| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الخميس 27/1/ 2011



 بشرى حدودية ومنجز مع "الأشقاء"

محمود القبطان  

ليس في مقدور الشعوب ولا الأفراد من اختيار الجيران ولا الأقرباء لكن حتما يكون بالمستطاع اختيار الأصدقاء.

ومنذ 2003 عانى العراق من جيرانه الستة التي لم تخلي الأحداث الدموية من أصابع الاتهام لهذه الدولة أو لتلك ,وتتصاعد الاتهامات المضادة التي تخفي جريمة لتتلوها أخرى من جيران آخر ..وهكذا يتسمر الشقاء والضحية على الإنسان العراقي البريْ.وقد تأتي فترة استراحة لتلوح في الأفق بعض الموجات القصيرة من الهدوء وبعض التفاؤل لتصحيح مسار العلاقات لتبدأ جولات من المباحثات المكوكية لان العراق يحتاج إليها أكثر من جيرانه.وبعد تشكيل قسما من حكومة الشراكة المحاصصاتية ,عفوا ,الوطنية بعد 9 أشهر تحركت الخارجية في هذا الخط لتطبيع العلاقات مع الأشقاء,لان بعض الأصدقاء لا تحتاج معهم اللقاءات لانهم من أهل البيت الداخلي.فقد جاء الوزراء ورؤساء الوزارات لدول الإقليم وكلهم يريدون أقوى وأفضل العلاقات مع العراق المنهوب.وليس هناك وفدا كبيرا وعلى مستوى عالي جاء بدون أجنداته الخاصة الى تصب في مصلحته الوطنية أولا.جاء رئيس وزراء الأردن وسوريا وقد اتفقوا على أمورا كثيرة لا تعلم بها إلا شبكة ويكيليكس مستقبلا.حسنا التطبيع مطلوب جدا ولا ضير في ذلك.اتفق العراق مع الأردن على تسهيل منح إشارات الدخول الى جنتهم ومع سوريا لليوم الثاني الشاشة العراقية تذيع بشرى منح العراقيين التأشيرة في الحدود. ولحد هذا أقول شكرا على هذا "المنجز".. لكن :

1:
في الحدود الأردنية ومن عمان الى بغداد تكون الرحلة سهلة دون عناء لأي مسافر والكثير منهم أصحاب الدشاديش القصيرة وعند وصول الحافلات الى الحدود العراقية حارس الحدود العراقي يبدو أكثر من لطيف ويلقب الكل حبيبي وخالة تفضلوا ودون تفتيش ولا فتح الحقائب أمشي وامشي.. وكأن العراق يقع في صحراء وجاءت إليه الملائكة. أما في العودة من العراق باتجاه الأردن الشقيق جدا فلكم القصة كاملة. لم يبقى شيئا ولم يفتش بدقة متناهية وفي أصغر الحاجيات وكأن القادم من بغداد يحمل كل القنابل والعبوات في جيبه وحقيبته. وتأخذ فترة التفتيش أكثر من ثلاث ساعات مع المعاملة غير اللائقة. وأكثر المعاملة سوءا يتلقاها العراقي فقط. أما أصحاب الدشاديش القصيرة القادمين من بغداد الى عمان فأهلا وسهلا بهم. هذه المشاهدات ليس من محض الخيال وإنما أنقلها حرفيا من مسافر رجع توا من العراق مرورا بالأردن. ففي وقت الطاغية كانت سيارات أردنية خاصة تدخل العراق لتملا خزاناتها من البنزين العراقي الرخيص لتدخل في الحدود الأردنية لتفرغه في خزانات خاصة أعدت لهذا الغرض ومئات السيارات كانت تدخل بهذه الطريقة لان الجميع كان يشترك في نفس الجريمة من عامل المحطة الى مديرها الى شرطة الحدود,ويصادف أن نفس السيارة الأردنية تدخل العراق لعدة مرات يوميا والمحطة على بعد 5 دقائق من الحدود.وعندما تدخل سيارة عراقية مملوءة بخزانين من البنزين يُفرغ احدهما في خزانات الأردن ليسمح له بالدخول.هذه البشرى التي اتفق العراق مع الأردن لتسهيل إعطاء التأشيرة للعراقيين.

2:
في الحدود السورية التي تهلل لها الفضائية العراقية باعتباره منجز لا يضاهيه أي منجز آخر,لان ليس هناك من منجزات حيث الكهرباء أكبر معظلة في العراق وبدأ بالقطع المبرمج الطويل وحتى قبل الصيف,أقول في الحدود السورية ربما يحصل العراقي على تأشيرة لكنه يُبتز بشكل فضيع وتدفع الرشوة العلنية لأي جندي يجلس خلف المنضدة,وقد حصل أحد العراقيين على إهانة كبيرة من أحد الضباط (في 20100113) وأمام عائلته,وهددت سيدة بالضرب أمام الناس ولكن من يستطيع أن يتنفس أمام ضابط سافل في دوام ويلبس بدلة رسمية وتحت رحمته إعطاء التأشيرة .وحتى يخلص الجميع من الانتظار الطويل يضطر البعض الى الدفع ولان السائق يريد أن يستمر في السفرة ولذلك يدفع المسافر لكي يلحق بالسيارة.

خلاصة:
ليس المهم أين تنمح التأشيرة للدخول الى دول الجوار ولكن المهم أن يحترم المواطن العراقي لأنه يحمل جواز دولة العراق ولأنه لا يحمل معه متفجرات الإرهابيين ولأنه يحمل أموالا ويسافر ليرتاح قليلا من التفجيرات وليس للتسول.

على وزارة الخارجية أن تسأل مثيلتها في دول الجوار كيف تعامل المواطن العراقي على حدودها.على الحكومة العراقية أن تُثبت في اتفاقياتها احترام المواطن العراقي,وليكن من مثال تركيا شيئا شبيها على الأقل.تبادل المصالح ضروري ولا غنى عنه لاسيما وان العراق لم يكن مُخيرا باختيار جيرانه لأنه قدر ,لكن المواطن العراقي أولا في كل اتفاقية اقتصادية.

فهل الحكومة الغير متكاملة قادرة على تثبيت بندا في كل اتفاقية وهو احترام العراقي أولا قبل الإرباح ومنح الاستثمارات؟

 

20110127



 

free web counter