| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

السبت 27/3/ 2010



 نتائج الانتخابات وتداعياتها

محمود القبطان  

أمس 26 آذار أعلنت نتائج الانتخابات رسميا وقد سبق الإعلان مناشدات من أعلنها بقبولها من قبل جميع الأطراف.وسرعان ما انطلقت الاحتفالات لمؤيدي علاوي ورفع العلم القديم,وهذه دلالة خطيرة جديدة وتحدي للدستور الذي اقر العلم الجديد المؤقت.وفي الجهة المقابلة أبدت كتلة دولة القانون احتجاجها وعدم قبول النتائج وسوف تحتج لدى المحكمة الاتحادية عليها.وطرف ثالث,الائتلاف الوطني العراقي,قبل بالنتائج كما هي لأنه كان يتوقع خسارة أكبر من التي مُني بها ألان لسوء سمعته وإفراطه بالفساد الإداري والمالي,أما الطرف الرابع ,بيضة ألقبان, أعلنها صراحة سوف يأتلف مع من يقر بالمادة 140 المنتهية "صلاحيتها" دستوريا,أما الأحزاب التي جعلوها صغيرة فقد احتجت هي الأخرى على النتائج وانضمت إلى مجموعة المعترضين وتطالب بالعد اليدوي للنتائج.والملفت للنظر إن الكيانات الرابحة لم تشكك بالانتخابات إلا عندما تظهر النتائج الجزئية كل يوم وتبين من الذي حصل أكثر وقتها المجموعة الأخرى تعلن أن هناك تزويرا وفي اليوم التالي تتغير النتائج وتتغير المظلومية .علاوي أعلن عن التزوير قبل أن تغلق صناديق الاقتراع.عمليا لقد حصل التزوير في كل العراق من الشمال إلى الجنوب وفي الخارج.

في كل الأحوال ظهرت النتائج على غير ما كان متوقعا من الشارع العراقي لكنه كما خُطط له وهنا بيت القصيد.لنسأل لماذا سافر الرئيس العراقي مع نائبه الأول إلى طهران وبصورة مفاجئة إلى طهران فور إعلان النتائج؟هذه منحى خطير في السياسة العراقية!كنت أتصور,كما عودونا عليه الساسة الجدد, إن يذهب وفد بهذا المستوى إلى السيد السيستاني لأخذ رأيه,لكن ما حدث غير ذلك.

أصبح معروفا أن علاوي دعم من الخليج وأمريكا وبالاتفاق مع البعث,ومسألة التعاون مع البعث لم يكن جديدا وكان يجري خلال الأربع سنوات الماضية على علم من كافة الجهات.ولكن دولة القانون لم تكن بعيدة عن هذه المغازلة عبر عزة"الشاه بن"الدوري الذي كُرم بمأدبة عشاء فاخرة,كما قال,في بيت الأحمد مع نجله وأصدقاء كثر في دمشق حضروا تلك الالتفاتة"الكريمة"للسيد عزة.وما كان يحدث من مؤتمرات مصالحة ما هي إلا مغازلة للبعث للقبول بالواقع الجديد والعمل سوية في العراق الجديد.

ظهر على الدباغ,الذي ينتحل صفة الدكتور والذي على لسانه قال وفي العراقية إن شهادة الدكتوراه التي حصل عليها لم يعترف بها في العراق لكنه يصر على استخدام هذا اللقب,ظهر أمس الساعة العاشرة والنصف في برنامج على العراقية مع اثنين من قوائم "الكبار" وبدون ربطة عنق خلافا لما عودنا عليه قال لمقدم البرنامج:أقول لك كلام لا تسألني بعد ذلك حوله وهو نحن قلنا للإخوة في العراقية إن هناك صفقة يجب أن تقبلوا بها!!! وعندما وقع في مأزق الأسئلة من الضيوف الآخرين قال حتى لا يؤول قوله أن الصفقة اقصد بها ,وفسر الماء بعد جهد بالماء,لا اقصد صفقة من التي يتصورها البعض,إننا سوف نتفق مع الائتلاف الوطني العراقي والاتحاد الكردستاني. ارهبوا الشعب بأن البعث ,الذي سحق قبل 7 أعوام سوف يأخذ السلطة مرة أخرى,أخرجوا الناس للشارخ للتعبير عن خوفهم ومعظم هذه الجموع كانت تصفق للبعث نفسه.وفي الطرف الثاني أخرجوا المظاهرات المضادة وكل منهم أحرق صور ألأخر.فقد حدثت الفوضى وكل يدعي إن الحق معه واختلط الحابل بالنابل ولم يعرف الإنسان المعدم في العراق إلى أين يسير عراقه.السراق هم نفسهم يديرون هذه الفوضى العارمة,لا إنتاج ولا عمل,عطلوا التعيينات إلى أن يتم تشكيل مجلس الخدمة وربما على طريقة خزي الله لطلفاح,لم يعيروا أهمية لمئات الآلاف من الخريجين العاطلة عن العمل,وإنما إلى التعمد في إسقاط مشاريع الدولة للتخفيف عن معاناة الناس الدائمية.الأمم المتحدة اعترفت بنتائج الانتخابات ونزاهتها.ليس هناك مخرجا آخر عدى المحكمة الاتحادية والأخيرة سوف تأخذ بقرار الأمم المتحدة.فما هي الخطوة الأخرى التي يعدد البعض بها؟

