| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 27/1/ 2010



مقايضات ومساومات ومفخخات...وماذا بعد ؟

محمود القبطان  

1:
وأخيرا نُفذ حكم الشعب بالمجرم علي حسن المجيد بعد أن حُكم عليه أربعة مرات بالإعدام,لكن السياسة و"فنها" حالت دون تنفيذ الحكم إلا بعد سنتين من ألان.ربما الإعدام جاء قبل موعد إعلانه في 26 ك2حسب تكهنات البعض ومن هنا يعتقد جاءت تفجيرات الاثنين,وجاء الإعلان عن الإعدام بعد التفجيرات التي طالت العشرات من الأبرياء بين قتيل وجريح,وأعتقد بما إن أحكام المحكمة الجنائية الخاصة بازلام النظام المقبور غير قابلة للمساومات أو النقض فجاءت بعد ضغوطات قوية على عنصر النقض في مجلس الرئاسة بعد أن تنازل الرئيس عن حقه بالتوقيع ,فلم يبقى إمام الهاشمي إلا الرضوخ أمام رأي الجماهير المصرة على إعدام علي الكيمياوي وزملائه.وأعتقد إن زملاءه قد لاقوا مصيرهم وربما بنفس الوقت,حيث إنهم في قضية واحدة. ومن هنا ربما يكون قد تسرب الخبر وبدأت عصابات تحالف البعث/القاعدة بتنفيذ تفخيخاتهم الجبانة التي طالت الأبرياء في يوم الاثنين,ولم يطلق علية يوم الاثنين الدامي لان أيام الأسبوع بدأت بالتناقص التي لن تفجر فيه مفخخة ويقتل الأبرياء, لأنهم يفجرون كل يوم ودون الوصول إلى المسبب الحقيقي.إن الشكوك تدور وبقوة حول الأجهزة الأمنية التي ,وكما يبدو,مخترقة عرضيا وطوليا ولولا ذلك لما تمكن القتلة تنفيذ جرائمهم في كل وقت يختارونه .على اغلب الظن جاء إعدام علي حسن المجيد بعد مقايضات على حساب الشعب وهو:

2:
إن قرارات هيئة المساءلة والعدالة جاءت غير مدروسة وتلتها نتائج غير محسوبة ,كما كتبت في الأسبوع الماضي في حلقتين,لان ما تلا ذلك جاء بشكل مقايضات وحيث إن بعض الأسماء المعروفة من القائمة التي شملهم الاجتثاث سوف تسحب من المشمولين وسوف يرفع عنهم الحضر ومن هنا جاءت الموافقة على إعدام علي الكيمياوي ولان النائب الثاني لم يعد حصانه قابل للرهان لفترة أطول,وحيث إن النائب الأول لم يكن له رأي وإنما حصل على الربح في الرهان دون تصريح أو إقحام نفسه في أمور لن يعارضها إذا وافق الهاشمي عليها لاسيما وان الرئيس تنازل عن حقه في التوقيع,وبالمناسبة إن ائتلاف الحكيم/ حمودي لم يقحم نفسه في المشكلة لان الحكيم نفسه اقتنع بإدخال البعث في العملية السياسية قبل أيام من هذه الإحداث الدرامية التي مر بها العراق أخيرا.

3:

تفجيرات عند الطلب؟
حدث الانفجار الأول والثاني في الكرادة الشرقية التي تلفها عدة مفارز للشرطة والجيش للتفتيش بالأجهزة الحديثة/الغير فعالة كما صرح البريطانيون وأوقفوا مُصدرها وسوف يقدم للمحاكمة, والعراقيون يصرون على نجاح هذه الأجهزة وصوروا تجربة للإعلام حول فعاليتها.على ما أعتقد إن تداول مثل هذه الأمور بشكل علني ربما أعطى إشارة للسفاحين بتنفيذ جريمتهم, والأكثر قبولا للمنطق إن في الكرادة الكثير من المسئولين الذين ملئوا المنطقة بالحراسات ونقاط التفتيش وقد يرى مواطن لأول مرة المنطقة وقد يحسبها معسكرا للجيش,فمن أين أتى المفخخون وسياراتهم؟

