| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 30/1/ 2011



كلما تراجعت تجربتكم .. تذكرون الناس بالإلحاد والملحدين.

محمود القبطان  

تمر الشهور والسنين ومازالت تجربة الإسلام السياسي في تراجع "منقطع النظير".جاؤا بأشخاص لم تكن لهم خبرة حتى ولو سطحية لإدارة الدولة بعد اتفاقات مسبقة مع المحتل بحجة الأبعاد عن السلطة منذ 80 عاما وإذا بهم يدمرون ما بقى من دولة,ولم يعترفوا أين يكمن الخلل.وتستمر التراجعات المعيبة لدولة يديرها نفر لم يعمل إلا في المنفى ,ومعظمهم ركب الموجة ليصبح اسما معروفا وليبرر الفشل تلو الفشل في إدارة الدولة.والوزارة لم تكتمل ليومنا هذا ومنذ 10 أشهر.والعمل متوقف ما عدا إنتاج النفط.وفي كل إخفاق تأتي الإشارة لنفر حاقد ومتخلف ومن لم يقرأ التأريخ بشكله الصحيح ويسطر أرقاما ونظريات وكلمات متصورين إن من يقرأ ليس له إطلاع ومعتقدين إن ما يكتبونه يفي بالغرض لتهميش الآخرين.
وللمثال وليس الحصر كان عباس ألبياتي أحد الملتصقين بالفضائيات في إطلاق التصريحات التي لم تجد نهاية له.وعندما تمرد ألبياتي على تحالفه غير المُعلن بسبب عدم تسميته نائبا ثالثا لرئيس الجمهورية,والتي لم ينص عليه الدستور المغتصب,

جاء دور علي الشلاه وسعد ألمطلبي الأول صعد الى البرلمان ليس لاستحقاقه الأصوات وإنما لانتمائه الى دولة القانون التي ينقل أموالها ,أمينا الى سويسرا,والثاني ينتظر حظه للدورة القادمة عسى ولعلا من تصريحاته ينال مقعدا في الدورة القادمة مادام الدستور سوف يغير لان يستمر المالكي لدورة ثالثة ,وان نسوا ماذا حدث في تونس بالأمس وماذا يحدث في مصر اليوم.وقد جندوا كل فترة شخصا هامشيا وطارئا على السياسية ليصب كل حقده على الحزب الشيوعي العراقي دون أن يلحظ وأن يرى بعنين إن الحزب كان مشاركا في السلطة ومؤيدا للعملية السياسية ,لكن الخوف من القادم هو ما يثير قريحتهم في تسفيط الافتراءات ضد الحزب.واليوم يظهر "رمز"جديدا للإسلام السياسي ليصب غضبه على "الملحدين"بسبب فشل حكومته في إتمام التشكيلة المطلوبة ولو بالمحاصصة والتي يسمونها شراكة,وهي فعلا شراكة لاقتسام الغنائم.وكان من الأجدر بهؤلاء أن يبينوا سبب إخفاق المالكي في ذلك وسبب تمسكه بالوزارة والعراق يمر بوضع أمني رديْ جدا.وهو القائل : ما نطيها!

