| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الثلاثاء 25/8/ 2009



الأكاذيب لن تغير من الحقائق

محمود القبطان

كنت , كغيري من الإخوة, قد كتبت القليل من كثير حول الحملة الرخيصة كرخص أصحابها ضد الحزب الشيوعي العراقي لتشويه صفحاته في البطولة والنزاهة والتفاني بحب الوطن والشعب , وسوف أكتب , ونكتب, من أجل إظهار حقيقة هؤلاء المرتزقة الجدد الذين يتكلمون باسم ألإسلام , والإسلام براء منهم , وذلك من ضمن حملة إعلامية موجهة ولأغراض لا تخفي على أحد.

لقد هزت العراق خمسة أحداث خلال أيام قليلة جدا, وهي : أولها قضية وزير التجارة وهروبه وإلقاء القبض عليه وإسدال الستار على فعلته , وثانيها حادثة سرقة بنك الرافدين/ الزوية , وثالثها مقالة أل 800000 بطانية و و..للصحفي أحمد عبدالحسين وطرده من جريدة الصباح اليومية, ورابعها وأخطرها يوم الأربعاء الأسود الذي ذهب ضحيته مئات القتلى والجرحى وفي عدة أماكن خطرة من بغداد, وآخرها وفي اليوم التالي لتفجيرات بغداد قام المجرمون بتفجيرات أخرى في الحلة.

كل هذه الأحداث أثارت الرعب بين صفوف تيار الإسلام السياسي والاستياء في الشارع العراقي ,وعبر خطط موجهة لتخفيف الضربات الأمنية المتلاحقة ومن قام بها ومن خطط لها أفقدت صوابهم ووجهوا سهامهم القذرة اتجاه أحد أخلص القوى الوطنية ,الا وهو الحزب الشيوعي العراقي , في محاولة يائسة منهم لحفظ ما تبقى من ماء وجههم , فغيروا التاريخ وكذبوا باسم مراجعهم , جعلوا من الثقافة التي تزود بها الشعب خطأ جسيما لأنه يحمل معه رائحة الشيوعية, ويريدون أن يغيروها الى ثقافة زواج المتعة "المنقطع"وحجاب للمرأة العراقية ليصل الى الأطفال التي لا تعلم من دنياها ألا اللعب البريء ,يريدون إغلاق كل ملاعب الأطفال والمتنزهات,ربما لأنها أماكن للراحة الفردية والعائلية,أما دور السينما فيمكن تحويلها الى أماكن للدراسة الإسلامية "الحديثة" وربما الى حفلات خاصة على مستوى حفلات موظفي وزارة التجارة المشهورة ,والقصة معروفة.

اعتبروا أن شارع المتنبي شوكة بحلوقهم ,ربما يسعون لتفجيره مرة أخرى لان الكتب التقدمية الفكر والتوجه تعرض جنبا الى جنب مع كتبهم المزخرفة بأجمل أنواع الزخرفة.ربما كثرت هموم الشعب من خلال عدم وجود خطة لتحسين الخدمات البسيطة التي تتوفر لأفقر الشعوب وهي الماء الصالح والكهرباء ولو لساعات يوميا,ناهيك عن الوضع المزري في المستشفيات ونقص الأدوية والأطباء وووووووو.
يريدون من الحزب الشيوعي وشيوعيي العراق أن يصفقوا لهم حتى في المنام وعندما تسرق المليارات ويهرب المجرمون الى دول الجوار,وعندما يقتل الكتاب والصحفيون,ويريدون أن يسكت شيوعيي وتقدميي العراق على سلاح الميليشيات وأعمالهم,وكذلك عن استيلاء الطائفيين والقوميين على مقاليد الحكم وتعطيل أعمال البرلمان وعدم المصادقة على القائمة المفتوحة للانتخابات القادمة,وعدم إقرار قانون الأحزاب الخ من المشاكل التي لها أول وليس لها آخر,هكذا يريدون من وطنيي العراق ,وألا فأن منابر الجوامع لها رأي آخر,لاسيما في جامع براثا حيث يحدد الصغير من هو له اصل وفصل ومن هو الضحية القادمة ,وتتحول خطب الجمعة الى خطاب برلماني طائفي يحدد مسار الفترة القادمة,وكذلك من يدخل الائتلاف "الوطني" الجديد,ولي رجعة حول هذا الموضوع,واذا لم يمتثل وطنيو وشيوعيو العراق الى ما يريدون فأنهم لهم بالمرصاد عبر أسماء جديدة على الساحة الصحافية,مرة عبر حميد الشاكر ومرة عبر سيف الدين علي,ليتقيأوا كل سمومهم الفكرية المرتجفة ويصابوا بإسهال فكري لا يرون منه ألا نافذة واحدة وهي معاداة الشيوعية وكل ما هو وطني وتقدمي.