تروي سيدة الحادثة كانت عند أختها في المنطقة :عندما حدث التفجير الأول في فندق بابل كان انفجارا هائلا ولم تمر ثوان إلا وحدث انفجار فندق الحمراء وبدأ إطلاق النار الكثيف بلا قيود,وكما يبدو صحي الجنود من غفوة وحلم تعيس,وبدأت هذه السيدة تركض وتسأل المارة الذين بدأوا بالركض يسارا ويمينا كل إلى جهة بيته ليرى ماذا بقي له :وليدي صار انقلاب,ماما كلي خو مو صار انقلاب؟ كانت هذه السيدة تركض وتفكر بأخيها القريب من الحدث حيث يسكن وأخيها الأخر الذي يعمل في كل مكان. وحدث الانفجار الثالث في فندقي الشيراتون وميريديان,إما الذي أرعب الناس أكثر هو إطلاق الرصاص العشوائي في الهواء؟ لماذا يحدث كل هذا للناس الأبرياء؟ ماذا فعلوا ليروعوا كل يوم؟

وجاء ثلاثاء جديد وإذا بالتحالف العفلقي القاعدي يضرب وبقوة دائرة الأدلة الجنائية ليمحوا آثار جرائمهم وباقي الحثالات المجرمة حتى لا ينال منهم القانون.وتذهب العشرات من القتلى والجرحى وبدون ذنب إلا اللهم إنهم عراقيون.يجب أن يعرف كل مسئول في الدولة العراقية إن مثل هكذا تفجيرات ووصول السيارات المفخخة والانتحاريين إلى أماكن خطرة ومهمة لا يمكن حدوثه إلا بالتعاون مع أفراد من الأجهزة الأمنية.وعلى الحكومة الاعتراف بذلك.لقد ملّ الناس من حماية هذا الوزير وذلك لأنه تابع لحزب معين ولا يمكن المساس به.هذا اختراق فظيع للأجهزة الأمنية ولا لبس فيه . من يحاسب من؟

4:
المساومات حسمت اليوم إقرار الموازنة العامة,وخرج همام حمودي وكأنه كان حمامة السلام لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ونسي إن ائتلافه كان المعرقل الأول لإقرار الموازنة عبر عدم الحضور إلى داخل البرلمان إلا بقبول طلباتهم,وفي المؤتمر الصحفي اليوم بدا وكأنه بطل التغيرات وقبل البعض منها دون مستوى الطموح ,تناسى تصريحه قبل يومين للعراقية من إن الائتلاف يطالب بتخفيض رواتب الرئاسات الثلاثة ولم يذكر رواتب النواب.أما وقد أنجزت الموازنة يبدو أنها شملت تخفيض رواتب النواب أيضا ب 10% فقط وليس 50% كما تمنيت أنا.

5:
الانتخابات قرب موعدها ومازال النقاش يدور حول هل يشارك المرشحون ممن شملتهم قوائم الحضر بسبب تاريخهم,وهل فعلا إنهم كانوا قد لطخت أياديهم بدماء العراقيين الأبرياء؟هل عند الهيئة المعنية بتلك القرارات أدلة تثبت ذلك أم فقط لماضيهم ألبعثي؟هل من مواطن عراقي لديه أدلة قُدمت لهيئة المساءلة والعدالة تثبت إدانة هذه الأسماء التي اختلط بسببها الحابل بالنابل ولا نرى مخرج لهذا المأزق الذي وصل إليه العراق قُبيل الانتخابات ؟وهل سوف تجري الانتخابات فعلا بأجواء هادئة؟

وماذا بعد؟ ويبقي الدم العراقي يسيل في الشارع بسبب نسيان الوطن والشعب لطالما بقت الصراعات الغير مبدأية جارية وسياسة التوافق الطائفي والعرقي باقية ,وهي وكما يبدو سوف تبقى للفترة القادمة بسبب رغبة الإطراف التي لم تقدم خيرا للوطن والشعب وهذا مكمن فشلها التي لا تريد أن تعترف به أمام الشعب.


20100127




 

free web counter