| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                   الخميس 24/2/ 2011



 بين المبدع فالح حسون الدراجي ..ونوري كامل المالكي

محمود القبطان  

لن يكون هناك أي تشابه بين الاثنين فأحدهما مُبدع شاعر كتب لشعبه ويحترق من أجله والثاني رئيس الوزراء العراقي .

ألا إن شاعرنا الدراجي أقسم على نفسه ولأهله ألا يكون ضد رئيس الوزراء يوما بسبب جرأته في التوقيع على إعدام صدام المجرم,وحدث.
أولا ,وقبل كل شيء تنحني الهامات العراقية لأخيه الشهيد في زهرة شبابه ولكل شهداء القوى التقدمية والديمقراطية عموما وشهداء الحركة الشيوعية العراقية خصوصا,ولكل شهداء الحرية.ويعلم الشاعر العزيز إن توقيع المالكي على إعدام صدام ليس بسبب الشهداء من القوى الديمقراطية والشيوعية وإنما من أجل شهداء حزب الدعوة أولا وفي الدرجة الأساسية.كما وأقدر حماس الأخ الدراجي في هذا المجال.لكن ما يحدث يا عيوني أبو حسن قد يشيب الجنين في بطن أمه.لم يعد للانتظار مجالا أكثر والصبر عند الناس نفذ.الأمر ليس إسقاط هذا المسئول أو ذاك وإنما لم يشعر المواطن المُهمل من قبل أصحاب القرار السياسي أي تطور في أي مجال ولاسيما في محاربة الفساد وإيقاف عملية سرقة أموال الشعب التي بلغت ذروتها ولم يتجرأ المالكي على إقالة أي متهم تتجه أصابع هيئة النزاهة نحوه لا بل يحميه من أية مسألة قانونية والانكى من كل هذا يُهرّب الى دول الجواز الثاني.كل هذا يحدث والمالكي ينتظر أن تكتمل تقسيم كعكة الوزارة بين الأطراف التي استقتلت على الاستيلاء على هذه الوزارة أو تلك وكلهم,وبدون استثناء,نسوا إن هناك شعب يعوزه كل شيء ابتدءا من الماء الصالح للشرب والكهرباء الى تنظيف الشوارع وقد استشرى الفساد الإداري في مؤسسات الدولة لان من يأخذ مقاولة ,حتى لو مقاولة كنس الشوارع ,فهي للأقارب ولأعضاء احزابهم والذين لا يتمتعون بأية أهلية لا علمية ولا أخلاقية وإنما اعتمدوا على الولاءات الشخصية التي سرعان ما تتبدل بتدل المسئولين ويأتي آخرون وهلم جرى.

ليس هناك أية شفافية في أية عقود وليس هناك كشف حسابات ختامية لمصروفات الدولة, فليس هناك من يعرف كم هي رواتب القطط الكبار وعدد مستشاريهم وعدد حماياتهم ومن يحدد هذا العدد ومن يستلم رواتبهم ويمكنك أن تعدد المزيد ولن تصل الى نهاية,والشعب وصلت نسبة الفقر بين طبقاته الى أكثر من 30% والأمية تقطع بجذوره ,وهذه الأرقام قد تكون منصفة جدا لما نسمعه من أرقام أخرى تنزف القلوب.إن علمية استغناء المالكي عن نصف راتبه ماهي إلا خطوة لتخفيف احتقان الشارع ورمي الكرة الى النصف الثاني من الملعب السياسي لتلصق الشتائم على الآخرين.

