| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 25/11/ 2009



أُم عامر تحاكم مسئولي النظام!

محمود القبطان 

منذ فترة وفضائية الفيحاء تعرض بعض المقاطع ,أثناء الفاصل,معاناة أهل البصرة أو الأصح بعضا من الكثير من المعاناة التي لا تحصى وعلى لسان أهلها.من ضمن هؤلاء أطلت اليوم وعلى نفس القناة السيدة أم عامر التي قدمها السيد محمد الطائي في برنامجه فضاء الحرية.وكبادرة جديدة لم تجري العادة عليها أن حضرت سيدة غير متعلمة , بالمفهوم العام, اسمها أم عامر لتكون ضيفة البرنامج وعلى مدى مدة البرنامج وتركها تتكلم بحرية وببساطة.وقد طرحت معاناة الناس في مدينتها التي تعاني الإهمال المفجع وعلى مدى العقود ,وأكثر في الفترة الأخيرة منذ سقوط النظام السابق وليومنا هذا.

لو كان هناك من يملك ذرة من الوطنية وقطرة من الغيرة لاستقال أكثر من وزير وعضو برلمان ومحافظ البصرة ,لما قدمته هذا السيدة البسيطة في كلامها والبلغية في طرحها,وأثبتت بحق إنها تستحق أن تكون عضوة في البرلمان العراقي أكثر من الكثيرات اللواتي تربعن على عرش البرلمان وربما لفترة غير قصيرة وقد تطول الأربع سنوات القادمة.

ماذا قالت هذه السيدة؟
"شوفوا حال الناس"وكانت تعني إنها من ضمن الآلاف الذين يراجعون أشهر لابل سنين من أجل معاملة دون إنجازها.راتب الإعانة لا يصلها حالها حال آلاف العوائل المُعدمة.ولتعيين شخص ما يطلب 20 الى 30 ورقة (فئة 100 دولار),وتقول لو كان عندنا هذا المبلغ لماذا نفتش عن عمل.

OK تقول أم عامر اذا أرادوا (البعض)أخذ الكثير لكن لا تنسوا الفقراء. تتكلم عن التوب  Topp الذي استحوذ على كل شيء لكنها لا تحسد أحد لو هؤلاء يتذكرون أبناء جلدتهم.تقول لم يزرهم احد من أعضاء البرلمان أو المحافظة أو غيرها ,تجيب على سؤال مقدم البرنامج.استمع الى كلام هذه السيدة وأتذكر المتباكين على البصرة وثرواتها وهم يرقدون على وسادة صلبة محشوة بمئات آلالاف الدولارات أن لم أقل الملايين,وأم عامر البسيطة لا يصرف لها راتب الإعانة ولا تملك من الدنيا القليل لتتم علاجها.تعاني من السكر والضغط الدموي وربما أمراض أخرى لم يكفي الوقت لتعدادها.استعرضت قذارة المستشفيات والشوارع والمجاري الهالكة والعاطلة,لا من خدمات تقدم لأهل البصرة.تتساءل السيدة عن موارد النفط المهدورة الى أين تذهب؟كان عليها أن تسأل المحافظ السابق وتكرر السؤال على الجديد د. شلتاغ.تقول اذا دخلت سوق الخضّارة فأعلم انك تخرج بلون آخر لملابسك,استنكفت أن تقول كلاما قد يخدش سماع بعض المسئولين.تحتج وبقوة على من أراد أن يمنع الناس من (الهلاهل) في الأفراح وتقول :عمي انريد نفرح! هذا ممنوع لان البعض منع كل شيء.هذا جرى في زمان الوائلي وشلتاغ.لا يعلم الا الله والمحافظين لماذا مُنعت الأفراح.هل كتب على الشعب العراقي الأحزان والكآبة والقتل والاختطاف واختفاء الخدمات وانتشار الفئران في مستشفيات البصرة,والتي قالت أم عمر عن هذا :يُمه هو هذا الطبيب الأخصائي؟في إشارة لكبر الفأر عندما كانت في مراجعة طبية في م/الجمهوري ذات مرة.

كتبت هذا الأسبوع ايهما أهم لأي مدينة عراقية,مثلا البصرة,بناء أكبر مدينة رياضية في العالم أو الشرق الأوسط أم توفير الخدمات العامة التي لا يستغني عنها أي إنسان مثل الكهرباء والماء الحلو ونظافة المدينة وتحديث المستشفيات.هذا المشروع بقى كغيره حبر على الورق,ومثله مترو بغداد والدعاية له من قبل أكاديمي,ليس مزور, وعاصمته تراوح بين انعدام الخدمات وبين سرقة الأموال من أمانته التي بلغت 21 مليار دينار وليس 20 مليون دينار ,كما كتب الأستاذ جاسم المطير ,حيث ان 20 مليون دينار يُعد "مبلغا تافها "لا يستحق العناء لحرامية الزمن الجديد.

حسنا فعل السيد الطائي بتقديمه السيدة أم عامر على الشاشة /بث مباشر حيث تكلمت حسب ما اعتقدته هو الصحيح ولم تجانب الحقيقة,وكل أملها أن تتوفر الخدمات وان يأخذ كل فقير قطعة أرض يعيش عليها بكرامة.

وما لم يكن للدكتور الطائي ان يعلنه,لأنه وببساطة كان دعاية انتخابية,وهو طلب السيدة صفية السهيل مقابلة السيدة أم عامر في بغداد. كان الأولى بنواب البصرة التي أقاموا الدنيا على الفدرالية, والسيد الطائي كان من مفكريها,كان عليهم أن يطلبوا مقابلة أم عامر وليس السيدة السهيل,حيث لم يرى أحدا ان السيدة السهيل قامت بزيارة البصرة يوما ما ولم تكن من ساكينيها,فماذا عساها ان تعد المرأة الفقيرة بتحقيقه لأهل البصرة.ولماذا لا تسافر النائبة الى البصرة لملاقاة أم عامر؟

السيدة السهيل اندمجت في قائمة دولة القانون أما الوائلي فذهب الى قائمة الائتلاف.وكان من الممكن ان يكون صباح ألساعدي,رائد استجوابات النزاهة,ان يقابلها وهي في النتيجة لا تتعدى غير دعاية انتخابية لان ما قدمته أم عامر يعيشه الشعب البصري منذ عقود لابل كل فقراء العراق يعيشون هذه الأوضاع المزرية.وبعد بضعة جمل مديح ,مُلقّنة,للسيد المالكي من قبل السيدة أم عامر وأقول ماذا قدم السيد رئيس الوزراء للبصرة منذ صولة الفرسان وليومنا هذا وكم مرة زارها بعد استتباب الأمن وشعور الناس بشيء من الحرية والتي قضى عليها محافظ حزب الدعوة في البصرة السيد شلتاغ؟

على برلمانيينا ومسئوليينا التعلم الكثير من سيدة ربما لم يسعفها الحظ للذهاب الى المدرسة لتتعلم لكن الحياة علمتها الكثير مما يفتقده هؤلاء في القمة,ولها الحق في ان تتبوأ منصب عضوة في البرلمان القادم لكن الوقت قد فاتها الآن.

للسيدة أم عامر الصحة والشفاء,وسلمت لجرأتها وشجاعتها.




20091125


 

free web counter