| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الخميس 26/5/ 2011



دولة استعراضات عس..مدنية بموافقة الحكومة,ومواقف المرجعية...

محمود القبطان  

كثيرا ما نرى في العالم الجديد,في بعض الدول,استعراضات لجماعات تحاول الظهور بموقع القوي الذي لا تلوى يديه بفعل قوة جماهيره أو المتعاطفين معه ومحاولة إثبات الوجود حتى لو تطلب الأمر التعدي على القانون العام. ويعلم الجميع إن الكثير من الجماعات التي تخرج وترفع أعلام بلدانها ماهي إلا واجهات لتيارات عنصرية ولا ترفع السلاح علنا.وتقوم مرجعيات بعض الأحزاب أو من يقف ورائها بتسيير أمر الدولة بشكل علني أو خفي.

ففي العراق حيث أعلن أحد أقطاب التيار الصدري,البرلماني المُكرر,بهاء الاعرجي عن قيام تياره باستعراض سلمي في بغداد,كما دعا له قائد تياره مقتدى الصدر.فبعد أيام سوف تخرج جموع التيار الصدري بتظاهرة سلمية في "مدينتهم"يشترك فيها الآلاف وتمر أمام منصة سوف تُعد,أو هي جاهزة الآن,وفي المنصة يقف قيادي التيار وأبرزهم حازم الاعرجي وعبدا لهادي الدراجي بالإضافة الى ضيوف من القوميات والأديان الأخرى,كما فعلوها في ساحة الفردوس أثناء تظاهرات ساحة التحرير في بغداد.وسوف يرتدي المتظاهرون تي شيرتات فيها العلم العراقي مع قبعة فيها العلم العراقي,ولا يرفع فيها السلاح.وقد وافق المالكي على هذه التظاهرة وبهذه الطريقة.وهل عنده حل آخر؟التيار الصدري يتصرف في الشارع العراقي كما يريد.

التظاهرة سلمية وقد حازت على رضا وموافقة رئيس الوزراء وسوف تحميها القوات الأمنية,وإن لا داعي لذلك حيث إنهم يحمون أنفسهم بنفسهم.لكن يتذكر كل مواطن عراقي الطريقة التي عُوملت بها تظاهرة 25 شباط في ساحة التحرير في بغداد والتي كانت سلمية منذ البداية وكانت مُجازة من قبل الجهات المعنية.ثم ماهي الشعارات التي سوف ترفع في تظاهرة التيار الصدري وهل تختلف عن من سبقها؟ولماذا تخرج تظاهرة بهذه المواصفات العسكرية"المدنية"؟هل هو استعراض قوة أم رفع شعارات مطلبية للشارع العراقي؟وأعتقد أن أكبر خطأ سوف يرتكبه التيار الصدري بارتدائه العلم العراقي لان هذا ينبع من نزعة عنصرية وشوفينية تكره الآخر ,مهما كان اتجاهه أو نوعه.وفي رأي لا يختلف عن ما يحدث في أوروبا حيث تخرج العناصر القومية العنصرية بهذه الطريقة لاستفزاز المشاعر العامة والوطنية.ثم ألا يخاف المالكي من دخول المندسين ,من مجرمي القاعدة و البعثيين,الى المسيرة ليفعلوا ما يريدون,كما أشيع عن تظاهرات 25 شباط؟ ثم ماذا لو حدث انفجار بين جموع الشباب هناك,لا سامح الله,لمن تتجه أصابع الاتهام؟أم إن الأمر أصبح مستحيلاً بعد جهود وزارة المصالحة الوطنية والتي جرى التفاهم حتى مع جماعة ثورة العشرين التي اشتهرت بقطع الرؤوس؟كما فعلت باقي الجماعات التي سموها بالتكفيرية على مدى ثماني أعوام ,وبقدرة القادر, تصبح قابلة للتفاوض ونزع سلاحها والعفو الذي سوف يطال أفرادها ويذهب دم الأبرياء كما لو كان ماءً للغسيل.وعلى أية أسس تم العفو عن القتلة؟وهل الدين الذي يتلبسون بعباءته يقر العفو عن القتل العمد لاسيما لأبرياء لا ذنب لهم سوى إنهم عراقيون؟