المظاهرة غدا ويحاول المالكي ومن يقف أمامه وخلفه بتأزيم الوضع بدون أي مبررات,فمرة يرمون الاتهامات على البعث الفاشي وربيبته القاعدة المجرمة ومرة يهمسون وبصوت منخفض على من يريد تغير المسيرة الديمقراطية في العراق وهكذا.وفي لقاء المالكي مع جلال الطالباني قال الأخير فوضنا الأخ المالكي بإلقاء خطابا غداَ(اليوم) ويبدو إن الجميع أتفق على بعض الأمور بعيدا عن الآخرين,ولم يعلم أحد مع من اتفقوا الاثنين لكلمة المالكي وهل إن كل الأمور يتفق عليها بهذا الشكل؟وهل إن الأمر بهذه الخطورة في العراق ليأتي اتفاق الاثنين على إلقاء كلمة خاصة؟ وكما ذكرت أمس حول ما قاله قاسم عطا والدباغ عن ما ذكروه حول معلوماتهم الاستخباراتية المؤكدة حول دخول أشخاص بملابس الشرطة ربما تفجر الوضع من داخل المظاهرة أو إن البعث يتهيأ للدخول في التظاهرة أو القاعدة وأحزمتها الناسفة..,لكن كل ما ذكروه يحدث يوميا وبدون انقطاع,وإذا كانت معلوماتهم الاستخباراتية بهذا الشكل من القوة لماذا لا يمسكوا بخيوطها ويجنبوا المتظاهرين القتل؟

اليوم ألقى المالكي خطابا ربما قصيرا وعلى غير عادته ابتدأ بالطلب من العشائر وأنهاه بالعمال والفلاحين وما بينهم بعدم الخروج في 25 شباط وذكر أسبابا لا تتسم بالجدية وقال لهم مخاطبا الفئات نفسها لكم الحق في الخروج في أي وقت وأي مكان آخر متى ما شئتم ولان القوى التي لا تريد الخير للعراق وراء هذه التظاهرات.أهذه معقول ومن رئيس وزراء دولة ديمقراطية يريد بناءها بهذه الطريقة؟هل البعث سوف يذهب الى الصحراء الغربية مع القاعدة وينام إذا تأجلت مظاهرة الغد؟

من سوف يوزع صور المقبور صدام؟من سوف يهتف ومن هتف أمس :كذاب..كذاب..نوري المالكي؟ماذا كانت تفعل مها الدوري مع زملائها من التيار الصدري في ساحة التحرير؟هل يعلم لماذا التيار الصدري وتيار الحكيم يدعو للتظاهر وورائهم كل العمائم الموالية لهم ؟هل يعلم إن حزبه ومن ينوب عنه في مجالس المحافظات فشلوا فشلا ذريعا في عملهم وبدون استثناء؟ماذا فعل حيال ذلك؟ إن نشوة الانتصار التي حصل عليها في انتخابات مجالس المحافظات بسبب فساد وكلاء الحكيم في إدارة تلك المحافظات وتردي الأوضاع الأمنية جعل من المالكي يغتر وينفش "ريشه" اعتقادا منه انه سوف يسيطر على الأمور وإذا به يقع في نفس مطب الحكيم.وعندما وصلت الانتخابات البرلمانية الى طريق مسدود اعتمد على التيار الصدري فتنازل عن الثوابت التي حددها لطريقه في سحق الميليشيات وأطلق سراحهم وأكثر هرّب الكثير منهم من السجون ولم تظهر أية نتائج من اللجان التحقيقية التي شُكلت,إن صدقوا في ذلك,وجرى الماء عليها.لماذا كل هذا الانتشار للجيش والشرطة في كل محافظات العراق؟في البصرة بدأ المواطنون بشراء الحاجيات الغير ضرورية حتى تخوفا من قادم الأيام بسبب توتر الوضع هناك,هذا ما قاله احد الأصدقاء اليوم لي والجميع يخاف من حوادث قد تكون مدبرة من قوى معينة ومخطط لها وليست غريبة عن التحالف الوطني .البصرة ,وفي الفضائيات امتلأت, بالعمائم البيض والسوداء والصياح وسب المحافظ علني من قبل احد المعممين.مقتدى الصدر يأتي ويذهب في أوقات يختارها هو بسبب الوضع الأمني ويطلق تصريحات وشروط وتعليمات لأنصاره كم يريد ,ويسافر متى ما شاء,وان هذا حق له,لكنه مطلوب للعدالة بقتل الخوئي,فكيف بهذا الأمر يحدث وأمر ألقاء القبض عليه ما زال ساريا والجرائم لا تسقط بالتقادم ويعرفها المالكي ومن حواليه؟

