| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الأحد  24 / 8 / 2014



مبادرة المؤتمر الوطني..الى أين؟

د. محمود القبطان 

كل الفرقاء السياسيين أجمعوا على إن النظام السياسي الجديد يمر بأزمات عدة,إلا اللهم الذين وضعوا أصابعهم في أذانهم وغطوا عيونهم لكي لا يسمعوا و لا يروا,كلهم يعلمون إنهم يمرون والعراق بوضع خطير حيث الارهاب المستفحل وصراع القوى السياسية المتنفذة في أعلى مستوياته ولم يكن هناك من مخرج لتوالي الأزمات مع سبق الإصرار في عدم المرونة من كل الأطراف.من هنا جاءت مبادرة الحزب الشيوعي العراقي قبل عامين في طرح فكرة عقد المؤتمر الوطني والذي يضم كافة القوى السياسية العراقية الوطنية دون استثناء(ما عدى البعث ولقطاءه الإرهابيين )وقد أتصل الحزب برئيس الجمهورية وباقي الكتل,باستثناء المالكي حيث لم يستقبلهم وقتها لكن المبادرة وصلته بالتأكيد,وقد رحبت أطراف عدة بهذه الفكرة لكن سرعان ما تبناها رئيس الجمهورية السابق كفكرة منه وسميت بتسميات أخرى حتى لا تبقى مبادرة وفكرة الحزب الشيوعي العراقي فسميت بالمبادرة الوطنية أو اللقاء الوطني..لكن تعنت بعض الكتل السياسية وخصوصا كتلة المالكي أو هو شخصيا بعدم القدوم الى لقاء كبير كهذا بادروا بلقاء رؤوساء الكتل السياسية فقط ,لسببين:الأول, إبعاد الحزب الشيوعي العراقي وباقي القوى الوطنية من الاجتماع ,والثاني, هو حصر القرار بيد الكتل الموجودة في البرلمان فقط ولكن النتيجة هي هي الفشل ثم الفشل بسبب عدم اعتماد الوطنية في الحل وعدم الجدية في ذلك وإنهاء الأزمات المتوالية والمتراكمة..والنتيجة هي كما نراها اليوم استفحال القوى الإرهابية واحتلالها أراضي واسعة من العراق,إضافة الى النتائج الوخيمة التي تلت هذه الاحتلال الجديد.

واليوم يطرح الحزب الشيوعي العراقي ومن جديد نفس الفكرة,ليس من باب انه صاحب مبادرات مع إنه من الناحية العملية هو يحمل هذه الصفات الوطنية وبامتياز,لكن من باب الحرص على الوطن والشعب الذي أبتلى بالإرهاب وبقوى ليست لها بوصلة سياسية تُسيّر البلاد فيها الى بر الأمان حيث نخرت المحاصصة الطائفية والقومية والفساد في جسد الدولة العراقية بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ العراقي.ألمبادرة نُقلت الى رئيس الجمهورية العراقية الجديد ورحب بالفكرة,وأشاد بمواقف الحزب الشيوعي العراقي وبتاريخ النضالي المُشرّف.لكن على ما أعتقد المبادرة توقفت في هذه النقطة وليس الى الأمام بسبب أولا انشغال الكتل في توزيع حصصها في التشكيلة الوزارية الجديدة وثانيا عدم الجديدة في الاستماع الى مثل هكذا مبادرات لأنها سوف تكشف عورات النظام السياسي وثغراته القوى الإرهابية "المخفية" على المكشوف لاسيما إذا تحققت فكرة المؤتمر الوطني ونُقلت عبر الفضائيات لإطلاع الشعب على مجرى الأمور خلال المؤتمر.

رئيس الوزراء القادم د.حيدر ألعبادي عليه أن يبدي رأيه بفكرة المؤتمر الوطني وكذا د.سليم الجبوري لان الجميع في محرقة الإرهاب الوطن والشعب والنخبة السياسية,ليس هناك من ناج في هذه الأزمة الكبرى والتي احتلت فيها المجموعة الإرهابية داعش ومن يدعمها في الداخل ثلث مساحة العراق.

لا يمكن الاستمرار بتوجيه التهم الى الأطراف السياسية بعد كل حادثة إرهابية في حين يمكن أن يترك الموضوع الى التحقيق النزيه و الالتفات الى ما هو أهم وأعظم.حيث حادثة قاعدة سبايكر وما يدور حولها من تناقضات في التصريحات وحادثة مسجد مصعب بن عمير في ديالى روج لها البعض للنفس الطائفي وإن كان الكثيرون يميلون الى إن يد الارهاب الداعشي هو من يقف وراء هذا الفعل الجبان لشعل فتنة طائفية حيث القتل والثأر.

مازال العراق وشعبه يمر بأزمات كبرى وعلى وطنيي العراق التسارع لحل المشكلات العالقة بنفس وطني وعدم التسابق وراء الحصص في الوزارة القادمة لهذه الكتلة وتلك, ومازالت فكرة عقد مؤتمر وطني لكافة القوى الوطنية ودون استثناء والتي تضع مصلحة الوطن والشعب أمام أعينها لم يتجاوزها الزمن لان عقد مثل هذا المؤتمر مهمة وطنية و ملحة بامتياز.

وأمام القوى الوطنية اليسارية والديمقراطية فرصة لعقد مؤتمرات في هذه الخصوص لوضع الحكومة أما خيارين لا ثالث لهما أما السير بالبلاد الى الوئام والسلام والقضاء على الفساد والمحاصصة وتقسيم البلاد الى مكونات ومراكز وقبائل وعشائر أو الى طرح فكرة انتخابات جديدة تعيد العراق الى مسار جديد بعيدا عن كل هذه الشوائب عبر دولة مدنية ديمقراطية.



بودابست

20140824

 

 

 

free web counter