محمود القبطان
الثلاثاء 29/5/ 2012
باكو وبغدادمحمود القبطان
السبت الماضي 26 مايس انطلقت مسابقة أفضل أغنية لعام 2012 في باكو عاصمة أذربيجان لأفضل 26 مغني ومغنية وفرقة من أوروبا.وقد أثارت بعض الدول الأوروبية مواضيع سياسية حيث النظام الديكتاتوري والعائلي هناك,يقول المعترضون على إقامة المهرجان هناك.ويقول المشاركون ان لا علاقة للسياسة بالفن.النظام السياسي لكم عليه ما لكم والفن أمر آخر,هكذا قال المدير الفني للوفد المرافق للمغنية السويدية لورين وهي من والدين مغربيين. لقد كان التحضير للحفل كبيرا وقد استغرق بناء المسرح الذي أقيم فيه الحفل 8 أشهر,وبين كل أغنية وأخرى يعرض جزءا من أذربيجان,فقد ظهرت العاصمة وقيل عنها إنها مدينة ألأنوار والثقافة.لماذا ألأنوار لأنها تبدو ليلا وكان النهار قد حل.ألإضاءة في غاية ألأناقة,الشوارع والجسور في غاية النظافة.هذه أفلام تعرض أثناء تبديل فرقة لأخرى وليس دعاية وقتية.وتظهر مدن سياحية جميلة وأناقة السواحل والسواح من كل صوب من العالم. تظهر المكتبات العامرة والكبيرة,وتظهر الجوامع والكنائس.مساحة أذربيجان حوالي ربع مساحة العراق أو أقل بقليل. سكانها 95% مسلمون و86 % من شعبها مسلمون شيعة والباقي من طوائف وأديان أخرى كلهم يعيشون في جمهورية نظامها علماني ديمقراطي.هذه جمل مختصرة عن الحفل الذي أقيم في باكو عاصمة أذربيجان.وماذا عن بغداد,والمقارنة تشبيهية فقط.
بغداد غاطسة في الظلام الدامس حيث الإضاءة فقيرة جدا,كفقر ال30% من شعب العراق الذي يعيش تحت مستوى الفقر وهو الذي يملك أكبر أو تقريبا أكبر احتياطي للنفط, الغضب.أقول غضب لأنه من المفترض أن يكون النفط نعمة للشعب ولكنه أصبح غضب ونقمة لأنه تفرهد بين "الأحبة" ,وإذا كانت بعض الشوارع الرئيسية في بغداد مضاءة بواسطة الطاقة الشمسية فالشوارع الفرعية لا ترى النور منذ أعوام طويلة,حتى منذ فترة الحصار قبل سقوط نظام البعث ألصدامي..ولو نرى الخدمات فهي في إجازة طويلة منذ السقوط وليومنا هذا.الأرصفة محتلة من قبل الباعة والمحلات الكبيرة,كاحتلال أمريكا للعراق.البلديات لا تعمل لان أسواق الخضار يحتل أصحابها ألأرصفة ليلا ونهارا. والوزارات الخدمية معطلة "بصاية الله وصاية "الخلافات السياسية بين قادة البلاد الجدد.