كل شيء جائز أن يحدث غدا لكن المخلصين ومن يريد للعراق الخير سوف يكونون حازمين تجاه كل خرق قد يحدث لاستفزاز القوات الأمنية.البعث ومجرميه لن يهدؤوا مادام العقاب غائبا.الوزارة غير مكتملة وتقسيم الحصص لم يُحسم بعد وكل شيء مُعطل الى أن يتفق المالكي على ما يريد هو.الأسماء على طاولته لكن التأني مطلوب,كما قال الدباغ,

ولا أعلم إذا كان البطيخ والمطلگ بقت أسمائهم على طاولة المالكي فترة طويلة للتمحص بها أم فُرضت عليه فرضا بسبب استمراره في رئاسة الوزارة ووافق عليهم في الثواني الأخيرة من الوقت المحدد له.

الناس سوف تخرج غدا وتتظاهر ضد الفساد الإداري والمالي وفقدان معظم الخدمات وتفشي البطالة,وبعد هذا ماذا يريد المالكي من شعبه؟الوزارة لم تحتضن الكفاءات وعلماء العراق,ولا المخلصين لأنها وزارة مصالح أحزاب ليس إلا.

العراقيون في خارج الوطن سوف يخرجون الى الشوارع في بلدان المهجر تضامنا مع إخوانهم في الداخل .لا حظ,أخي الدراجي,ما زال البعض يرفع علم صدام,فأية حكومة هذه لم تستطع فرض علمها الجديد,سواء في الداخل أم الخارج؟ هؤلاء يخافون علم ثورة تموز 1958 المجيدة ,والذي يمكن أن يكون حلا وسطا ومقبولا, والتي أجهضت على يد الكثيرين ممن ساندوا البعث في 8 شباط 1963وهم أحياء ومن أتباع الحكومة الحالية.

ماذا لو عملت الحكومة بحكمة ودراية ووفرت الخدمات والعمل للعاطلين وأنهت أو حاولت تخفيف مشكلة الفقراء وأهل الشهداء والسكن لهم وأخرجت المفسدين ومزوري الشهادات وعاقبتهم,فهل تتصور إن عاقلا سوف يخرج للتظاهر؟طبعا لا.

7 أعوام مضت والحال من سيئ الى أسوأ.إن مشاكل العراق كثيرة ولا يمكن حلها بيوم وليلة,ولكن المشكلة إنهم لم يبدأوا بحل أية مشكلة وإنما زادوا عليها بسرقة أموال الأجيال القادمة وتركوا المواطن يمشي في الأوحال للخروج من بيته ليصل الى عمله.جاؤا بأميين لتسلم مهام مجالس المحافظات والبلديات والبرلمان ليقرروا ما يريدون, وبرواتب تفوق الخيال اشتروا القصور والأراضي والعمارات بأموال الأجيال والشعب يعيش الفقر والحرمان من أبسط أمور الحياة لا سيما في المناطق التي غضب الله الحكومة عليها. حفلة عيد ميلاد طفلة في الكرادة منعت من قبل شرطة العلوية اليد "الضاربة" لمحافظ بغداد ليس لمحاربة الفساد وإنما ألامعان في حرمان الناس من الفرحة حتى لو كانت بريئة ببراءة الطفلة التي أفشلت حفلة عيد ميلادها.

سوف تخرج الجماهير وأمل الجميع أن تسير بشكل هادئ دون طقطقة للرصاص الأعمى,وكل الناس يأملون أن لا تهدر قطرة دم في الشارع.إن الجميع يريد العمل بإخلاص والنهوض بالعراق الى صف الدول المتقدمة والمتحضرة.وهل الحكومة المالكية سوف تفتح عيونها لمشاكل الناس وليس لمشاكل من يتسلم هذه الوزارة وكم راتبه وكم عدد حماياته؟هل من مخلص في الحكومة سوف يضع خططا لتوفير الخدمات الضرورية أولا وبناء العراق خطوة خطوة بدون قفزات كنغرية؟نأمل ذلك.

 

20110224



 

free web counter