| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الثلاثاء 29/11/ 2011



من أين دخل المجرم"محمد الدايني"الى المنطقة الخضراء؟

محمود القبطان   

أمس حدث خرق أمني هائل الى المنطقة المحصنة الخضراء والتي تحصي ذرات الهواء عند الداخلين إليها,ومع كل الإجراءات الاحترازية دخلت سيرة مُفخخة لتضرب الدولة في عقر دارها بين باب البرلمان وباب رئاسة الوزارة,كما تقول الأخبار.من هو المستهدف ولماذا؟

حتى نصل الى جواب هذا السؤال علينا أن نبحر قليلا في بعض المشاهد السياسية التي سبقته والتي أتت بعده.

أولاً: لم يغيب عن الذاكرة فعل المجرم الهارب محمد الدايني التي أثبتت الوقائع أنه المدبر والمخطط الأول لفعله الإجرامي في تفجير البرلمان والتي راح ضحيتها الكثيرين بين قتيل وجريح.ومحمد الدايني بعد محاولة هروبه الى الأردن بعد أفتضاخ فعله اللا وطني والإجرامي,اُرجعت الطائرة التي تقله الى بغداد,وبعد خروجه بيد قوات الشرطة من المطار اختفى من بين أيدي هؤلاء اللا أمناء على الوطن,ومن ثم هُرّب مرة أخرى ليعتقل في ماليزيا وبعد وعود ,لم تنفذ في جلبه,ذاب الدايني مرة أخرى ولا يعلم به أحد أين هو ألان,لان التوافقات السياسية والتهديد بالفضائح جنت ثمارها فسكتت الخارجية العراقية عنه ثم الانتربول"العراقي"لم يستيقظ من نومه العميق ووصلت القضية الى الأدراج الخفية لتختفي قضية المجرم هذا.

ثانيا: بعد تنفيذ العمل الإجرامي أمام البرلمان حيث ذهب ضحيته العدد القليل الذي أعلن عنه بين قتيل وجريح وحدث انفجار كبير في العامرية وحسب تصريح اللواء قاسم عطا انه كان في مبنى الحزب الإسلامي وقد بُتر ساعد احد المشتركين في عملية تخطيط لإطلاق صورايخ باتجاه ما وأعتقل أخر,وقد ظهر على الفضائية العراقية وغيرها المعتقل وأسلحته..لكن بالمقابل خرج الى الإعلام النائب عن الحزب الإسلامي سليم الجبوري ليُكذّب الخبر وينفيه "جملة وتفصيلا" كما قال.لا اعلم هل يُصدق الناس أعينهم أم تصريحات غلب عليها طابع التسرع والنفي والتشنج بالرغم من العينات التي مسكت في المبنى.طبيعي جدا هو ليس إتهام موجه الى الحزب الإسلامي,وربما يكون أحد المندسين في هذا الحزب,وقد يحدث مثل هذا الخرق في أي حزب كان وفي العالم كله,ويتذكر الجميع محاولة اغتيال د.سلام الزوبعي عندما كان نائبا لرئيس الوزراء من قبل أحد رجال حمايته,وبالتالي كان على النائب الجبوري أن ينتظر التحقيق ويظهر على الملأ من هو الفاعل وتعود من تلك الأسلحة والرشاشات وباقي ما عُثر عليه ,وكان الأحزاب كلها في حرب مع بعضها.لكن ماذا سوف يقول السيد الجبوري إذا أثبت التحقيق أن المعتقل هو من الحزب الإسلامي؟وأكرر من المحتمل أن يكون مندساً بين صفوفهم!!

ثالثاً: حملة الاعتقالات التي شملت الكثير من البعثيين في الوسط والجنوب أكثر بكثير من في صلاح الدين أثارت هذه الحملة غضب البعث ومرتزقته ليفجروا ما أتت أيديهم إليه لإثبات قوتهم.ولكن هذا يبدو مقبولا إذا ما سلمّنا ببديهية إن المنطقة الخضراء مُخترقة من كل الجهات لان مجرمي البعث دخلوا الى كل الأحزاب التي تدير العملية السياسية ,فليس هناك حزبا واحدا يخلو من البعث بحجة تعهدهم بالبراءة من حزب القتل والاغتيالات الدموي,والبراءة طُعمٌ أكلته حوت الدولة الجديدة اعتقادا بأن من يوقّع على البراءة أصبح في خانة المخلصين. وإذا لم يكن أي خرق في المنطقة الخضراء أمس وربما غداّ,لا سامح الله, فمن أين وكيف دخلت السيارة المفخخة الى ما بين بنايتي البرلمان ورئاسة الوزراء؟الأيام القادمة سوف تكشف الحقيقة,اذا افترضنا إن التحقيق سوف ينشر أسماء الفاعلين,كما صرح النائب حسن السنيد اليوم,حيث قال إنه سوف يفضح للإعلام كل الأسماء المشتركة في العملية هذه .

رابعاً: من هو المستهدف؟صَرّح السيد رئيس البرلمان إنه كان المستهدف في العملية في الوقت إن السيارة كانت بين بنايتين,كان على السيد المالكي ,يحق له هذا,أن يقول أنما هو المستهدف .لكن لماذا السيد النجيفي مستهدف في العملية وليسس غيره؟هذا السؤال عليه ان يجيب للإعلام حتى يتضح الأمر أكثر؟أم هو لتغطية فعل وإجرامي تبعه أيضا في بناية الحزب الإسلامي في العامرية؟

خامساً: أخشى من أن ينتهي التحقيق الى ما انتهت اللجان السابقة في كشف الحقائق في الاغتيالات بالكاتم وتلفلف القضية بعد أن يتضح من هو الفاعل,من أجل عيون حكومة الشراكة الوطنية العرجاء.

هكذا دخلت سيارة مفخخة بعد عدة سيطرات للتفتيش وربما بهويات مزورة ,كما دخلت عبوات محمد الدايني الى قبة البرلمان ,وتقف بين البنايتين دون أن تجلب الانتباه,وحتما كانت سيارة حديثة وربما بأرقام مسجلة عند كل نقطة تفتيش,لتقتل وتجرح غير "المستهدفين" كما قيل.

لم يبقى أمام الحكومة الحالية إلا القليل وعليه إن تنظيف أوساخ البعث من الدوائر القريبة لأصحاب القرار ومن القوات الأمنية وسحب الأسلحة من المدنيين هو الحل الامثل لسلامة رئيس البرلمان ونوابه ورئيس الوزراء وحكومته والشعب العراقي من القتلة,ولا يقل أهمية من كل هذا القصاص الصارم ضد كل من يثبت اشتراكه في هذه العملية وما سبقها وما سوف يعقبها.ولا رحمة للقتلة.إن هناك أكثر من 300 مجرم ينتظر تنفيذ العقوبة القصوى بهم,وعلى الجهات التنفيذية أن تشمر على ساعدها وتخلص الشعب والوطن من تلك الحثالات التي لم ترحم احد في تنفيذ جرائمها.

 

20111129
 

 
 


 

free web counter