| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الثلاثاء 23/3/ 2010



إلى متى نخشى الرأي الآخر؟

محمود القبطان  

ليس درسا بالديمقراطية ,ولا نصائح لأحد لكن هناك موقف يستحق الوقوف عنده. وما يكتبه الكثيرون خصوصا في الصحف الالكترونية الملتزمة بالخط الوطني التقدمي عموما والشيوعي خصوصا هم ينطلقون من مبدأ طرح ما هو ليس في جانب الصواب ويجب تعديله لضرورة الاستمرارية,وفي النهاية كل من يدلو برأيه هو اجتهاد خاص ليس بالضرورة يتفق مع ألآخرين وهو في النهاية رأي فقط وليس بالأمر من وسيلة ضغط لتبنيه. وهو الرأي الآخر الذي يفترض دراسته أو مناقشته والرد عليه إذا وجد احد من المخالفين رأيا مغايرا لذلك الرأي أو التصور. أما أن يحجب الرأي أو وجهة النظر بدون سبب هذا ما يدعو للاستغراب. واعتقد إن هذا التوجه يدل على عدم استيعاب المرحلة الديمقراطية الحالية التي تمر بها كل الأطراف السياسية والتي تنادي بكثير من الديمقراطية واحترام الرأي والرأي ألآخر. فهل كل من نادى بالديمقراطية مارسها فعلا وباتجاهات مختلفة حتى مع من يتقاطع مع الآخر؟ أظن إننا بعيدون من هذا الخط البياني الصاعد ويحتاج العراق بكل أحزابه عقودا من الزمن لنصل إلى ما وصلت إليه بعض البلدان التي سبقتنا, نحن العراقيون, أشواطا وأشواط في هذا الطريق.

لا أدعي صحة آرائي لكنني انقل ما أراه من سلبيات وعلى المتلقي أما أن يدحض هذه التصورات والآراء أو يتركها وتنشر ، وليس في نشر هذه المقالة أو تلك حتى لو تكون صحيفة حزبية بحتة يعني صحة تصورات الكاتب. هل كل الصحف الالكترونية حزبية صرف ولا يحق لغير منتسبيها النشر فيها لأنها واجهة للحزب ؟ في هذه الحالة سوف تكون معزولة بالتمام والكمال, لان ليس هناك حزبا في كل أرجاء الأرض يعتمد على أعضاءه فقط. هل الصحيفة المذكورة تنشر فقط ما يتفق وتصوراتها ؟ اعتقد ,إذا كان ذلك هو المنحى, فأن هذه الخطوات تعارض كل القيم الديمقراطية التي يبدو أن الجميع يتبناها ألان ,أو على الأقل نظريا. عندما انقل حادثة كمثال وليس للحصر هذا لا يمس من بطولة إنسان أو من كرامة احد أو حتى سياسة حزب. إن الآراء تتفاعل من أجل الأفضل وليس من اجل تقليل أهمية هذا على حساب ألآخر.

