| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 28/6/ 2009



الإرهاب يمول من أل....

محمود القبطان

سابقا تعوّد أو سمع العراقي مقولة مفادها ان الكتاب يكتب في مصر ويطبع في لبنان ويقرأ في العراق,لما للعراقي من حب للقراءة,ولا أناقش هنا ماذا يقرأ ألان العراقي لان من بقى يقرأ من الكتاب فعلا قليل قياسا لما كان في السابق,ولكن ما أود أن اعلق عليه هو ألإرهاب بعينه,حيث تبنت بعض دول الجوار ان لم اقل كلها رعايته.

فقسم من دول الجوار تتبنى دعم ألإرهاب ماليا جهارا ونهارا,والقسم ألأخر يدعم الإرهاب بطريقته الخاصة بتقنين المياه في الرافدين وبناء السدود وحرمان العراق من حصته,ولكن ليس من قانون دولي يجبر الجارة المسلمة جدا ووزارتها التي يقودها الإسلاميون السياسيون,وحكومة العراق تتوسل الماء الى الفرات وربما الى دجلة قريبا,وكل وعود التقطير الى الفرات الجاف قد جفت وعقود الاستثمارات لهذا الجار على قدم وساق ولم تتوقف.

وهناك جار اخر يقدم الدعم للإرهاب عبر تسهيل مرور الإرهابيين الى العراق بالرغم من الوعود التي قطعت لحكومة العراق بالتعاون وتبادل السفراء ,وتمر السيارات الجديدة أو القديمة عبر الحدود محملة بالإرهابيين لتحتضنهم بقايا البعث الفاشي وتقدم لهم الدعم في الجريمة عبر ألهويات المزورة , والبيوت وتسهيل تنقلهم من مكان لمكان آخر, فنرى الإرهابي الأجنبي يتنقل من الغرب الى الشرق العراقي بسهولة ودون عقبات. ومن الموصل الى بغداد وفي كل هذه التحركات تتطاير أشلاء العراقيين ألأبرياء دون ذنب ولتسمى هذه العمليات احتجاجاً على الاحتلال من قبل المقاومة "الشريفة" وأخرها في مدينة الثورة وقبلها في تازة والشعب ، وتستمر المأساة والمعاناة دون أمل أن تتوقف هذه الأعمال الإجرامية لتبنى ولو صخرة واحدة أو يتحسن الكهرباء أو الماء.

يتباكون على السيادة العراقية وهم بأعمالهم ألإجرامية هذه يعطون عذرا للمحتل وللمعتاشين تحت ظله للبقاء لمدة أطول .لم يتقدم "المقاوم" الى الدبابة الأمريكية ويفجر نفسه فيها وإنما يزرع عبوة هنا أو هناك ليقتل الطفل أو المرأة أو الشيخ أو العامل العراقي , واذا حاجج مواطن هؤلاء القتلة عن ذلك يقولون أنت لم تشاهد أو لم تطلع ,ويبقى العراقي هدفا أولا لهم ليشبعوا غريزتهم الحاقدة من الدم العراقي وليفشلوا العملية السياسية أو على الأقل أن يأملوا في أن لا تنتقل "عدوى" النفس أو التوجه الديمقراطي الى بلدانهم لتقوض مضاجع حكامهم.

وفي الداخل العراقي بعيدا عن الإرهاب تبقى هناك تصفية حسابات بين ألأطراف المتنفذة ، منهم من يريد مساءلة هذا الوزير أو ذاك بسبب الفساد المالي وهذا ليس بعيدا عن الثأر الذي يغلي في صدور البعض, ورئيس الحكومة يريد تعطيل هذه المساءلات لأنه يهدد بفتح ملفات أخرى قد تزعج البعض الأخر الى حد بعيد , حسب ما نقله عضو البرلمان محمود عثمان يوم 26 حزيران, وهذا إرهاب من نوع آخر . وزير النفط يبرر تعاقداته مع شركات النفط لحاجة البلد لها حسب قوله, والساسة الأكراد يثأرون منه بسبب موقفه من استثماراتهم للنفط في الإقليم وكل يدّعي ان الأخر قد خرق الدستور, لكن يبقى الشعب العراق بأكمله المتضرر الوحيد من هذا التناحر .

الكتاب يكتب في مصر(الإرهاب يموّل في السعودية),ويطبع في لبنان (والإرهابيون يعبرون الى العراق من سوريا بكامل حريتهم) ويقرأ في العراق (وينفذ الإرهابيون القتل الجماعي ضد شعب العراق في العراق ) ,ولتكتمل القصة فأن أحزاب السلطة رجعوا الى ائتلافاتهم الطائفية من كلا الطرفين ليبقوا أطول فترة ممكنة في البرلمان,لأنهم بدون لونهم الطائفي لن يحصلوا على شيء .

وهكذا تبقى المصيبة في دوران مستمر, الإرهاب موجود, إذكاء العنف الطائفي مرة أخرى وتآلف الأحزاب الطائفية تحت أغطيتها كل حسب طائفته.

لابد من نهاية لهذه المأساة.


20090626


 

 

free web counter