محمود القبطان
الثلاثاء 28/2/ 2012
دولة قطر تدير الجامعة العربية ووضع سوريامحمود القبطان
مساحة قطر 11413 كم مربع وسكانها يقدر بحوالي 700 ألف نسمة.هذه الدولة التي لم تكن من المؤسسين لجامعة الدول العربية تدير ,ألان بحكم ترأسها للدورة بعد انعقاد مؤتمر قمة فيها ولذلك فهي تخطط وتفصل السياسة العربية بمساعدة السعودية,الأب الروحي للجامعة ولكن عدو قطر الأول التنافسي في السياسة العربية والدولية,لكن تقارب المصالح في بعض الأحيان يتطلب نسيان الخلافات ولو لحين.
من خلال أزمة الوضع في سوريا اتفقت الجامعة العربية بقيادة قطر ومن خلفها السعودية الى تصعيد الموقف الى حد مؤتمر تونس الذي اقر بإرسال المساعدات العسكرية للمعارضة. يعني إعادة أزمة ليبيا بشكل آخر.من المعروف أن نفس السيناريو تريد الأوساط العربية إعادته كما حدث في ليبيا حيث يبدأ بتهيأة الاجواء من قبل فرنسا ومن ثم الاتحاد الأوروبي والوضع العربي أصلا مستنفر فيكون حالة الارتجاج السياسي في سوريا قادم لا محال.
إن السياسة السعودية ومن خلفها من يضمن التأييد لبسط سلطة السلفيين الوهابيين في الدول العربية ,كما حدث في تونس وليبيا ومصر وألان جاء دور سوريا,ولكن عقدة القاعدة وأسامة بن لادن واحتضانه أول الأمر ومن ثم التمرد عليهم لازالت تؤرق الساسة الأمريكان ويحاولون بشتى الأساليب عدم تكرار تجربتهم المريرة وإن كانت لها بدايات ايجابية ضد التواجد السوفيتي في أفغانستان.
وسوريا بين فكي الكماشة فالقيادة السياسية المتمثلة بالبعث وسياسته في البطش وكبت الحريات وسيطرة المخابرات على أنفاس الشعب جعلها في طريق مسدود ولان البعث,أي بعث في الدول العربية ,مثال العراق صارخ,لا يستعين بالشعب وانما بالقوات العسكرية للسيطرة على الأمن وقتل المعارضة ,أية معارضة,كما كان في العراق سابقا,هذه القيادة لم تتعلم من الأحداث التي عصفت بعروش في دول تونس ومصر واليمن وليبيا,مازالت تفكر بقمع المتظاهرين.وكما حدث في تلك الدول لا يأتي الوحي السياسي للقادة بالتغيير إلا بعد أن يفيق العالم على القتل والتفجيرات والتهجير للمواطنين وتدخل المزايدات من دول لا تكاد ترى إلا بالمجهر على الخارطة العالمية لتقرر كيف سوف تسير الأمور وما هي العقوبات التي يجب فرضها على هذه الدولة أو تلك.لان سوريا ونفس وبعثها وقيادته ساندت الكويت بعد احتلاله من قبل قوات صدام البعثية في ضرب العراق في 1991 بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة, ,أما ليبيا,وهي ليست موضوعنا ألان,لكنها كانت على علاقة سيئة للغاية مع السعودية ولذلك باركت السعودية ضرب ليبيا وإزاحة ألقذافي المجنون والذي لم يعتبر من أحداث العراق وتونس ومصر بعدها.العواصف السياسية في الربيع العربي جعل من كل دول الخليج تفكر أكثر من مرة في مسألة بقاءها في السلطة بواسطة قبائل بدوية فدرجت على رفع رواتب الموظفين أول الأمر لتهدأة أوضاعهم.لكن القيادة السورية التي تديرها عقلية المخابرات وعدم التنازل عن الحكم بعد أكثر من 40 عاما جعلت من تلك التجارب وسيلة لتفادي تفجير الأوضاع السياسية,وإحكام قبضة المخابرات أكثر متوهمين إن تلك الإجراءات قد تطيل من عمرهم الذي قارب على الانتهاء,ولم يفكروا يوما باحتمالية تقسيم سوريا الى دولتين وما سوف يترتب على ذلك من حروب أهلية قد تحرق الأخضر واليابس.