| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الخميس 29/9/ 2011



لم تعد تكفي العناوين

محمود القبطان  

لم تبقى ظاهرة أو حالة سلبية تمر بالعراق الجديد ألا ووضعت تحت عنوان معين ولم يبقى أحد ممن يهتم بالشأن العراقي ألا وتناولها,ولكن من يقرأ ومن يتخذ القرار من أجل التصحيح؟

وبالتالي لم أجد اليوم من عنوان مناسب لما كتبته كرؤوس نقاط خلال أسبوع أو أكثر من استراحة إجبارية لان كل حالة منها تحتاج الى عنوان خاص بها,ولا أعتقد أن هناك من جديد وانما تكرار الظواهر الشاذة في العراق من فساد ومحاباة على حساب الوطن,وبقاء العاطلين عن العمل بدون عمل والمزورون هم السائدون وتدهور أمني...هي أسئلة وملاحظات وعلى من تعلم القراءة من أبطال العملية السياسية أما أن يجيب أو يفند أو يعطى مثلا أفضل يُحتذى به..

1: راتب النائب البرلماني السويدي الشهري هو 56000 كرونة وتعادل حوالي 8000 دولار قبل استقطاع الضرائب والتي قد تصل للبعض بحدود 60% لأنها تصاعدية,مع إضافة السفر والتنقل والمصروف اليومي (طبعا في حالة قدوم النائب الى البرلمان أو السفر بتكليف منه) والسيد النائب السويدي لا يحرس من قبل الأمن الخاص إلا بحالات التهديد بالقتل أو عند حملة الانتخابات وبهذه الحالة يكون فقط رئيس الحزب هو من يُحمى. قد تنفع الذكرى لنوابنا.

2: أصبح ظهور على الدباغ,المفترض أن يكون الناطق بأسم الحكومة,أصبح ظهوره كهلال رمضان منذ أن "انتزعت وزارته منه"بسبب التقشف,وأصبحت أخبار الحكومة تذاع من قبل الشلاه أو خالد الاسدي,ولكن حتى لا نغبن الدباغ كثيرا فقد ظهر أمس الأول ليعلن عن خبر بأسم الحكومة كان عليه أن يمتنع قوله لعدم أهميته.وقد قرر المؤثرون في دولة القانون على توزيع المهام ليجردوا الدباغ من مهامه,ويبقى منصبه على الورق.

3: لقد انتشرت "إشاعة" مُغرضة مفادها إن السيد المالكي يسير بخطى حثيثة نحو ديكتاتورية جديدة,لا سامح الله,فلم يبقى مناوئا له إلا وقالها بملأ الفم لاسيما في البرلمان,لان من هم خارج البرلمان"لا وزن لهم".وتقود دولة القانون ,أو حزب الدعوة أو المالكي الحكومة وأتحاذ القرارات حسبما يريد/ون,هكذا يقولون على الشاشات الفضائية,يقودون الدولة من فشل الى آخر وليس هناك من يعترف بالخطأ.أذن الى أين يسير العراق؟هل سأل احدهم..أم إن الحس الوطني ذاب مع الأملاح القادمة الى شط العرب من الجارة المسلمة؟

4: سقوط مصور العراقية برصاصة ,ربما طائشة, من قبل الجيش اليمني وهو أثناء عمله,حتما أمر مأسوف وهو في بداية حياته العمرية والعائلية وخسارة بكل المعاني.ولكن ما لفت انتباهي هم لم يبقى أحد من نوابنا البرلمانيين وكثير من الوزراء و رؤوساء الأحزاب والمدراء إلا وأرسل تعزيته الى ذويه..ولحد هذا مع كل تلك المبالغة في الحدث,لأنه ليس الأول ولا الأخير يسقط أثناء عمله وهو عمل خطير حتما لاسيما للإعلاميين,ولكن كم برقية تعزية لذوي الشهيد هادي المهدي الذي قضى برصاص الكواتم المعروفة المنشأ والاستخدام؟كم برلماني ثارت ثأرته أمام الكاميرات ليعلن إدانته لذلك العمل البربري؟كم وزير تعنى وذهب الى مجلس فاتحة المهدي؟وقبله شياع وقبله العشرات الألوف لابل حتى ضباط برتب عالية؟إذا قال احدهم لا يمكن ان نذهب لكل الفواتح وهي كُثر,ولا نرسل برقية لكن من سقط أثناء الواجب لان علينا أن نقيم الفواتح والتعازي فقط ولا ينجز البرلمان أي مشروع أو قانون.ويبقى سؤالي ماهو السر في التعازي التي أرسلت الى أسرة المصور في الفضائية العراقية من اليمن في هذا الكم الهائل من التعازي حيث لم يبقى إلا أن يعلن البرلمان عن إجازة لمدة ثلاثة أيام حزنا على الفقيد؟ ربما "فاتتهم" هذه المرة..

