| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 22/3/ 2010



رجعت حليمة لعادتها القديمة

محمود القبطان  

كانت قبل 7 أعوام مودة الأقاليم والفدراليات وثبت بالدستور من حق محافظة أو أكثر أن تعلن الإقليم أي الفدرالية. فمن نجح في مسعاه هم الإخوة في الإنسانية الكرد وثبتوا مبتغاهم الأول في فدرالية إقليم كردستان.هل الشعب كان يفهم هذا أم لا فألامر أصبح واقعا وهذا ما أريد له.ولكن حمى تشكيل الأقاليم أو الفدراليات انتقلت إلى الوسط والجنوب.فهناك من أراد الفدرالية لتسع محافظات وآخر لثلاث,وكأن العراق أصبح مجموعة قرى متابعدة ومبعثرة يُراد لها أن تنتظم في كيان.وظهر في ذلك الوقت مطلب الإقليم للبصرة وحدها لا شريك لها في الغنائم.زادت حدة المطالبات لفدرالية البصرة كلما زاد الآخرون من مطالبهم في فدرالية الوسط والجنوب.وبعد استفتاء شعبي جُيشت له كل الإمكانيات الإعلامية والدعاية فشل المشروع .وقد جاءت انتخابات مجالس المحافظات ونجح من نجح في البصرة تحديدا ونُسي المشروع مؤقتا.

اليوم ترجع حليمة لعادتها القديمة وينبري رئيس مجلس محافظة البصرة ليقول للفيحاء الداعم للمشروع إن البصرة لا تستطيع أن تبني نفسها إلا بان تكون فدرالية حتى تتحرر من قيود الحكومة المركزية ولم يمر على الانتخابات الأخيرة شهرا ولم تعلن نتائج الانتخابات حتى.لماذا الركض نحو الفدراليات الآن؟ يقول رئيس المجلس إن الاستثمارات لن تأتي إلى البصرة مادام هناك خللا في قانون الاستثمارات.لنفترض هذا,وهم الأعلم ,لكن لماذا زار أكثر من وفد البصرة ليبدوا استعدادهم في الاستثمار في البصرة خلال الأشهر القلية الماضية لا بل وحتى فتح قنصليات لدولهم هناك؟مثال ذلك تركيا وفرنسا وربما دول اُخرى.

أين ذهبت مشاريع المدينة الرياضية في البصرة؟أين هي مشاريع الخدمات التي تعهد بها المجلس منذ أكثر من 14 شهرا حيث نُصبت في حكومة البصرة المحلية بعد فوزها الكاسح .في ك2 2009.

أين ال17 مليار دينار التي اختفت من الخزينة بين نقص ومتروك من المحافظ القديم؟

ماذا عن الكهرباء والمجاري والماء الصالح للشرب وتبليط الشوارع وخدمات البلدية و لا بل هل استطاعوا أن ينهوا ظاهرة الكلاب السائبة وباقي الحيوانات في شوارع البصرة؟هل استطاعوا تنظيف شط العشار ولو لوحده خلال ال14 شهرا؟نعم نجحوا في مجال واحد نجاحا باهرا وهو منع شرب الكحول علنيا,مبروك لهذا الإنجاز!!كن سيارة حارسة تحرس بيت رئيس المجلس في حي الأندلس؟هل يوزع من مولدة الكهرباء من أمام بيته ,التي استلمها فور فوزه,للجيران بعض الخطوط حتى على الأقل يضمن انتخابه لدورة قادمة؟

على رئيس مجلس محافظة البصرة أن يعلم أن العمل لا يتعلق فقط في مدى الصلاحيات التي منحت لهم ولا أعتقد إن تلك الصلاحيات أقل من صلاحيات المحافظات الأخرى,لا بل إن القانون الأخير للنفط قد خصص دولار واحد من كل برميل يوميا لكل مدينة تنتج النفط.فهل يكفي الوارد اليومي الإضافي من إنتاج بحدود المليون برميل يوميا فقط أم أن الحكومة المركزية قد قيدت تحرك السيد رئيس المجلس؟

إن المشكلة الأساسية ,في البصرة وغيرها,هو عدم وجود النزاهة في العمل والتنفيذ وانتشار الفساد المالي و الإداري وضعف المراقبة وضعف المتابعة والقانون الملزم وأخيرا عدم وجود الرادع القوي بسبب رداءة الجودة في العمل وفوق كل هذا عدم الإخلاص للوطن والمدينة والهم الأكبر لهؤلاء المضاربين والفاسدين هو الربح والربح فقط.

العمل الجيد والنزاهة والإخلاص لا يأتي من عدد الخواتم وطول السبح وإطالة اللحى وإنما عندما يتبوأ المخلصون الأكفاء المناصب الإدارية لتصبح البصرة زاهية كما كانت لا بل أفضل.

وبودي أن انهي سطوري هذه بسؤال السيد رئيس مجلس محافظة البصرة السؤال التالي:هل يستطيع مواطن صابئي أو مسيحي متمكن علميا من الوصول إلى موقع إداري عالي في محافظتكم,كأن يكون مدير مستشفى أو مدير مصنع أو مدير شركة النفط الوطنية؟شكرا لعدم استطاعتك الجواب.إنهم يعيشون في العراق , إلا يكفي هذا؟..........لو... فلقد قرأت جوابك في عيونك.


 

20100322




 

free web counter