| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الخميس 28/5/ 2009



أنا اختلف معك

محمود القبطان

من خلال الإحداث المتتالية ألان في العراق تأتي ألآراء معها أو ضدها وهذه مسألة طبيعية في العراق الحديث بالرغم من حداثة التجربة الديمقراطية عموما.ومن خلال القنوات الفضائية داخل العراق وخارجه يتابع السياسي أو غير السياسي ألأحداث فيبدأ بتحليل هذا الخبر أو ذاك وقد يصل الى نتيجة أو قد يخطأ حتى في استنتاجه وقد يصيب.

1: أختلف مع السادة الذين بدأوا يتذمرون من استدعاء بعض الوزراء ورفع الحصانة عن بعض النواب لسبب وآخر,دون أن يعطوا فرصة للبرلمان أو الوزير المطلوب منه معلومات عن وزارته أو النائب الذي طلب القضاء مساءلته,وبدأ البعض يوجه الاتهامات للآخر ويطلب استدعاء ألآخرين,وكأن المسألة هي إنتقاص من هذه الكتلة أو تلك,في الوقت الذي كان من المفروض أن توافق كل الكتل على ما يقرره القضاء أو البرلمان.
لكن ماذا نرى اليوم ؟ يخرج النائب عباس البياتي بعد أن كان من المطالبين باستدعاء وزير الكهرباء قبل فترة وحسب طلب الرئيس الفعلي لكتلته جاء اليوم ليقول لا داعي لاستدعاء الوزراء من كتلته,أو النائب حسن السنيد يقول اليوم تحديدا إن قضية وزير التجارة يجب نسيانها بسبب استقالة الوزير بمحض أرادته وعليه لا موجب لاستدعائه,وكأن الاستدعاء فقط لسحب الثقة منه وليس مناقشة عمل الوزارة الفاشل والفساد الإداري والمالي الذي أكل في الجسد الإداري الرسمي, لا بل وأكثر أن اخوي الوزير المستقيل والذي يُراد تبرئته اعتقلا بسبب تورطهما بقضايا مالية,وعليه أختلف في تسييس القضية وهي خطرة جدا وأن يكون القضاء هو الفيصل في حسم كل اختلاف,وان يأخذ كل واحد جزاء أفعاله مهما كان موقعه,إذا كان هناك من يحترم القانون والدستور الذي طالما رجعوا إليه حسب أمزجتهم.

2: أختلف مع السادة الذين يدّعون أن حزب الدعوة لم ينسحب من الائتلاف الإسلامي العراقي في حين أن ما حصل عليه المالكي عبر كتلته الجديدة (إئتلاف دولة القانون) بناءا على رفضه التخندق الطائفي حيث تعبت الناس من تصرفات الكتلة الأكبر وهي كتلة الحكيم, واليوم يخرج على الفضائيات النائب علي الأديب القيادي في حزب الدعوة ليعلن إن حزبه لم يخرج من الائتلاف,إذاً هناك خدعة خدعت بها الجماهير وسوف تدفع هذه الجماهير فواتير انحيازها الطائفي ومن ثم تقع في مطب التخندق الطائفي مرة أخرى وسوف يُجر العراق الى التراجع عن ثوابت الديمقراطية وربما الى ما شاء الله. من تصدق الجماهير المعدمة ومن تكذب ؟ وهل يحق للمالكي أن يخدع الجماهير التي أعطت أصواتها لكتلته لتبرهن أنها لن تصوت لقائمة طائفية وقد كثر سراقها؟

