| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الجمعة 25/5/ 2012



ختان الإناث

محمود القبطان    

عملية الختان عرفت منذ آلاف السنين وفي أول الأمر كانت للذكور فقط.ولكن بحكم التقاليد البالية وصل الأمر هذا الى الإناث أيضا.لنتناول الأمر الأول وهو فيما يخص الذكور.

الأمر الأول : ختان الذكور

في البدء وما زالت أكثر الشعوب التي مارست عملية ختان الذكور هي اليهودية ومن بعدها الإسلامية,ولكن الكثيرين من المسيحيين اعتادوا أيضا على ختان أولادهم لاسباب صحية .في بلداننا ,في الماضي,كان الحلاق هو من يمارس عملية ختان الأولاد وتكون مناسبات كبيرة قد تكون في موعد زواج أيضا.وطبيعي الحلاق,وهو الممرض غير المجاز,في عمله هذا لا يراعي أية شروط صحية ومن هنا قد تنتج مضاعفات كبيرة قد تؤذي الطفل مستقبلا.وفي بعض أوروبا الشرقية,الألبان والبوسنيين,اعتادوا أيضا على ختان أولادهم وفي البداية أيضا كان الحلاق,يسمونه البربر,هو من يجري تلك "العمليات".وفي السويد يمارس الأطباء,فقط,رسميا العملية هذه بشروط صحية صارمة,وهناك من لا يتفق مع العملية ويعتبرها إجبار الطفل وبدون إرادته,ويعتقد هذا البعض الأمر يترك للشخص عند بلوغه السن 18 عام ليقرر بنفسه,ولكن هذا الأمر لا يتعدى أكثر من حدود عادة ,تقليد,لم يتعرفوا عليها إلا منذ فترة وجيزة ولذلك يعارضها البعض,في الوقت إن التعميد للطفل عند المسيحيين ,وهو غير مدرك,يمارسونه بشكل مستمر لاسباب دينية,ولهم الحق في ذلك لكن لماذا لا يتركون الأمر للطفل ليبلغ سن الرشد وليقرر هل يقبل التعميد أم لا,يقول البعض الآخر.ومع هذا فقد حدثت في السويد وفي دول أخرى ,مثل هولندا,أمور مخالفة للقوانين مثل الختان في البيوت أو المساجد وهذا يعاقب عليه القانون.وقد يعرف الكثيرون أن معظم الأماكن الدينية تمارس عملية الختان للأولاد من قبل "أطباء" لا يعملون أو جراحين حقيقيين.وقد ظهر في اليو توب مرة إن في حسينية أهل البيت في إحدى مدن هولندا كان ظهر جراح عراقي يمارس عملية الختان لأطفال بأسابيع من العمر وقد وضعهم على طاولة صغيرة بمساعدة الإباء,وكان الأمر لم يختلف عما فعله حلاق منطقتنا بي.وفي السويد,لا تأخذ أغلب المستشفيات بهذا الأمر إلا ما ندر ولأسباب صحية بحته ,وقد يطول الوقت حتى يأتي الوقت لقبول الأمر بشكل اعتيادي.

الأمر الثاني : ختان الإناث

عادة فرعونية,كما يقال وقد انتشرت في بعض بلدان أفريقيا ألان.ولكن لم أسمع إنها في العراق إلا منذ فترة وجيزة.في أفريقيا:في إثيوبيا,السودان,مصر,الصومال(الأكثر),وربما في دول أخرى.وهناك نوعان من الختان للإناث أحداهما يسمى الفرعوني حيث يترك فتحة صغيرة جدا في أسفل المهبل للتبول,وفي المستقبل هذه العملية تسبب إشكالات عديدة وخطيرة ومنها تكرا الالتهابات المهبلية والبولية,إضافة الى استحالة الزواج للفتاة بهذا الشكل مما يؤدي الى الإحجام عن الزواج,أو في مراجعة الطبيب لقيام بعملية تجميلية بسيطة للمهبل يُسهّل العملية الجنسية.وفي هذا الوضع يتداخل العامل النفسي والعائلي بقوة لحسم الأمر. وهناك الختان الآخر للإناث وهو ألأكثر شيوعا حيث يغلق نصف المهبل بقطع الشفرتين وخياطتها بشكل يفقد المهبل شكله الفسيولوجي مع قطع البظر سطحيا,مما يؤدي الى فقدان بلوغ الذروة الجنسية عند المرأة أثناء الجماع مما يؤدي في حالات عديدة الى الطلاق.في مؤتمر للنساء قبل عدة أعوام عقد في مصر وكانت سيدة موريتانية تتحدث عن وضع النساء ما بعد الختان,وتحدثت عن نفسها حيث قطعت مقدمة البظر وفقدت شهوتها الجنسية بالكامل بعد زواجها.

وفي العراق تحدثت الأخبار عن شيوع عملية الختان للإناث في كركوك ,وقد قرأت مرة في إحدى القرى النائية في إقليم كردستان هناك عُرف شائع لمثل هذا الختان للإناث الى أن أثيرت ضجة حولها ومن ثم "تكرم" أمام الجامع هناك بقوله بأن لا "إجبار" في هذا الشأن.وقد أختلف أئمة الجوامع في مصر عن شمول الختان هذا في تفسير لآية قرآنية من عدمه وكل يذكر قول يستند فيه من القرآن مع أو ضد الختان.والغريب أن هذه المشكلة في العراق الذي تتم في قرى صغيرة ولكنها موجودة ,إلا إن لغريب أنها لم تنتشر في الجنوب مثلا.والأكثر غرابة في الأمر أن هذه القضية الإنسانية لم تثير اهتمام المعنيين من الأطباء والباحثين النفسيين والمنظمات النسوية والحكومية ولم تتخذ أية إجراءات صارمة ضد من ينتهك حرمة الإناث بهذا الشكل المقزز,وهي نفس الطريقة تتم عبر "العرافة" التي تستعمل شفرات الحلاقة البائسة والتي تؤدي ربما الى مضاعفات صحية كبيرة ناهيك الى المضاعفات النفسية عند بلوغ سن الزواج .

وفي دراسة حول هذا الموضوع الذي شاع بين ألإناث الكرديات والعربيات في كركوك حيث ذكرت منظمة"وادي" ان الأمر يصل بين الفتيات دون سن ال20 الى 15 % وان النسبة بين النساء في عمر 60-70 هو 80% في تلك المناطق.وتقول الدراسة بأن ختان الإناث ممارسة مشتركة بين غير الكرد من السنة والشيعة, وتبين ان الختان سائد في أرجاء العراق,تقول الدراسة.

فهل هناك وقفة للمنظمات الإنسانية والصحية والحكومية تجاه هذا الفعل من أجل التوعية الصحية والاجتماعية التي قد تؤدي الى انحسار هذا التقليد البالي وربما انقراضه؟

 


20120525

 

free web counter