| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 27/12/ 2010



القتل المستمر وحكومة الأقارب والأصدقاء

محمود القبطان  

مازال القتل مستمرا بالرغم من التشديدات الأمنية ووقوع الإرهابيون بأيدي رجال القوات الأمنية,ولكن ما نشاهده هو الاستمرار في استعمال أسلحة كاتمة الصوت والضحية هو الإنسان البريء أو في ألأصح هو الإنسان الذي يحمل رأيا بالضد من حاملي تلك الكواتم. وهناك من يُخطط لتلك الهجمات, وليس صحيحا إن كل من يقتل هو عمل القاعدة, وما تُحمل القاعدة من أعمال إرهابية هو في الكثير من أحداث العنف ما هو إلا تغطية لجماعات ارهاسياسية ومن داخل العملية السياسية.

اليوم يستنكر التيار الصدري أعمال المنشقين عنهم في بيان لهم داعيا الى "فرزهم والتمييز بينهم وبين أبناء التيار الصدري,في إشارة الى عصائب الحق, كما ذكرت السومرية نيوزالنجف اليوم. من أين وُلدت كتلة عصائب الحق. وكيف أطلق سراح زعيمها قيس الخزعلي ؟ ويتهمهم البيان ب "السعي الى العودة لقتل العراقيين الأبرياء بأسم جيش المهدي ونشر المزيد من الظلم والتهجير ألقسري والقتل على الهوية..". يتمنى الإنسان العراقي أن تكون هذه الكلمات صادقة, ولكن لم و لن يجيبوا كيف ومن أطلق سراح الخزعلي ؟ ولو كان هذا البيان قريبا من الصحة فليقولوا للشعب ماذا يفعل حازم الاعرجي في مجلس محافظة الديوانية أمس وبماذا طالب؟

أولا ,حازم الاعرجي يقود الكاظمية كمرقد وناس وخمسهم وزكاتهم وكل ما يدور في تلك المنطقة وفي كل مناسبة تسير القوافل "المؤمنة" من المناطق الفقيرة على الإقدام لزيارة الإمام ويحدث ما يحدث. وكل العراقيين شاهدوا على مدى الأعوام السابقة كيف تجري العمليات الإرهابية ,أي كان مُسببها, وكم من الضحايا يذهبون في تلك الحملات. ثانيا, الاعرجي رجل دين وليس رجل قانون, وان كان أخيه خريج قانون, لكن هذا لا يخوله أن يذهب الى مجلس محافظة الديوانية ويطالب بإطلاق سراح 400 سجين من سجناء تياره وبينهم 40 قاتل ومجرم محكوم بالإعدام, لانهم سجنوا وحوكموا عبر إخباريات كيدية , كما سماها ويدعي. لم يسمع أحد إن حكما بالإعدام على قاتل بسبب خبر كيدي إلا ما ندر ولكن ليس في العراق على أية حال. لكن لماذا يطالب الاعرجي بإطلاق سراح المجرمين الذين زرعوا الرعب في نفوس الناس على مدى أعوام وهم الذين قاموا بتهجير الناس من أماكن سكناهم وقتلوا الأبرياء. ومن هنا يأتي خبر مكتب التيار الصدري ضد عصائب الحق لصاحبه قيس الخزعلي والذي يعيش بالقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في إيران, فلماذا لا يُسلم الى العراق ويطالب بمحاكمته مرة أخرى لينال جزاءه العادل على أفعاله القديمة, قبل أن ينشق عنه, والجديدة ؟ أن تحرك الاعرجي يأتي في نفس الإطار ويريد وبإشارة من زعيمه لصق كل الأعمال الإرهابية التي اقترفها جيش المهدي بعصائب الحق وما تزامن زيارة الاعرجي وبيان مكتب التيار الصدري في النجف إلا محاولة يائسة لنفي التهمة عن القتلة , وربما تأتي هذه الخطوة ضمن صفقة جديدة بينهم وبين المالكي لتقوية موقفه في الحكومة التي وُلدت عرجاء بكل المقاييس سواء في التمثيل النسائي أو التخصصي والكفاءة. ثم إن هناك صلة أخرى وهي إن البيان خرج هذه الأيام من مركز مكتب الصدر في النجف الاشرف وقبل أيام خرجت "بعض صراصير" المجاري, كما أسماها أحد الإخوة, ولكن بهيأة بشر حاقدة لتضرب برصاصها مقر الحزب الشيوعي العراقي في النجف. لا أعلم لماذا يخافون حزبا "ليست له جماهير"!! بدليل إنهم لم يصلوا الى البرلمان, هكذا يقولون ؟ حزبا ليست له فضائية ولا ملايين الدولارات ولا شركات ولا ومقاولات ولا مزوري الشهادات ولا يزاحم أحد على نعمته الجديدة في السلطة. ربما يعرف هؤلاء الصراصير البشرية أن حزبا شيّده فهد لن يموت وهذا ما يقلقهم, وسوف يبقى هذا القلق يراودهم الى أن يُبنى العراق بعيدا عن صراصير المجاري العفنة.

مهما حدث فأن الأمر ليس بالهين وعلى الحزب أن يأخذ الأمور بجدية ويرد على كل يحاول أن يتصور أن الحزب الشيوعي لا يستطيع أن يرد وبقوة على كل إرهابي وبمختلف التسميات وبعض النظر عن من يقف خلفهم.

