| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأربعاء 22/2/ 2012



احتجاجات 25 شباط 2011 في ذكراها الأولى

محمود القبطان   

تنادت مجموعة شبابية في 25 شباط من العام المنصرم واتفقت على التظاهر والاحتجاج عبر قنوات التواصل الاجتماعي بسبب الأوضاع الأمنية السيئة والبطالة وانتشار الفساد الإداري والمالي .وقد سبق ذلك سقوط الكثير من القتلى والجرحى في أكثر من محافظة بسبب احتجاجات مماثلة من اجل المطالبة العادلة بالخدمات والعمل.إلا إن الحكومة اعتبرت تلك الاحتجاجات هي لضرب العملية السياسية فقد تصدت لها في المحافظات كما في بغداد بالقسوة مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى واعتقال العديد من الناشطين والتهديد بتعذيبهم وأكثر,وأول تلك الضحايا في بغداد هو الشهيد هادي المهدي الذي اغتالوه بالكاتم ,وقد ظهر الشهيد بعد أطلاق سراحه بمؤتمر صحفي فضح كل ألأساليب اللا إنسانية التي تعرض لها وزملاءه من قبل السلطات وقد عجل هذا الأمر باغتياله بطريقة جبانة. وقد اعتقل أكثر من شاب بعد ذلك ولكن التظاهرات استمرت بغض النظر عن الطرق الترهيبية التي استخدمت ضدهم مما جعل الناطق بأسم عمليات بغداد يتخبط في تصريحاته مرة بنقل الاحتجاجات الى مكان آخر غير ساحة الفردوس وساحة التحرير بسبب الترميمات الواجب البدأ بها ومرة تواجد عناصر بعثية تريد زرع العبوات الناسفة بين المتظاهرين في حين كان التفتيش في أكثر من موقع حول ساحة التحرير,ولكن لا ترميمات بدأت ولا احتجاجات انتقلت بالرغم من الاحتجاجات المسيسة في بعض الأحيان التي أطلقتها الحكومة وأدت الى الاعتداء على المحتجين بسبب انعدام الخدمات والبطالة ولا عبوات ناسفة بين المحتجين.ربما رفعت شعارات وقيلت هتافات مسيئة لبعض الرموز في الحكومة من خارج السرب لا تليق بالتظاهر السلمي الذي دعا إليه الشباب ولكن هذا لن يغير من جوهر الاحتجاجات .

واستمرت الاحتجاجات,ربما ليس بنفس الزخم والتحشيد ,حتى ربما استغلت من قبل عناصر لا تريد بالعراق خيرا.ولكن الأهداف السامية والنبيلة للمحتجين ما زالت قائمة ولم تنفذ.

