| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 29/11/ 2009



من يريد أن يفكر عليه أن يقرأ للجميع

محمود القبطان 

ماهو الضرر من ان يقرأ الإنسان للجميع ان استطاع ؟ أتساءل أنا بعد أن قرأت مقالا ملغوما الى حد الكراهية والحقد ,ومختصره لماذا نبحث في البعيد ما دام "بدأ ذهنه يلح بقوة على البحث في ألآخر القريب" ؟ الحقد الذي يحمله الكاتب الموهوب أبدا ينطق عبر مقالة لا تقدم للإنسان أي نفع علمي وبحثي لا بل ولا إنساني عندما يصل الهوس "به" الى إلغاء ألآخر لان بين يديه الأقرب,ولكنه نسى أن يذكر هل من باحث أو مهتم في العلوم المختلفة سواء العلوم الطبيعية والعلمية أو الأدبية الفلسفية أن يتنكر لما توصل إليه أسلافة لاسيما فيما يخدم البشرية جمعاء؟

يقول السيد الموهوب ان عقدته زالت من كارثة الوهم الذي سقط فيه بعد عقدين من الزمن ليكتشف من انه قد مر قرنا من الزمن "وحياتنا السياسية العربية والإسلامية من سيئ الى أسوأ" وفنه "من هبوط الى أهبط وفلسفتنا من سيئ الى أسوأ".

يتجول براحته بين أسماء لها بصمتها في التاريخ والفلسفة ويعتبرها من خارج الكون ,ربما ويؤكد ما لم يختلف عليه أي إنسان له عقل سليم ما قدمه أبن رشد والفارابي وابن سينا والجاحظ و علي ابن أبي طالب وعلي الوردي .لكن لم يقدم للقارئ المتفق أو المختلف معه ما هو الضرر من أن يقرأ المرأ لآخرين إضافة الى الأسماء الكبيرة التي ذكرها؟

ومنذ "نعومة ألأظافر أسمع وأقرأ ل سقراط أفلاطون أرسطو ابيقور.. الخ حتى وان لم افهم كثيرا مما يقولون"يقول السيد القادم الى برلمان المرحلة القادمة لا ريب ,حسب ما كتبه في الأسبوع الماضي..

يدعي ان دماغه أنعتق من هيمنة استعباد الأسماء اللامعة.." ليشرح للقارئ مرة أخرى من أجبره على ان ينبهر بالأسماء اللامعة "وقتها" ثم تنبثق موهبته الربانية ومرة واحدة ليطير الى الطرف ألآخر ألآمن ويلتقي من ما قدمه علي بن أبي طالي ومحمد باقر الصدر والطبطبائي وغيرهم؟هل حرمه والده من الإطلاع على ما قدم هؤلاء للفكر العربي والإسلامي؟اذا كان والده من الطرف ألأخر فقطعا لم ينطق بالحقيقة الساطعة لان من يحمل فكرا متنورا لا يمنع على ألآخرين أن يطلعوا على نتاج الآخرين وان كان من جانب الدعوة الإسلامية العربية فأولى به أن ينصح الجميع أن ينهلوا من تراث هؤلاء أيضا ,فلماذا الضحك على النفس قبل ألآخرين؟

يبدأ هذا الأسير لموهبته الخارقة يفسر إضرار هذه الأفكار ويتساءل هل"نحن كنا ومازلنا في عالمنا العربي والإسلامي واقعون تحت مؤامرة كيفية تدمير وعينا.." ويستنجد بما قدمه الإمام علي ابن أبي طالب.أسائله هل من منقذي العراق الجديد الذي يصر على تخوين كل من يوجه انتقاد لهم من يتقد ويمشي على فلسفة الإمام علي؟لماذا هذا التشبيه المفضوح لقصر نظر يتمتع به كاتب يدعي انه إسلامي ويشهر سيفه (اقرأ كاتم الصوت) ضد كل من تسول له نفسه بالتفكير خارج الدائرة التي رسمها للجميع دون استثناء ؟ قل للقارئ ماذا كان يفعل علي بن أبي طالب قبل وإثناء خلافته مع الناس جميعا ؟هل كان يقتلهم وهل كان يسرق المال العام؟كم حارس كان يمشي معه مدججا بالسلاح ؟ كم سيارة (جمل سابقا) محصن ضد الرصاص (السيوف).أنت أيها السيد تؤيد ان تشبه الوضع ألان والدراسة والأخلاق بما كان عليه في زمن كانت الأخلاق معيارا كبيرا لعمل الدولة .أنت ,أيها السيد,تبكي على زمن مضى ولن يعود مهما بكيت بسبب من يمسك بزمام الأمور فقد الأخلاق الإسلامية العربية التي تتباكى عليها زورا واتخذ

