئوية الضيقة وتدخل دول الجوار في الوضع الداخلي بشأنه.ويبقى على القوى الواعية ان تفوّت الفرصة على أعداء الشعب بتوحيد صفوفها ونبذ العنف.هذا الأمر قد يأخذ من الوقت الكثير لكنه ليس مستحيلا.

لن يُقسّم العراق لإعادة توحيده فهذا الأمر هو ما يريده أعداءه.




20140130

 

 

 

 

free web counter