| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الثلاثاء 24/4/ 2012



زيارات متفرقة لدول إقليمية غير محايدة وتصريحات مقلقة

محمود القبطان    

ماتزال الزيارات المكوكية لدول الإقليم لابل الى قارات بعيدة وما تمخض ويتمخض عنها من تصريحات وردود أفعال تزيد الشارع العراقي توتراً ولم يلاحظ في أية من تلك الزيارات أية ردود ايجابية من قبل الشارع العراقي لأنه يعرفها ,وبالفطرة,إنها تصب في توتر العلاقات السياسية بين أطراف الكتل المستحوذة على السلطة .
فأولها زيارة الهاشمي الى تركيا ومن ثم أعقبتها زيارة البرزاني إليها والتقاءه اردوغان والهاشمي لابل تصريحات اردوغان جاءت لتصب الزيت على النار المشتعلة ليزيد من الضغوطات وتسعير النعرة الطائفية في العراق.ويريد منها التدخل السافر في الشؤون العراقية والتي للأسف ارتضى عليها زوار تركيا من أجل مصالحهم.وفي المقابل استعجل المالكي زيارته الى إيران "لاستكمال" التعاون معها في الأطر"الاقتصادية" البحتة.لكن تصريحات نائب الرئيس الإيراني اليوم قال انه بصدد حث العراق على الاتحاد ليكونان ,العراق وإيران,قوتان كبيرتان في المنطقة.ولا يخفي على أحد إن زيارة المالكي لإيران جاءت بعد التدخل التركي في الشأن العراقي ,ويريد الضغط عليها عن طريق الاتفاقات السريعة ,وربما البديلة,مع إيران وترك أو طرد الشركات التركية التي وصل عددها أكثر من 500 شركة تركية تعمل في العراق وفي كافة المجالات والتي ,ان تحقق تهديد العراق,سوف تضر شديد الضرر بالشركات التركية ماليا وبتركيا اقتصاديا حيث تجني المليارات من الدولارات من خلال عمل شركاتها في العراق.فهل دعم الهاشمي يستحق كل هذه التضحيات؟ولكن في المقابل هل أكد المالكي على إيران بضرورة عدم الإضرار بالعراق من خلال تغير مسار الأنهر التي كانت تصل العراق من إيران الى داخل حدودها وإيقاف مياه البزل التي يصبونها في شط العرب؟ربما يقول احدهم بنعم لكن الوقائع تدلل على عكس ذلك,حيث لم يعلن احد من المستشارين أو أعضاء دولة القانون عن محاور النقاش مع إيران خلال الزيارة المذكورة. ولكن السؤال الأكثر أهمية هو:ايهما أكثر خطورة وأهمية للعراق ولمستقبله تصريح,مرفوض أصلا,لاردوغان ضد حكومة المالكي أم التجفيف البطيء لنهر دجلة والتي لم ترفع الحكومة العراقية أي احتجاج على بناء السدود على النهر في الأراضي التركية ولم تمارس أية ضغوط اقتصادية كان من المفترض فعلها على تركيا؟يبدو إن الشخص أو الرئيس أكثر أهمية من الوطن.
في كل يوم يظهر تصريح للبرزاني حماسيا لتأليب الشارع الكردي ضد الحكومة المركزية باتجاه الانفصال وقد كرر مسألة الانفصال والتوجه للشعب الكردي ليقرر مصيره في أكثر من مناسبة.وينسى دوما الاستفتاء الذي فعله مباشرة بعد سقوط النظام ألصدامي البغيض حيث كان الشعب الكردي قد عاش الويلات من حروب صدام فلم يقل بغير نعم لدولة كردية والانفصال عن العراق,لكن البرزاني فضل عدم الرضوخ لكلمة الشعب والمغلوب على أمره وقرر البقاء في العراق الاتحادي.فماذا سوف يقول لشعبه الآن لماذا يُستفتى مرة أخرى بعد أن قال كلمته؟
