محمود القبطان
الثلاثاء 28/9/ 2010
ما لم تنجزوه في سبعة اشهر لن يُنجز في يوم غد!محمود القبطان
ما زالت المباحثات مُتعثرة بين أطراف التحالف الوطني" المتين" في حين هدد الحكيم بأنه لن يشترك في حكومة يترأسها المالكي, وقد ينسحب من المباحثات.انكرت بعض الأطراف هذا الانسحاب في حين أكده الشاه بن الدر من مكانه الحصين من بيروت حيث يتنقل بين بيروت وعمان ودمشق حيث يدير اللقاءات بين بعض الأطراف المنبوذة والهاربة من العراق مع قائمته من اجل "المصالحة الوطنية" ولم الشمل.وقد تحسس بعث احمد اليونس هذه اللقاءات وربما كان من يمثله مع عزة الشاه بن در ,ليضع اليونس شروط مقاومته وبقوة على طاولة "الاتفاقات" السرية ومن موقع القوة,شاء قادة العراق الجدد أم أبوا.
وتمضي الأسابيع والأشهر دون التوصل الى حل يرضي القوى المتصارعة على موقع رئيس الوزراء فبين دعاة الاستحقاق الانتخابي وبين دعاة التحالف الأكبر ضاعت البوصلة الوطنية بين الفرقاء الذين ينتظرون المسك بعصا رئيس الوزراء من طرف لإخافة من كان يحاول أخذها من المستحق سواء كان انتخابيا أو طائفيا.وتستمر معاناة الشعب في كل مناحي الحياة حيث فقدان الخدمات والأمن و القتل الجماعي بمختلف الأساليب القذرة ولم يستثنى منه احد.
أكثر من بلاء ابتلى به العراق منذ سبعة أعوام و الأطراف المتنازعة لا يهمها معاناة الشعب:
1:
كربلاء "خالية " من المخدرات!
خبر تناقلته الصحف ووكالات الأنباء عن اعتداء بعض الإيرانيين على صاحب فندق في كربلاء لعدم السماح لهم بتعاطي الترياق مع النارجيلة ."احتوي" الحادث,حيث حضرت "منظمة الحج والزيارات الإيرانية الى مجلس المحافظة وطرحت المشكلة في المجلس لحلها",هكذا يقول الخبر,وقد اتخذت الإجراءات اللازمة وبعد التوقيف لعمال الفندق وبعض الإيرانيين تم التنازل من قبل الطرفين واخلي سبيلهم.هل من المعقول تسوية الأمر بهذه السهولة بعد الاعتداء على عمال الفندق لالتزامهم بمنع تناول المخدرات ؟ ويضيف احد المسئولين بأن كربلاء خالية من المخدرات!!ومع الإيرانيين ماذا وجدوا؟ هل كان تفاحا أم ثوم عجم ؟ بين الحين وآلا خر تعلن السلطات مسك عصابة لبيع وترويج المخدرات في كربلاء والنجف,فمتى أصبحت كربلاء خالية من المخدرات ؟ الترياك حلال إسلاميا ,ولا يعلم إلا الإيرانيون مدى تأثيره على الإنسان : هل يشابه القهوة أم الحشيش والكوكائين,ليفتوها وليسمح قادة الإسلام السياسي العراقي بتناول هذه المادة السامة لتجنب ضربات أهل البلاد الجدد أصحاب ولاية الفقيه.هل يقبل هؤلاء القادة ويهون عليهم إهانة العراقي,ويتم تسوية الأمر بزيارة من مسئول منظمة الحج لمجلس محافظة المدينة؟
2:
جلال الطالباني يقول في تصريحه الأخير قبل يومين بعد رجوعه من اجتماعات الأمم المتحدة إن الحكومة لم يتعطل تشكيلها سبعة اشهر وإنما أربعة أشهر حيث أخذت إعادة فرز الأصوات ثلاثة اشهر.لا أعلم من أين أتى الرئيس المنتهية ولايته بهذه الأرقام حيث لم يقل لماذا أصرت بعض الأطراف على إعادة الفرز في بغداد فقط وفي الأخير لم تتغير الصورة البرلمانية الجديدة,وفي النتيجة سبعة اشهر مضت دون أن يرى العراق انفراجا في تسوية لتسمية رئيس وزراء جديد,وقد ذكّر طالباني بأنه قال بأن رئاسة الجمهورية منصب كردي لكن يمكن التفاوض عليه ولكن رد التحالف الكردستاني قال انه منصب كردي وهو يلتزم به,ولكن الملاحظ إن مستشاره لم يعلق لحد ألان لتعديل بعض ما ورد في التصريح الأول.
