| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 23/9/ 2009



تكتلات سياسية بحجم البسطيات

محمود القبطان

سابقا كانت تسمى الأحزاب الصغيرة أو التكتلات الجديدة بالدكاكين في المعارضة العراقية أيام الحكم السابق لفقدانها القاعدة الجماهيرية التي تستند إليها,أما ألان فيمكن تسميتها بالبسطيات لأنها أصغر من الدكاكين حتى, ولأنها تكاثرت كما تتكاثر الاميبيا.

كل يوم يظهر تكتل سياسي جديد ,وهناك من خرج من تكتل أو أقصي منه ليولد تكتل جديد يضاف الى العدد الكبير والكبير جدا من هذه التجمعات السياسية وهي التي لا تختلف على الإطلاق عن ما انفصلت عنه الا إضافة اسم يدلل على التجديد, ويعتبر الاول منحرف عن الخط العام وربما يبدأ التشهير لأغراض انتخابية لا أكثر.وهناك ربما عدد من النواب الذين هجروا قوائمهم التي زادت عليهم ببعض المقاعد في البرلمان وبعد أن وصل الخلاف بينهم حدا لم يعد للبعض التمكن بالبقاء فقرروا الهجرة وفي بعض الأحيان مؤقتا كما حدث مع بعض النواب حيث رجعوا الى قوائمهم الأولى وفي بعض الحالات هجروها ثانية .التسمية بالتكتل المستقل هذا يعني أساسا لليس هناك من إمكانية الفوز لمقعد واحد ولذلك لطالما انتقدوا التمحور والتكتل الطائفي نراهم يهرولون الى هكذا تجمع بغض النظر عن تسمياته لضمان مقعد أو أكثر في الانتخابات القادمة.

من خلال الإنباء التي تنشر على الانترنيت أو في الفضائيات يسمع المواطن عن عدد المتحدثين باسم حزب الدعوة أو المجلس الأعلى أو التيار الصدري وعن التحالفات التي لم تخرج من منطق المحاصصة الطائفية حتى ولو طعمت بأشخاص "مستقلين". وقد قال أحد المتحدثين الدائمين للفضائيات بأن هناك 50 تكتلا دخل ائتلاف دولة القانون وآخر من قال هناك 40 تكتلا دخل الائتلاف الوطني.لااريد أن اشكك بأقوال هؤلاء السادة ,لكن ليقولوا للناس وللناخب الذي ينتظروه يوم 16 كانون الثاني 2010 ماذا سوف تكون حصة هؤلاء وماذا عن حصة الحزب الأصلي ؟ هل يكتفي الجميع بمقعدين ؟ لنحسب بالأرقام. ائتلاف دولة القانون أصبح يضم أكثر من 50 تكتلا ,حسب تصريحات سامي العسكري,فماذا يتوقع أن يحصل عليه من المقاعد وما هي حصته :100  مقعد ؟ وهل ترضى التكتلات ال50 الأخرى بحصة على الهامش أم تكتل قبل الانتخابات ثم ينفرط عقده بعد الانتخابات ؟ ونفس الشيء بالنسبة لائتلاف الحكيم . كيف سيتفاهم علاوي مع التيار الصدر ومع أهل الفلوجة التي التئموا في ائتلاف واحد على افتراض الدخول للانتخابات بهذه التشكيلة ؟ هذه الائتلافات الطائفية سوف تكون هشة أمام هبوب أية رياح تهب بوجه الحكومة لتخرج التناقضات الى السطح لعدم وجود برامج حقيقية لإخراج العراق من محنته,لان ما اتفقوا عليه هو توزيع المناصب في الوزارات والمقاعد في البرلمان,ليس غير,وشاهدنا السنوات الأخيرة التي مر ويمر العراق به.

احد الكتاب الذي يتمتع بموهبة من الله, كما كتب مرة, قال في مقالة منشورة له في صوت العراق اليوم20090922 " ثالثا. نتج من كلا الظاهرتين (سوء التخطيط الفوضوي, وسوء توزيع الثروة الحكومي) صناعة ظاهرتين غاية في الخطورة على الدولة العراقية الجديدة,وهما استفحال الفساد والاعتداء على المال العام من جهة,وتسري كثير من أموال الشعب العراقي الى خزائن إرهابية أصبحت تمول الإرهاب...." (1) ويستمر هذا الكاتب الموهوب من الله ،أن كل هذا " لإفشال مشروع الأعمار والتنمية داخل العراق,مما جعل من صورة الدولة العراقية صورة سيئة وفاشلة تماما في الإدارة الراشدة والتخطيط السليم "(2).

اذا كانت السلطة بأيدي هذه الأحزاب التي لم يكن همها غير سرقة ثروات الشعب وغير قادرة على التخطيط السليم وانتشار الفساد الإداري والمالي لمدة 6 أعوام ولم تتدارك أمرها,فماذا عساها فاعلة للسنوات الأربعة القادمة في دولة مملوءة بموظفين أساءوا تدبير وتعمير البلاد ؟ وهي من جلبتهم لمواقعهم العليا وبالتحديد لإفشال مشروع الأعمار في العراق,لأنهم لا يتمتعون بخبرات مثل باقي شعوب العالم,لأنهم وببساطة أتوا بآلاف الشهادات المزورة, وبالمقابل لإنجاح مخططاتهم الفاشلة ابعدوا كل العناصر الوطنية المخلصة والكفوءة في البناء والأعمار والمشهود لها بالنزاهة..اذن ما هو الخيار؟

جواب واحد لا غير وهو: أن يعرف المواطن من يختار.لا وقت للعواطف الطائفية والعرقية التي لم تقدم العراق ولو شبر واحد الى الأمام.أكثر من 31 % من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر,والبطالة ربما أكثر بين الخريجين,افتقاد ابسط الخدمات العامة منذ 6 أعوام والخط البياني لهذه الخدمات لم يحالفه الحظ ليرتفع ولو درجة واحدة. فما سوف تقدم هذه الأحزاب التي سكتت على تجفيف انهار العراق وأعطت أفضل الاستثمارات لتلك الدول التي تقطع عنا الماء الذي هو اكسيل الحياة.هل هذه الأحزاب جديرة بأن تتبوأ إدارة الحكومة مرة أخرى ولأربع سنوات جديدة ؟ لا وألف لا. الوعي الانتخابي في ازدياد ويجب المثابرة على ذلك لان هذا يؤدي الى ان الناخب سوف يختار الأفضل ويبتعد عن محاولات دغدغة المشاعر الدينية بأساليب التضليل..العناصر (الكتل) الصغيرة سوف تدخل التيارات التي تدير السلطة لضمان مقعدها في البرلمان ليس الا,وهي أرقام سوف تبقى صغيرة بعين الشعب مادامت تدخل في التشكيلة الطائفية والعراقية مهما وضعت عناوين لها.

 


(1) حميد الشاكر,المصدر صوت العراق
(2) نفس المصدر

 


20090922


 

free web counter