ظهر مقالا لصادق ألعلي في صوت العراق في 27 ك2 2011 تحت عنوان"لماذا تراجعت الاشتراكية والماركسية والشيوعية أمام اليسارية!"وكان جل اهتمام كاتب المقالة هو نعت الجميع بالإلحاد ليلعب على وتر الخمسينيات مجددا والذي أن كان يعلم أو لا يعلم إن هذه السطور التي كتبها لا تغطي فشل تياره الاسلاسياسي وفشل حكومته العتيدة في تلبية أبسط حاجيات الشعب من الخدمات إلا وهي الكهرباء وفي الشتاء ,فما بالك في الصيف القادم.ولا يعلم انه لا علاقة للحزب الشيوعي العراقي بما حدث في الاتحاد السوفيتي أو باقي الدول الاشتراكية,ولكن لم يكتشف نظرية أو حقيقة جديدة بان، الحزب الشيوعي العراقي تأثر بذلك الحدث .لكن ما علاقة الحزب الشيوعي بذلك وهو الداعم للعملية السياسية.وهنا سوف أناقش بعضا من سطوره التي لم ترقى الى مستوى الحقيقة لأنها مسطرة بحقد وتشفي.ولا أعلم عن صادق ألعلي أين كان قبل 2003 ولكن عليه أن يكتب ما يعرفه وليس ما يسمع ويردده كالببغاء وكان من الأجدر أن يكتب لتصحيح مسار العملية السياسية والتي بدأت تأخذ منحا جديدا في تضييق الحريات العامة وأسلمة المجتمع وتهجير منظم لمعتنقي الأديان الأخرى.أن ينصح كيف تُكافح البطالة والفقر وتوفير الخدمات.

1: اعطني مثلا واحدا حسنا يقتدى به من "المؤمنين الجدد" منذ 2003 أبريل.أنت المؤمن أين تعيش وكيف تعيش ومن يمولك ؟ ماذا قدم الإسلام السياسي في العراق وفي السودان وفي أفغانستان؟أليس الإسلام المستغل منكم هو نفس الإسلام؟
قدم للناس من مِن هو في الهرم السياسي من لم يصبح مليونيرا من داخل الحكومة وخارجها ؟ أهذا هو الإسلام الذي تريدونه أن يطبق بالعراق؟
2: قل : ما معنى الإسلام وتأدية الواجبات الدينية والركض لايداء فريضة الحج ولعدة مرات لنواب ووزراء وحرمان المتقين الحقيقيين منها ,ومن يسرق أموال الشعب من بين جلودكم.أين ذهبت المليارات من الدولارات التي تأتي وتختفي بدون رقيب؟هل هذا مسموح في الإسلام,أم لكم إسلاما خاصا يحرم الخمر والسفور والسينمات والنوادي الاجتماعية ويحلل سرقة أموال الناس والاتجار والاغتناء على حساب المعذبين؟
ماذا قرأت في الاقتصاد؟وإذا قلت كتاب اقتصادنا ,فهذا شأنك ,وان كان هذا الكتاب هو الحل الوسط بين الرأسمالية والاشتراكية ,وليس من الصعب لمتتبع أن يختار حلا وسطا,لكن ماذا طبقتم من هذا الكتاب الذب كتب قبل عدة عقود واعتبرتموه كتابا منزلا؟ هل حكومة المالكي تسير ضمن منهجية اقتصادنا؟ أين تسير الدولة اقتصاديا؟

3: ومن ضمن ما سطره صادق العالي معلومات خاطئة حول بعض الدول الاشتراكية السابقة أورد بعضا منها لمعايشتي الوضع هناك في إحدى دولها قبل انهيار تلك الأنظمة.هو يتصور,وبقصور شديد,إن سقوط تلك الأنظمة لأنها "الحادية" ,وهذا يدلل على قصر نظره وعدم فهمه للسياسة,حيث إن معظم دول الغرب الحادية وان لم تعلن ذلك جهاراٌ لا بل في السويد رئيس وزرائها لا يدين بدين بالرغم من ذهابه الى الكنيسة كتقليد بعد افتتاح البرلمان الجديد بعد كل انتخابات عامة,وهل أمريكا مؤمنة وبأي شيء ؟ المؤامرات ضد كل من يخالفها,تبديل الحكومات أينما رأوا مصلحة لهم في ذلك لا بل احتلال أية دولة يرون أن مصالحهم قد تكون مهددة حتى لو كان من يحكم تلك البلدان ممن ساروا بإرشاد من سياستهم ووضعوه في السلطة,وفي العراق مثالا . هل أمريكا اللاتينية مؤمنة ؟ ولنرجع الى المجر "الملحد" في زمن الاشتراكية.

