| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 25/10/ 2010



 تساقط أوراق الخريف

محمود القبطان  

بدا الخريف في كثير من البلدان وتختلف ألوان أوراقه من مكان الى آخر لكن في النهاية كلها تسقط وتنتهي فرحة الشجرة بربيعها وصيفها.

وهكذا في السياسة تلد الحركات السياسية "فراخا" من الأحزاب لتكبر وتبدأ بلعبة الكبار وسرعان ما تأخذ دورها وتبدأ بالسيطرة على الشارع بمسميات غريبة وعجيبة وتزهو أمام الجميع بالاستيلاء على السلطة والسلطة فقط وما يجر ذلك من الاستيلاء على المراكز الحساسة في الدولة والمال,والشركات والمقاولات وتعيين الأقرباء وأبناء العشيرة,وتزداد زهوا عندما يقف أمراء هذه الأحزاب وخلفهم يقف أشخاص ذو أجسام ضخمة ولكن بعقول جافة وبليدة يقف هؤلاء أمام الكاميرات وتنساب الكلمات لتكشف عن بلادة في التفكير وضياع في الهم الوطني.

1:
أول الأوراق الساقطة في خريف السياسة هو البرلمان العراقي الذي أنتجته الانتخابات الأخيرة التي ضيعت فيه أصوات الوطنيين الحقيقيين وفاز بالتزوير من كان جسورا ومزورا للشهادات أو من نسب الى نفسه المآثر وعلو في المركز العلمي الحوزوي أو في اضعف الإيمان أضاف درجة أو أكثر لشهادته "ولا من شاف ولا من حاسب "حتى لو دري!بعد سبات عميقة ,وعوافي,صحت المحكمة الاتحادية وبعضهم يسميها الدستورية كل حسب الموضوع المهم,اتخذت قرارها المتأخر بعدم شرعية الجلسة المفتوحة ويجب عقد الجلسات,لكنها لم تقول متى.وهذا يقع ضمن الإشارات الفوقية التي تأتي الى القضاء النزيه,حيث يتخذ ما هو ضروري حسب ما تأتيه الأوامر وليست حسب ما تقتضيه المصلحة الوطنية العامة وألا أين كانت المحكمة الاتحادية من تلك الجلسة المفتوحة التي أجمع عليها كل سياسي السلطة والكتل الفائزة بأنها غير دستورية,وإذا كانت هكذا لماذا جعلوها مفتوحة.وأغلب الظن أنها سوف تبقى مفتوحة الى أن يقرر السياسيون المتصارعون على كرسي رئاسة الوزراء لمن يكون ,وقتها تأتي الإشارة الثانية للرئيس الأكبر سنا بالدعوة الى جلسة برلمانية توافقية محاصصاتية ووقتها تبدأ الأيادي بالارتفاع الى أعلى بمعنى موافقون...ثم تلي هذه الفقرة التكليف الذي طال انتظاره و"عمت" عيون الناس لتراه,لكن الفرحة لفترة ولحين لان ما بعد هذا المسألة تحتاج الى توافقات جديدة لتعين الوزراء والوكلاء والسفراء والمرافقين المدججين بالسلاح وتعين أولاد الأعمام والأخوال ..وعدد الى أن تنطبخ الكعكة السياسية ومن ثم تنفرج أسارير الذين سهروا اشهرا من أجل"الشعب والوطن".وسؤالي للمحكمة الاتحادية الموقرة التي تسهر على الدستور:لماذا تأخر قرارها القاضي بعقد جلسات البرلمان أشهرا دون أن تحرك ساكنا؟ومن هو المسئول؟وهل فؤاد معصوم قرر بأن تكون جلسة البرلمان مفتوحة والجميع يعلم ويقول ليلا ونهارا إنها مخالفة للدستور؟إن منظمات المجتمع المدني والقوى الديمقراطية لعبت دون شك دورها الفاعل والجيد ولكن بحدود في حث السياسيين الذي لم يخجلوا من ناخبيهم في التعجيل في إصدار قرار المحكمة قرارها الأخير,لكن من سوف يحاسب من على هذا التأخير الذي زاد من العنف والانفلات الأمني وتوقف الاقتصاد الذي هو أصلا يعاني من شبه تعطل أو شلل؟وهل المحكمة الاتحادية سوف تحرك سكنا إذا لم يلتأم البرلمان في خطة لإنهاء الجلسة المفتوحة؟هل تخطو هذه المحكمة التي قراراتها مُلزمة للجميع خطوة أخرى وتدعو الى إعادة الانتخابات إذا تعثرت التوافقات في عقد جلسات البرلمان وتشكيل الحكومة؟الى متى تنتظر المحكمة تفضل رؤساء الكتل الفائزة بالقبول بقرار المحكمة الاتحادية ؟

