| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الثلاثاء 22/2/ 2011



تظاهرات يوم 25 شباط

محمود القبطان  

بعد 3 أيام سوف تخرج مظاهرات شبابية مطلبية ضد الفساد الإداري والمالي وفقدان الخدمات والبطالة المنتشرة بين صفوف الشباب خصوصا,وتخلي المُنتخبون وعلى كافة المستويات من المجالس البلدية الى البرلمان عن برامجهم الانتخابية والتي لم تتعدى الدعاية الفارغة في تلبية حاجيات الشعب,حيث انصرف هؤلاء السراق الجدد الى المنافع الشخصية.وقد أكد منظمو هذه الفعاليات على احتجاجاتهم السلمية وحرصهم على الممتلكات العامة والخاصة.وقد تحاول جهات عدة الالتفاف حول مطالب المتظاهرين لتغيير مسار أو أهداف الاحتجاج.ظهر قاسم عطا وعلي الدباغ في مؤتمر صحفي مساء اليوم 22 شباط وأكدوا على حرص الجهات المعنية على سلامة المتظاهرين من العناصر العبثية الإجرامية, ويملكون من المعلومات عن عزم بعض الفئات الضالة في إفساد سلمية المظاهرات.لم يوضحوا من أين أتت تلك المعلومات أو دقتها,ولكن لنفترض صحتها ,,ومجرمي البعث والقاعدة سوف لا يتخلون عن جرائمهم سواء في هذه المظاهرة أو غيرها,وقالوا سوف يمنعون النقل الحي للفعالية الكبرى عبر الفضائيات و منع السيارات من الدخول الى المنطقة ,وهنا السؤال إذا من أين تأتي المفخخات؟وسوف يفتشون المتظاهرين لئلا يدخل بينهم إنسان يحمل سلاحا كاتما للصوت أو حزاما ناسفا,وإذا كانت كل الاحتياطات متخذة والتفتيش سوف يخضع له الجميع فمن من يخافون؟كل موظفي الطاقم الحكومي والبرلماني الذين لم يتخلوا عن امتيازاتهم ولم يعترفوا بقصورهم في العمل يتخذون من التظاهرة ستارا أسودا لحماية مصالحهم والتستر على فسادهم وهو في الظاهر مع الفعالية وفي باطن الحقيقة ضدها قلبا وقالبا,والدليل ذلك هو عطلة البرلمان عشرة أيام سافر فيها معظم النواب الى بلدانهم الثانية التي يحتمون بها ويسكنون قصورهم الخاصة هناك وأولهم عزة الشابندر الذي يُصرح من دمشق ضد رئيس كتلته الاولي والتي وصل عبرها الى البرلمان لينصحه بمغادرة العراق ويستقر في لندن معلنا نيابة عن كتلته الجديدة انه لن يتفق مع المالكي وسوف لن يحصل على منصبه كما اتفقوا في اربيل,كما صرح أمس الشابندر.لم يعلم الناس انه حتى في الشتاء يذهب المحضوضون الى أماكن التصييف في دمشق ولندن وباريس.أهو الخوف من القادم؟الله أعلم!

وفي هذا الخصوص وعلى الفضائية العراقية قدم عزيز رحيم في برنامج الحدث ضيفان هما عبدالمنعم الاعسم ومحمد حسن الموسوي حول التظاهرة المرتقبة وما يدور حولها. وكعادة الموسوي يملئ البرنامج الذي يظهر فيه بالصياح والعنجهيات والتي لا يرى منها المشاهد غير الفنتازيات الغير مبررة,ففي إحدى الاتصالات للبرنامج ,بث مباشر,تكلمت سيدة في موضوع شخصي بعيدا عن موضوعة البرنامج,فإذا بالموسوي يعلن بتبرعه براتبه الشهري لها كدعاية بائسة له ,ولم يعرف أولا كم شهر سوف يتبرع لها,وربما تكون مثل مكرمة صدام في إحدى الأعياد وأثناء الحصار على الشعب أمر بإعطاء دجاجة لكل عائلة,أو مثل ال15 ألف دينار التي تبرع بها المالكي وتبين إنها لمدة شهر واحد.وهنا الموسوي لم يقل هل تبرعه لحين شفاء ابن المتصلة من مرضه أم لشهر واحد ,ولم يخبر أحدا من أين له راتب شهري وهو الذي لم يتوظف في دائرة ما وما عدا منصبه كناطق رسمي باسم المؤتمر الوطني لصاحبه احمد الچلبي وزير الداخلية المقبل بأذن الله. وفي سياق كلامه,الموسوي,في انتقاد مطالب الناس التي مرة معها ومرة أخرى ضدها,قال ما علاقة "بطل العرگ" بصورة