ومازالت الحكومة ناقصة خبرة وعددا وكفاءة, كما يردد ويُصرح بعض النواب يوميا ومن على الفضائيات. ويستمر حسن العلوي في تقييم كتلته العراقية بأنها اعتمدت المقربين من رئيس كتلتها من ألأقارب والمصاهرين, وأنها فاشلة لأنها لم تعتمد الكفاءة في وزراءها. وينطق زهير الاعرجي, المنشق عن كتلة بهاء ـ  حازم, في تقييمه للوزارة بأنها وزارة غير كفوءة وليست قابلة للاستمرار.

وما زال حدث غلق النادي الاجتماعي لاتحاد الأدباء العراقي يشغل الكثيرون من المهتمين بالشأن الأدبي وحقوق الإنسان والحريات العامة, والتي يريد إتباع المالكي حصر الأمر بشرب الكحول والرقص في الشوارع.من هنا جاءت مداخلة "الأسد الجديد" خالد الاسدي الذي يتمتع بهندام وشكل فيه كل الأيمان والتواضع, يقول كيف نسمح لراقصات في الشوارع وان كل العراق استنكر هذا الفعل. حسنا. ليقل النائب الذي كان يناضل من أجل منصب وزاري طيلة كل فترة المباحثات داخل التحالف الوطني ومع الآخرين , ليقل متى رأى راقصة واحدة في الشارع ؟ وهل اتحاد الأدباء مسئول عن هذا ؟ ومتى احتجت الناس على هذا الفعل ؟ ليذكر الوقائع التي رآها هو بنفسه وباعتباره برلمانيا كان عليه أن يوثق هذه الأحداث الغريبة ويعرضها على الناس ,هل فرح الناس في فوز الفريق العراقي بكرة القدم مع عُمان ونزولهم للشارع وهم يرقصون يعتبره بدافع من الأدباء وناديهم ؟ وقد نزل المالكي على الخط السريع ليدلي بدلوه في ليلة عاشوراء إن في النجف كتب الحادية وهذا ما لا يُسمح به. هذا القول للمالكي لم أسمعه لكن في ندوة من على شاشة الحرة العراق حضرها الاسدي وحيدر سعيد باحث وسياسي وثالثهم من المجتمع المدني ـ حقوق الإنسان, ويؤسفني عدم تذكر اسمه فمعذرة, كان الأخير قال الخمر حرام وكتب "الإلحاد "غير مسموح بها وفي معظمها تتداول في البلدان الإسلامية والعربية, لكن لماذا يسمح بالسرقة والفساد المالي والإداري والعفو عن المزورين في العراق ؟ والكتاب الذي اعترضوا عليه ربما حتى الاسدي لم يقرأه لم يكن إلحاديا لا في النص ولا مؤلفه مُلحدا,حسب ما ورد في الندوة ولم يرد عليهم الاسدي. والملفت للنظر انه عندما تخطو كتلة الحكومة خطوة غير مدروسة نجد كل "الحبربشية" يدافعون عنها وان لم يعلموا ماذا ولماذا وكيف.

وألان ,وبعد أن اُستبعدوا التركمان من المراكز العليا في السلطة وقد كانوا طامعين في نائب تركماني لرئاسة الجمهورية قرروا اليوم عبر أحد نوابهم إنهم سوف يذهبون للنجف لزيارة المرجع الأعلى السيد السيستاني لطرح الأمر عليه. ولم تنتهي المهزلة الى هذا الحد , فقد طالب محمود عثمان اليوم بأن توكل وزارة الأمن الداخلي الى التحالف الكردستاني كاستحقاق انتخابي . جميل. ليقول لنا عثمان متى تنتهي مطالب كتلته ,الذي يُنظّر لها دوما, بالاستحقاقات الانتخابية ؟ وبماذا سوف يكتفون ؟

ولكن هناك إشارات لاستحداث نائب رابع لرئيس الوزراء. وبعد أن استقر الأمر على عادل عبدالمهدي كنائب لرئيس الجمهورية للمرة الثانية ,أرسل الأخير رسالة تهنئة للمالكي لترأسه الوزارة للمرة الثانية , وربما الثالثة مُستقبلا, لان أحد سياسيي دولة القانون ,علي الشلاه, قال وبصريح العبارة سوف يستمر العراق على هذا المنوال لدورتين أو ثلاث حتى يصل الى دولة المؤسسات. سابقا كانوا يقولون دورة أو دورتين أما ألان أضافوا دورة ثالثة إن لم يزيدوا أكثر.. مستقبلا.

ماذا ينتظر الشعب من وزارة لن تكتمل الى ألان , وليس لها برنامج تفصيلي ومتى يعلم الشعب عن هذا البرنامج ويطرح في الإعلام ؟ وماذا سوف ينجزون ما لم ينجزوه في الأربع سنوات الأخيرة ولماذا, وهل سوف يقول المالكي وبصراحة أين ذهبت المليارات الدولارية ال31 من وزارة المالية وهل سوف يُسأل الوزير المنتهية مهمته الزبيدي عن الأموال أم يستمر أفراد مكتبه وكتلته بتزويق فترته "الذهبية"؟

من يقف مع العراق وشعبه بعد كل هذا؟


20101227



 

free web counter