| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الجمعة 25/9/ 2009



ما العمل ؟ ألانتخابات قريبة

محمود القبطان

تمضي الأيام والأشهر وموعد الانتخابات يقترب أكثر وأكثر وتصبح الفترة قصيرة جدا والتحالفات واللقاءت لها على قدم وساق لاسيما بين الأحزاب التي تقود السلطة فعليا ونرى استحداث كتل وتفرق أخرى كل حسب شروطه. وهذه عملية سياسية تحدث في كل العالم,لكن في عراقنا لها خصوصية تنفرد عن دول العالم حيث المصالح الفئوية فوق كل اعتبار بغض النظر عن ما يطرحونه من برامج انفجارية لا تستطيع أغنى الدول ان تحقق 50% منها.والتفاؤل جيد لو كانت الأيادي التي تقود البلاد نظيفة ولم تتهم بتبذير المال العام,ولم اقل سرقته في وضح النهار من البنوك وعبر الرشاوى والابتزاز وظهور القطط السمان من خلال المقاولات لأقرباء المسئولين وما بين هذا وذاك يضيع العراق.الحكيم الابن يبعث برسائله الواحدة تلو الأخرى الى المالكي لانضمام الأخير إليه,والصراع على من يقود الحكومة ومن يأخذ هذه الحقيبة ومن يأخذ الثانية,وهل هي حقيبة سيادية أم لا.وتتضح يوما بعد آخر ملامح الائتلافات وان" المعركة الانتخابية بدأت وجميع النواب والكتل البرلمانية مشغولة بها.." كما قال أميس علي الأديب.

ومن ضمن هذه المعركة مؤتمر ظهر على الشاشة اليوم من أجل إيجاد بدائل غير النفط لموارد البلاد, وكان مؤتمر للدعاية الانتخابية بامتياز وجل الحضور من حزب الدعوة من رئيسه الى البياتي ومع كلماتهم الخطابية ,والأغرب من كل هذا هو حضور وزير التجارة عبد الفلاح السوداني المتهم بالسرقة والمقال من منصبه والمفترض ان يكون معتقلا في بيته لحين المحاكمة. أية دعاية تكون هذه لبلد لم يعملوا القليل له ليبدأوا بمؤتمر سوف لا يتعدى عن التوصيات ,لابل كان من بين حضوره أشخاص دخلوا ائتلاف دولة القانون لضمان المقعد البرلماني لفترة 4 سنوات أخرى ,ومعظم المداخلات تكلمت عن الزراعة,أما مراسل إحدى القنوات قال هل من ضرورة لهذا المؤتمر اذا كان الجميع يريد ان تنشط الزراعة ؟ بأموال الدولة تمول هذه المؤتمرات للدعاية الانتخابية وان كانت مغلفة بثوب إيجاد وسائل جديدة لتمويل الدولة من غير النفط.

قوانين مهمة مثل قانون الانتخابات وقانون الأحزاب سوف لن يناقشا بسبب انشغالهم,النواب, بمعركتهم الانتخابية,ولذلك وخلال 4 أعوام لم يناقشوا هذه القوانين وغيرها فكيف "يتجرأ" الشارع العراقي ويطالب من نوابه المشغولين بأمور الوطن أن يناقش مثل هكذا قوانين لا ترفع من رواتبهم ولا حتى دينارا واحدا. الكثير من النواب يقول عكس ما يصرح به زملائهم في البرلمان من ان هذه القوانين يصر البعض على تأجيلها لما بعد الانتخابات,والقسم ألأخر يقول ان بعض القوى القومية والطائفية تعرقل مناقشة واقرار هذين القانونين.أمس الاول زارني أحد الأصدقاء وهو متدين وسطي ,حسب التسميات الجديدة,أي غير متعصب على الأقل كما كان في بداية ما بعد السقوط,قال عن هؤلاء الذين يمسكون بزمام الأمور:يصرحون في النهار بما يريده الشارع العراقي من مناقشة هذه القوانين وإقرارها وفي جلسات المساء يقررون الضغط باتجاه تسويف هذه المناقشة لكي تمر الانتخابات حسب ما يخططون له.وهذا الحديث من متدين لكنه اقر ان الإسلام السياسي فشل فشلا ذريعا في قيادة البلاد الى بر الأمان.أما اليوم فيبدو بدأت الأصابع الاتهام باتجاه القوى الكردية القومية بعرقلة إقرار القوانين المارة ذكرها, التي تعتبر نفسها القاسم المشترك بين مشاكل القوى الإسلامية وهي تمسك العصا من الوسط ولذلك في هذه الفترة بالذات بدأت مرة أخرى تصعد من سقف مطالبها على الحكومة المركزية دوما بخصوص المناطق المتنازع عليها والقوات المشتركة.وإما التحالفات الطائفية على الطرف الأخر فهي تترنح ولن تقف ليومنا هذا على تكتل معين وهنا المصالح الفئوية تضرب بكعبها الكتل الصغيرة التابعة لهم.

