| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 30/6/ 2010



صحوة متأخرة للربيعي...ودبلوماسية عراقية من طراز جديد!

محمود القبطان  

1:

لقد التقت صحيفة الشرق ألاوسط مع الدكتور موفق الربيعي وأتحفها بمقابلة شرشح السلطة العراقية من أولها الى آخرها. كان الربيعي ولفترة طويلة أحد أهم الأقطاب في هرم السلطة العراقية بعد أن عينه بريم المستشار القومي في العراق,وان أنكر ذلك في مقابلته, لكنه وكما ذكر انه كان يعيش بشكلين مرة موظف على المستوى الحكومي وعليه التزامات ومرة بين قناعاته ضد الكثير من مما يراه في السلطة العراقية,ولعدة مرات يكرر سلطة وليست دولة,من حيث إنها تدار من قبل ناس غير كفوئين وقال:"لقد وظفنا حرامية وجهلة وأميين",بعد سبعة أعوام يعترف الربيعي بما اقترف هو وزملائه ممن استولى على السلطة بغير انتخاب أو تفويض من الشعب الذي يتباهى هو والآخرين بأنهم يمثلونه.

إذا كان هو والآخرين من وظفوا الجهلة والحرامية والأميين ,حسب قوله,فمن يحاسب الشعب ألان؟الجهلة أم الذين وظفوهم وهم على علم بجهلهم؟يسترسل الربيعي في إجاباته ,الاعترافات دون تعذيب,"بعض المسئولين الذين وظفناهم في الحكومة (جوعى) يعانون من جوع للمال ولم يروا الفلوس في حياتهم وأول ما رأوها تحولوا الى حرامية"يقول الربيعي.لكن يا دكتور هل تعلم ماذا تقول وتعترف؟

إن أية حكومة قادمة يجب أن تقدمكم أنت وأصحابك الى القضاء للقصاص منكم على اقترفتموه ضد الشعب الذي يعيش أكثر من 30% منه تحت مستوى الفقر!! وفي مكان آخر يقول إن في العراق سلطة دكتاتورية شبيهة بسلطة صدام,ويقول إن الكثير من الوزارات قراراتها إيرانية,لان هذا الوزير يحب إيران فأنه يستورد السيارات والبضاعة الإيرانية وذاك وزير تابع لحزب فتكون وزارته كلها من حزبه :شيعية ,سنية أو كردية.ويفتي الربيعي أخيرا حول متى يسير العراق بالاتجاه الصحيح؟يفتي ويقول:"العراق يحتاج الى دورتين برلمانيتين أو ثلاث دورات ".لم يكمل فتوتة النابغة الربيعي المستشار القومي السابق إذا ما كان العراق سيبقى موحدا أم ينقسم الى دويلات طائفية وقومية,وقتها سيكون الربيعي في بمأمن من الحساب لأنه سوف يرجع الى الدولة التي منحته الجنسية عندما كان لاجئا ورجل أعمال.أذكرك السيد موفق الربيعي بكاريكاتير الفنان سلمان عبد:ابن الشعب المسكين يحمل صورة صدام عندما القي القبض عليه بالحفرة"الرئاسية"وقد طالت لحيته القذرة ويريد أن يذكر بها قادة عراق اليوم بينهم معمم شيعي وسني ومعمم آخر من السادة وقد لبسوا الخواتم وتدلت السبحة من بين أصابعهم وقد ذعروا من صورة صدام ولسان حاله يقول"فذكر إن نفعت الذكرى"

فهل أخذتم العبرة من صدام ومصيره ؟ لقد صحي السيد الربيعي واعترف!!