أي هدف وصلت إليها الاحتجاجات منذ بداياته؟
لا شك إن الاحتجاجات فتحت الأبواب على مصراعيها أمام الحكومة فأما أن تعمل وأما أن ترحل.ومن هنا قام المالكي بتكثيف الاجتماعات وإطلاق فكرة ال100 يوم التقيمية وعلى ضوئها سوف يتحدد من هو الوزير المقصّر في عمله ومن هو الذي قدم نجاحا فيه.وبعد 100 يوم كانت الاجتماعات اليومية مع الوزراء أكثر من باهتة حيث لم يقدم أي وزير أي مشروع وقد نجح,حيث إن الهدف كان أساسا هو إلهاء الناس بطريقة غير سليمة وكأن عصا موسى السحرية سوف تخلق فرص العمل وتقديم الخدمات على أحسن وجه والقضاء على الفساد.ولكن كل ما قدمته تلك اللقاءات هو الالتقاء بالوزراء وسرد الوعود عبر برامج لا تتحقق والفساد قد نخر الجسد الحكومي من القمة والى الأسفل ومثال على ذلك وزير الكهرباء السابق رعد شلال الذي حجزت أمواله المنقولة والغير منقولة بسبب الفساد الإداري والمالي والعقود الوهمية مع شركات أما غير موجودة أو لا تملك الخبرة في العمل ومن كان يستمع الى برنامجه أمام المالكي والوزراء يقول إن الكهرباء سوف يصل الى اصغر قرية في العراق خلال عام 2012,وما لم تقدمه السنوات ألثمان من خدمات ماذا سوف تقدمة ال100 يوم؟ والنقطة الثانية التي يمكن استنتاجها من تظاهرات 25 شباك 2011 هي إن الشباب أساس التغير وقد انكسر حاجز الخوف بسقوط صدام والأنظمة التي تلته وان انتشار الفساد يؤدي الى انفجار هائل قد لا يستثني أحدا من القائمين على السلطة في العراق عبر ما رأيناه في مصر بثورة شبه سلمية ولولا تدخل المخابرات والشرطة في قتل المواطنين وإن لم تثنيهم تلك التدخلات في إزاحة نظام مبارك.وإن نزول القوات العراقية الى ساحة التحرير والهجوم الهمجي على المتظاهرين العزل بإشراف بعض قادة حزب الدعوة على الضربة تلك لا يدل على تقبل الحكومة فكرة الاعتراض والتظاهر السلمي من اجل العمل وتوفير الخدمات والقصاص من المفسدين الذين نهبوا ثروات البلاد.ماذا يخيف سلطة في يدها كل الأدوات من بضعة عشرات أو مئات من المتظاهرين المطالبين بالخدمات والعمل؟أما ردود أفعال الحكومة على تلك الاحتجاجات فبدأت بتهديد مقر الحزب الشيوعي ومقر جريدة طريقة الشعب ومقر حزب الأمة وإعطاء الإنذار بالإخلاء من البنايات التي يشغلونها خلال 48 ساعة,بحجج واهية ومضحكة.في وقت يستولي كبار الأحزاب والشخصيات في الدولة على عقارات الدولة التي لا تعد ولا تحصى دون أن يرف جفن الحكومة عليها,مع علم من أعطى الأوامر بذلك ومن نفذها أن هناك عقودا مكتوبة بين الأطراف المعنية ومكاتبات لم تحل قيمة الإيجار فيها وليس احتلال بنايات حكومية,كما ادعوا,في حين إن العقارات التابعة للحزب الشيوعي التي استولى عليها النظام السابق مازال التمادي في الإجراءات قائم ولم ترجع الى أصحابها الشرعيين.

ماذا يراد من الذكرى الأولى للاحتجاجات؟
الاستمرار بها من أجل الضغط على الحكومة في استيزار المخلصين الكفوئين في الدولة لتنفيذ برامجها التي وعدت بها الشعب عشية الانتخابات الماضية وألا بماذا سوف يقنعون شعبهم في انتخابهم في المرة القادمة وهم لم يوفروا ابسط الخدمات في الكهرباء والماء الصالح للشرب.تقديم الفاسدين الى القضاء,توفير العمل للعاطلين ,إبعاد كل المسيئين ومزوري الشهادات,القصاص العادل من القتلة والإرهابيين,تعديل قانون الانتخابات وإقرار قانون الأحزاب بعد تعديله والشروع بتعديل بنود الدستور وتفعيل اللجنة المكلفة بذلك وعدم الانتظار للحظة الأخيرة ليقروا "على عجالة" ما يروق لهم.والاهم والأخطر إنهاء نظام المحاصصة الطائفية والقومية والتوجه بشكل سليم لبناء العراق بعيدا عن هذه التسميات.

إن احد اكبر الكوارث التي يعيشها العراق هي المحاصصة وبدون إنهائها وإزالتها سوف لن يتقدم العراق.وأن تصحيح مسار العملية السياسية يبدأ من القبول بالرأي الآخر وتعين الكفوئين على رأس الوزارات الخدمية والعلمية والتربوية,والاستماع الى نبض الشارع.

بدون ضغط جماهيري واسع سوف لن يحدث أي تغيير إيجابي في مسيرة العملية السياسية وعلى الحكومة ككل أن تسير باتجاه التصحيح وتوفير الخدمات وتوفير العمل وإبعاد كل مسيء للعراق وبناءه,وصناديق الانتخابات القادمة يجب أن تكون الحكم في ذلك.


20120222


 


 

free web counter