| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 2/1/ 2011



هل الدم العراقي الأرخص في السوق العربي العفن؟

محمود القبطان  

يستمر سيل دماء الأبرياء في بلدان "الأمة العربية والإسلامية" من قبل مجرمي القاعدة الإرهابي والتكفيري فمن العراق الى مصر الى لبنان الى اليمن ومن هناك الى الصومال والى اندونيسيا,والمجرم يستمر في إجرامه عبر أدواته الرخيصة الفاشلة والمدقعة بالجهل والأمية الفكرية والاجتماعية والثقافية,وربما مائة أو مائتان من الدولارات كافية لإسالة دماء العشرات بين قتيل وجريح,ولا ننسى البطالة التي تشكل دافعا كبيرا لارتكاب أبشع الجرائم في بلدان تدعي الأيمان والإسلام.

قبل يومين وفي أثناء تأدية الصلاة في إحدى كنائس الإسكندرية في مصر اقترف مجرمي القاعدة الإرهابيون إحدى أكبر جرائمهم بتفجير سيارة مفخخة أمام الكنيسة لتسقط عشرات القتلى والجرحى بسبب الحقد الأعمى الإرهابي الوهابي التكفيري العفن الذي يغذيه أئمة بعض البيوت الدينية التي لا هم لها غير القتل وكره الشعوب عبر نصوص لم تكن موجودة في يوم ما,ولكنهم في الوقت نفسه أصبحوا في النهاية أوكارا لحفنة من القتلة التي تأتي من دول مختلفة وأكثرها إسلامية لا بل الحفنة العفنة الأكبر من دول عربية. وليس غريبا أن يشمل هذا الإرهاب دولا عديدة بعد أن شرعن القتل في العراق وراح ضحيته ألآلاف من الأبرياء أما بسبب طائفي أو ديني في دولة لم تعرف غير التسامح الديني والتعايش السلمي على مدى قرون. وفي كل الأحوال فالإرهاب مُدان بكافة أشكاله ومن أين يكون مصدره وأسبابه.

الملفت للنظر هو تشابه المكان والزمان في حالة القتل على أيدي الإرهاب الأسود في كنيسة النجاة في العراق قبل أسابيع أثناء تأدية الصلاة وفي كنيسة الإسكندرية وأيضا أثناء الصلاة دليل كبير على إن هؤلاء القتلة لا دين لهم ولا وطن,وهدفهم الأوحد القتل وإلغاء الآخر لاسيما وسبق وأن هددوا مُسبقا بأن التفجيرات سوف تنتقل الى مصر أن لم تطلق السلطات المصرية سراح بعض إرهابييهم.

وتوالت البرقيات ورسائل التعزية الى قائد مصر ,مدى الحياة,ولم ينتظر رئيس عربي إلا وأرسل رسالة بكاء مملؤة بالدموع "المجففة" كدليل على التعاطف والإدانة. فمن سوريا الى لبنان الى السعودية والى الأردن وأمريكا والفاتيكان ,ولم يستثني حزب الله نفسه وأخوان المسلمين في مصر من تلك التعزيات التي سوف تستمر الى أن يُعثر على الجناة والتي أخبرنا عنها بالرئيس إن الدلائل الأولية تشير الى أيادي خارجية فعلت فعلتها وسوف يقطع أيادي القتلة.ولكن يبقي سؤال يحير الشعب العراقي ومنذ سبعة أعوام لماذا لم يعزي قادتنا أي رئيس دولة عربية أو إسلامية عندما تهدر دماء الأبرياء في العراق ولاسيما الجريمة الأخيرة النكراء في كنيسة سيدة النجاة ؟ أهي ,الدماء,رخيصة الى هذا الحد ؟ هل مسيحيو العراق من ملّة خاصة لا تثير الألم والحزن في نفوس ملك السعودية ومن ينوب عنه وفي نفس حزب الله والحريري ونبيل بري ؟ هل أهل العراق جميعا يستحقون القتل والفناء ؟إنها السياسة العفنة التي تدار بمكيالين فيما يخص العراق,ولكن عندما تكون الشركات الاستثمارية والعقود المربحة حاضرة على طاولة الإرباح والمساومات الربحية والفوائد السوقية لأبطال العملية السياسية وفتح الحسابات في البنوك الأجنبية وشراء فلل كهدايا فقط يكون العراق أهلا وسهلا به .وعندما يتطلب الأمر ومنذ 7 أعوام الطلب من دول الجوار أن توقف إرسال الإرهابيين والقتلة وأن تغلق حدودها أمامهم يكون في المسالة نظر وتأني.