أمس الأول أرسلت مقالة طلبت في مقدمتها تحمل ما تحتوي, ولكن بدت إنها أكثر مما يتحمله البعض, فحجبت في إحدى الصحف الالكترونية التي احترمها ولن أقاطعها, وظهرت في أخرى. من قرأ المقالة هنا عرف المضمون وسوف لن يهمه لماذا لم تنشر في الصحيفة الثانية. لكن في داخلي شعرت بأن الديمقراطية التي ننادي بها لا تشمل النشر. وكتبت ثم أعود واكتب ,واخص الصحافة الشيوعية التي تهمني بالدرجة الأساسية,إن حجب أية مقالة كُتبت ,ربما بإلحاح, ما يردده الشارع التقدمي الديمقراطي الحقيقي يعني النفور من الحقيقة والخوف منها. أن ما يهدف إليه كل شيوعي وتقدمي عراقي,افترض هذا ويجب أن يكون كذلك, هو من أجل تعديل المسيرة وكسب الجماهير وتبني مطالب الشعب, كسر الحاجز النفسي والدعاية اللئيمة ضد الحزب التي يتغنى بها الأعداء, وقد نجحوا إلى حد ما, فهل نُبقي رؤوسنا مطأطأة أمام المتشفين ؟ هل قرأ الجميع ما يكتبه البعض من إن الحزب خسر لأنه ملحد والتيار الإسلامي أقوى ؟ نعم هكذا تعمل الماكنة الرجعية ألامية. ونسى هؤلاء الساسة الجدد إن الحزب الشيوعي العراقي في عام 1959 خرج للشارع ومعه مليون عراقيا أصيلا في احتفال 1 أيار من ذلك العام فهل كان الحزب الشيوعي ملحدا أم مؤمنا ؟ وهل كانت الجموع الهائلة التي كانت تخرج مع الحزب الشيوعي ملحدة أيضا ؟ تعداد السكان كان وقتها 7 مليون وألان 30 مليون . وأعود وأقول هل إن توجيه النقد لهذه التشكيلة أو تلك أو هذا القيادي أو الكادر يعتبر خطأ فادحا لا يغتفر ؟ مهما كتبت الأقلام الحزبية من إن الحزب الشيوعي أصبح ديمقراطيا جدا ,فأنا أول من يقول لا. ليس لعدم الممارسة هذه داخل صفوف الحزب وإنما ما تزال بعض العقليات في الحزب بعيدة كل البعد من هذه الممارسات لأنها تخاطر بمواقفها إذا اعترفت بذلك. المؤتمر الخامس أطلق عليه مؤتمر الديمقراطية, فهل تقبل الجميع هذه الظاهرة الجديدة في حياة الحزب السرية ؟ لا بل هل كانت تمارس في داخل الهيئات القيادية بشكل كامل ؟ يرد على ذلك من كتب مذكراته والجواب معروف.

نعم انتقدت الأنصار ومؤتمراتهم التي لم ترفد الحزب باعضائها وتنظيم الخارج فما هي المشكلة ؟ أنا لم أكفر احد بالمبادئ التي نتبناها وبالتاريخ المجيد الذي هو فخرا لكل من انتسب إلى هذا الحزب سابقا أم لاحقا. تنظيم الخارج قد شاخ ولم يقدم الكوادر المؤهلة تباعا إلى العراق . ماذا نفعل ؟ هل يترك الحزب بدون أعضاء. هذه أمور داخلية لكنها تهم كل حريص على الحزب.بعد الانتخابات , ألان, تطرح كثير من الآراء قد تبدو غريبة لكن يمكن مناقشتها بهدوء وإقناع الآخر بالبديل . ماذا يكون جواب البعض إذا طلب الحزب من بعض الكوادر المتواجدة في الخارج أن ترجع ؟ اترك الجواب الصحيح لمن يعرف دواخل البعض . كان احد المجمدين عن التنظيم الحزبي في إحدى الدول قد حصل على زمالة دراسية في الاتحاد السوفيتي ,وقد التقيته في السويد ومن الحديث وأطرافه قالها صراحة إنني قبلت بالمسؤولية هناك لأدمر الحزب من الداخل, وكم من هؤلاء تواجدوا في داخل صفوف الحزب, وربما اخر  مما قرأته عن احد الأشخاص الذي رجع للحزب, حسب طلبه, بعد أن مسكوا بصدام ورشح لمجلس المحافظة وترك الحزب بعد أن فشل للمرة الثانية في الانتخابات.

لنركز من ألان كيف نعمل للفترة القادمة, كيف نتجاوز هذه المرحلة ؟ ما العمل لكسب الجماهير ؟ كيف يكون العمل بين الجماهير الريفية ؟ هل توجيه سهام النقد إلى القيادة هو الحل ؟ حزبا بدون دعم مالي جدي من جماهيره ومؤازريه وأعضاءه لم يتقدم إلى الإمام نحو الجماهير. كيف تنظم محلات التبرع ؟ هل يدفع الجميع (اقصد في الخارج) 50 دولارا ,وهو رقما يكاد يكون لا شيء, كل شهر وبدون انقطاع ؟

الإسراع بعقد مؤتمرا حزبيا لمناقشة نتائج الانتخابات. كل هذه الأمور لا تقلل من إخلاص أو تأريخ أحد. لكن هل الجميع متحمسين لهذا ؟ هذا ما سوف نراه قريبا.

هل أصبحنا مستعدين لتقبل ألأخر بروح ديمقراطية من أجل الأفضل ؟ أتمنى ذلك.


 

20100323




 

free web counter