| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأثنين 26/3/ 2012



مشعان الجبوري بريء!!

محمود القبطان    

اغرب نبأ صحفي يُظهر القانون الغير محترم والمسيس في العراق مُمزقا هو في براءة مشعان الجبوري الهارب من وجه العدالة منذ أعوام عدة ,بسبب سرقته الملايين من الدولارات التي خُصصت لحماية أنابيب النفط المارة الى تركيا,وتأسيسه فضائية كانت تبث من سوريا ضد العراق ومع القاعدة, وتحالفه مع حارث الضاري وعزت الدوري الذين اتفقوا على ضرب كل العراق بحجة الاحتلال الأمريكي للعراق.ذهب ضحية هذا التحالف الثلاثي مئات ألآلاف من الأبرياء دون ذنب إلا اللهم سقوط صنم العراق المجرم صدام.وكان مشعان الجبوري ذو اللسان السليط والسوقي يُمجد صدام وحزبه الذي كان مشعان احد ازلام النظام وقتها وهرب من العراق ليعلن انضمامه الى المعارضة بعد سرقة أموال المخابرات للنظام السابق,وليس إيمانا بالمعارضة وقت ذاك,يقول اقر ب الناس إليه ومن يعرفوه وعلى شاشات الفضائيات,عندما كان يظهر في نقاشات على الفضائية الديمقراطية لصاحبها محمد الهاشمي. ومازال كل العراقيين يتذكرون أقواله وخطاباته من فضائيته ضد النظام الجديد في العراق وهلهلة بقايا البعث له.أصدر هذا المطلوب قضائيا بيانا أمس الأول ببراءته من التهم الموجهة ضده وألصقها بالكتلة العراقية(لأنها مكروهة وجابت بنت ألآن),ويضيف النائب المُقال من مجلس النواب بأنه بعد رسالة له لرئيس الوزراء العراقي وبواسطة عزت الشابندر وصل الى مطار بغداد حيث استقبل بكل احترام وكان المسؤولون الامنيون على خلق عالي في التعامل معه وذهب الى المحكمة التي أصدرت حكما غيابيا ضده ب 15 عاما,وبعد إعادة التحقيق معه ولمدة ساعة ونصف الساعة قررت المحكمة براءته من التهم الموجه ضده واخلي سبيله,وسوف يعدو للعراق مرة ثانية بعد ترتيب بعض الأمور الخاصة لاستلام جوازه الدبلوماسي,يقول الجبوري البريء من التهم التي"ألصقت به"غدرا.ويضيف الجبوري بأنه يدعو عزت الدوري وحارث الضاري للعودة الى بغداد لأنه لم يعد هناك احتلال وهم لا يطلبون السلطة في معارضتهم.الى هنا ينتهي الخبر المثير للقلق .لكن من يقف وراء هذا الفعل الشنيع تجاه قتلة الشعب العراقي؟

ومعروف إن ألبعثي السابق عزت الشابندر والتي كان عضوا فعالا في القائمة العراقية في الانتخابات الأولى وكان عدو لمن لا يتفق مع العراقية انتقل بجرة قلم الى دولة القانون والذي بدأ مشواره بها بانتقاده قادة العراقية الذي عمل معهم سنين طويلة بناءا على خلفيته الفكرية,ثم استمر في مشواره في عقد الاتفاقات واللقاءات في سوريا مع أزلام البعث وصدام متنقلا بين دمشق وبيروت حيث كان يقضي معظم وقته في مقره في بيروت دون الحضور المستمر لمجلس النواب,حيث لا رقيب ولا حسيب على من يحضر ومن يغيب. وفي كل مرة تُثار قضية المصالحة مع البعث ألصدامي بعد تعهد البعض منهم بعدم حمل السلاح,وفي كل مرة يكون بطل المحادثات عزت الشاه بن الدوري,النائب المتقي الهادئ عن دولة القانون.ما الفرق بين عزت(ين) احدهما في النظام الجديد والثاني في القديم والهدف واحد لقاء من أجل العراق وليس من أجل السلطة.الأول يرتب البيت من الداخل لعودة "مشرفة"لقتلة وسراق والثاني يحمل السلاح لقتل شعبه بعد أن دمروا العراق وقدموه للأمريكان على طبق من ذهب.من يكون القادم من القتلة "لبناء" العراق بعد مشعان الجبوري؟ الأمر بات معروفا ولا يحتاج الى محللين سياسيين.فعزت الشابندر يعرف طريقه القديم الجديد,والقتلة سوف يصلون الى بغداد بعد إسقاط كل التهم ضدهم,لان القضاء في العراق أصبح بلا استقلالية ومسيس الى حد النخاع.ماذا يقول حسن السنيد وحسين الاسدي وخالد الاسدي وعباس ألبياتي وباقي قادة الكتلة,كتلة دولة القانون عن براءة مشعان؟وماذ سوف ينطق رئيس اللجنة القانونية في البرلمان بهاء الاعرجي عن هذه الالتفاتة الإنسانية من قبل القضاء العراقي بحق مدان تمت تبرأته؟