وبغض النظر من هو حميد المقنع وسيف الدين غير المقنع ,ولا فرق عندي بينهم لأنهم ينهلون أفكارهم من نفس المستنقع النتن والطائفي الحقود,وأنا لا أرى أي فرق في ألأسلوب والأفكار لذلك لا غرابة اذا تفضل أحد الإخوة وكتب أنهم نفس الشخص,وربما يوما "الاول" يكتب بهذا الموضوع في السب والشتيمة وكتابة أقذر الكلمات على صفحات الانترنت,ويوم يكتب "ألأخر" تاريخا مزورا ولا يمت للحقيقة بشيء,وهذا افتراض لتبادل الأدوار.وقد أفرط سيف الدين علي في تزويره للتاريخ قبل يومين عندما ذكر التاريخ من مراجعه التي تسود كل حقيقة ليست في صالحهم. مثلا يتناول هذا السيف المزور للتاريخ حوادث لم يراها ولم يعيش وقتها ولم يقرأ حولها مراجع لها ثقل عالمي ,ولكن لماذا وكيف يتجرأ هذا النفر من الرابحين من وظائف هذا الزمن على تغيير الحقائق الى حد الكذب المفضوح؟ ليس غير الإفلاس السياسي عبر فضائحه.
يقول سيف الدين علي: في الكوت / قضاء الحي هاجم الشيوعيون مركزا للشرطة وقتلوا شرطيا وفي اليوم التالي أمر نوري السعيد بشنق الأخوين علي وعطا.هنا أول تهمة وجهها لشيوعيي الحي. أولا تستطيع أن تخدع شلة من الجهلة التي يلتفون حولك في أحدى الجلسات التي توزع فيها الشتائم والكلمات البذيئة التي لا تليق الا بأصحابها,لكنك ابعد من أن تستطيع تزوير التاريخ.

أنقل أليك والى القراء الذين يحترمون التاريخ ما كتبه حنا بطاطو,والكتاب هذا يعتبر من أبرز الكتب المرجعية التي صدرت في الحقبة الأخيرة, كما كتب على الصفحة الأخيرة من الغلاف في الجزء الثاني."وفي ضوء التوجيهات الجديدة بدأت لجنة الحزب في الحي,التي كانت قد بدأت الاضرابات والتظاهرات منذ كانون الاول(ديسمبر) ,السير باتجاه الانتفاضة المسلحة وكان زعيمها علي الشيخ حمود ,وهو بائع كتب محلي وشديد الثقة بالأرضية التي يقف عليها,إذ كان جزء كبير من الحي الى جانبه.وليس بعيد المنال,فمن الناحية الاقتصادية كانت البلدة أمام طوق مسدود,اذ كانت عاجزة بكل ما في الكلمة من معنى لأنها محاطة من جميع الجهات بقرى عبدالله محمد الياسين ,وهو الزعيم الأكبر لفخذ المياح من بني ربيعة.......... ووصف الضابط السياسي البريطاني الشيخ عبدالله وأخيه الأكبر عبدالمحسن: أبناء محمد المحسن عبدالله وبلاسم ,يشتهران بالسوء بكل ما في الكلمة من معنى...وليس لهما من يؤيدهما في الحي..والكل يشمئز منهما ولكنهم يخافونهم أكثر"(1) الإحداث في عام 1956 إثناء التظاهرات التي اجتاحت العراق لنصرة مصر ضد العدوان الثلاثي وقتها.

يضيف حنا بطاطو:"وكان للمرارة المتراكمة أن تطفو على السطح وكل ما كان للجنة المحلية ان تفعله هو تقريب عود الثقاب الى الفتيل...وقد كتب أحد الضباط: لقد تسللت الشيوعية الى كل الطبقات وصار الناس متهورين الى درجة عدم إظهار أي احترام للحكومة أو اهتمام بالقانون... وفي 17 كانون الاول وصل التحرك مستوى الثورة المسلحة.....واستنادا الى برقية الشرطة فأن رجال مسلحين ببنادق ورشاشات؟ ومدعومين بإطلاق نار من نوافذ المنازل وسطوحها....فقد سقطت منطقة السوق بأسرها في أيديهم ." وفي 18 كانون الاول هاجمت قوات الشرطة المدافعين عن البلدة وفي 21 كانون الاول اعتقلت السلطات سكرتير اللجنة المحلية علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس وفي 10 كانون الثاني 1957 نفذ الحكم بهم شنقا".

