| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الخميس 23/2/ 2012



إنفجارات الخميس الدامي وعقاب المجرمين

محمود القبطان   

بكل خسة وإجرام أقدمت فلول البعث,ومن داخل العملية السياسية, وعتاة المجرمين على عدة جرائم بشعة اليوم الخميس بحق الوطن والشعب في عدة محافظات لتدمير العراق وزرع الفتنة بين أطياف الشعب العراقي المتآخية.

وكل هذا يحدث ليس بمعزل عن الصراع السياسي الدائر والمحاصصة المقيتة والصراع على المكتسبات ,كل يجر بطلباته الى مقدمة الطاولة للحصول على أكثر ما يملآ جيوبهم .وحدثت الانفجارات وسقط الأبرياء بين جريح وشهيد,وأما من يسكن القصور الرئاسية فلم يصبهم أي أذى حيث أنهم محصنون من تلك الهجمات لانهم مختفون في المنطقة الخضراء ولا يرون النور .

هل من المعقول أن تحدث كل هذه الانفجارات وقوى الشرطة والجيش منتشرة في كل مكان؟ يكاد لا يخلو شارع إلا ووقفت مفرزة للشرطة في بدايته بكامل اعتدتها التسليحية؟فمن أين يتسلل هؤلاء القتلة لترك سياراتهم المفخخة في الشوارع الفرعية ومن يحميهم؟ إنهم فلول البعث ومن يتكلم بأسمهم ومن يريد أن يطلقوا السراح بأسم أصبح كالزعاف مما يسمونه المصالحة الوطنية,ويخرج على الملأ بين الحين والحين احد مستشاري المالكي ليعلن وبفخر انضمام احد القتلة الى المصالحة ومن بينهم جنود الإسلام وجيش العشرين وغيرها من المسميات الإجرامية التي تلصق اسم الدين بها لتعطيها الشرعية في الإجرام.

إن مشكلة الهاشمي القانونية هي إحدى أهم الأسباب وراء هذه الانفجارات الأخيرة وسوف تستمر لتشكيل ورقة ضغط على الحكومة لتدليس القضية والقبول بتهريبه بمساعدة السلطات التي تحميه الآن وسوف تعتبر قضية خيانة وطن وسوف تجر الى متاعب ليست ناقضة للعراق وشعبه من أقصاه الى أقصاه.على الحكومة أن تكون حازمة في هذا الأمر لان الهاشمي أما أن يُدان بالأدلة والبراهين وأما أن تُدان الحكومة لتلفيقها التهم إذا لم تسطع أن تقدم الأدلة الحقيقية,وبين هذا وذاك سوف يبقى العراق بين المفخخات والتفجيرات البعثية الإجرامية بمساعدة من يقف خلفهم في الظل وبفضل الخروقات الأمنية والولاءات اللا وطنية.

