| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأحد 30/10/ 2011



جنت على أهلها براقش!

محمود القبطان  

قديما في درس اللغة العربية قرأنا حادثة لها معنى كبير وقد أصبحت تلك الحادثة مثلاَ يُضرب لكل من عمل شيئاَ خسر معه "الأول والتالي".وما يحدث في العراق من أمور عجيبة تدلل على إن هذا المثل ينطبق تماما على كل" براقشهم" التي سوف يدمرون به العراق وشعبه,في لحظة معينة سوف يكونون هم "الضحايا",وكما كان سلفهم,وهم لا يعلمون.

1:
المادة 140 والمناطق المتنازع عليها!!
تحت ضغط الاحتلال وقرارات مؤتمر لندن وصلاح الدين وتهافت الأحزاب الإسلامية السياسية لتسلم السلطة تقرر كتابة دستور جديد للعراق على عجالة,كما يرويها كتابه ومقرروه فيما بعد,حمل هذا الدستور وكأنه كُتب لعامين أو ثلاث,مواد قابلة للتفسير لعدة أوجه,مما أعطى للقوميين حقا بتقديم تفسيرهم وعلى هواهم لكسب أكثر ما يمكن من حقوق وأراضي وكان العراق انقسم,وهم يقولون ما الضير اذا أخذنا حقنا مادام العراق واحد موحد فدرالي,ونفس الشيء يقول أهالي الرمادي وكربلاء بخصوص الحدود الإدارية..وإذا صح هذا الكلام المُفخخ إذاَ لماذا كل هذه ألازمات التي تكاد أن تكون يومية؟ولماذا الإصرار على ألحاق كركوك وخانقين والسعدية وجلولاء وأبو سيفين وشيخ عمر في بغداد وبدرة وجصان الى الإقليم مادام العراق واحد موحد وفدرالي؟

2:
ودستور براقش لم ينتهي عند حدود إقليم كردستان,وإنما تعداه ليصل الى صلاح الدين والرمادي قادم لا محال والبصرة عادت لنغمتها القديمة لان كلما تفشل في محاولة فرض الإقليم على جماهير البصرة تعيد الكرّة في كل أزمة تمر بها الحكومة الرشيدة التي فقدت طريق الصواب في عملها,علما بأن البصرة يقود مجلس محافظتها الحزب الذي يقود الحكومة.لماذا إقليم صلاح الدين ألان؟
ليس غريبا على البعث,لمن عرفه منذ تأسيسه,انه حزب يستغل الفرص لتحقيق مآربه,ولا يأبه لأية تحالفات أو عهود,وهو حزب انقلابي بامتياز ولا يؤمن بأية ديمقراطية,ومن هنا جاءت حملة الاعتقالات ,ربما الاحترازية, التي طالت بعض رموز البعث العسكرية والمدنية هي التي أججت المطالبة بتأسيس الإقليم.ومن الملفت للنظر انه عندما علموا إن الاعتقالات في الوسط والجنوب الشيعي كانوا أكثر بكثير مما في محافظات"الغربية" تبدل نمط الكلام الى إن الأبرياء هم الذين طالتهم الاعتقالات.لماذا لا يتركوا السلطات المختصة بالتحقيق بادعاءات الحكومة من إن مؤامرة كانت مبيتة من قبل مجرمي البعث وتنظيماته للانقلاب بعد الانسحاب الأمريكي من العراق؟لا يهم فيما اذا كان المجلس الانتقالي الليبي زود حكومة العراق بتفاصيل التحرك السياسي ألبعثي هذا أم لا ,ولكن الاعتقالات حدثت,والدفاع عن المتهمين من قبل مجلس محافظة صلاح الدين والتصويت بالأغلبية على إقليمهم قبل انتهاء التحقيق مع المتهمين اذا كانوا فعلا مشتركين في المخطط أم لا ,وبعد هذا على الحكومة أن تقدم,مجبرة,الأدلة على ذلك أو إطلاق سراحهم وعودتهم الى أماكن عملهم.شخصياَ لست مع الإجراءات التعسفية التي قد تطال النخبة العلمية في أية محافظة,لكن ماذا لو كان بعض من تلك النخبة فعلا أدوات النظام السابق في تنظيماته الجديدة؟وأعود وأقول هل خطوة مجلس محافظة صلاح الدين جاءت ردا على الاعتقالات ضد"الأبرياء" أم دفاعا عن بعثيي المحافظة؟

3:
مفخخة الدستور البراقشية
يقول السيد سعد ألمطلبي,حزب الدعوة, في ندوة في قناة الحرة خلال الأسبوع المنصرم ,إن الدستور صوت عليه الشعب ,ولم يقل هل فعلا إن ال12 مليون ناخب كانوا يعلمون بدرجة من الوعي السياسي ما في الدستور من مواد سوف تثير الخلافات الى حد المطالبة بحقوق ضائعة في داخل الدولة الواحدة, وهو الحكم الذي نحتكم إليه لفض أي نزاع يحدث ولا ضرورة الى تغيره,و السيد المالكي يقول إن هناك موادا في الدستور يجب تغيرها وهناك لجنة في البرلمان لتعديل مواد الدستور,أي أكثر من مادة يجب تعديلها,وحتى خبراء القانون يقولون ذلك,ومنهم طارق حرب.لكن المشكلة إن هذه اللجنة "نامت عليها الطابوگه",أقول أنا.