وبعد آهة طويلة تنهمر بعض الظواهر الجديدة أمام المشاهد سريعا أثناء كل نشرة أخبار:

- نائب في البرلمان يتدخل في عمل الفرقة ال17 للجيش العراقي!!

- رحيم العگيلي وضعت له "تهمة جديدة" هي شموله بقانون الاجتثات,بعد كل هذه الأعوام وحتى يبرروا الإطاحة به الصقوا تهمة الاجتثات,وربما مستقبلا تهمة أخرى حتى لا يجرأ ويرشح نفسه لنفس الوظيفة مجددا وإن أراده البرلمان.لمن النكتة السياسية أن لجنة النزاهة وعملها أصبح منوط بالبرلمان وليس رئيس الوزراء.

- التدهور الأمني يشترك فيه حمايات بعض المسؤولين الشخصية,وصدر أمرا بتفتيش سيارات الكبار,لكن المعترضون على هذا الأمر الجديد هم أنفسهم ينتقدون التدهور الأمني وعندما يعلم الجميع إن بعض الكتل تستخدم حماياتها وحصانتها للتغطية على أفعالها الإجرامية,هل هم جادون بعملهم أم أن الأيام القادمة سوف تمحي الأمر و:ان شيئا لم يحدث؟

- التعداد السكاني أصبح نكتة النظام الجديد.الكل يطالب به والكثيرون منهم يعترضون عليه, والأموال صُرفت وتُصرف والهدف بعيد المنال, لان العملية كلها تسير وفقا للضغوط سياسية لا غير.

- صباح ألساعدي لديه وثائق مهمة في الفساد ولذلك فقد أصدروا أمراً قضائياً لاعتقاله,وهو يتمتع بحصانة برلمانية ,فهل فكر "العقلاء" بهذا الأمر قبل استقدام القضاة لاستصدار أمرهم,وأمرهم لله.

- السيد الناطق باسم الداخلية عادل دحام لم يفي بوعد بكشف ملابسات الجرائم التي يشكل بعدها لجان تحقيقة للكشف عن الجناة,كما في حالة المهدي.

- افتتح في النجف الاشرف ولو بشكل غير رسمي مجسر ثورة العشرين وحُلت جزءا كبيرا من مشكلة النقل والازدحامات اليومية التي أرهقت الجميع,ولكن لماذا عُلقت الأعلام السود على جوانب المجسر والتوابع الكثيرة في هذا اليوم الجميل المُفرح؟

- يُقال ان رعد شلال استدعي الى مركز شرطة حديثة للتحقيق معه ورجع الى بيته بعد انتهاء التحقيق.لكن لماذا لم يشمل مثل هكذا تحقيق كريم وحيد وزير الكهرباء الأسبق وقتها؟وهل سوف يُحقق مع الشهرستاني في نفس "ملف شلال" باعتباره احد الموقعين على الصفقة؟

- بعد أول تظاهرة لشباب 25 شباط قال عطا أن ترميم نصب الحرية أصبح ضروريا ,يمكن استخدام ساحة الفردوس لغرض التظاهر..وبعد فترة صرح السيد عطا إن ساحة الفردوس سوف يُباشر فيها الترميم.وليومنا هذا نصب التحرير لم يرمم وهو على حاله باق,ونفس الشيء ينطبق على ساحة الفردوس.فمتى ,يا ترى,يبدأ الترميم؟

وأخيرا ربما يناسب ما كُتب أعلاه عنواناً واحداً وهو:كل شيء على ما هو باقِ مادام الوطن غائب.
 

 

20110929
 

 
 


 

free web counter