ما تبقى من التحالفات التي لم ترى النور ليومنا هذا هي القوى الوطنية والديمقراطية وعلى ما أظن ان الوقت قد فات ان لم أكن متشائما. من القوى التي سوف تتحالف مع هذه القوى ومع من لم يظهر شيئا لحد الان يدعو للتفاؤل .وهنا يبرز السؤال أين الحزب الشيوعي العراقي من كل هذا الحراك السياسي؟
نعم, لم يكن الحزب الشيوعي بعيدا من هذا الحراك السياسي ولم يتوقف عن اللقاءات مع القوى الأقرب الى برامجه الوطنية لكن ربما لم يصلوا الى النقطة التي يمكن أن يعلن فيه النجاح.

ما العمل؟
على الحزب الشيوعي العراقي ان يسير في هذه الانتخابات قدما الى الإمام حتى لو لم ينجح في تكوين أي تحالف مع أي تكتل ديمقراطي/ يساري. هذا ليس نهاية المطاف حتى لو لم يحتفظ الحزب بمقعديه,ليس لعدم التصويت له وإنما بسبب التهديد والتجاوزات التي سترافق هذه الانتخابات والتي يقول عنها أكثر المحللين إنها حاسمة,فلا أتوقع أن تقبل قوى الإسلام السياسي الخسارة.ان هذا لن يثني من عزيمة الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم من الذهاب الى الانتخابات وإعطاء صوتها الى مرشحي الحزب الذين يتمتعون بالنزاهة والكفاءة والإخلاص.لكن على الحزب أن يدير حملة الانتخابات بصبر وفن وزج رفاقه بين الجماهير لشرح برنامجه,وهذا لن يتوقف على شيوعيي الداخل وإنما على شيوعيين الخارج أن يذهبوا الى الداخل وعلى الأقل في الفترة التي تسبق الانتخابات.

وهناك دغدغة لرفاق الحزب من التحالف مع بعض القوى الدينية أمر ممكن,كما يكتب بعض الإخوة أحيانا..أعتقد وبرأيي المتواضع انه انتحار سياسي للحزب اذا تحالف مع أية قوة طائفية ومهما قدم له من وعود لوزراء أو وكلاء لوزراء ,ولا فرق بين هذه القوى الطائفية أو تلك ففي نهاية المطاف إنها طائفية مهما كحلت اسمها سواء بكلمة قانون أو وطني.

أن الحزب واعي لهذه القضية الخطيرة,ولن يقدم على هكذا خطوة,حتى لو بقى لوحده للانتخابات. وكنت أود أن تخرج الكلمة من قلم الأستاذ محمد على محي الدين عندما كتب ما العمل ؟ التجمع الذي كتب عنه في الحلة من أجل المتقاعدين لم يحضر أكثر من 30 شخصا في الوقت الذي يوجد في الحلة 40 ألف متقاعد,ويبدو انه شكل نوعا من الخيبة عنده وهو المناضل المجرب, في الدول الأوروبية عندما يعقد مثل هكذا تجمع ويحضره أحيانا وزير أو رئيس حزب قد لا يحضر أكثر من هذا العدد الذي ذكره الأستاذ محي الدين ولكن نتائج الانتخابات تكون عالية,وربما ينسحب هذا الشيء على العراق أيضا بهذه الدرجة أو تلك,ولا تنسى أخي, وأنت المجرب أن الخوف واللامبالاة وفقدان الثقة بالأحزاب أصبح سيد الموقف السلبي.ولكن ربما ,وأملي فيه, ان الالتصاق بالجماهير اليومي هو الذي يحفز الجماهير على الظهور في هذه الفعالية أو تلك.لا بد من زج أكبر عدد من اللاحزبيين في فعاليات الانتخابات منذ ألان وليس آخر شهر.

 


20090925


 

free web counter