اليوم يكرر البرزاني تهديداته والتي قالها مرات ومرات وربما سوف يستمر يقولها لزيادة في الضغوطات على حكومة دولة القانون من أجل مكاسب جديدة والتي لا نهاية لها,والتي تصب في صالح فئة مالية طفيلية واحدة وترك الشعب بدون عمل وفي فقر وجهل وفساد مالي ,كما يحدث تماما في باقي محافظات العراق.وفي اجتماع للبرزاني اليوم مع الإعلاميين في يوم الصحافة الكردية وكرر نفس المقولات وأضاف لها شيئا جديدا.قال لن يسمح للعراق بشراء طائرات أف 16 لأنها سوف تقوي المركز وتضرب الإقليم,هكذا يفترض,في حين الجيش يقوده ضباط أكراد محترفين من بين آلاخرين. وليس له عداء شخصي مع المالكي لكن لو اجتمع معه 100 مرة فسوف لن يصل الى نتيجة.ولا يريد أن يكون طرفا في الصراع بين الطائفتين,وسوف يتكلم مع الطالباني بشأن الاستقلال.وبهذا فيكون البرزاني,الحالم,قد أوقع كتلته مرة أخرى في حيرة,فسرعان ما ظهر المدافعون عن التصريحات وتشويهها.فمحمود عثمان قال يبدو إن الترجمة جاءت بغير ما قاله الرئيس!لان الكلمة كانت في اللغة الكردية فيما يخص الطائرات,ولكن ما موضوع ال300 دبابة من دول أوروبا الشرقية لتسليح الإقليم؟هل هي تحريف بالترجمة أيضا؟وعدم الموافقة على شراء الطائرات للعراق؟هل كل ما ورد في كلمة رئيس الإقليم باللغة الكردية فُهم خطأ بسبب صعوبة الترجمة وعدم توفر المترجمين؟لماذا كل هذه التبريرات لتهديدات غير مدروسة؟ لماذا لا يتفق البرزاني مع العراقية ألآن ويسحبوا الثقة من حكومة دولة القانون ويكفي الله شر ظهور ديكتاتورية جديدة,أو يتفقوا مع من اتفقوا معهم لحل البرلمان والدعوة لانتخابات برلمانية جديدة وتنتهي الأزمة ويقرر الشعب ,إذا أستوعب فعلته السابقة,من يريد في برلمانه الجديد؟على الفضائية البغدادية يصرح أحد نواب الكتلة الكردستانية بأنهم يرفضون تسليح العراق بالطائرات لأنه سوف يضرب الإقليم وتتكرر المأساة.كيف يفترض سياسي وبرلماني هذا الافتراض قبل أن تعلن الدولة الاتحادية الحرب على الإقليم,ومن يخول الدولة المركزية التي يحرم الدستور عليها الدخول في حرب إلا بموافقته؟ويقول أن الدستور الأمريكي يمنع تسليح دولة تضرب فيها شعبها!!لكن من قال أن الدولة,قل الوزارة الحالية,عازمة على ضرب الاكراد بعد تقوية عودها,لابل ابعد من ذلك,هل يضمن النائب المحترم أن دولة القانون سوف تستمر في قيادة الحكومة لتضرب الإقليم؟إنها الفوبيا التي يتمترس حولها بعض السياسيين الاكراد لتبرير تصريحات رئيس الإقليم المضرة بالشعبين الكردي والعربي والذين عاشوا ويعيشون على تراب العراق منذ آلاف السنين.أما ما يقوله الطالباني وينفيه الآخرون فله قصة أخرى.فقد صرح الطالباني ,كما قال ذلك من قبل,ليس في مصلحة الاكراد إعلان استقلالهم ألان,لأنه يقرأ الخارطة السياسية بتأني,ويقول إن مصلحة الاكراد العيش بعراق فدرالي موحد.ولم يمضي على هذا القول ساعات قليلة حتى صرح احد أتباع البرزاني بان الطالباني لا يمثل الشعب الكردي وانما يمثل نفسه.
أما أزمة الحكومة فهي في تصاعد مع كل القوى الأخرى فقد فتحت جبهات عليها لم تكن في حاجة لها لا سيما بعد تفاقم الوضع الأمني وتردي الخدمات والتضييق على الحريات, ووصل الأمر الى إبقاء قانون صدام لسنة 1985 باعتبار العمال موظفين في الدولة في عملية لمنع العمال من تشكيل نقاباتهم في أماكن عملهم.والاستحواذ على الاتحاد العام للنقابات وتعطيل انتخاباته,وربما يصل الآمر الى أن يأتي احد مستشاري المالكي ليقترح عليه منع الفلاحين من التسجيل في الاتحاد العام للفلاحين لانهم موظفين عند الدولة ,ويبقى العراق بدون عمال وفلاحين ويصبح العراق مجتمعا غنيا ولا طبقيا وكل الشعب من الطبقات الأرستقراطية ولا فقر وفي العراق ولا هم يحزنون!"ويتحقق" شعار الشيوعيين شعب سعيد بدون عناء ونضال وتضحيات فتكون هبة ومكرمة من دولة القانون وقتها.لكن ما لفت انتباهي في الأسبوع الماضي الى خطبة المالكي الرنانة في احتفالية ذكرى استشهاد الصدر الأول وحضور كوادر حزب الدعوة في النجف حيث قال من بين ما قاله وما معناه:انه استطاع دحر الإلحاد والحداثوية والعلمانية.لكن كيف؟ ربما بضربة واحدة ,ربما بعصا موسى.
