| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 26/5/ 2010



من عجائب الدنيا الجديدة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة!

محمود القبطان  

من أقدم عجائب الدنيا السبعة وهي الأولى أهرام الجيزة(مصر) تعود الى 2690 ق.م. وسابع العجائب هي جنائن بابل المعلقة بنيت 600 ق.م. وهناك عجائب أخرى مثل تاج محل وأسوار الصين لكنها لم تدرج في العجائب السبعة الأولى,ولكن في العراق الحديث ظهر للعالم أمر آخر وربما يحق لي أن أصنفه ضمن العجائب الجديدة وأعطيه الرقم الثامن وليس أبعد إلا وهي تشكيل الحكومة الجديدة,والحق يقال ,وكما تذكره الكتب انه لم يبقى من العجائب السبعة إلا الأهرام وأما الباقي فقد زالت بفعل الحروب والحرائق والزلازل ,لكن الحكومة العراقية مازالت في طور البناء الذي سوف يطول ويطول الى أن تنتكس العملية السياسية برمتها ووقتها لا ينفع الندم وعض الأصابع,حيث إن هناك أكثر من لئيم مُتربص ليرجع العراق الى عهود البعث أو ما يشابهها.

1:

وما يدور حول موضوعة تشكيل الحكومة الجديدة من حوارات عقيمة بين ساسة معصوبي الأعين خير دليل على عدم قدرة هؤلاء الساسة على التقدم ولو خطوة الى الأمام لان التناقضات فيما بينها أكبر بكثير من تفاءلاتها ومما يقربها بسبب استمرار التمحور الطائفي وبسبب عدم إعطاء فرصة لغير الائتلاف الشيعي لاستلام رئاسة الوزارة متناسين إنهم يألفون الأغلبية المطلقة في كل الأحوال حتى وان لم يتفقوا.ولكن المشكلة إنهم نسوا العراق ونسوا مصالح الشعب العراقي الذي تباكوا عليه وبقت الأنانية الحزبية الضيقة والمصالح الحزبية هي البوصلة التي يسير عليها هؤلاء الساسة.هل يسأل الناخب شيئا عن وعود تلك الكتل التي خدعت ناخبيها أين وعودكم,ثم ماذا سوف يجيبون؟

2:

وفي البصرة والعمارة ومدينة الثورة|بغداد اشتعلت النيران لأسابيع لكبح جماح الميليشيات التي سيطرت على الشارع والبشر وقتلت من لم يروق لهم لا لشيء وإنما لسبب فرض السيطرة على الناس حسب قانون الغاب.وقد قتل من قتل قبل حوالي العامين في تلك الصولات والجولات من قبل قوات الحكومة وقد تنفس الناس الصعداء بعد ذلك ولو لفترة,واعتقل الكثير من القتلة والمجرمين سواء كانوا بحق مع جيش المهدي أم لم يكونوا,لكن تداعيات تشكيل الوزارة وظروف التحالفات وتقديم التنازلات للتيار الصدري لكسب صوته في انتخاب المالكي لفترة جديدة لها العامل الحاسم في المباحثات ولكن ما أن تظهر مشكلة بين دولة القانون والوطني العراقي إلا وينبري أفراد من قيادة التيار الصدري لإعلان فشل التكتل الجديد , والحقيقة هو كذلك عاجلا أم آجلا,وتبدأ المساومات من جديد والتيار الصدري يصعد من سقف مطالبه وتدور الدائرة ولا شيء يحدث في الأفق .فقد أعلن عن إطلاق سراح 122 موقوفا من التيار الصدري ممن "لم تثبت إدانتهم",ولم يسأل احد لماذا مكثوا أكثر من سنه في السجون إذن؟إلا إن مها الدوري عن التيار الصدري طالبت بإطلاق سراح كل المتهمين من التيار الصدري بأعمال القتل والترويع في المحافظات التي سيطرت عليها وكأن شيئا لم يحدث,وألا فالمالكي لن يحصل على الكارت الأخضر من الشاب آية الله الجديد مقتدى الصدر الذي اجتاز الامتحانات في قم بأقصر فترة زمنية وذلك لامكاناته الفكرية الفقهية,كما ذكر احد المُقربين منه,وسوف يرجع الى النجف حيث موقعه الجديد.

3:

إذا صحت الأخبار عن زيارة علاوي والهاشمي لآية الله السيستاني قبل أيام,بأن المرجع الأعلى رد على هؤلاء ردا حاسما بأنه لن يتدخل في أمور تشكيل الحكومة بعد طلبهم منه لان هذا الشأن شأن سياسي وليس ديني,إذا صحت هذه الأخبار فأن ذلك يُشكل صفعة قوية لهؤلاء الزوار,عليهم أن يتعلموا ,كما غيرهم, أن المرجع الأعلى لن يفرض رأيه ويقف على مسافة واحدة من الجميع,لكن هل يتعلم الساسة ما نصحهم به المرجع الأعلى السيد السيستاني؟لا أعتقد ذلك.

4:

وفي عراق المساواة في الحقوق والواجبات وتطبيق الدستور نسى المتاحورون المرأة التي تشكل 25% من مجموع النواب في البرلمان الذي لم ينتخب الشعب من النساء ما مجموع 5% أو حتى أقل لكن النسبة التي تقف مثل عظم السمكة في البلعوم اضطرت الكتل الفائزة أن تمنح النساء في قوائمهم مقاعد على مضض ,ولكن مع كل هذا فلم نشاهد ولا حتى امرأة واحدة في المباحثات التي تجري بين التيارات المختلفة ولو شكليا,لأنهم وفي دواخلهم وقناعاتهم إن المرأة "الناقصة عقل ودين" و"عورة" لن تصلح في مباحثات رجالية مصيرية|حزبية لتشكيل كتل برلمانية كبيرة ومن ثم الاستحواذ على رئاسة الوزارة وهذا يشمل كل الكتل المشتركة في الحراك السياسي الحالي.وربما كان الأجدر بمها الدوري عن التيار الصدري إن توبخ كتلتها لعدم فسح المجال لها بالاشتراك بالمباحثات الجارية حاليا بين الكتل من أن تقول أن المالكي بنى مجمعا سكنيا داخل المنطقة الخضراء بعدة طوابق وتعلن حربها عليه(وهذا ليس ببعيد عن خبر تعثر المباحثات مع دولة القانون)وتقول كان على المالكي أن يهتم بإعادة تعمير الإمامين العسكريين بدل بناء المجمع داخل المنطقة الخضراء.كان عليها أن تقول لصلاح ألعبيدي وقصي سهيل أين حقي في الاشتراك في المباحثات معكم وهي التي حصلت على أصوات كثيرة ربما أكثر بكثير من النواب الرجال من تيارها ؟ وتترك أمور إعادة البناء العرجاء وعلى كافة الأصعدة للآخرين من تيارها المنتخبين بالتزكية لاسيما هناك الكثيرين من تيارها في قمة الهرم الاعماري .

هذا العراق وعجائبه التي تتكاثر مما لم يشهده العالم ليومنا هذا من تلك العجائب الغريبة.

 

20100526




 

free web counter