3:
عندما يتحدث احد الأطراف الفائزة في الانتخابات يتعمد على ذكر خرق الدستور من قبل الأطراف الأخرى,والكل يوصي بالالتزام بالدستور لكن الكل يعتبر الدستور ملكا له والفقرات قد وضعت من اجله ولذلك تعددت الشروحات والتأويلات لكثير من فقرات هذا المسكين الذي سموه الدستور الدائم.ماذا بقي لهذه الأطراف المتنازعة لم تخرقه من مواد الدستور؟
دستور دائم وضعوه بهذا الشكل متعمدين ليكون حمال أوجه عدة للتأويل لينتهي به الأمر كأي وثيقة وورقة غير صالحة للاحترام والالتزام بها.
4:
الميليشيات المسلحة على أهبة الاستعداد!
بدأت الأخبار تتسرب على ما اتفقت كتلة دولة المالكي مع التيار الصدري بإطلاق سراح المعتقلين والمسجونين من ميليشيات الصدر"جيش المهدي" على وجبات بغض النظر عن الجرائم التي اقترفوها,وإذا لم يكونوا مذنبين لماذا كانت صولة الفرسان في البصرة التي استباحوها وفي بغداد والعمارة ؟ اطلاق كل هذا من أجل كسب موافقة التيار الصدري على ترأس المالكي الوزارة للمرة الثانية.ولكن أين الضمان من المالكي وهم الذين أيدوه في المرة السابقة؟ وماذا عن تأهب عصائب الحق وحزب الله المواليين لإيران لأخذ المبادرة من مقتدى الصدر ليتحركوا بإرشاد من إيران وقد وصلت الأمور بين مقتدى وإيران الى حد "الطلاق" القريب.ماذا لو تسترجع الميليشيات المسلحة مواقعها التي فقدتها سابقا,هل يبدأ المالكي بصولة فرسانية جديدة أم يسكت ولو لحين؟حسن العذاري,قيادي في التيار الصدري قال:"سنقطع كل يد ولسان تحاول التطاول على سمعة جيش المهدي والمقاومة الشريفة".تجربة رائدة في العمل السياسي ألبعثي ربما في قطع الأيدي والألسن,وكسر العظام ووو.ألا يستحق هذا العذاري تقديمه للقضاء على تصريحاته هذه؟لكن أين القضاء وأين القانون الذي أصبح بيد الجهلة الجدد؟
5:
هل يعلم قادة الإسلام السياسي لماذا تقوى البعث من جديد؟
لانهم لم يعطوا الصورة الجيدة الجديدة لعراق ما بعد البعث الفاشي,
لانهم مارسوا السرقة والفساد بكل أنواعه,
لانهم لم يحترموا وعودهم لا قبل سقوط النظام ألصدامي ولا بعده,
لانهم اشتركوا في تحطيم ما تبقى من الإنسان العراق ,
لانهم يتباحثون مع البعث سرا ويصرح به البعث علنا,على الطريقة الصهيونية عندما ينفي أمير خليجي بلقاءه مسئول إسرائيلي تخرج الصور بعد يومين علنا,لاسيما والمباحثات مع البعث العراقي يديرها بعثيون سابقا وإسلاميون حاليا بلحية وقورة وخواتم جميلة,ليس للزينة طبعا,
لانهم سرقوا ثروات الشعب العراقي وصحته وأمنه وثقافته,
لانهم لا يعاقبون مجرمي القاعدة والإرهاب والقتلة,
لانهم لم يعلموا من أين جاء مسئول تنظيم القاعدة في كربلاء والذي اعتقل وسوف تسوى قضيته ويهرب,
لانهم يهربون من الحاضر ليتمسكوا بماضي بعيد ويحولوا الهم العراق اليومي الى هم طائفي وعلى القنوات الفضائية ليعيدوا كتابة التأريخ من كسر ضلع الزهراء ومن كان من المفترض أن يكون الخليفة الأول بعد الرسول,
وأخيرا : لانهم يخافون ويخشون إعادة الانتخابات والاعتراف بفشلهم في إدارة الدولة منذ سبعة أعوام ولأنهم يعلمون علم اليقين إنهم راحلون لا بل هاربون الى الدول التي احتضنتهم في السابق بعد أن افرغوا العراق من ثرواته .
كل هذه الأمور جعلت من البعث يتقوى ويعيد حساباته وفرض شروطه بوقاحة بعد كل المآسي والحروب والقتل والإجرام بحق شعب حكمه لمدة أكثر 35 عاما.ولسان حال البعث يقول :لم نقتل لوحدنا وإنما حتى من جاء من بعدنا!
ما عاد الأمر يتوقف على رئاسة الوزراء وإنما هناك خللا كبيرا في بنية الدولة الجديدة ويجب تعديل مسارها ألان عبر انتخابات جديدة ودستور جديد للجميع وغير قابل للتأويل وقانون أحزاب جديد .كل هذا يتوقف على التحرك الجماهيري.
اجتماع الأربعاء 29 أيلول بين أقطاب التحالف الوطني لن يقدم شيئا جديدا وسوف يبحثون عن آلية جديدة ويؤجلون الاجتماع مرة أخرى,كما في كل مرة, وما لم ينجزوه في سبعة اشهر لن ينجز في 29 أيلول ,حتى لو اتفقوا.
20100928