هنا أحاكم مزوري التاريخ وأحدهم سيف الدين علي "وظله" حميد الشاكر وهو أولا: ان الشهداء علي وعطا لم يكونا أخوين وإنما رفيقين شيوعيين استشهدا من أجل الوطن والشعب .ولاحظ,لفقدانكم المصداقية إنهم استشهدوا بسبب الأوضاع الاقتصادية التي كان يتحكم بها الشيخ عبدالله محمد الياسين والتي بلغت أراضيه 270341 دونما من أراضي الحي فقط. فهل تعي لماذا يثور الشعب وضد من؟ والشهداء لم يهاجموا مركز الشرطة ليقتلوا الشرطي وإنما كانت هناك انتفاضة شعبية عارمة وقد قالها البريطاني الضابط السياسي بأن سمعة الشيخ وأخيه كانت سيئة جدا. والشيوعيون ليسوا انقلابيين وإنما طلاب حق ويدافعون عن شعبهم مهما كلفتهم من تضحيات. واستمر سيف الدين في هذيانه الفكري ألتزويري وحسب معلوماته الناقصة في : ذكر كلمة الشهيد الزعيم عبدالكريم قاسم الذين اغتالوه عبر تعاون مرجعيته آنذاك مع البعث الفاشي وألان يسميه شهيد, ويذكر على لسان مرافقه في شباط 1963 بقوله عملها الشيوعيين! عملوا ماذا أيها السيف المكسور؟ لقد خرج الحزب بجماهيره وأصدقائه وكل الوطنيين الى الشارع عبر بيان الحزب لمقاومة الانقلاب وسقط الشهداء في كل أنحاء العراق دفاعا عن العراق وزعيمه ,ويعلم الجميع ان في سجون العراق كان الآلاف من شيوعيي وديمقراطيي العراق كانت في سجون العراق قبل الانقلاب الأسود لوقوفها ضد الحرب الجائرة ضد الشعب الكردي وقد استلم هؤلاء الأبطال البعث الفاشي ليفتك بهم. لقد خرج شغيلة العراق ضد الانقلاب الأسود من الشواكة و مدينة الفقراء الثورة, ومن باب الشيخ حيث الأبطال الكرد الفيلية وقد قادهم الشهيد محمد صالح العبلي,وفي مدن العراق كلها دفاعا عن الجمهورية والتي أصبحت فيما بعد يقودها القتلة والحرامية والمشعوذين.هل قرأ سيف الدين لحسن العلوي وما كتبه من أسرار حزبه وقتها؟ انه جاهل فلم يقرأ وإنما يردد ما سمعه من الجهلة بسبب حقده اللامحدود ضد ديمقراطيي وشيوعيي العراق.

ويستمر في إسهاله الفكري, سيف الدين , ويلصق تهمة القطار" المسلح " الذي سافر الى الموصل وعلى متنه المئات من ديمقراطيي العراق لإحياء مهرجان السلام في الموصل. ليقل من أين نقل خبر تسليح المشاركين في المهرجان غير المصادر البعثية التي يلهث ورائها,لأنقل له ما سمعته من مشارك في هذه السفرة : كان على ظهر القطار المئات من الديمقراطيين والشيوعيين ولم يكن أحد منهم يحمل حتى سكينة مطبخ صغيرة,والمتكلم نفسه مع إخوته كانوا على ظهر ذاك القطار الصاعد الى الموصل,ولكن أوقفه شيوعيي الموصل لمعرفتهم بأن البعثيين زرعوا عبوات ناسفة تحت السكة لتفجيره, كعادتهم, ولكن العيون الساهرة على سلامة المسافرين حالت دون حدوث كارثة ,لو قدر لهم النجاح في مهمتهم الخبيثة.

يوم أمس سألت احد السواح العراقيين الذين قضوا إجازة في الهند ,عن من فعل الحادثة المروعة في بغداد ,قال: الأمر غامض جدا, لكن لا يمكن ان يستثنى البعث منها لأن إحدى صفاتهم هو الغدر ,لكن لن تكون بعيدة عن تعاون وثيق من داخل الدائرة القريبة من القرار السياسي. وقلت له اذن لماذا هذه الحملة المسعورة على الشيوعيين وقال: الشارع كله يتكلم عن نزاهة جماعتك الشيوعيين ,وربما صناديق الانتخابات القادمة سوف تثبت ذلك,لان برنامجهم واضح وضوح الشمس.

سوف لن يتوقف مسلسل النيل من ديمقراطيي وشيوعيي العراق كلما اقتربت الانتخابات وكثرت فضائح بعض مسؤولي الدولة, لكن التاريخ والحقيقة لن يحجبا بغربال سيف الدين علي وحميد الشاكر ومن لف لفهم. إنهم ,الإسلام السياسي, فشلوا في نقل العراق الى صف الدول الآمنة و التي تنعم بخدمات أساسية لا يستغنى عنها في أية بقعة من العالم.لقد حان وقت الرحيل للإسلام السياسي والقومي بكل أشكاله وهو يسير في هذا الاتجاه.



20090825


(1) حنا بطاطو,الكتاب الثالث ص62,63,64
 

 

free web counter