الحكومة العراقية الجديدة ,وخصوصا الخارجية, لم تمتعض من كل هذا لان لا هم لها غير انعقاد القمة العربية في بغداد والتي سوف لن تكون أفضل من سابقاتها في التشهير والافتراء وتوزيع الشتائم وقرارات لا تمضي ساعات على كتابتها لتبقى حبرا باهتا على ورق مهلهل.لم يستغرب سياسيو العراق من موقف الرؤساء والملوك العرب من موقفهم المخجل الصامت اتجاه قتل الأبرياء في كنيسة سيدة النجاة ومن رسائلهم العديدة الى مبارك وتنديدهم بالجريمة لان قادتنا يريدون أن يرجعوا الى "الحضن" العربي.نعم إنها جريمة نكراء ويجب إدانتها ويجب تجفيف منابع الإرهاب في العالم كله وخصوصا العربي والإسلامي وتحديدا التمويل المالي من السعودية ومن أثرياءها.نعم مبارك سوف يفعلها ويقطع رقاب الإرهابيين إذا وقعوا في أيادي السلطات الأمنية ,خوفا على كرسييه أولا وأخيرا,ولكن في العراق إرهابيو القاعدة والقتلة يُحكمون بالأحكام القاسية وينامون في فنادق محترمة تسمى سجون ولا تنفذ الأحكام بحقهم لان رئيس العراق وقع على وثيقة مع الاشتراكية العالمية التي يشترك فيها مجرمو حزب العمل الصهيوني فيها والذي يقتل أبرياء الشعب الفلسطيني بدون قرارات إعدام هناك,ويبقى الشعب العراقي ينتظر توقيع الرئيس على تنفيذ الأحكام بحق هؤلاء القتلة الى ما شاء الله.القاضي وائل عبداللطيف كان ضيفا على الفيحاء قال إذا كان الرئيس الطالباني وقع على وثيقة عدم التوقيع على إعدام ,وبالمناسبة كانت قبل سقوط نظام صدام,فلماذا رشّح نفسه لمرة ثانية,أولا ,وثانيا لقرارات المحكمة الخاصة بالنظام السابق ومجرمي الإرهاب أحكام قطعية بعد أن مرت بكافة التسلسل القضائي.فماذا ينتظر الرئيس ذو القلب الرؤوف بحق المجرمين؟إذا كان الطالباني لا يستطيع أن يتنكر لتوقيعه أمام اشتراكيته السمحاء فعليه أما أن يتنازل عن كل توقيع ويبقى رئيسا تشريفيا أو أن يستقيل,لان دماء العراقيين أثمن وأكبر من توقيع على ورقة أصبحت في إحدى كتب التأريخ,وقد رأى الرئيس ماذا عملت بريطانيا وأمريكا ودول أخرى التي لا أحكام إعدام في قوانينها في العراق وفي دول أخرى.

كل شرفاء العالم يدينون أية جريمة بحق الأبرياء على أساس الدين والعرق والطائفة.ونهيب بالحكومة العراقية الجديدة ,إذا أرادت أن تبقى هيبة لها, الى تنفيذ أحكام الإعدام بحق كل مُدان بالقتل والإرهاب ,ومن أي فصيل كان, بحق الأبرياء,إنها الوسيلة الأولى لدحر الإرهاب ومجرميه مهما كانت تسمياته.

ودم العراقيين غالي مهما تغاضى البعض عن هذه الحقيقة.
 


20110102



 

free web counter