من الشهادات المزورة جسرا للعبور الى أفضل المناصب وأعلى الرواتب وأكثر السرقات فضيحة وخجلا.فهل تريد ان تبني دولة جديدة بمواصفات قبل عشرات القرون والمال العام الذي يسرق "يطمطم" عليه من قبل الحيتان الكبيرة التي توزع المحصول بينهم؟

يستفز هذا الموهوب على العالم من تبني أو الإطلاع على فلاسفة العالم ولكنه يتساءل لماذا "لا يروج إعلامنا ومؤسساتنا الرسمية ولا تدرس مدارسنا الثانوية سياستنا الأخلاقية السياسية.."هل يراد التذكير بأخلاق علي بن أبي طالب وتدريس فلسفة ابن رشد وابن سينا أم تريد ان تدرس في مدارسنا فلسفة السرقة في العهد الجديد وتهريب الحرامية والقتلة من العراق بالرغم من مطالبة القضاء بهم؟ولك في محمد الدايني آخر مثال سيئ,إما من قتل كامل شياع وأراد اغتيال عماد ألعبادي فمعروفون لكنهم لا أعتقد يصلحون لمادة تدريسية في الثانويات لترويج "سياستنا الأخلاقية السياسية",أم هي هذه الفلسفة التي يراد لها الترويج للترويع؟اذن ما الفارق عن زمن طاغية كان اسمه صدام ترك إرثا عفنا في الإلغاء والإخفاء؟

من يمكنه ان يثبت أي الفلسفات او السياسات هي الأجدر بالتطبيق على زمن وجغرافيا ما ؟

ينتقد السيد كل الأسماء ,وهذا حقه,لعدم تقبله لهم بعد ان أنعتق دماغه بعد عقدين من الزمن,ولكنه تحديدا لم يهمه ماذا قال ميكافيلي أو نيتشه او أفلاطون,هو يريد ان يصل الى ماركس حيث يجب ان لا نلتفت"الى لماسوني ملحد أراد تدمير العالم بكلماته ليضع لنا فلسفة شيوعية فوضوية اشتراكية دمرت حياتنا العصرية وما تبقى منها من أيام".هل حقا كان ماركس بهذه الدرجة من النجاح كما يكتب الحاقد الموهوب ؟ يبدو انه يعد بقايا أيامه الأخيرة"وما تبقى من أيام".هنا بيت القصيد من كل هوسه الفكري.

اذا كان ماركس على خطأ في فلسفته ونظريته لماذا ركض العالم الرأسمالي ليطبع اكبر عدد من كتبه الاقتصادية إثناء انفجار ألازمة المالية التي تلف العالم منذ عام؟اذا كان رأي السيد بماركس هكذا فهل هي طريقة جديدة استئصالية لإلغاء الأديان الأخرى في العراق وهي مقدمة لذلك عبر قتل وتشريد المسيحيين والصابئة وباقي معتقدي الأديان الأخرى؟