3: قرأت وليومين ما تفضل به المبدع الكاتب حامد الحمداني حول أحداث الموصل 1959,وكنت قد خزنت مثل غيري كثير من الذكريات التي سمعتها في وقتها وعلى مر السنين التي مرت بعد تلك الأحداث. وأود أن أشير الى أن الشيوعيين لا يقدسون عبدالكريم قاسم وإنما كانوا يحترمون أمانته ووطنيته وزهده ,ولأنه لم يكن غير عسكريا قبل ثورة تموز الخالدة, فقد مرت الثورة بعدة مطبات , وكان يريد أو يتصور انه يستطيع الموازنة بين التيارين الرئيسيين وقتها ولكنه فشل, وقد كان دم الشيوعيون والديمقراطيون ثمنا لإخلاصهم وذودهم عن الثورة, لكن الشهيد قاسم كان قد فوّت عليه وعلى الشعب العراقي فرصة القضاء على التحالف الإمبريالي المتمثل بشركات النفط والقوى القومية والرجعية ومخابرات مصر.
ويمكنني أن أسجل بأمانة معلومة سمعتها من فم الراحل غضبان السعد وكنت معه في جلسة في مقهى فندق بغداد, وأنا لم أكن يوما قد مررت في المكان من قبل, وقد أشار بيديه الى القاعة التي كان فيها يوما ضيفا كبيرا عندما كان ضابطا في الجيش العراقي ,وبعد نقاش مشوّق معه وعن الردة التي حدثت وهل كان الشهيد قاسم قد ائتمن القوى الرجعية وقتها ووو , فقال الجملة التالية : هذا تصور فيه شيء من القسوة, ودلل على ذلك انه قبل انقلاب شباط الأسود بأسابيع قليلة جاءه أكثر من رفيق وصديق يهنؤه بمناسبة قرار قاسم لتعينه وزيرا للداخلية وقرب حل القضية الكردية على أساس الحكم اللامركزي, وهو كان مستغربا من هذا الخبر لأنه لم يسمعه, ولكن القرار لم ينفذ بسبب تنفيذ البعث انقلابهم الأسود, كان هذا في صيف عام 1978 وبحضور الشهيد الرفيق كمال (أزاد) صاحب صيدلية الجمهورية في بغداد. ورجعة الى تقديس الشيوعيون قاسم أقول اختلف مع من طرح هذه الفكرة ,حيث الأولى بالشيوعيين تقديس مؤسس حزبهم الشهيد فهد الخالد وليس غيره لكنهم لم يفعلوها.

4: اختلف مع الأخ الذي زار إحدى الأسواق الشعبية التي يتواجد فيها الكثير من الأجانب لأسباب التبضع أو "إهدار " الوقت لسبب أو آخر, وقد استفزه منظر أحد الفلسطينيين بتجميعه العلب الفارغة من سلات النفايات وبيعها, ماذا يقول عن أن أحد العراقيين يفعلها وهو يستلم المعونة الاجتماعية ليرسل قسما منها الى أهله في العراق ليعيلهم, وهذا لم يقتصر على فئة دون أخرى وحيث أصبحت أكثر من مربحة للبعض دون أن يفكر المعني أن يعمل أو يدرس ليتعلم لغة البلد, وماذا يقول ألأخ عن المتمارضين السراق ليصلوا الى التقاعد بكل السبل الخبيثة ليعملوا بعد ذلك سواق تكسي بدون إجازة للتاكسي بعد منتصف الليل ولينقلوا السكارى , وهم الحجاج والمتدينون الى حد "العظم" ؟ وماذا يقول عن اللاجئين الذين يتحايلون على قوانين العمل ويستلمون أموالا من المجهول فقط لتوصيل حاجة ما الى العراق, كما حدث في مالمو أيام النظام السابق ليسلم حاجة بحجم القلم الى مجهول وقد علمت السلطات السويدية بذلك ولكنه لم يسقط في شباكها ,وقد علق ناقل الخبر : حاجة مثل القلم ب10000(عشرة آلاف دولار),كان هذا في عام 1992.أما "الوحش" الذي التقاه وهو قد شخصه بدقة, أقول أن هؤلاء لهم أشكال مختلفة فليست اللحية والدشداشة القصيرة هي العلامة الفارقة لتعرفه أن كان المجاميع غير المسموح لها في البلد المضيف, وإنما عليه أن يتساءل أيضا عن اولائك الذين يتاجرون خارج القانون ويمولون الإرهاب ليقتل الأبرياء في العراق, وقد كنت قد كتبت من قبل أن هناك عصابات عراقية ترسل السيارات من هنغاريا والسويد ورومانيا الى سوريا ليتم تسويقها الى العراق بعد تحضير الأوراق الثبوتية مقدما وترسل الى الإرهابيين وهناك من يفتخر بعمله هذا والسفارات العراقية في هذه الدول لا هم لها غير تعيين الأصدقاء والأحبة.

5: سوف أبقى مختلفا مع كل طرح لا يتماشى مع المصلحة الوطنية, ومختلفا مع المحاصصة الطائفية والعرقية, وحتى مع الديمقراطية التوافقية المزعومة, الغريب أن الائتلاف الشيعي يريد ديمقراطية غير توافقية لكن قوائمه تبقى مغلقة لتمرير الجهلة مرة أخرى الى البرلمان والكتلة الكردية تريد ديمقراطية توافقية, لأنهم يعرفون أن الوقت القادم ليس في صالحهم. أما الكتل الطائفية الأخرى تريد محاسبة كل الإطراف وان لا يقتصر على وزراءها ونوابها.
كم من مختلس وسارق ومجرم قاتل في الوزارة والبرلمان خلال ال6 أعوام من عمر العراق ؟

لك الصبر يا عراق, يا شعب العراق .



2009-05-28

 

 

free web counter