خلال الفترة الطويلة من حياتي هناك لم أرى إن كنيسة قد منع أتباعها من مزاولة طقوسهم فيها وفي أي وقت,ربما شهدت المجر إحداثا في 1956 أثناء الثورة المضادة يتباكى عليها ألعلي,ولا أعلم إن كان من الوعي وقتها أن يعلم أسبابها ونتائجها,لكني أطمأنه إن من خلف تلك الفترة والتي سميت بفترة راكوشي كانت فعلا فترة رفاه للشعب المجري.كيف؟نعم الرواتب كانت قليلة قياسا الى الغرب وقتذاك لكن:السكن شبه مجاني,العلاج الطبي مجاني ,الدراسة مجانية وفي كل مراحلها,الأطفال المولودين الجدد بعد فترة الرضاعة الأولية يستلمون حليبا مجانا لعدة سنين حيث يكتمل نمو العظام الأولية, لم تكن هناك تجارة المخدرات,لم تكن هناك عصابات (مافيا منظمة), المواصلات شبه مجانية,باستطاعة أي مواطن السفر الى الخارج,لكل مواطن ,مجبرا,أن يكون له مكان عمل يعيش منه وسكن..وأستطيع أن اعدد الكثير من الأمور التي كان المواطن المجري يعيشها,لكن بالمقابل ماذا حدث بعد انهيار النظام الاشتراكي؟انتشرت عصابات المافيا,انتشرت المخدرات,انتشر القتل والسرقة لأتفه الأسباب,السكن أصبح حلما للشباب ذوي الدخول المحدودة,العلاج الطبي أصبح باهض الثمن,فرص العمل أصبحت قليلة وولدت طبقة اجتماعية مفرطة في الغنى.وهذا غيض من فيض.وسبب سقوط التجربة هناك أو في البلدان الأخرى هو التطبيق الغير صحيح لخطة اقتصادية رشيدة,ومتى تطبق النظرية عشوائيا أو بصورة مغلوطة فالتجربة تفشل مهما كانت وفي أية دولة "مؤمنة أو ملحدة".أستلم السلطة كادار يانوش الأمين العالم للحزب الاشتراكي العمالي بعد ردة 1956 الى حين تبدل الأوضاع قبل سقوط النظام ومرضه وموته في المستشفى.كان هذا الرجل الزهيد محبوبا من معظم قطاعات الشعب لم يسرق ,لم يؤلف جيشا من الاستشاريين,لم يوّرث لأحد بيتا أو مالا و لم يترك وراءه حتى سيارة.كان يأكل مع من يعمل معه في مطعم حكومي بالقرب من بناية اللجنة المركزية لحزبه.مات هذا الرجل ولم يكن أمام بيته إلا اثنان من رجال الأمن وكان بطلب من حزبه وقبلهم عل مضض,وخرجت الجموع لتودعه,وبعد سنة ماتت زوجته وودعتها نفس الجموع.والتجربة المجرية أكثر من أربعين عاما وليس أكثر من عشرين عاما,كمعلومة لك ,ألعلي.وبالمقابل قارن ما ذكرته أعلاه بما يحدث في عراقك الجديد والذي أصبح ضيعة للاسلاسياسي والذي أصبحت ناطقا باسمه كلما تفشلون في مكان تروا شبحا جديدا قادما هم "الملحدون",لم يصعد أي من أقرباء يانوش كادار الى السلطة وما فعلتموه يفوق التصور حتى لم يعد في مقدور أصحابكم السكوت عليه,,واقل موظف في الصفوف الأمامية,وان جاءوا فجأة,أصبحوا من أصحاب الملايين من الدولارات حتى وأن لم يعملوا عشرة أيام في كل عمرهم,أصبحوا يشترون القصور التي لم يحلموا بها,ليس حسدا, بأسعار أكثر من خيالية.لكن من أين لهم هذا ,سيد صادق العالي إن كنت صادقا فقل لنا الجواب لتضع النقاط على الحروف إذا كنت حريصا على العملية السياسية دون التعكز من هو الملحد ومن هو المؤمن.