لنأخذ الإلحاد أولا:هل هناك حزبا أو كتلة أو تجمعا أعلن الإلحاد في العراق لينتصر عليه المالكي؟أم (اضربچ يابتي أسمعچ یا جنتي)؟هل الهجوم على مقر الحزب الشيوعي العراقي ومقر جريدته هي الانتصار على الإلحاد؟ان الهجمات على الحزب الشيوعي العراقي هي فقر الفكر التي يحمله المالكي ودولة القانون ومستشاريه وفقر الحجة التي يراد بها تبرير أفعالهم الفاشلة في إدارة الدولة.ثانيا:كيف انتصر على الحداثوية؟هل قرر فصل فكره عن ما يحدث في العالم من تغيرات؟,وربما في فقرة واحد غير فكره وفكر الشهيد الصدر الأول حيث كان في كتاب اقتصادنا أن الشهيد نظّر لفكر اقتصادي ثالث,لا اشتراكي و لا رأسمالي.اجتهاد كأي مفكر له الحق في التنظير ,لكن هل التزمت حكومة المالكي بهذا الخط الاقتصادي أم راحت تهرول الى الاقتصاد السوق الذي اغرق العراق بأزمات اقتصادية كبيرة وليرمي الكرة في ملعب البنك المركزي ليعثر على من يعتبره المسبب الأول في هذه ألازمة؟فهل كانت نظرية الشهيد الصدر الأول هي نفس نظرية اقتصاد السوق؟فإذا كانت كذلك فقد أثبتت فشلها,وإذا كانت غير ذلك فلماذا لم يلتزم بها المالكي باعتباره سلفا لمؤسس حزب الدعوة ومطبقا لمبادئه؟ثالثا:القضاء على العلمانية.لم يقل الليبرالية,لان بعض مريديه ليبراليين ولم يريد أن يزعجهم ألان لان دورهم قادم.لكن كان من ذلك يريد ذكر كل من يريد ويؤمن بفصل الدين عن الدولة,لان الدين لله والوطن للجميع.فكيف قضى,وبضربة قاضية على العلمانية؟انتشر الفساد الإداري والمالي بحيث أصبح العراق قبل الصومال ,تقول التقارير العالمية,وأقول أنا ربما حتى بعد الصومال.انتشار الفقر والبطالة وافتقار ابسط الخدمات الصحية والتربوية والثقافية,دولة دينية تعفو عن مزوري الشهادات والتي بفضلها وصلوا الى مجالس المحافظات والبرلمان والوزارات,دولة دينية يكثر الفاشلون علميا ليحتلوا المراكز الإدارية الكبرى في الدولة.دولة دينية انتصرت على العلمانية بامتياز تكذب على شعبها بتوفير الخدمات ,الكهرباء قبل كل موسم صيف مثالا.دولة دينية يكون أبناء المسؤولين أول من يخرق القانون وتسجن مفرزة مرورية حاولت منع المدلل أبن عميد في مكتب القائد العام للقوات المسلحة بالمرور بعكس الاتجاه,ومازال مصير المفرزة مجهول الى حد يوم الأمس كما نشر على العنوانين في الفضائيات أسفل الشاشة وهذا يحدث يوميا.طفلة احد المسؤولين توصل الى مدرستها في سيارة حكومية,ربما الأمر مبرر بعض الشيء,لكن لماذا تطلق المنبهات التي تحطم الأعصاب ولا يلتزم السائق الشهم لا بالمرور ولا بل بالإشارة ولا بالدور ليفسح المجال له,وله فقط لإيصال الدلوعة الى مدرستها.هذا يحدث يوميا ,سيادة دولة المالكي.الم تراه؟وهل من الدين في شيء كل هذا الفساد؟فهل هذا هو النجاح والانتصار على العلمانية؟ لقد كانت الكلمة المطولة للمالكي في ذلك الحفل حافلة بذكر الانتصارات ويبدو انه سوف يستمر بالخطابات اليومية ,كما كان من قبله الى أن تمله الناس ولم تعد تسمع له قولا.
 


20120424

 


 


 

free web counter