جيفارا,وطبعا يقصد مظاهرة شارع المتنبي التي ظهرت فيها صورة لجيفارا.ويبدو إن الموسوي جدا لا يفهم من التظاهرات غير الدفاع عن بطل العرگ,ونسى إن الهدف الأساسي من كل التظاهرات هو التعدي على الحريات العامة وتقييدها بحجج تافهة ترجع الى قوانين مجلس قيادة الثورة المنحل,والفقر والبطالة وفقدان الخدمات.اليوم نشرت الصحف الالكترونية بأن الشرطة المحلية تغلق"حفلة عيد ميلاد"بدعوى نقص الإجازة",في منطقة الكرادة التي يحكمها الحكيم الذي أيد التظاهر من اجل الخدمات وليس الحريات طبعا ولإسقاط الحكومة التي يشترك في تركيبتها,طفلة في عمر 3 سنوات أراد أهلها الاحتفال بعيد ميلادها الثالث وإذا بقوة من شرطة العلوية يقودها المقدم "داخل" تخرج العوائل المحتفلة من القاعة وتعتقل وتعتدي على مشرف القاعة بالضرب بسبب أو حجة عدم تجديد الإجازة.هل نسى الموسوي إن سيدة بصراوية ظهرت على الفيحاء الفضائية تقول "عمي تريد نعرس ونتونس..ملينا..ملينا"الحفل المذكور لم يكن فيه خمرا أو شيء من هذا القبيل,لكن الضباط الذين لم يكن لهم يوما ما شهادة من كلية عسكرية ووضعوا على أكتافهم الرتب وأصبحوا ألقاصي والداني يريدون وبدوافع معروفة ,يريدون حرمان الناس من كل فرحة,يريدونهم يركضون ورائهم في المناسبات الدينية والتي يذهب فيها عشرات الضحايا في كل مرة دون أن يرف لهم جفن,يريدون أن يقتلوا الفرحة في نفوس الأطفال..ونطق احد من أهلها وهو سعد ألمطلبي الذي قال بعد حادثة عيد الميلاد الذي تمت بأمر من آية الله محافظ بغداد:

"وجود عدم رِضا في ائتلافه عن الحكومة المحلية في بغداد مشددا على وجود توجه لإقالتها لاسيما بعد الانتقادات الشعبية التي تعرضت لها في الآونة الأخيرة",هذا ما قاله احد أقطاب دولة القانون,فما تقول مولاهم محمد الموسوي؟

هذه التجاوزات وغيرها والمتكررة التي تطال المواطن العراقي الذي كفل له الدستور كافة الحريات دون تقييد والأمور التي ذكرت أعلاه دفعت وتدفع بالشباب بالتظاهر السلمي وليس بطل العرگ.

نعم الجميع يدعون الى سلمية التظاهر ووضع المطالب الجوهرية في المقدمة.والحذر من المخربين,نعم هذا مهم ولكن الأهم عدم تدخل السلطات الأمنية ,كما حدث أمس بالاعتداء على من تظاهروا ووضعوا خيمة تحت نصب التحرير.قاسم عطا يحذر من دخول أفراد بملابس الشرطة لتعدي على المواطنين.كل شيء يعلم قاسم عطا مقدما ,سبحان الله سيد,ولكن كيف تعلم بكل هذه الأمور مقدما؟هذا سؤال سوف تجيب عليه إذا تعرضت المظاهرة القادمة لمثل هذا الإرهاب.وإذا الحكومة تعرف إن الفساد بنوعيه المالي والإداري وفقدان الخدمات والمواطن تعب من الانتظار والبطالة منتشرة بين صفوف الناس ,وتعرفون سوف تخرج الجماهير مطالبة بحقها ..كل هذا تعرفوه..فلماذا انتظرتم الى هذا اليوم؟لماذا محافظ بغداد ومجلس المحافظة مازالوا مستمرين في أعمالهم وهم قد فشلوا في تلبية 1% من الوعود التي قطعوها للمواطن ألا اللهم قطع أرزاق الناس وقتل فرحة الأطفال لتغطية لفشلهم.وإذا عرف هذه الأمور محمد الموسوي لماذا لم يحتج ويطالب هو من موقعه,أين كان,بإقالة هؤلاء المتخلفين,وقد قالها بعظمة لسانه إن الرجل المناسب في المكان المناسب غير مطبقة بالعراق,فجاء غير الأكفاء الى المناصب في المحاصصة السياسية.لماذا لم يحتج على هكذا عملية سياسية عرجاء وحكومة فاشلة؟

سوف نرى في قادم الأيام ماذا سوف تأخذ وتستنتج الحكومة الثانية للمالكي من عبر ودروس من تظاهرة 25 شباط القادمة.

 

20110222



 

free web counter