2:
الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس أثار زوبعة وعاصفة سياسية في إرجاع العالم,بين محتار من تسريب هذه الوثائق السرية والخطيرة وبين متأن ومنتظر لتشكيل لجان تحقيق في مصداقية تلك الوثائق.أولا:ليس هناك دخان بدون نار,ولو لم تكن الإدارة الأمريكية متورطة الى حد فروة رأسها بالجرائم لما اعترضت عليها, وما قامت به الشركات الأمنية من استهتار بأرواح العراقيين ليس آخر الجرائم,وثانيا:القوات العراقية لا بد وأن تكون,في بعض فروعها,مشتركة في التعذيب,وقد يدخل هذا في خانة المبالغة في كثير من الأحيان لكن الوقائع تدل على انتهاكات فظة ضد المعتقلين,وبغض النظر عن الأسماء والمواقع من أذناب البعث الفاشي.لا يمكن تبرير العنف بالعنف لا سيما والمعتقلون تحت رحمة القانون.وما الفرق بين نظامين احدهما بعثي فاشي وآخر اسلاموي سياسي؟ لكن أين قانون 4 إرهاب من المجرمين المتورطين بالقتل والتفجيرات التي لا تحتاج الى تعذيب وإنما الى تنفيذ قرارات المحاكم بحق هؤلاء القتلة,ولكن من يُعرقل تنفيذ الأحكام؟وهل الحكم بالمؤبد لمجرم ثبتت أدانته وقتل وفجر هو الحكم الصحيح الذي يستحقه وهل تمارس ضغوطات في هذا المجال؟هنا على من يدير دفة القانون أن يجيب وبدون لف ودوران.القانون مُسيس أراد البعض الاعتراف بهذا أم لا.وإذا كان هناك شك في هذه الأطروحة ليقل لنا من له باع في القانون أو قريب من القرار السياسي أين محمد الدايني الذي القي القبض عليه في ماليزيا بعد أن حاول الهرب الى الأردن وأعيدت طائرته ومن ثم هرب الى أن ظهر في ماليزيا ,وهل هو مازال هناك أم خضع الى المساومات غير الوطنية وطويت جريمته في تفجير البرلمان؟أين اسعد الهاشمي ابن أخت نائب رئيس الجمهورية الذي يشارك في القرار السياسي؟من هربه ومن يحميه من جريمته وما هي التنازلات التي قدمت لتطوى جريمته؟من هرّب عدنان الدليمي الطائفي المقيت الذي أدين ومن على شاشات التلفاز عبر الناطق الرسمي قاسم عطا واثبت اشتراكه في الأحداث الطائفية هو وأبنائه؟ وغيرهم من الرؤوس العفنة التي ألحقت بالعراق وشعبه الأذى الكبير.

