| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأحد 27/11/ 2011



بین الفيدرالية (الاقاليم) والانفصال

محمود القبطان   

لا داعي للخوض في تفاصيل هذه المصطلحات فقد باتت معروفة للجميع الملم بالسياسة وخفاياها وما يراد بهذه الكلمات من الوصول الى المراد. ومع كل هذا فقد تركت مركزة القرارت في بغداد بعداً جديداً لهذه التعابير الجديدة التي دخلت الى قاموس السياسة العراقية منذ الاحتلال وليومنا هذا. فسال لعاب بعض المحافظات ومجالسها التي تتمتع "بثقافة" سياسية جديدة عبر الانتخابات التي لم تجلب سوى 16 نائبا حصل على الاصوات المطلوبة, وما تبقى وصل الى قبة البرلمان بالتوافق ويتكلمون بأسم الشعب الذي لم يعطي صوته لهم. كل هذا أصبح من الماضي فقد مضى عليه حوالي العامين.

إلا إن شحن الاجواء السياسية بعد كل منعطف أمني أو إجراءات مركزية تتوقد نار الاقاليم من جديد لتبعث روح التشاؤم في البلاد فهناك مطالب بالاقاليم وهناك من يرفضها ومظاهرات تأييد وأخرى ضد ولا يعلم أحد عبر إستفتاء بسيط من يريد ومن يرفض قبل اللجوء الى المحكمة الدستورية وما شابه.وعلما إن الدستور أجاز الاقاليم ولكن البعض يقول إن الوقت مبكر للجوء الى هذه الحلول التي يعتقد من يرفضها الان ووضعها سابقاً (شوكة في الحلق) في الدستور لتتفجر "الالغام" الدستورية في أي وقت يرتأيه أصحاب الشأن في مجالس المحافظات.

من أين جاء الخوف من الاقاليم؟

أجزم أن الخوف القادم من الاقاليم جاء بسبب تصريحات غير مسؤولة من بعض البرلمانيين الكرد في الانفصال في حين إن قادتهم الكبار ينفون ذلك. ففي تصريح للملا بختيار قبل ايام ونشر في الصحف الالكترونية في مقابلة له مع أحدى الصحف يقول إن مطالب جيل الحكم الذاتي ومن ثم الفدرالية أصبح قديماُ, والان الجيل الجديد يريد أكثر. إلا إن السيد بختيار لم يجرأ على تحديد مطالب الجيل الجديد المعروفة أصلاً من سياق حديثه ولا يحتاج الى مفسرين. لكن هل هذا يصب في مصلحة الشعب الكردي؟ الجواب لا, قطعاً . لماذا ؟ لانه يأتي بالضد من تصريحات رئيس حزبه السيد رئيس الجمهورية المكررة حيث قال إن مشروع الدولة الكردية حق من حقوق الشعب الكردي, لكننا لسنا وحدنا في المنطقة ولا بد للشعب الكردي أن يعرف إن خيارنا هو في عراق فدرالي موحد. اليوم وعلى الفضائية العراقية كان السيد شيروان محمد عن الكتلة الكردستانية يقول رداً على سؤال للمذيع حول مزاعم بقاء الجنود الامريكان في المناطق المتنازع عليها بطلب من الحكومة في الاقليم, فقال : إن البعض يتكلم باسمه الشخصي وليس بأسم الكتلة الكردستانية.ومن هنا تأتي المخاوف من تشكيل الاقاليم الجديدة,ومع هذه لو تشكل أقليم صلاح الدين فكيف سيعيش من وارداته "الكبيرة" أو الاصح ما هي مقومات تشكيل الاقليم هناك مع التسليم بالدستور وما كتب فيه على عجالة؟ أم إن الاهم تتكون حكومة ووزراء ومجلس وزراء ومحافظين جدد وجيش وشرطة والشعور بأنهم دولة أو شبه دولة ؟ أذا كان في كردستان نفط ومعادن وجو يساعد على زراعة كبيرة,فهل في "إقليم" صلاح الدين هذه المعادن ليتطور أم يحاول أن يربط نفسه باقليم كردستان كحل لندرة موارده ؟ إن بعض ألاخبار تقول أن سياسيي صلاح الدين في مجلس المحافظة يتدربون في إقليم كردستان على العمل الجديد ,بالرغم من نفي هذه "الاشاعات "من قبل الاكراد.

ولم يكتفي السيد بختيار بكل تصريحاته الرنانة وانما وصل الى تسمية التحرك السياسي في المنطقة العربية وأستغرب من تسمية هذا الحراك الكبير والمدوي باسم الربيع العربي. حيث في سوريا 3 ملايين كردي في هذه الانتفاضة...أعتقد كان على السيد بختيار أن يحدد الاعداد التي أشتركت في انتفاضة الشعب السوري من الاخوة الكرد. وهل حقيقة إن في سوريا 3 ملايين كردي ؟ ولماذا وضع أصفار أمام الارقام الحقيقية لعدد السكان ,لا بل حتى في العراق ؟ وقد اثبتت كل الوقائع الرسمية في العراق ,على الاقل, إن نسبة التكاثر السكاني لا تتناسب طرديا بالعدد الحقيقي للفترة منذ 2003, فكيف بسوريا وتركيا ؟ والملاحظة التي أغفلها بختيار صاحب مشروع الجيل الكردي الجديد,انه لا يوجد شعبأ كردياً في ليبيا وتونس والمغرب ومصر وبدأ التحرك العربي في تونس ومصر ولحقته ليبيا واليمن,وتزامنا مع اليمن بدأت في سوريا حيث يعيش الاكراد هناك. فكيف يمكن تسمية البركان السياسي في الدول العربية ؟ ثم لماذا هذه الحساسية من كل شيئ يسمى بالعربي,في الوقت كأي تحرك في كل منطقة يسمى بأسم أهلها,وماذا يسمى التحرك في إقليم كردستان؟هل هو بركان تركي أم انتفاضة الشعب الكردي ضد الفساد المالي والاداري والذي اعترف به السيد البرزاني وبرهم صالح؟ فلماذا كل هذا الشعور الاستفزازي لكل كلمة تحرك عربي,أو الشعب العربي ,بالرغم من انني ضد كل التسميات القومية العفنة التي لم تجلب لشعوبها أي تقدم. هل نبدل أسم الجامعة العربية الى أسم جامعة دول الشرق أوسطية؟ وأين سوف يكون مكان الدولة الجديدة التي يطالب بها الجيل الجديد,وطبعا ليس بختيار,هل في الاتحاد الاوروبي,أم يبقى بدون انتماء للمحيط؟

إن الكارثة الكبيرة على العراق هو فكرة تقسيمه الى كانتونات صغيرة ,وليتذكر الجميع ما حل بيوغسلافيا وجيكوسلوفاكيا ؟ إن وحدة العراق الفدرالي الديمقراطي هو الخيار الحقيقي لكل مكونات الشعب العراقي.

 

20111127
 

 
 


 

free web counter