| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 27/10/ 2010



 الفاتيكان أولا...ثم روسيا ثانيا!!

محمود القبطان  

أمس أعلنت محكمة الجنايات العليا أحكامها ضد قسما من مجرمي النظام السابق بأحكامها الثقيلة وأفرجت عن البعض منهم.

بداية إن كل أذناب النظام السابق كانوا قد اشتركوا في الجريمة ,وهذا كان مخطط رأس النظام السابق متعمدا في إغراق الجميع بجرائمه حتى لا ينجو أحدا منهم,وفعلوا ما أراد رئيسهم ولذلك عليهم القبول بتلك الأحكام مهما كانت ثقيلة وقاسية,لان الجريمة ليس في إصدار القانون حكمه العادل وإنما في ارتكاب جرائم القتل بسبب الانتماء السياسي,مهما كان نوع هذا الانتماء. ولو لم يكونوا هؤلاء المُدانين منفذين لجرائم صدام لما وصلوا الى ما وصلوا إليه,ولو كان لأحدهم الجرأة الى رفض طلبات راس نظامهم,والعاقبة معروفة,لكان خلدهم الشعب. ليس صحيحا إن البعض كان بعيدا عن القرار السياسي ولم يشتركوا في الموافقة عليه سواء كان في الخارجية أم في الطائرة ,كما تقول المحامية للمدان طارق عزيز,وإنما الأصح إن نظاما كان متفقا على قتل المعارضين من أي جهة كانت,ولذلك لا يمكن أن يُعتبر إن صدام هو الوحيد المسئول عن جرائم ال35 عاما.نعم,لقد أذلهم الواحد تلو الآخر حيث كانوا يجبرون على تقبيل كتفيه,كما في الخليج يحيون أنوف الأمراء والملوك بالأنوف وتقبيل الكتوف,وربما كان الوحيد الذي لم يقبل كتفي صدام وبوضوح هو طارق عزيز,على الأقل من خلال الأفلام التي كان صدام يعرضها للامعان في الإهانة والإذلال لكل "سرب" قيادته وقت ذاك.

المهم صدرت الأحكام يحق المجرمين,وقد اهتمت الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية بخير حكم طارق عزيز بالإعدام دون غيره,وكأن الباقون من صنف آخر,وهو كذلك ,كما يبدو.

أول المحتجين هو الفاتيكان يطالب الحكومة بعدم تنفيذ الحكم بهذا المُدان واليوم تلت طلب الفاتيكان روسيا الاتحادية بعدم تنفيذ الحكم.الحقيقة يقف المرأ أمام نفاق دولي قل نظيره وخصوصا في هذه الفترة,ولم يسأل نفسه حضرة البابا أو من سبقه ولا روسيا الأخرى أين كانوا من جرائم صدام بحق شعب بأكمله؟نظام دمر الأرض والشجر والبشر ولم ترف جفون هؤلاء محبي السلام والرأفة.لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا الدفاع عن طارق عزيز لوحده وعدم طلب الرحمة للآخرين؟

تحاول الأوساط الإعلامية ,حتى منذ زمن الطاغية المقبور أن تبرز عزيز,المسيحي الوحيد, وكأنه حمامة سلام,لما يتمتع بمظهر الهادى و"الحمل" الوديع,لكنهم يتغاضون النظر عن ما قام به أثناء الانتفاضة وقبلها,فقد ترأس إحدى المحاكم وهو من أشرف على المحاكمة الصورية لرفاقهم في 1979. ولماذا يعتبرون هذا الحكم دينيا حيث يتعمدون إبراز الهوية الدينية وكأن الطغاة والمجرمين يأتون من الجانب الإسلامي فقط,وهذا بحد ذاته تجني على الواقع,فالمجرم مجرم مهما كانت هويته الدينية والطائفية ولون بشرته.ولذلك ليس من المعقول أن يُطالب الفاتيكان ومن بعده روسيا وربما الحبل على الجرار بعدم تنفيذ الإعدام بحق عزيز,وكان الأجدر بهم إذا كانوا أكثر إنسانية وديمقراطية من غيرهم,ولا أتفق مع هذا الطرح , كان عليهم طلب إلغاء العقوبة بحق الجميع .واعتقد كل يُفسر الإنسانية وحقوق الإنسان في الحياة حسب مزاجه,وليس بعيدا حادثة البرلمان الروسي الذي احتلت مجموعة شيشانية والجميع يعرف عدد الضحايا الكبير التی قدمها بوتين من أجل قتل المتمردين,وربما تلتحق أمريكا بركبهم وتدافع عن المسيحي الوحيد في حكم صدام وتنسى جرائمها بحق العراقيين ومن كل الأديان والأطياف.وهل استطاع طارق عزيز أن ينقذ ابنه من السجن عندما احتجزه صدام لممارساته التي تعدت المسموح به,وهل تقدم الفاتيكان بطلب الى صدام من أجل إطلاق سراحه؟؟

وأود أن أقول لمن يخافون حياة طارق عزيز المُدان من محامين وفضائيات عربية أن أطمئنهم بأن لا طارق عزيز ولا غيره سوف يعدمون مادامت المصالح الحزبية والشخصية فوق مصالح الوطن والشعب,ولكم أمثلة بمن سبق وأن حُكم عليهم بنفس العقوبات منذ سنين ولم تنفذ بهم الأحكام ,لابل حتى مجرمي القاعدة قد توقفت السلطات التنفيذية عن تنفيذ الأحكام لان مجلس الرئاسة العراقي هو العصا الغليظة في عجلة السياسة العراقية وعلى كافة المستويات.وإذا كانت هذه الأحكام لم تنفذ بحق من أدينوا من ازلام النظام السابق فهناك حالات أخرى مشابه في إقليم كردستان وكثيرة عفت سلطات الإقليم عن المجرمين بسبب كرديتهم,ومنهم المجرم قاسم آغا والذي يعيش بأمان وعفو عام على جرائمه لأنه كردي بغض النظر عن جرائمه,وبهذه المناسبة أريد أن أوجه انتقادي الشديد لمن أرسل رسالة من الأنصار الى مسعود البرزاني التي كانت رسالة توسل ب"جنابكم وفخامتكم" أكثر من المطالبة وبحزم بتقديم هذا المجرم الى العدالة لينال عقابه العادل لما اقترفت أياديه بقتل الشيوعيين وأصدقائهم في فترة النضال ضد الديكتاتورية الصدامية.

وكل المخلصين من الشيوعيين والديمقراطيين وأصدقائهم ينتظرون إصدار الأحكام العادلة بحق القتلة الذين تلطخت أياديهم بدماء بوطني العراق من الشيوعيين والديمقراطيين.إن جرائم البعث لا تعد ولا تحصى ولم تستثني أحدا,وبنفس الوقت من الظلم والإجحاف تجيير كل الضحايا للإسلام السياسي والشعب أكثر وعيا من هذه الأكذوبة,والصحيح إن الجميع قدم ضحايا على مذبح الحرية والديمقراطية من اجل الوطن والشعب.فهل يعترف ساسة العراق بذلك؟

 

20101027




 

free web counter