محمود القبطان
الأثنين 31/5/ 2010
حطام حكام نائمون وإسرائيل تقتل بدون رادع!!محمود القبطان
تعجز الكلمات عن وصف وحشية النظام العنصري الصهيوني ضد شعب مُحاصر منذ ما يقرب الأربعة أعوام. لم تستطع الأمم المتحدة من ثني هذه الدولة الإرهابية من فك الحصار على الشعب الذي لا حول له ولا قوة سوى انه وقع بين المطرقة والسندان , بين فكي حماس وفتح . فقد تلد امرأة بين الحدود التي ترسمها إسرائيل و بين الجدار العازل ولا يسمح لها بالدخول للذهاب الى المستشفى, وقد تموت طفلة بسبب قلة الدواء وقد يموت عجوزا بسبب عدم السماح له بالعبور الى ارض الكنانة للعلاج .العالم العربي متمثلا بحطام قيادته المُتهرئة نائم لا تهمه الأحداث سوى إرسال البرقيات الاستنكارية,ولكن من الجهة الثانية يطبع العلاقات مع أشرس حكومة إرهابية بكل المقاييس ضد شعب طرد من بلاده. فترى مؤسسات الدولة الصهيونية تنتشر في كثير من البلدان العربية ووصلت العلاقات الى التمثيل الدبلوماسي الكامل وحضور المؤتمرات الاقتصادية وغيرها أينما وجدت في البلدان العربية المطبعة علاقاتها مع إسرائيل لا بل أكثر من هذا تحاول أمريكا بكل ثقلها الدولي أن تضغط باتجاه الدول العربية الباقية لتطبييع علاقاتها مع إسرائيل ، دون أن تطلب أمريكا من طفلها المُدلل إسرائيل أن تترك منطق القوة والتسلط والحصار وتهجير الناس من أرضهم وإيقاف بناء المستوطنات .ولكن بالمقابل ماذا في جعبة العرب من وسائل ضغط على إسرائيل وأمريكا ؟ هناك الكثير وأوله هو قطع العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدولة الإرهابية واستدعاء سفراءها من هناك وقطع كل العلاقات التجارية أيضا وعلى المكشوف حتى لا يبقى عذرا لقطر و لجوارها حتى يتم عزل إسرائيل بالكامل ولتذعن في الأخير لمطلب المنطق وهو الجلوس الى طاولة المفاوضات والانسحاب من الأراضي المحتلة بعد 1967 وليحل السلام والى الأبد في المنطقة. ولكن العرب كحكام مُحطمون ونائمون وما يحدث من أحداث على شاكلة جريمة اليوم لا يتعدى احتجاجهم سوى كلمات خجولة وهي لا تختلف عن ما قاله ممثل الجامعة العربية اليوم من إدانة وكأن المسألة بين أصدقاء ولا ترقي الى مستوى الحدث الذي هزّ كل أوروبا منذ الصباح ,فقد خرجت المظاهرات بالآلاف من كل البقاع .
وقد استدعي سفراء إسرائيل في أكثر بلدان أوروبا لإدانة هذا العمل الإجرامي وتقديم التوضيحات حول الحادث حيث كان الجميع يعرف إن هذه السفن التي أبحرت الى غزة من قبرص لا تحمل سوى مواد غذائية وطبية وبيوت جاهزة للبعض الذين فُجرت مساكنهم وكان برفقة السفن الكثير من مُحبي السلام. لكن الغطرسة الصهيونية لم تتنازل عن تهديداتها فقد اقتحمت هذه السفن في المياه الإقليمية وقتلت أكثر من 19 مواطنا لم يحمل السلاح وإنما جاء لمساعدة من حرم عنهم الغذاء والدواء وجرح العشرات من ركاب هذه السفن.معظم الشهداء الذين سقطوا برصاص جنود القرصنة الصهيونية كانوا من الأتراك.
ردود الفعل التركية أقوى بكثير من ردود الأفعال الخجولة التي صدرت من الجامعة العربية. مجلس الأمن الذي ينعقد ألان يجب أن يدين إسرائيل على جرمها هذا ومن المتوقع إن تستخدم أمريكا حق الفيتو ,كما في كل مرة,ضد هكذا قرار لكن الإجماع الدولي الشعبي على إدانة إسرائيل هو الحكم وسوف تُجبر إسرائيل على الجلوس الى مائدة المفاوضات والانسحاب من الأراضي الى ما قبل 1967.وفي العراق خرجت المظاهرات ,وحسب طلب القائد الضرورة,مقتدى وطالب بعدم الاكتفاء بالمظاهرات والإدانة وإنما أكثر,حسب ما صرحت به الطبيبة مها الدوري والمتحدثة باسم التيار,وقت الحاجة,لكنها لم تفيد الناس والعالم المُحتج على الجريمة ماذا ينوى القائد أكثر من الاحتجاج ؟ هل يرسل انتحاريين الى إسرائيل ؟ جيد لكن ليرسل أولا وثانيا من أين وكيف ؟ القاعدة الإرهابية أيضا تناضل من اجل "تحرير العراق" عبر مفخخاتها وقتلها الأبرياء,أما آن الأوان لترسل إرهابييها الى إسرائيل لقتل الجنود هناك بدل قتل أبرياء الشعب العراقي؟ القاعدة والمقاومة الشريفة ! ومقتدى الصدر يريدون مقاتلة الأمريكان لكن كيف؟ ويريدون تحرير الأرض المحتلة ,لكن كيف؟
وما زال الحكام العرب نائمون على وسادات جميلة وشعوبهم شبعت جوعا وحرمانا وقتلا وأرضهم المقدسة التي طالما تغنوا بقرب تحريرها وفي كثير من الأحيان عبر بعثهم الفاشي اغتصبت وتغتصب الكثير منها يوميا ويطرد شعبها دون أن تخجل هذه القيادات التي حان وقت رحيلها جميعا.
على البيت الفلسطيني أن يُرتب أوضاعه وينسى الخلافات السلطوية وليقف ضد الغطرسة الصهيونية لاسترجاع أراضيه.على الجامعة العربية إيقاف مهزلة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل كوسيلة ضغط عليها من اجل إيقاف الاستيطان وبناء المستوطنات وإرجاع حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال حسب قرارات الأمم المتحدة.
20100531