2:

التزوير ظاهرة مقيتة قد انتشرت في العراق بشكل لم يسبق له مثيل وقد جاء العراق في المرتبة الثانية من حيث الترتيب العالمي.لم تبقي شهادة أو وثيقة إلا وزورت لشغل اصغر الوظائف لا بل حتى الترشيح لمجالس المحافظات والبرلمان استقبل الموزورون ناهيك عن كل الوظائف الحكومية احتلها المزورون ب"بالكفاءة الطائفية".وقد اتخذت هيئة النزاهة التي شملها التزوير أيضا بعض الإجراءات العقابية ضد هؤلاء.لكن عندما نترك التزوير الكبير في أعلى هرم السلطة ونمسك بالصغار بحكم الحاجة,وان هذا لن يكون مبررا,لكن تكون المسألة غير متكافئة.لكن لنرى ماذا حل بإحدى الملحقيات الثقافية العراقية في أوروبا وكيف تصرف الملحق الثقافي بدراية أو بدون دراية مكافحة للتزوير!!.

وحسب ما جاءني في البريد الالكتروني من احد الأصدقاء:طالب في عمر 15 عام وصل السويد بنفس الطرق التي يصلها الآخرون.بعد سنتين تقرر إبعاده الى العراق. في نيسان من هذا العام وقد بُذلت جهودا كبيرة لا بقاءه لحين إكمال السنة الدراسية لكن السلطات لم تقتنع,وهذا شأنها,وقد أكملت الاستعدادات لرجوعه الى أهله ولم يبقى لانتهاء السنة الدراسية غير شهرين.وأصدرت إدارة المدرسة وثيقة,احتفظ بنسخة منها وقد صُدق عليها من قبل وزارة الخارجية للدولة المعنية ومن ثم تم إرسالها الى الملحقية العراقية وبعد انتظار 3 أسابيع تبين إن الملحقية ,وحسب التعليمات الأخيرة,أرسلت رسالة من الوثيقة والتي صادقت عليها خارجية الدولة المعنية تطلب من إدارة المدرسة تأييدا بأن الوثيقة صحيحة وصادرة منها.رسالة الملحقية وُقعت من قبل الملحق الثقافي الذي وضع كلمة البروفسور الدكتور قبل اسمه.طبعا هنا لست بصدد التشكيك بشهادة الملحق لكن لماذا يوضع هذا العنوان الكبير في مسألة رسالة استفسار,وبالمناسبة هنا,في هذه الدولة, لا تذكر الألقاب العلمية,لابل كان يكفي وضع عنوان الملحق الثقافي وهذا اكبر من أي تعريف آخر.والمشكلة هذه ليست الألقاب وإنما :

أولا: إن السفارات لا تخاطب أية جهة رسمية في البلد الذي تتواجد فيه إلا عبر وزارة الخارجية للدولة المعنية,وهذا يدل على عدم فهم العمل الدبلوماسي ,وكانت المدرسة في حيرة من أمرها ماذا تعمل بهذه الرسالة.

ثانيا: الطالب المذكور لم يكمل السنة الدراسية ولم يكون ناجحا,وهذا بيت القصيد!!وفي الرسالة المذكورة يريد الملحق إن يتأكد من صحة ما ورد في الوثيقة من إدارة المدرسة!!فهل سمع احد في العراق أو العالم أن يزُوّر طالب في عمر 15 شهادة رسوب؟؟هل هذه الوثيقة تستعمل لإشغال منصب رفيع المستوى لطفل لم يتجاوز عمر 15 عام إلا القليل.

لكن ماذا نستدل من هذا؟وكما عودتنا الحكومة المنتهية ولايتها والمتمسكة بها والبرلمان السابق والآتي إن كل شيء في العراق يسير حسب المحاصصة الطائفية والقومية بعيدا عن الكفاءة والخبرة.

هل تخرج الدبلوماسيون من معاهد خاصة تأهيليه لإشغال هذه المناصب؟هل خضعت التعيينات الأخيرة للسفراء ,الذين التقوا مع الرؤساء الثلاث ونوابهم في العراق,لمعايير الخبرة والكفاءة والنزاهة أم الطائفة والقومية وحصصهم كانت حاضرة في التعيين؟

أليس من العجب أن تدقق وثيقة رسوب طالب خوفا من التزوير وتترك آلاف الوثائق المزورة فعلا والخطيرة في درجة الشهادات لشغل مناصب عليا في الدولة ,آخرها التعيينات في وزارة التربية والحبل على الجرار.سلك دبلوماسي من طراز جديد.لم لا؟
 

 

20100701




 

free web counter