ظهر الناطق باسم الحكومة ليعلن أن هناك"فبركة لتبرئة مشعان الجبوري" ,ويرد الشاه بندر في 24 آذار بأن الدباغ لا يمثل الحكومة وإنه"كذاب" لان الجبوري أطلق سراحه بكفالة نقدية,لكنه لم يعلن من دفع تلك الكفالة وما هي قيمتها؟.هذا القول للنائب المحمي بقانون برلمانه وحصانته وبين الدباغ سوف يجعل النار ملتهبة تحت أقدام من كان يدبر ويخطط لتبرئة المجرمين بحق الشعب العراقي من أجل السلطة المحترقة أصلا وإعادة البعثيين الى السلطة ,ولخلق اصطفافات جديدة بعد تأزم العلاقة مع الإقليم التي ربما قد تطرح الكتل المعارضة لحكومة المالكي موضوع التصويت على سحب الثقة عنها. والملفت للنظر إن عامر الخزاعي يقود "المصالحة الوطنية"مع القتلة في الداخل وعزت الشابندر في الخارج.فما هو هدفهم الأخير من كل تلك المصالحات والمؤتمرات التي تعقد في الداخل والخارج؟يُقال إن معظم الضباط الكبار الذين كانوا يديرون العملية العسكرية و المخابراتية الاستخباراتية هم في الدولة الجديدة بكل مؤسساتها الأمنية والعسكرية و الاستخباراتية بعد تعهدهم بخدمة النظام الجديد ولكن بعقلية البعث القديم ,وما يحدث من خروقات لم تكن بعيدة عن هذه الرموز. وإذا كان هناك من شك فليصرح من يقود الدولة كيف تحدث كل تلك الخروقات الأمنية الخطيرة والكبيرة في آن واحد وآخرها 17 انفجار هز العراق في الأسبوع الماضي؟

وكأي عراقي متابع للشأن العراقي اطرح فكرة بسيطة ليس خطيرة وهي بحد ذاته سهلة التنفيذ لإخراج العراق من مأزق كبير وهي أن ينطق القضاء العراقي ببراءة السيد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وحتى يكون الاجتماع الوطني ناجح بامتياز وينهي أعماله بساعة ونصف أيضا وترجع (حليمة لعادتها القديمة),لان القتل أصبح مسألة يمكن غض النظر عنها لان الأوضاع غير مستقرة,وبالتالي يمكن فبركة براءة أي مجرم,أو أي متهم, وهذا هو هدف قانون العفو العام الذي سوف يصوتون عليه ,ثم يظهر من صوت بجانبه لينتقده في اليوم التالي ,كما حدث في التصويت على السيارات المصفحة,وبمناسبة قانون العفو العام(الثاني) قال احد النواب إنه سوف يشمل 2900 متهم ومحكوم.كل هذا من أجل المصالحة "الوطنية".

ومن يعوض ويتصالح مع دماء الأبرياء؟
وسؤال الى البرلمان:هل يستحق السيد النائب السابق والمُقال مشعان الجبوري مستحقاته بعد "ثبوت" براءته من التهم المنسوبة إليه والتي حُكم عليه بسببها؟وما هو موقف الكتل التي صوتت على إقالته من البرلمان وقتها؟ ومن يكون القادم من "الأبرياء"القتلة لدخولهم معترك السياسة من جديد؟حتما إن هناك مفاجأة تنتظر الشعب!!
 


 


 

free web counter