| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 2/12/ 2009



طبخوا طبخة سيئة ، فعليم أكلها بملعقة ديمقراطيتهم التوافقية

محمود القبطان 

مازال المشهد السياسي الانتخابي ضبابيا ولن يستطع أولي الأمر التوصل الى حل أو الى توقعات معينة لحلحلة أزمتهم والتي تبدو أن تمر عبر قنوات عدة منها أمريكية ومنها عربية ومنها إيرانية حيث كل هذه القنوات لها مصلحة في الشأن العراقي.

تورط السيد الهاشمي بنقضه قانون الانتخابات الذي صوت عليه البرلمان بعد توافقات وتهديدات من قبل البعض أما تصوتوا عليه أو "ننسف" كل القانون ونرجع الى القديم.ومعلوم أن القانون الجديد تبنته كل القوى الكبرى التي لها مصلحة في الاستحواذ حتى على أصوات الناخبين الذين لم يصوتوا لهم ولتبقى الحيتان الكبيرة آكلة للأسماك الصغيرة والتي لا تملك الأكثرية في البرلمان الحالي.كانت الكتلة الكردستانية قد وافقت على ما اتفق عليه في التغيير الاول,ولكن ما أن نقض الهاشمي القانون, ضمن صلاحياته التي ثبتوها له في الدستور ,إكراما لمطالب بعض القوى القريبة منه حتى أنقلب السحر على الساحر وذهبت بعض مقاعد الموصل التي يتباكى عليها البعض لتربح من العملية كلها الكتلة الكردستانية "وترقص له بالجفية"لابل تريد المزيد,لأنها على علم بهشاشة كل المواقف التي تطبل ليل نهار للديمقراطية التوافقية والمحاولات المستورة لإيقاف أية محاولة لتعديل القانون المذكور بشكل صحيح بعيدا عن توزيع المقاعد حسب المحاصصة التي اتفقوا عليها منذ البدا وبدونها سوق لن يعيشوا بالقرب من المنطقة الخضراء,ليس استخفافا بوزنهم الجماهيري وإنما لان الجماهير خبرتهم,إنهم كالسمك بدون مياه تموت ولو بعد فترة. هل من المعقول انه لا يوجد في البرلمان سوى بعض الأصوات القليلة جدا مطالبا بجعل العراق في الانتخابات دائرة واحدة؟هل من المعقول انه لا يوجد الا أصوات قد تكون ضائعة بين الأفاعي الجائعة تطالب بعدم توزيع الأصوات "الضائعة"التي لم يعطي أصحابها صوتهم الى تلك الائتلافات الكبيرة وتستحوذ عليها رغما على الناخب وبقوة القانون المشوّه؟

تستمر ألازمة بين الاجتماعات والتدخلات والتوقعات مع الهاشمي من أجل إقناعه لعدم النقض مرة ثانية وبين طلبات مناصري نقضه على النقض الثاني وفي آخر يوم الذي يصادف الثالث من ك1 ووصل الأمر بمناصري نقضه الى اعتبار موافقته على القانون المعدل هو بمثابة خيانة لأهل المحافظات التي تضررت من التعديل الثاني. الهاشمي في ورطة لا يحسد عليها.لأنه يعلم في داخل نفسه بدون انتمائه الى كتلة علاوي والمطلكَ فأنه سوف يتبخر من الساحة السياسية بدون شك وهذا الأمر ينطبق على الكثيرين ممن دخلوا بائتلافات طائفية زوقت نفسها على حسابهم باعتبارهم مستقلون لكن طابعها الطائفي لم يتغير بأية حال من الأحوال.ولذلك اختلقوا بالونة رجوع البعث الذي لم تندمل جراح الشعب منه حتى بعد زواله منذ 7 أعوام وبناءا على تصريح ألبعثي السابق والجديد النائب المطلكَ بأن مليون بعثي سوف يصوت له ولقائمته.لم يريد ان يجلس من له باع في الدولة الحديثة ليناقش صحة وواقع هذا الأمر من عدمه.ان المليون بعثي الذي سوف يعطي صوته لكتلة المطلكَ يفترض بأنهم فعلا عقائديون ولا يمكن اعتبارهم مغرر بهم لدخولهم البعث وقتها,أقول اذا كان هذا العدد فعلا موجود وبهذه القوة لماذا لم يدافعوا عن نظامهم وسلطتهم التي يتباكون عليها؟ليتذكر الجميع انه ليس كل من دخل البعث عقائدي وسوف يعطي صوته الى كتلة المطلكَ .الكل يتذكر انهيار الاتحاد السوفيتي وباقي الكتلة الشرقية حيث لم يخرج من يدافع عن السلطة التي أعطت للعمال والفقراء مالم تعطيه أية دولة أخرى لكن كانت الممارسات اليومية البيروقراطية وتحول الدولة الى ماكنة للمنع والتقنين للحريات العامة بالضد من الفكر التي كانت تحمله, فكان ما كان وذهبت التجربة بسرعة مذهلة لتحل مكانها أسوأ منها حيث الفقر والعوز والبطالة والجريمة المنظمة.كان في الاتحاد السوفيتي 37 مليون عامل نقابي و21 مليون من الشبيبة في الكموسومول(اعتذر اذا كانت الأرقام غير دقيقة جدا).وهذا حال العراق بقى البعث الفاشي ,وسوف يبقى,فزاعة خضرة يلوح بها كل من يريد أن يستأثر بالسلطة التي لم تقدم القليل والقليل للشعب المنكوب بالحروب ,ولتبقى قسما من الجماهير وبدون وعي حذرة وخائفة وتؤول الأمور حسب ما تملى عليها من ماكنة إدارة السلطة وفي الجانب الثاني الطرف المستفيد من دعايته "المخيفة"لكي يحصل على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات القادمة عبر تحشيد أكبر عدد ممكن من المتضررين من الحكومة الحالية وقادتها.

ماذا عسى من يلوح بالبعث وأصواته ان يقدم للشعب بعد ان أهلكه لمدة 40 عاماُ؟ماذا عساه ان يقول للناس لماذا دخل الحروب وقتل الملايين ولماذا هرب قائده الغبي الجبان من المعركة والقي القبض عليه خائفا مرتعشا بينما القي القبض على ازلامه فرادا فردا مثل الجرذان؟ماذا سوف يقول المطلك لناخبيه لماذا طالب أخ صدام وطبان التكريتي بمحاكمة حزب البعث وازلامه سياسيا وجنائيا لما اقترفوه بحق الشعب ,وهو احدهم؟

الشعب العراقي لم ينسى معاناته من البعث كنظام وسلطة وفكر الذي يتكأ على إزالة الآخر المختلف معه بكل ما تعنيه الكلمة فكريا وجسديا ,الأخر الذي لا يسير في ركبه.

هذا قانون الانتخابات وقد طال انتظاره,فما عسى القوى السياسية الكبرى فاعلة لاسيما وقد اجتمع نائبي الرئيس عبدالمهدي والهاشمي والعيساوي و معصوم وعلاوي لحل ألازمة التي قد تطول,واستثنوا ألآخرين كما يحلوا لهم. ولو رفض الهاشمي مرة أخرى القانون فسوف تتعقد ألازمة أكثر واذا قبل بالحل فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذا اللغط وافتعال ألازمات للبلد الذي لا يحتاج لإضافة أزمة أخرى له ولماذا كان النقض أصلا؟

طبخ الكبار طبخة سيئة جدا في مطبخهم السياسي وعليهم أولا هم من يتذوق طبختهم بملعقة ديمقراطيتهم التوافقية.



20091202


 

free web counter