أشجع برلمانية تتحدث على الشاشة
أمس الأول حضرت السيدة شذى الموسوي النائبة السابقة في البرلمان العراقي للدورة السابقة في ندوة على فضائية الحرة,وقد تحدثت بصراحة شديدة,وفي كل مرة تُسأل تقول :أتكلم بصراحة وأعلم إنني سوف أدفع ثمن ذلك.
كثيرة هي الأسئلة التي طُرحت عليها وكان جوابها صريحا جدا.فقد قالت وبوضوح إن المرجعية الدينية قد تدخلت بشكل مباشر بالانتخابات السابقة لفرض رؤاها في الانتخابات ونتائجها,ولكنها لم تتدخل في الانتخابات الأخيرة,لخيبتها بما حصل في الدورة السابقة.وهنا أود أن أضيف للسيدة الموسوي,ان الحوزة العلمية في النجف قد أغلقت أبوابها وتوصية طلابها بالذهاب الى الجماهير لنصحهم بأخيار تيارات معينة,هذا نُشر على كل الصفحات الالكترونية قبيل الانتخابات.وقالت الموسوي أيضا أن كل حزب من الأحزاب الدينية تتبع مرجعية معينة وتتبع إرشاداتها في العملية السياسية .ولم تود ذكر التيارات بالأسماء,لكنها أضافت لقد تعبنا من التهديد بالضوء الأخضر والأحمر حيث لم يعرف البعض متى يسمح له بالكلام خلال الضوء الأخضر أم لا يسمح اذا جاء الضوء الأحمر.وتكلمت الكثير عن من لم يستحقوا أن يكونوا بين الحضور في البرلمان لكن تزكيات احزابهم هي التي جعلت منهم رقما مكررا.ولم يسمحوا للمستقلين بالعمل بينهم.

أما وقد ظهر النهار وأنكشف الأمر ولو كان هذا واضحا من قبل هذا فالسؤال هو لماذا تتدخل المرجعية الدينية في شؤون البلاد السياسية التي فيها المراوغة والتقلب على كل التعهدات وحسب الحسابات والطلب ,مما يتنافى وتعاليم الدين ,لابل كل الأديان؟ماذا قدم تدخل المرجعية في الانتخابات وماذا أفرزت من أمور على الشارع العراقي؟حتى تظاهرات 25 شباط حرم بعض المرجعيات خروجها وطالب أتباعهم بعدم الخروج,وكانت إشارة واضحة بالقبول الواقع المُر على أن يخرجوا ليطالبوا بالإصلاح حتى.هذا لا يعني أن مرجعية السيد السيستاني لم تحضر إيجابيا ,حيث كان لها الدور المُميز لوأد الفتنة الطائفية التي حرقت الجميع.وألان ماذا تقول المرجعيات بخروج الآلاف في مدينة الثورة"الصدر" ليقوموا باستعراض شبع عسكري ويقف على المنصة رجالات التيار الصدري وكأنهم في دولة خاصة بهم؟وإذا هم يريدون الاحتفال بمناسبة خاصة بهم ,وحسب ما يقولون بمناسبة بدأ الشهيد الصدر الثاني قبل حوالي عقدين من الزمن بتبني صلاة الجمعة,فهل يستدعي كل هذا المسيرة للآلاف في مدينتهم وبملابس خاصة؟وهل كان من يحتفلون بذكراه مرتديا العلم العراقي وقتها؟إنها إساءة للشهداء أكثر منها احتفاء بخطوة خطاها مثلهم الأعلى.هل آية الله الحائري له رأي في هذه المسيرة باعتبار إن التيار الصدري من مقلديه؟أم هي خطوة من مقتدى الصدر من موقعه في إيران فقط والتنفيذ من قبل أتباعه؟

ويبقى المالكي وعلاوي يدورون في حلقة مفرغة من الصراعات والبرلمان بعيد كل البعد عن العمل بجدية وإقرار القوانين الضرورية واستمرار المصالحة مع التيارات المسلحة التكفيرية ونسيان الدم العراقي البريء الذي هُدر والتيارات الدينية تتجاذب فيما بينها والشعب محروم من الخدمات الأساسية والحر الشديد قد بدأ في العراق وربما الصراع السياسي سوف يكون أشد في الأيام المقبلة .

 

20110525
 


 

free web counter