اذا كان ماركس انتقد الدين المسيحي في وقته ونعته بأفيون الشعوب ,فماذا عساه ان ينعت الدين الإسلامي الذي حُرف عن معناه الصحيح بواسطة من يدعون الحكم باسمه اليوم ؟ أن السيد الذي سوف آتي لذكر اسمه لاحقا, يتكلم لإلغاء أي فكر يقف بجانب الدين الإسلامي دون أن يقدم الدليل الفلسفي من ان الممارسات منذ 7 سنوات وليومنا هذا هل هي من صلب الإسلام في القتل والاغتيالات والتغييب والسرقة بالمليارات من خزينة الأجيال الحالية والقادمة.هل يتذكر الحاقد من ان الإمام علي كان ينتعل نعالا مرقعا ويأبى ان ينتعل جديدا وهو الخليفة الأمين على المسلمين وأموالهم؟هل يتذكر ان الإمام علي كان يبيع التمر لصديق له,وهو الخليفة,عندما يذهب صاحبه لعمل ما؟هل يتذكر ان الإمام علي أراد ان يقطع يد بنته زينب عندما وضعت أساور فضية في معصمها لولا تدخل الجميع في إعفائها من فعلتها وهل ليست بسارقة؟أما ألان فليس من الواقع بشيء ان يشبه احد حال العراق والتباكي على تدريس الأخلاق الإسلامية والعربية في الثانويات عندما توزع أراضي على ضفاف دجلة لنواب البرلمان الذين لم يتفقوا على شيء أكثر من امتيازاتهم ؟ أين نحن من أيام عبقرية الإمام علي وإنسانيته وحكمته من حكام اليوم

في العراق الجديد ؟ أتساءل هل أجبر السيد الموهوب على تبني أفكار أفلاطون او ميكافيلي أم اطلع عليها وانبهر بها؟اذا كانت هذه الأفكار وتلك الماركسية ,التي يشكل لها كراهية وحقدا,لم تدرس في مدارسه فلماذا يريد فرض فلسفته الإسلامية العربية في المدارس كدروس إجبارية وليس لتوسيع المعرفة بأنواع ما توصل العلماء إليه من علوم وفلسفة قد تفيد العالم او لا.ولو كان مطلعا بما فيه الكفاية على ما كان في كتب مدارس المتوسطة والثانوية لوجد الكثير من التأريخ الإسلامي والعربي في المناهج,أما هذا أختزل في زمن الطاغية المقبور فهذا شأن آخر.ليذهب الى كتب الستينات وما قبلها ليعلم وليتعلم من التأريخ.ويتباهى بالعلامة علي الوردي ,وهو فخر لكل العراقيين لكنها كلمة حق يراد بها باطل,فما هو رأيه بكتاب وعاظ السلاطين للعلامة الوردي ,ومن هم منتقديه؟وهل يسمح وهو وزير التربية والتعليم ,افتراضا, ان يدرس كتاب الوردي هذا في ثانويات وزارته؟

ولتمادي الحاقد في إلغاء ألآخر يقول"علينا أخيرا ان ندرك ان العظماء ليسوا هم ساتر المعتوه ولا نيتشه العنصري ولا ماركس الوسخ ولا باقي هذه النفايات الغربية بل العظماء حقا هم أئمتنا..."

من سمع كلاما وسخا أكثر من هذا الذي يتمنطق به السيد حميد الشاكر في مقالة حاقدة والغائية نشرها في صوت العراق تحت عنوان : بدلا من نيتشه لماذا لا يكون مسكوية ؟!
في 26 ت2 2009.

هذه الكاتب المتفلسف الجديد ,هكذا يقدم نفسه دائما,لا يريد ان يسمح للأخر ويعتبر أي تفكير او اعتقاد بشيء بغير ما يفكر ويعتقد به فأنه كفر والحاد ونفايات غربية.ماذا قدمت لنا جميعا فلسفته الإسلامية العربية ليومنا هذا ما عدا التخلف والقتل,بدون العقل الغربي ماذا كان على العقل الشرقي الالغائي ان يبدأ؟عليه ان يقدم مثلا يُحتذى به في العراق على اقل تقدير ليقتدي به العالم كله وليس منطقته فقط.

عليه ان يقتدي بما قاله علي بن أبي طالب : الناس صنفان أما أخا لك في الدين او نظيرا لك في الخلق.

وليتقن كلمات مسكويه بأن يصلح من أخلاقه ويحترم الآخرين ليكسب احترامهم.ويعلم ان في المدارس الغربية تدرس كافة الأديان ولكن لاتجبر على احد.واذا "هكذا كانت ثقافتنا تقدم الأخلاق على العلم لتكون الأخلاق هي رائدة العلم وليس العلم هو عدو الأخلاق كم تطرحه نفايات الفلسفة الغربية..".قال حميد .كلمة كانت,أي لم تعد موجودة هذه الثقافة التي يتشدق بها كذبا وزورا,ومن الحاضر نأخذ العبر.



20091129


 

free web counter