| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الأحد  2 / 11 / 2014



رحلة في شارع المتنبي

د. محمود القبطان  

ربما المرة الثالثة ادخل شارع المتنبي خلال تواجدي في العراق من خلال زياراتي لكن هذه المرة كانت الأكثر إثارة وبقاء من الوقت في هذا الصرح الكبير ولمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة الى درجة لم احس بمرور الوقت إلا بعدما خرجت منه.التقيت صديقا كنت على موعد معه لاني لم أراه منذ فترة,وخلال فترة الانتظار وصلت الى "قيصرية المتنبي" حيث الجميع يلتقي,ويحتسي الشاي أو القهوة المعمول بدراية من قبل حافظ,قلت له سكر قليل,قال :"عيني لتخوطة ليروح يدوخ الچاي",جلس بجانبي اشخاص وجدوا مقاعد شاغرة بقربي,وكان الحديث بينهم جدي وحاد,حيث ألتأم اليساري مع الإسلامي مع الليبرالي وانا استمع لاني ولاول مرة اتواجد في هكذا مكان مع نقاش بين مجموعة لا أعرف منهم أحد.

حُشرت بالنقاش, فكان لي رأي بالرغم من فرحي بالمشاركة معهم في نفس النقاش لكني تذكرت النقاشات في بودابست والتي لم توصل أحد الى نتيجة ,وهي عقيمة في حد ذاتها,لكن مع كل هذا فهي فرصة لتبادل الافكار وكل يسمع للآخر دون : عفوا ,عذرا على المقاطعة,أو من قبيل لا تعطى وقت لطرح فكرتك,على سبيل المثال والحصر.. الإسلامي لم يستطع أن يفند ما قيل وفي الأخير قال ليس من إدعى الإسلام فهو مسلم..هذه طبيعة النقاش مع هذه المجاميع لان الأجوبة يعرفونها لكنهم لا يبيحون بها...

في هذا المكان تتواجد كل الشخصيات التي تراها على شاشات التفزيون يوميا دون سابق موعد حيث يجلسون على شكل حلقات,فترى السيدة المحجبة أو السافرة, أو من يرتدي القبعة وإن كان المكان مغطى بما يشبه الخيمة من اعلى البناية للمنتدى الثقافي,القيصرية,وآخر لم أراه يوميا بدون غطاء رأسه بالكاسكيت, وسيدة تستأذن أخذ كرسي غير مشغول وتشكر الشخي بكلمة شكرا ولكن في الانگليزي, ربما زائرة من دولة تتكلم هكذا,فهي تصبح عادة لكنها جميلة,وخلال جلوسي بأنتظار صديقي الحميم كانت تجلي قريبا مني وامامي سيدة أعرفها تحاول توجيه نظراتها عليّ لجلب الانتباه فقط لكني تجاهلتها لسبب في نفس يعقوب,,وصل صديقي ودخل بعد فترة بالنقاش ,واخيرا ذهبنا الى البيت الثقافي الجميل وهناك التقيت بأثنين من مجموعة هنغاريا,العالم صغير فعلا,وبعد فترة قصيرة ذهبنا الى نهاية الشارع الجميل حيث لاحظت الفرق الكبير في المكان بين زيارتين.

وأخيرا دخلنا الى حدائق القشلة,فكانت مكانا لنقاشات الحادة والجميلة والمختلفة الأفكار بشكل حلقات في أمكان الجلوس.الساعة اقتربت من الواحدة ب.ظ. حيث بدأ الحراس بالطلب من الزوار بالخروج حيث يغلق المكان....

ثلاث ساعات ونصف الساحة في أجواء شارع المتنبي انقضت دون أن احس بالوقت ,وعدت الأصدقاء أنة نلتقي في الجمعة القادمة.أما الكتاب الذي كنت أبحث عنه فلم أجده.لكني سوف أجده في مكان آخر حتما...


20141101
 


 

 

 

free web counter