إذن إن من يدعي تسليم السلطة سلميا تعد إحدى خُرافات الوضع السياسي العراقي المُعقد.وألا ماذا يعني طلب المالكي مؤيديه في الناصرية للاحتجاج في الشارع في الناصرية؟ولم يخرج أكثر من 200 شخص أمس 26 آذار تلبية لدعوة المالكي لمريديه من خلال الصور التي نُقلت من التلفزيون للمظاهرة "الكبيرة" عبر الفيحاء.وفي تصعيد آخر لا مثيل له في عالم السياسة العراقية وهو إن مجلس محافظة البصرة وعلى لسان رئيسها ومحافظها إنهم سوف يقطعون النفط عن بغداد ويعلنون الإقليم وينهون أية علاقة مع المركز إذا لم تُحسب الأصوات وفرزها يدويا.المصيبة أولا إن هؤلاء الجهلة لا يفقهون ماذا تعني الفدرالية وماذا يعني قطع العلاقة مع المركز!قبل حوالي السنتين عندما تأزم الوضع في البصرة وتحديدا مع محافظها مصبح الوائلي المتهم بقضايا عدة من قبل الحكومة المركزية والمحلية الحالية ,هدد بإعلان فدرالية الإقليم وقطع النفط عن بغداد إذا أزيح من منصبه.فما الفرق بين الوائلي وخلفه ؟ومن أعطى الحق لسامي العسكري الطائفي أن يعلن إن الجنوب سوف يعلن إقليمه إذا لم يعاد فرز الأصوات يدويا؟

اذكر حادثة عابرة تدلل على مدى الفوضى التي يمر بها العراق هنا لعلاقتها بموضوع دولة المؤسسات والقانون حسب ما نشر أمس على الصحف الالكترونية:منعت مجموعة من مكتب المالكي منير حداد من دخول مكان عمله في المحكمة الجنائية العليا لان المالكي أقاله ورئيس الجمهورية أصدر مرسوما بإعادة تعيينه!!اهذه دول قانون القرن ال21 أم دولة قانون الغاب؟

لم تهتز شوارب رجال الأحزاب الإسلامية والقومية عما حدث من تزوير لصالحهم وتغييب وسرقة أصوات الأحزاب التي لها باع طويل في التأريخ والنضال,وقد اتفقوا ضمنا على هذا الانحياز والتزوير في هذا المجال. لنأخذ مثالا واحدا وفي البصرة:السيد عباس الجو راني لم تصل ألأصوات التي حصل عليها السبعة آلاف في حين أن عشيرته المنحازة له ,الساكنة في محلة خمسة ميل, لنظافة تأريخه السياسي والوظيفي صوتت له مع أصوات الآلاف الآخرين يعرفوه,وقد تكلمت مع أصدقاء كانوا قد أكدوا فوزه لا محال,لكن النتائج المعلنة جاءت بغير ذلك,فكيف تفسر المفوضية هذه الظاهرة وهناك الأمثلة التي لا تحصى المشابهة لهذه الحالة في عموم العراق.

أحد "مفكري وعباقرة" الإسلام السياسي الجديد قال رأيه حول قانون الانتخابات الذي أقروه على عجالة وبتعمد في الوقت الضائع,قال:صغنا القانون الجديد حتى تتناقص لا بل تختفي الأحزاب الصغيرة وتذهب أصواتها إلى الكتل الفائزة.لم يكتفوا بسرقة المال العام وتخريب البلاد وإنما سرقوا حتى أصوات الناخبين الذين لم يصوتوا لهم ,فهل في الإسلام تحل السرقة وما عقوبة السارق حسب الشريعة؟

وحتى أنهي سطوري هذه بما قرأته على الصحف الالكترونية العراقية تحديدا وهو خبرا عن اعتقال احد موظفي النزاهة لاشتراكه بمحاولة اغتيال موظفي بلدية الرشيد لاكتشافه إن ذلك الموظف اشترك في الفساد المالي وقد اتفق مع مجرمين آخرين لمحاولة اغتياله وأصيب الموظف المهندس ب8 عيارات نارية,والملفت للنظر إن احد أقرباء هذا المجرم في النزاهة يعمل معاون مدير النزاهة نفسها.

الفساد وصل منذ فترة طويلة إلى النزاهة وما عادت تستحق اسم النزاهة,إنهم السراق الجدد وبامتياز يريدون بناء دولة تعتمد الفساد أساسا لعملها ولا يستثنى منهم أحدا.

طه حسين كتب في مقدمة لأحدى كتبه: إلى الذين لا يعملون ,ويقبضون إذا عمل غيرهم.واهدي هذه الكلمات البليغة إلى ساسة العراق الجدد.

 

20100327




 

free web counter