4:
تصريحات البرزاني الأخيرة لقناة العربية
أثارت تصريحات السيد البرزاني لقناة العربية قبل أيام استياء الكثيرين والذي تضمن تهديدات,ليست مبطنة,بالانفصال اذا لم تلبى مطالبهم فيما يخص المادة 140 والمناطق المتنازعة عليها ,وإنهم مستعدون للقتال من أجل دولتهم.إذاَ أين العراق الموحد,والدولة الفدرالية التي يتغنون بها؟يقول البرزاني ان الشعب الكردي هو الذي يقرر اذا ما أراد الانفصال..والبرلمان هو الذي يقرر باعتباره منتخبا من قبل الشعب..إذا لماذا لم يستمعوا الى قرار الشعب والذي صوت بأكثر من 90% منه بالانفصال بعد سقوط نظام صدام؟من يقرر الانفصال النخبة أم الشعب والذي زُود بكل "الشحنات" ليصوت من أجل الانفصال ,وليقرر القادة بعكس ذلك؟

إن القيادة الكردية التي تمارس الضغط على الحكومة الاتحادية سوف تدرك ,بعد فوات الأوان,إن الانفصال عن العراق سوف يُغرق الشعب الكردي بالدماء قبل غيره وبنفس الوقت ليس من قبل العراق وانما من قبل الدول المجاورة والتي سوف تنهي تاريخيا اسم الحركة الكردية,ومثال جمهورية مهاباد مازال في الذاكرة,ولذلك ليس لساسة الكرد أي مستقبل زاهر إلا في حاضنة واحدة وأسمها العراق الفدرالي الموحد,وعليهم التعايش السلمي مع الآخرين بكامل حقوقهم ولكن دون أملاءات,لانهم بمطالباتهم التي لا حدود لها كانوا قد فقدوا الكثيرين من أصدقاء الشعب الكردي.

5:
قتال بين "الإخوة"
من سخرية القدر في العراق الجديد أن تنتشر الحمايات والمرافقين المدججين بالسلاح,وهم"النخبة" التي لم يحلم 90% منها أن تقود سيارة خاصة حتى لو كانت قديمة ,وإذا بهم يسيرون بمواكب وحمايات وسكن للدرجات الخاصة ورواتب خرافية,ولا بالعافية عليهم, ليس حسدا لانهم لا يحسدون عما هم فيه,فهم يؤدون فرضية الحج لعدة مرات خلال وجودهم في البرلمان مع حماياتهم وأقربائهم وأهلهم والكثير منهم يتواجد في دول الجوار خلال الفترة البرلمانية.وأمس تناقلت كل الفضائيات خبر مُشين مفاده تبادل إطلاق نار بين حمايات فتاح الشيخ وأحد كبار قيادات حركة الوفاق الذي كان مدافعا عن البعثيين,كما تقول الأخبار.اثنان من قائمة واحدة يتجادلون ويتناقشون ثم يختلفون والحمايات تنهي الجدل بفتح النيران على بعضها.هكذا بفض الجدال بين أفراد القائمة الواحدة ,فماذا لو يكون بين أفراد قوائم مختلفة أو أقاليم متعددة؟ هذا الأسلوب المتخلف لإنهاء النزاعات هو عينه الأسلوب ألصدامي,ويتذكر الجميع كيف أستولى البكر-صدام على الحكم في 30 تموز1986 وطريقة صدام في تهيأة برزان في سحب سلاحه لينهي الجدال بين من قاد انقلاب 17 تموز 1986 لصالح أخيه.لماذا تدخل الحمايات الى قاعات الاجتماعات لتكون لها الكلمة الفصل في أي نقاش؟وهل الدولة تدفع أموال الحمايات لحماية"القادة" من العدو المتربص بهم في الشارع أم لتبادل إطلاق العيارات النارية بين أفراد القائمة الواحدة؟ماهو مستقبل تلك القائمة بعد هذه الحادثة المشينة؟

وسوف تستمر مهزلة تفسير الدستور كل حسب مزاجه,وتستمر الضغوط على الحكومة المترنحة,وتستمر ملاحقة كلمة الحق والمطالبة بالخدمات والعمل ومحاربة الفساد من قبل أميي الدولة الذين يقودون السلطة ,وتستمر معاناة الشعب وكبار الدولة يسرحون ويمرحون بأموال الشعب ,ومحطة كهرباء مدينة الصدر الغازية دُفعت أموالها البالغة 155مليون يورو الى الشركة الإيرانية قبل إنجاز المشروع , والشركة لم تكمل عملها ورحلت ويبقى المشروع معلقاً بالأماني والتعاون الإسلامي مع الجيران.ياله من استثمار قد نُحسد عليه مستقبلاً.
 

20111030
 

 
 


 

free web counter