والسياسة فن الممكن,كما يقال,لكن قيادة البعث السوري تفهم السياسة في القمع والقتل.لقد شعرت بقرب ساعتها ولذلك بدأت بالخطط الترقيعية لوضعهم عبر الاعتراف بحقوق الاكراد وتدريس اللغة الكردية في المدارس وإعطاءهم شبه حكم ذاتي.ألم يكن من الممكن منح الاكراد تلك الحقوق المشروعة من قبل؟
ألم يكن من الممكن تحسين الوضع الاقتصادي من قبل ورفع الرواتب الذي جاء متأخرا؟
ماذا حل بأرض الجولان منذ 1967؟المضحك والمؤلم بنفس الوقت أن رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها,لأنه لا يوجد غيره يدير السياسية الخارجية بإملاءات أسيادهم,يقول هذا "الفذ"إن سوريا يجب أن تستعيد دورها في مجابهة إسرائيل!!وماذا عن علاقات قطر بإسرائيل وزياراتهم المتبادلة؟وهل حقا بن حمد يعتقد بأن الإنسان العربي بهذه الدرجة من السذاجة ليصدق ادعاءاته تلك؟لنأخذ برأيه على علاته:من المستفيد الأول من تغيير الوضع في سوريا؟أليس هي خطة بريجينسكي في تقسيم المنطقة حسب الاملاءات الإسرائيلية؟لماذا حك بن حمد مؤخرة رأسه عندما ذكر دور سوريا في النضال لتحرير الأراضي المحتلة ضد إسرائيل؟أنها الحركة الكاذبة التي نوه عنها فرويد منذ عقود التي لا يصدق فيها من يقول شيئا ما.هل حقا إن بن حمد يريد لسوريا الوقوف أمام إسرائيل وتحرير الأراضي المحتلة؟اذا لماذا يوثق علاقاته بها وفي أعلى المستويات,وفي أكثر الأحيان يلعب دور حمامة السلام بين إسرائيل ودول عربية؟
هل صحيح ومن المعقول قبول دولة مساحتها أكثر بقليل من 11 ألف كم مربع وسكانها أقل من ثلاثة أرباع المليون,حسب إحصاء 2009, تدير الجامعة العربية ويكون أمين الجامعة لعبة بيد وزير خارجية قطر؟هل العقوبات الاقتصادية سوف تعيق القيادة السورية عن قمع الإنسان المحارب حتى في عيشه؟ألم تتعظوا من نتائج الحصار على العراق والذي دمر الشعب العراقي دون قيادته البعثية وقتها والتي اغتنت على حساب جوع شعبها؟ماذا يعني وقوف الناس بطوابير على الغاز والمازوت والبنزين؟هل رأى احد من الإعلاميين إن وزير وقف مع الناس في محطات البنزين؟أنها الكارثة الإنسانية بكل أوجهها التي سوف تتكرر بعد العراق خلال 13 عاما قبل سقوط النظام ألصدامي.
إن عمر بعث سوريا ونظامه أصبح معدودا لكن النتائج سوف تكون أكثر من كارثية وسوف تتعدى الحدود السورية لتصل العراق أيضا.وقد تكون المقاومة الفلسطينية قد انتهت أو شارف على الانتهاء وأراضيها سوف تبقى ضمن الأمر الواقع لإسرائيل مغتصبة حقوق شعب مشرد وسوف يبقى مشردا.ولكن ماهي هدية قطر والسعودية من كل هذا؟ هذا ما سوف يفضحه التأريخ عاجلا أم آجلا.
أن الانتخابات الأخيرة على التغيرات الدستورية في سوريا كانت أكثر من نكتة مجة أريد منها الهاء الناس والنتيجة معروفة 89%,بنعم للدستور الجديد.لكن كان من الأفضل للقادة السوريين إذا كانوا مخلصين لبلدهم أن يبدأوا بالتنازل عن السلطة بمراقبة دولية للحؤول دون حدوث مذابح بين أطياف الشعب.لكن هل هناك بعثي يفكر بهذه الطريقة؟لم يولد مثل هذا ألبعثي بعد ولن يولد.
20120228