| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 31/10/ 2010



"ألطائف" الطائفي الثاني في الرياض ...بأشراف الجامعة العربية

محمود القبطان  

نقلت الأنباء هذا اليوم مبادرة "خيرية" جديدة لعاهل السعودية الملك عبدالله مشابهة لمبادرة الطائف الأولى بين الفرقاء اللبنانيين قبل عدة سنوات لحل مشكلة إدارة الدولة اللبنانية وقت ذاك الى أن انتهت الأمور الى ماهي عليه من طائفية ومحاصصاتية مقيتة يعاني منها اللبنانيون الى يومنا هذا.ماذا تعني هذه الدعوة"الكريمة "من عاهل السعودية؟

1:
لقد أعلنت السعودية وبشكل رسمي إنها جزءا من المشكلة أو في أحسن الأحوال جزءا من الحل ولا يمكن تجاوزه,كما في لبنان الآن. لقد أعلنت السعودية دوما إنها تقف على مسافة واحدة من كل الإطراف,ولا أعلم لماذا تتدخل في الشأن العراقي أصلا.وفي حالة لبنان ربما,وهذا ليس مبررا,إنها تدعم هذه الدولة بمليارات الدولارات وتحدد المسيرة السياسية حسب المبلغ ,مثلما "مساعدات أمريكا الى مصر حيث إنها تسمح للدولة المانحة للمنح بالتدخل في الشأن السياسي وان لم تُذكر رسميا,و إلا ف:العصا حاضرة لمن يفكر بغير ذلك.لكن في حالة العراق ليست هناك حاجة الى أية مساعدة مالية لدفع الرواتب أو تمشية أمور الدولة المرتبكة,بالعكس فهناك ميزانية شبه خيالية تعادل ميزانية أكثر من دولة عربية.

ولكن لم يبقى للسعودية مبررا للتدخل في "حل" المشاكل غير السبب الطائفي العفن الذي أدى ,وربما سوف يؤدي بالعراق الى متاهات جديدة لا تحمد عقباها.

2:
تغليف هذه المبادرة بغطاء الجامعة العربية ليس سوى ادعاءا فارغا يراد به التغطية على النفس الطائفي الذي سوف يجبر بعض الأطراف بالقبول به في سبيل البقاء على منصب رئاسة الوزراء,وهذه سوف تكون كارثة على مستقبل العراق السياسي وسوف تجلب تكرار التنازلات تلو التنازلات من أجل إنجاح مسيرة العراق الطائفي الجديد,وهذا ما يعني تشبث الأطراف السياسية الفائزة بالانتخابات كل بمواقعه,ويبقى الدستور كما هو غير مُلزم لأحد مادام هناك مؤتمر طائف(ي) جديد.

3:
لقد أثبتت المبادرة السعودية والتي لا أتمنى لها النجاح,فشل سياسي العراق الجديد الذين فازوا بالانتخابات الأخيرة وتدل على تنكرهم للدستور ولإرادة ناخبيهم وتجاهلهم لكل المناشدات الجماهيرية بضرورة الالتفات الى ما يعاني منه الشعب خلال 8 أشهر من الانتظار الى تشكيل الحكومة واستغلال والإرهاب الأمر بتصعيد هجماته على الأبرياء ليحصد يوميا

أعدادا جديدة منهم وليقبض أعضاء البرلمان الذي جلسوا في بيوتهم وتركوا أمرهم لعشرة أو عشرين "قائدا"فذا ليقرر ما ينبغي أن يقولوا لو اجتمع البرلمان وكمل نصابه يوم الاثنين ,هذا إذا كمل النصاب وألا فأن الجلسة سوف تبقى مفتوحة الى ما شاء سراق قوت الشعب ورغما على انف الدستور.بالمناسبة النواب الذين"فازوا"في عضوية البرلمان إضافة الى رواتبهم التي يقبضوها دون وجهة حق ودون أن يقدموا أية خدمة لبلادهم أو لشعبهم أو حتى لمن انتخبوهم,إضافة الى ذلك استلموا سلفة ب90 مليون دينار:لماذا؟لا أحد يعلم ,وألان هؤلاء النجباء يريدون أن يجعلوها منحة لا تُعاد الى البرلمان,هل حدث مثل التجاوز حتى في دولة متخلفة في العالم؟

4:
مبادرة السعودية هي إفشال لمشروع فاشل أساسا دعا إليه مسعود البرزاني وبعد تأجيل ,وسوف يتلوه تأجيل آخر,وسوف لن يصل الى نتيجة لان الهم الكردي السياسي ليس تقريب وجهات النظر من باب التنازلات بعضهم للبعض الآخر وإنما للموافقة على الورقة الكردية ذو 19 مادة والتي لم يتنازلوا عنها,وجل التصريحات لمحمود عثمان وشوان وغيره هو الموافقة على كل الورقة حتى يدعمون من يوافقهم عليها.ولذلك اجتماع القوى الفائزة الأربعة في الإقليم حُكم عليه بالفشل قبل انعقاده ,وقد جاءت مبادرة عاهل السعودية لتضع البسمار الأخير في نعش مبادرة البرزاني و سوف يقبلون بها وان على مضض.

5:
على القوى الوطنية الديمقراطية أن تشدد من الضغط على هذه القوائم الفائزة الى الالتفات الى معاناة الشعب والإسراع بتشكيل الحكومة,أو إعادة الانتخابات.ويكفي الكذب على ذقون الشعب بتصريح هنا وتصريح هناك بأن اللقاءات والمباحثات ألان أخذت الطابع الجدي,كما لو أن الشعب العراقي لا يعرف مدى غباء هؤلاء في أن تمرير مثل هذه الأكاذيب لا تنطلي على إلا عليهم وعلى من ينتظرهم على باب البرلمان ليقولوا نعم.إذا كانت 8 أشهر وهم يجرون مباحثات ولم تعطي ثمارها,ويبدو إن الأمر لم يكن جديا, فهل اليومين أو الثلاث القادمة سوف تعطي النتيجة بتوصلهم الى حل؟ إنها أكذوبة عام 2010,ولان جبنهم السياسي قد أمتد الى يومنا هذا ولم يتوصلوا الى حل وشل حركتهم السياسية لحلحلة ألازمة فأنهم سوف لن يقدموا على الحل النهائي بإعادة الانتخابات,وليس أمام القوى صاحبة المصلحة الحقيقية في الأمن والازدهار وإعادة الأعمار وحفظ حقوق الإنسان إلا المطالبة بإعادة الانتخابات والضغط دون هوادة على المطلب لان جوعا المال العام لم يشبعوا مما سرقوه ولم يكتفوا بما لهفوه لحد ألان. ألم يرى العراق كله من شماله الى جنوبه ماذا قال ابن البصرة ,ابن التنومة وهو واقف على جسر التنومة الخرب وأمام الشاشة :اگص إصبعي وبعد ما ابصملهم!!!انه تعبير حقيقي لمن خدعتهم الطائفة والشعارات والأسماء البراقة الكذابة,لذلك ساسة الطوائف والقوميات يخشون مبدأ إعادة الانتخابات لأنها سوف تكسر العمود الفقري الذي يرتكزون عليه سياسيا ويُشلون الى ما لانهاية.
 

 

20101030




 

free web counter