| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 28/3/ 2010



مناخ الأرض سؤال الساعة وقادة الدول المتحضرة

محمود القبطان  

العالم بدأ بالتفكير الجدي عن سبب التغيرات المناخية خصوصا على ما طرأ من تغيرات في عدد من المدن في أرجاء العالم عبر السيول والزلازل الأرضية القوية فكما حدث في اندونيسيا وتايلاند وشيلي و هايتي ينذر بحدوث كوارث طبيعية أخرى في أماكن أخرى قد تدمر أكثر من سابقاتها من مدن مع سكانها.كل هذا جعلت بعض الدول وعبر الأمم المتحدة أن تدق ناقوس الخطر على الأرض ربما أكثر مما شهده العالم خلال العقدين الماضيين.ثاني أكسيد الكاربون من المنبعث والمتسرب في الصناعة ,قطع أو استئصال الغابات في مساحات شاسعة لاسباب تجارية وغيرها جعل العالم يفكر بطرق أفضل للحفاظ على المناخ في الكرة الأرضية.

بعض الدول حاولت أن تتجاوب مع هذه المبادرة وأخرى تخلفت وربما ربطت على أسس سياسية أكثر منها مناخية وأول تلك الدول الصين وأمريكا.

لأكثر من مرة تشترك عشرات الدول وفي أكثر من قارة في ساعة الأرض,أو ساحة المناخ,حسب ما يسميه البعض عبر إطفاء الإضاءة في المدن والبيوت لمدة ساعة إيمانا منهم أن هذه الساعة سوف تسهم في تحسن المناخ,وأكيد أن الخبراء يعرفون ذلك وبقياسات محددة ودقيقة جدا.

ماذا قدمت الدول العربية لساعة المناخ؟لم أرى,وربما قد أكون متجنيا على بعضها إن فاتتني الفرصة ,أية دولة عربية قد أطفأت أنوار مدنها وبيوتها.هل مهمة الدول المتقدمة فقط الحفاظ على المناخ؟الدول النامية وتحديدا العربية هي أكبر المتسهلكين لكل شيء يضر بالمناخ لأنهم أكبر المستوردين للمنتجات التي تضر بالمناخ على الأرض.

في العراق ,اعتقد انه لا داعي لإطفاء الإضاءة في المدن أو البيوت لأنها أصلا مطفئة لان الكهرباء لا يصل أكثر من بضعة ساعات يوميا إلى البيوت منذ فترة ليست بالقصيرة,لابل أن تدمير المناخ في العراق يجري بطرق عدة منها:المولدات الكهربائية التي تدفع بطبقات من الغيوم الكثيفة السوداء من الدخان على مدار الساعة دون رقيب .

متى يتوفر الكهرباء بصورة منتظمة إلى كافة المستهلكين في العراق هذا سر لا يعلم به إلا الساسة والمطلعين على سير العمل في هذا المجال لان الوعود ما عادت تصدق,ربما نشهد في السنين القادمة تحسنا بعض الشيء لكن هذا مرتبط الحالة السياسية العامة في البلد.

البيئة في العراق في حالة خراب شامل وكامل من خلال المشاهدات الميدانية والتي لا يعرف المواطن أي وزارة أو مديرية مسئولة على هذا الخراب.

الأنقاض لا حصر لها,النفايات تلال وتزكم الأنوف وفي كل شارع دون مبالغة ولا يرى المواطن أي تطور في البدائل,قناني البلاستيك والألمنيوم والزجاجية تملاً الشوارع والأزقة وضفاف الأنهر.الوعي البيئي,قل حتى الصحي ,عند المواطن في أدنى مستوياته أو حتى منعدم,وهذا يشكل خطرا هائلا في تدمير البيئة والإنسان معا.كل هذا لم يحرك ساكنا عند السلطات المعنية.السلطات الصحية لم يثيرها ويخيفها غير أنفلونزا الخنازير,الني يسمونها الوبائية لقباحة الخنزير,عدا بعض النصائح البدائية في غسل الأيدي وماشاكل ذلك لكن لم يهمها أن ترمى النفايات في نهر دجلة بأكداس هائلة من قبل الأطفال والكبار الذين يجمعون تلك النفايات والأتربة وبقايا الكارتون لتغليف الأجهزة البيتية.وما شاهدته في شط العشار في البصرة يُعد كارثة بحق جراء الإهمال المستمر بعدم رفع النفايات من هناك.ما هي واجبات البلديات في المدن؟هل ينتظرون أوامر من رئيس الوزراء أو المحافظ حتى يقوموا بواجباتهم؟سيارات نقل النفايات لا تمر إلا بين فترة وأخرى ,وخلال الأيام التي لاتاتي هذه المدللة تتكدس النفايات وهكذا دواليك.البلدية لا تراقب والفساد المالي قد عم معظم هذه الدوائر مجالس المحافظات مشغولة بتوزيع المناصب والمسئوليات وإبراز مشكلة الاستثمارات في المحافظات وكأن كل شيء متوقف على هذا وبدأت نغمة الأقاليم تظهر من جديد بسبب فشل مجالس المحافظات في تأدية واجباتها ونسيان لا بل إهمال الواجبات الضرورية في المحافظات وفي مقدمتها الحفاظ على صحة المواطن. ولي عودة قريبة حول نغمة الأقاليم سوف تأتي لاحقا.

بعد كل هذا التدمير في العراق وعلى كافة المستويات هل يحلم المواطن العراقي ببيئة ومناخ جميل وتختفي موجات العواصف الترابية التي تنعدم فيها الرؤية أحيانا ؟هل يستطيع العراق أن يشارك العالم في ساعة المناخ قريبا؟نعم إذا عمل الجميع بإخلاص وتفاني من أجل الأجيال القادمة والأرض.


 

20100328




 

free web counter