وقد وقعت في أكثر من مطب في سطورك التي سطرتها,ومنها إذا كانت"المنظومة الإلحادية" أصبحت في خطر ولذلك لعبت على أوتار تلامس القلوب كما تذكر ,فالأولى بتلك الأنظمة إن تلامس القلوب منذ البداية وليس عندما شعرت بهزيمتها,وكما تقول.عليك الربط الزمني حتى يكون ما تكتب مقروء ومفهوما.لنأخذ نيلسون مانديلا الماركسي "الملحد",أنت تنعت كل من يحمل هذه الأفكار بالملحد.هل قرأت أو سمعت عن هذا المناضل الصامد؟نعم,لماذا لم تذكره بفشل أفكاره إذا؟

بعد السجن استلم السلطة وبعدها سلمها مُختارا لسلفه وبقت الشعوب تنظر إليه كأنه لم يوله مثله في حسن الأخلاق والصمود السياسي وحب الوطن والنزاهة,ومازال هكذا,وقبل أيام دخل المستشفى لتذهب الجماهير وتبقى أمام المستشفى لتطمأن عليه.هل هذا سوف يحدث لقائد عراقي من الموجودين,لا سامح الله,إذا اعتراه مرضا أو طارئا؟أشك في ذلك. هل سمعت بسوار الذهب؟ نعم,اسقط نظاما ديكتاتوريا وبعد استتباب الأمن أعادها لأهلها وان انحرفت بعد ذلك.
المالكي يمثل الإسلام السياسي وكرئيس وزراء العراق ولا يريد "أن يطيها" وأصبح من المالكين الكبار.والوضع الأمني في تردي جديد وخطير.ويعلم الجميع إن الخدمات في تناقص وهي قليلة أصلا ومنعدمة في بعضها وبعد أكثر من 7 أعوام .
قل للناس الذين تريد منهم إيصال فكرتك كم رجل حماية أمام رجل برلماني كان شحاذا في سوريا سابقا,أما كم عددهم لرئيس الوزراء وآخرين فالعدد خرافي.الأموال تصرف بدون حساب والميزانية مفتوحة ولا أحد يعلم بها حتى البرلمان لا علم به لما تستلمه الرئاسات الثلاثة.

نعم الأفكار الاشتراكية أفكارا سامية كانت تريد ومازالت بالشعوب الارتقاء نحو عالم أفضل يزول فيه الاستغلال والفقر,تكون فيه المرأة متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات ,وهذا ما يضيركم ويخيفكم من المستقبل.

لقد بينت في سطورك الحاقدة من تقصد في كل كلامك عندما تقول"..أقول للملحد قد يطول انتظارك وقد لا يأتي من تنتظره لان المؤشر العام لتطور الإحداث في العالم,وتقصد العراق, تشير الى المزيد من التكتلات الأيديولوجية والمذهبية.."وهنا بيت الفرص لان ما يهمك هو التكتلات المذهبية ,ولا سيما في العراق والسعودية وإيران كنموذج فاشل مقدما,وعلى هذه الأفكار تتعكزون لتمرير التعصب المذهبي لاحتواء الجماهير عبر المبالغة في التقاليد التي كانت موروثة من مئات السنين ولم تكن بالطريقة التي عزمتم على تطبيقها لإلهاء الناس عن متاعبهم وترك كل المعوقات الى من يدير العملية السياسية وينتظر مصيره كما حدث في تونس وألان في مصر وغدا...في مكان جديد إن لم يلحقوا لأمرهم المؤمنون الاقحاح.
في مصر عمل الرئيس هناك كل شيء من أجل سلطته ,كما زميله التونسي الهارب,لكنه لم يفكر بشعبه ,وان ادعوا الأيمان والصلاة والصوم والحج.فهل يتعض من يقف وراءك,سيد ألعلي إن كنت صادقا فيما كتبت؟

 

20110129



 

free web counter