الحريات السياسية في طريقها للانكماش في عراقنا الجديد حيث تضرب التظاهرات وينكل بالمتظاهرين,أما في باكو ,وتحديدا الأسبوع الماضي,احتج بعض المعارضين للنظام هناك وقد منعت الشرطة التظاهرة غير المجازة وأخذت بعضا منهم للحجز المؤقت,لكن لم يقتل أي متظاهر ولم يجبر على التوقيع على أوراق بيضاء أو يهدد بالاغتصاب.وهناك مفارقة,لكنها جديرة بالذكر,وهي أنه اعتقل عضو محافظة بغداد وأعترف بذنبه ولكن أمام المؤتمر الصحفي أنكر ذلك بسبب إن الاعتراف اخذ بالقوة,أي بالتعذيب,واحتج سليم الجبوري لأنه من قائمته,وأمر دولة المالكي بإعادة التحقيق مجددا وتقديم مسؤولي التحقيق للقضاء اذا اثبت تقصيرهم,ولكن هل دم هادي المهدي شربت زبيب ويسدل الستار على اللجنة التحقيقية التي شكلها دحام مدير عمليات بغداد؟أم لان ظهر المهدي القتيل كان مكشوفا وبدون كتلة أو قائمة تحميه أو تطالب بدمه؟
الحكم في أذربيجان علماني ينفصل الدين عن الدولة والأكثرية شيعية,فلماذا لا يحدث في العراق مثل هذا النظام مادام الجماعة "ما يطوها بعد و مچلبين بيها" ,وليعيش الناس بحرية والحكم لم يريده وبطريقته الخاصة؟ تظهر المدن الثقافية الأذربيجانية ببناياتها وحدائقها ومتاحفها ومسارحها.هنا أقف ولو قليلا.في بابل قبل عامين وبعد تحضير كبير وصرف ملايين الدنانير من وزارة الثقافة الفقيرة بميزانيتها,وحضور الفرق الفنية من بعض الأقطار,قرر"المفتي" محافظ بابل إلغاء المهرجان لأنه مفسدة للأخلاق ولا يناسب عاداتنا وثقافاتنا!!في النجف الاشرف بعد تحضيرات كبيرة وصرف الملايين من الدولارات لتصبح مدين الثقافة الإسلامية نُسي الأمر وأصبح في أدراج مجلس المحافظة,ولا يعلم الكثيرون هل في ذلك مفسدة للأخلاق أيضا؟ البصرة المرحة المنفتحة على الجميع بحكم وضعها كميناء وتعرف بتسامح أهلها وطيبتهم اللا محدودة وقبل عامين في زمن شلتاغ قرر المذكور منع كل بار وشراب وغلق السينمات وقال لا كحول مادام هو في المحافظة.يذكر إن شلتاغ يحمل شهادة دكتوراه بالعلوم الإسلامية من نيجيريا وعمل في ليبيا واعفي من هناك لعدم تطابق شهادته من المصدر,كما يقول "الخبثاء".واليوم يطل علينا رئيس مجلس المحافظة صباح البزوني بفتوة جديدة,لا حفلات ماجنة في البصرة,لأنها غريبة عن تقاليدنا,والبصرة مدينة محافظة.كل الكذب والهراء في كلام الشيخ البزوني,لان البصرة وكما قالت السيدة على فضائية الفيحاء:عمي نريد نفرح ,واوكي كلشي الكم لكن نريد نفرح.والفقير هل يمكن له أن يفرح أم الإعراس يجب أن تكون "جماعية" وتجلس كل عروس وكأنها تمثال لا فرحة على وجهها؟ قال احد منتسبي مجلس المحافظة:أن الشيخ دوامه بعد الساعة الحادية عشر؟(الشيخ هو رئيس مجلس المحافظة صباح البزوني) فهل من تقاليد أهل البصرة "المحافظين" ان يبدأوا دوامهم الساعة الحادية عشر أم قبل هذا؟وهل الدوام المتأخر قيم جديدة ؟وثم ماذا عن فورته الجديدة عن إعلان أمر إعلان المحافظة إقليم؟ألم تكفي الحر الإشارة التي قالها أهل البصرة الكرام لمن سبقه أنهم لا يريدون إقليما ليهدد باقي العراق بقطع النفط عنه متى ما شاءوا؟
وتربح السيدة المغنية المغربية الأصل والسويدية الجنسية بجائزة أفضل أغنية لعام 2012 وتصل استكهولم اليوم ليحتفل بها جمهور كبير جدا.ونحن ,في العراق,ساستنا مشغولون باختلاق ألأزمات والتهديدات بكشف الأوراق وسحبها من الدرج الأسفل في مكاتبهم لنشر الفضائح للتسقيط وربح الوقت.والمضحك جدا هو إن كل حزب وكتلة عندها ملفات فساد ضد بعضها البعض ألآخر,والسؤال إذا كانوا وطنيون لماذا السكوت على الفساد والسرقات الكبيرة وتزوير الشهادات؟ساستنا تركوا البلاد في فوضى في كافة المجالات وبلا خدمات ,وبدون عمل وبدون إنتاج ,ويريدون من إطالة ألازمات البقاء في السلطة لفترة أطول.وفي العراق أصبح كل شيء ممنوع إلا التزوير والرشوة والسرقة والكذب, لكن التأريخ سوف لن يرحمهم.
20120530