إن بعض الأحكام التي صادقت عليها رئاسة الجمهورية بحق الإرهابيين ونيلهم العقاب التي استحقوه أثار حفيظة بعض المنظمات التي لا تعرف معنى العنف وما هي قيمة الإنسان العراقي الذي يُذبح كل يوم بسبب قسوة وهمجية الإرهابيين ,مهما كانت مسمياتهم.وعندما نُفذّ الحكم بحق مجرم إرهابي تونسي ثارت ثائرة السلفيين الذي استولوا على السلطة التي فجرها بو عزيز الشهيد ,لانهم يرون في عمل كل إرهابي,بقتل العراقيين وتيتيم الأطفال هو بطولة وشهادة يستحق تناول الغذاء مع النبي في الجنة,ويطالبون الحكومة العراقية في الكشف عن باقي المحكومين والمعتقلين لإطلاق سراحهم,واليوم يأتي مستشار رئيس الوزراء الليبي للتأكيد على حضور مؤتمر القمة ظاهريا وفي الخفاء الدبلوماسي يريد عقد اتفاقية لتبادل المعتقلين بين البلدين.ومن بين 32 سجين ومعتقل ليبي بينهم أربعة مجرمين حكم عليهم بالإعدام,ولا نعلم لماذا فقط الأربعة وليس كلهم,لانهم لم يأتوا الى العراق لزيارة معالمه أو الاستراحة في كردستان العراق أو لزيارة ألائمة الأطهار وإنما جاؤا للقتل والتدمير ,جاؤا ليدنسوا أرض العراق.جاء الوفد ليأخذ معه المجرمين بالضغط من السلفيين الذين يقودون معظم السلطة في ليبيا أيضا كما في مصر وتونس وسوريا على الأبواب لقطفهم ثمار الثورات الشبابية وصعدوهم على المنابر بعد نضوج الثورات واقتراب الأنظمة من السقوط وكما في كل الدول الثلاث التي سقطت فيها عروش الديكتاتوريات المزمنة. والمؤسف إن الحكومة المتمثلة بوزير العدل ونائب رئيس الجمهورية والمالكي ومن التقاهم كلهم يؤكدون أهمية العلاقات مع ليبيا التي صدرّ قذافيها المجرمين من القاعدة السلفيين الى العراق,فهل يصُح تسليم هؤلاء القتلة الى بلدانهم لان بعض قادتهم سوف يحضرون مؤتمر القمة العربي

وسوف تطالب السعودية أيضا بمجرميها لربما يتكرمون على العراق ويرسلون وزير صغير أو سفير غير مقيم.فهل دماء العراقيين أصبح في المزاد السياسي العربي بهذا السعر البخس؟

سوف يرتكب جريمة بحق العراق وشعبه كل من تسول له نفسه ويوافق على تسليم القتلة الى بلدانهم.ودم العراقيين ليس قابل للمقايضة.القصاص العادل والسريع لكل من تلطخت أياديه بدم العراقيين مهما كانت جنسيته ولونه وعرقه.

السيارات تركن في الشوارع الفرعية ليلا لتفجر صباحا بالرغم من وجود انتشار واسع للشرطة في الشوارع الرئيسية,أكرر ليس في الشوارع الفرعية حيث "يطبخ" المجرمون طبختهم النتنة لتتساقط الأجساد على بعضها صباحا.أطفال ذاهبون الى مدارسهم,وموظفون الى دوائرهم وأصحاب محلات تفتح للرزق لكسب العيش الشريف,لكن كل هؤلاء وغيرهم يتطايرون في الهواء ليسقوا أشلاءً لا حراك فيها,وبعضهم قد يعوق لباقي حياته.وتأتي الدول التي تقودها الحركات السلفية لتطالب بإرجاع هؤلاء القتلة ولربما لكي يخرجوا من باب ليعودوا من الشباك مرة أخرى ليستمروا في قتلهم.وسؤال الى الخارجية العراقية هو كم عراقي في ليبيا معتقل بسبب القتل والخطف والتفجير, لكي نوقع معها معاهدة لتبادل المعتقلين؟وإذا كان لابد من ذلك لأجل عيون المؤتمر فهو ينص على تبادل المعتقلين وليس المحكومين أم هناك فقرة جديدة سوف تضاف في الملاحق؟والمستشار الليبي يريد اللقاء بالمجرمين من بلده ويتفقد أوضاعهم.يا للرحمة,فهل يتفقد السجناء في بلاده بعد سقوط ألقذافي أيضا حتى وإن كانوا مجرمين؟

الشعب يعيش في دوامة بين القتل وفقدان الأمن والخدمات وبين الصراع على السلطة ومن يحصل على أكثر المكاسب.و25 شباط 2012 قادم في يوم السبت القادم.فماذا سوف يقول الحاكمين للحالمين بالعيش بكرامة من الشباب بعد عام من الاحتجاجات؟



20120223


 


 

free web counter