3:
وتتساقط أوراق الخريف السياسية لتلحق بالمتشبثين بالسلطة الأذى السياسي لمن جلودهم لا تشبه جلود الإنسان الذي يخجل من تنبيه ويترك الأمر للآخرين لتولي المهام.ويمر المالكي بأزمة سياسية لا مثيل لها بعد ادعاءات,لنقل هكذا,أصحاب ويكيليكس.وأتمنى على المالكي إن كان على حق أن يحقق بما نُسب إليه من إن فرقه العسكرية الخاصة به خرقت القانون.إن من المُضحك إن بعض القنوات التي زرعت الفتنة بين أطياف الشعب العراقي وكفرت أبناءه بسبب انتماءاتهم اهتمت "بخرق" كبير للمالكي عندما اعتقل 5 ضباط بعثيين من السنة!! وهنا الخرق المهول.لا أعلم,وليس دفاعا عن المالكي أو خروقات , أين كانت هذه الفضائيات أيام النظام ألصدامي عندما كان يسحق الجميع لمجرد إبداء رأي حتى لو كان من أعوانه,ليتذكر أصحاب الهمة العروبية بما فعله بناجي التكريتي وقائد القوة الجوية الدليمي ووزيري الصحة,واحد حسن البكر ناهيك عن أزواج بناته وأهلهم ,ولا اعدد الانتهاكات التي لا تعد ضد أبناء شعبه خلال 35 عاما من القتل والتدمير.خلاصة غباء مستشاري المالكي أدى الى كشف هذه الوقائع بغض النظر إن كانت السلطات العراقية طرفا فيها أم لا.

4:
وأوراق الخريف الكردستانية الباردة منذرة بشتاء سياسي قارص وصلت الى بغداد من أجل لم"شمل" الفرقاء حول طاولة لبحث المبادرة الكردية,قل الورقة الكردية من 19 بند,وليس غير ذلك.وسوف تبين الأيام الى ماذا سوف يتوصل الفرقاء الذين فقدوا كل ما في جعبتهم خلال أكثر من 7 أشهر من أجل حلحلة الوضع المتأزم في تشكيل الوزارة التي سوف لن ترى النور قبل بداية العام 2011 هذا إن شُكلت.ماذا يريد القادة الكرد أن يقدموا لإقناع من لم يتفق على رئاسة الوزارة؟هل يتنازلون عن رئاسة الجمهورية على قاعدة:من أجل عين ..ألف عين تكرمُ"؟هل يستطيعون أن يقنعوا المالكي على التخلي عن فكرة رئاسته للوزارة للمرة الثانية وكيف ؟

وهكذا لباقي الفرقاء المختلفين حول القضية الرئيسية.يقولون إنهم يحاولون إن يضعوا الجميع أمام الجميع حول الطاولة المستديرة أو الدائرية أو المستطيلة...ولكن ماذا سوف يطرحون غير ورقتهم التي سوف يُجبر بها الفرقاء على الأخذ بها لتتشكل كتلة أو كتل جديدة لتدور اللعبة من البداية وربما يصلون الى الربيع بأوراق نظيفة وجديدة لم نراه من قبل!!سوف لن يتعدى اللقاء في ربوع الاقليم غير اخذ الصور التذكارية وتنقل عبر التلفزيون بعض أللقطات ليس غير وما سوف يقرروه ويوقعوا عليه سوف ينسوه بعد إكمال أعمال خريفهم السياسي

5:
ورقة خريفية عفنة فاحت رائحتها في الدانمرك وإبطالها رجال الإسلام السياسي في العراق حيث طالبت السلطات الضريبية الدانمركية ب 10 ملايين كرونة دانمركية لم يدفعها بعض الساسة العراقيين المشتركين بفعالية في العملية السياسية ,من بينهم المعمم علي العلاق الذي ملئ الفضائيات بتصريحاته الوطنية وهو ما نسى أن يستلم المعونة الاجتماعية من السلطات الدانمركية وهو يستلم أعلى الرواتب في العالم من بلده.وقد أفادت السلطات الدانمركية بأنها سوف تلاحق هؤلاء السراق الى أن تحصل على أموالها.هل صحيح إن شخصا إسلاميا وسياسيا ويستلم عشرات الآلاف من الدولارات شهريا تدني نفسه على معونة اجتماعية بسيطة .هذه الأخبار لم تأتي من حاسد وإنما من الصحف الدانمركية التي وصلت الى الانترنيت أيضا.عباءة من يرتدي هذا السياسي؟هل كل جماعة المالكي على هذه الشاكلة؟الجواب :لذلك يسير العراق في طريق مظلم,لكن أوراق الخريف السياسية لهؤلاء تتساقط كأوراق الأشجار في فصل الخريف الحقيقي,وسوف يأتي فصلا جديدا وتزهو أوراق الربيع الجديد لا محال.
 

 

20101025




 

free web counter