| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 30/8/ 2009



الائتلاف الوطني الجديد / القديم 

محمود القبطان
 
كنت قد كتبت في الحوار المتمدن في 20 حزيران مقالة بعنوان الائتلاف العراقي يلملم أطرافه,حيث كانت اللقاءات والحوارات على أشدها من أجل لملمة الائتلاف بعد أن تهرأ نتيجة خروج العديد من أطرافه لتشكل لنفسها تكتلات خاصة بها ككتلة دولة القانون والتي فازت بكثير من مجالس المحافظات والتي أدت بالمجلس الإسلامي الأعلى ومن بقى معهم في ألائتلاف الى خسارة فادحة بمراكزهم في تلك المحافظات حيث كانت الأغلبية من الناس قد (صاحت الداد) من أفعالهم واستحواذهم على كل شيء يقتربون منه أبتداءا من مراكز السلطة الى المقاولات ومرورا بالتجارة وشراء الأراضي والبيوت بأرخص الأثمان وبموافقة الجهات العليا ,كما حصل في مدينة النجف.

واليوم بعد أن تأجل الإعلان عن الائتلاف الوطني العراقي وكما سموه,لمرات عدة ظهر للعلن هذا الائتلاف الطائفي والذي ألبس(بضم الإلف) حلة الوطنية,وكما يريد من يتصدر أمر هذا الائتلاف أن بوسعه وأن يضم حزب الدعوة /المالكي الذي ظل يرفض الانضمام إليه لسبب غير محدد بالضبط,حيث أن قسما من المعنيين يقول بسبب خلاف حول رئاسة الوزارة القادمة ,وآخر يقول بسبب من يقود ألائتلاف,والتكهنات ما زالت تظهر كل يوم ما دام المالكي بقى بعيدا عن الائتلاف الوطني العراقي الجديد.

أول واشد المنتقدين للائتلاف العراقي الموحد كان التيار الصدري حيث انسحب منه وسحب وزراءه من الوزارة وبقى ناقدا لأداء الوزارة و لخالد العطية ولعادل عبدالمهدي حيث الأخيرين من كبار المجلس الإسلامي الأعلى. ولان المالكي قلّم أظافر الصدريين في البصرة والعمارة وبغداد فإنهم رجعوا الى الائتلاف الوطني الطائفي الجديد وربما شعروا أنهم لن يستطيعوا البقاء لوحدهم وظهرهم دون حماية داخلية,ولسبب يبدو أكثر من وجيه,على ما أعتقد, وهو أقامة قائد التيار في قم للدراسات الدينية العليا وبضغط مباشر من قم ان ينظم التيار لهذا الائتلاف الجديد القديم.وهكذا ذهبت صيحات الربيعي والسيدة الدوري والعيساوي وغيرهم من النواب الصدريين وحتى "حفلات" تخريب اجتماعات البرلمان وتمزيق الأوراق عند تواجد وزير الخارجية في البرلمان,ذهبت كل هذه الأمور أدراج الرياح فاتفقوا مرة أخرى مع المجلس ولكن يبدو أنهم جاءوا بشروطهم ,وقد قبل المجلس بذلك.

ثاني الراجعين الى الائتلاف ,نادمين ,هو تيار الجلبي وبدون شروط على ما يبدو ,ومعه تياره وهو في المقدمة خسروا في الانتخابات السابقة حيث ترك الائتلاف العراقي الموحد اعتقادا منه ان تياره أصبح قادرا على خوض الانتخابات لوحده,وعندما شعر بالخيبة الجديدة بانتخابات مجالس المحافظات ,فكر مليا وبعد اخذ النصائح من المقربين له انظم الى الائتلاف بحلته الجديدة والتي سميت بالوطنية,أملا بأن يحصل على مقاعد في البرلمان ضمن القوائم المغلقة والتي لا يعرف بها الناخب ينتخب من,حيث سوف لا يقر قانون الانتخابات في الدورة الحالية للبرلمان,ويعمل بالقانون القديم لغاية في نفس يعقوب.أما أن يدخل الجلبي في هذا الائتلاف تحت يافطة اللبراليين فهذا لا يمسح عنه صفة الطائفية.

وثالث النادمين إبراهيم الجعفري,حيث بعد ان خسر الكثير نتيجة تطرفة الطائفي رجع صائغا مطيعا الى الائتلاف الجديد لعله يستعيد بعض مواقعه التي فقدها لصالح المالكي,ومعه العنزي الذي رفضه حزبه وهو ما زال يصر على تسمية نفسه حزب الدعوة / تنظيم العراق,وهو الآخر لا يريد أن تمر عليه موجة النسيان ان بقى خارج الائتلاف وبهذا يضمن الاثنان مقعديهما في البرلمان القادم ولو لحين.ويريد البعض منهم ولا سيما الجعفري أن يكون في مأمن من المحاسبة عن أمواله الطائلة التي نزلت عليه من "السماء"هدية له خلال فترة قصيرة.

رابع المنتسبين الى هذا الائتلاف هو بعض القوى السنية ممثلة بالهايس وبعض الشيوخ,وهذا فيه كل الغرابة حيث كيف اتفقوا على هكذا ائتلاف يصر الأقوياء فيه على إتباع إرشادات المرجعية,وهنا أقحموا المرجعية مرة أخرى,حيث الأخيرة ما مرت مناسبة الا وأعلنت وقوفها على مسافة واحدة من كل الأطياف والتيارات في العراق,لكنهم لا يستطيعون الوقوف على أرجلهم الا بالتعكز على اسم المرجعية خوفا من فقدانهم كل الأوراق ومرة واحدة .

الرئيس الوحيد المرشح لرئاسة المجلس الإسلامي الأعلى هو عمار الحكيم,نجل الراحل عبدالعزيز الحكيم ويبدو بدون منازع ,حيث رفعت صوره أثناء تشييع جنازة أبيه,وظهر للإعلام أخيه محسن الحكيم كمستشار سياسي له,وهنا أطبقت حبكة السلسة كل مركز في الائتلاف يعود لعائلة الحكيم مهما تنوعت الأسماء والأشخاص,لا بل رئاسة الائتلاف الجديد لعمار الحكيم أيضا.

وأن اختلطت المبادئ بالأهداف لهذا الائتلاف الوطني العراقي الجديد لكن لنرى وننتظر الأيام عن مدى صمود هذا التشكيل لحين حلول الانتخابات القادمة في كانون الثاني 20010 ,نظرا لاجتماع النقائض.


20090830


 

free web counter