| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 21/3/ 2010



نتائج الانتخابات وذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي

محمود القبطان  

أولا أقدم التهاني لكل شيوعي عراقي ولكل القوى التقدمية بمناسبة الذكرى ال76 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الذي بقى على الساحة العراقية بالرغم من كل الهجمات الفاشية على مر العقود منذ تأسيسه ولم يكن حزبا موسميا بالرغم من حدة البطش الفاشية التي تلقاها الحزب والذي في كل مرة يفقد خيرة مناضليه البررة,ولكن سرعان ما ينتفض من جديد معاهدا شعبه بمواصلة النضال من اجل وطن حر وشعب سعيد. وبهذه المناسبة ننحني إجلالا لشهداء هذا الحزب الذي لم ولن يقهر مهما حاول الأعداء.

أود ,مقدما ,أن يتحملني القارئ قبل قيادة الحزب الشيوعي العراقي لشدة صراحتي التي سوف اكتب بها ودون أن أجرح أو أذكر أسماء احتراما لمن سوف أشير إليهم بالتقصير المتعمد بسبب الحساسيات المفرطة التي تلتصق ببعض من الكوادر والتي تربى عليها قسما من جيلي الذين عاصرتهم خلال علمي في داخل صفوف الحزب والتي أفتخر وأعتز بها لأنها جزءا من تأريخي الشخصي ولم ولن أندم عليه لحظة واحدة .أحدهم قال مرة لي.انك محسوب علينا, فقلت له هذا شرف ليّ أن أحسب على الحزب الشيوعي العراقي, وهو أول من بين آخرين ضربني من الظهر.

أمس الأول نوهت بأني سوف أكتب بالتفصيل عن سبب الخسارة التي مني به الحزب,وحسب ما أعتقد,إن لهذا الموضوع خلفيات وجذور بعيدة ربما قد أسهمت مع عوامل أخرى بالنتيجة التي وصلنا إليها.هذا وقت كشف الأخطاء وليس التستر عليها لان من يقحم نفسه في هذا المجال يجب أن يكون موضوعيا لا أن يوجه الاتهام جزافا لمجرد الكتابة.,اعتقد جازما إن الحزب سوف يناقش هذه الخسارة بكل جدية لتلافي الأخطاء مستقبلا ويضع يده على أماكن الخلل واخذ العبر للانتخابات القادمة.

وما ذكرته أمس الأول من بين أسباب العطل أو لنسميه الفشل, بالرغم من كل أشكال التزوير والإبعاد المتعمد,هو قلة الكادر الحزبي المجرب وقلة الإمكانيات المالية والدعم في هذا المجال.السؤال أين الكادر الحزبي الذي كان يشكل الحجر الأساس في الحزب ؟ عمل الحزب لا يقتصر على ظروف الدعاية الانتخابية ليختفي أربع سنوات ثم يعود لفترة ليختفي أربعة أعوام جديدة, وإنما العمل اليومي والمتواصل وألا لماذا يتبوأ البعض المراكز الحزبية التي تؤثر في مسيرة الحزب؟

هل الحزب الشيوعي موحد؟

أشك في ذلك. ليس لان البعض اختلف مع الحزب وأسس مركزا جديدا, وهذه شأن خاص لا يستطيع أحد أن يمنع الآخرين من افتعال مركزا أو تأسيس حزبا آخر بنفس التسمية أو مشابهة له ,وإنما المشكلة بدأت بالتفريط بقوى الحزب عندما تمت الموافقة على تأسيس الحزب الشيوعي الكردستاني والذي كان يحمل كلمة العراق والتي اختفت من الاسم لاحقا. الحزب الشيوعي رضخ لابتزاز القيادة السياسية الكردية من أجل أن يستمر الشيوعيين الكرد في العمل على أرض كردستان العراق والضغط التي تعرضت له قيادة الحزب من الشيوعيين الكرد أنفسهم, ولي في هذا الأمر ما يسنده كتاب الراحل د.رحيم عجينة حيث تحول بعض الشيوعيين الكرد إلى قوميين أكثر من القيادة الكردية القومية, إضافة إلى ألتوق إلى قيادة الحزب ولفترات طويلة دون ان يتحقق للبعض هذه الأمنية.العراق كان ومازال موحدا,على الأقل رسميا, فلماذا كان الإصرار على إلغاء لجنة الإقليم وتأسيس الحزب الشيوعي الكردستاني ؟ ترد المذكرات لأحزاب في الخارج لهذا السبب أو ذاك وتكون موقعة من الحزبين الشيوعيين, فهل ما زال الحزب موحدا , كما يحلو للبعض تسميته ؟ كم هو عدد الاكراد في قيادة الحزب الشيوعي العراقي ,وهي مقاعد محجوزة مقدما كموقع رئيس الجمهورية, ولكن كم شيوعي عراقي في قيادة الحزب الشقيق الذي لم ينفصل لحد الآن ؟ لماذا لم تتجرأ قيادة الحزب على طرح هذه الأمور الجدية والخطيرة على بساط البحث وأن تقول كلمتها أين يقف الحزب الشيوعي الكردستاني ؟ هل نوقشت سياسة هذا الحزب داخل أروقة الحزب الشيوعي العراقي من حيث ارتماءها غير المشروط في أحضان السياسة القومية للحزبين الكرديين قائدي العملية السياسية في الإقليم دون منازع ؟ الم يضعف تأسيس الحزب الشقيق الحزب الشيوعي العراقي ؟ نعم وبشكل كبير والمستفيد الأكبر من هذا الذي أسميه الانفصال هي القوى المتربصة بكل الحزب الشيوعي العراقي مهما كانت التسمية. ولكن ماذا أنجز هذا الحزب من جراء انفصاله غير المُعلن عن الحزب الشيوعي العراقي ؟ من حق الإخوة في الحزب الشيوعي الكردستاني في الانفصال حتى لو لم ينفصل الإقليم عن العراق لكن سوف يعطي مجالا في الحركة للحزب الشيوعي العراقي في الإقليم, أو أليس من حق الشيوعيين العراقيين من العمل على كل بقاع العراق الرسمي, كما يفعله الآلوسي وإياد علاوي وغيرهم؟

الحزب والعلاقة مع القيادة الكردية
بقيت قيادة الحزب الشيوعي العراقي مترددة في انتقاد أية حالة سلبية في الإقليم سواء كانت هذه بسبب التجاوزات ضد رفاق وأصدقاء الحزب الشقيق هناك أو بسبب انتشار ظاهرة الفساد المالي والإداري وآخرها فضيحة قائم مقام حلبچة الذي هرب وعين آخرا محله وكأن شيئا لم يكن, ولم تحرك ساكنا لا قيادة الإقليم ولا حزب هذا السارق الكبير. أن سياسة عدم الوصول إلى الخطوط التي وضعتها القيادة الكردية أمام الحزب الشيوعي العراقي أو الكردستاني, بسبب الرفقة القديمة, أدت إلى ضعف هذين الحزبين في الإقليم . ماذا جنى الحزب الشيوعي العراقي من سياسة عدم توجيه الانتقاد للقيادة الكردية ؟ لا شيء سوى الضعف وعدم التحرك بحرية . لا بل وصل الأمر بقيادة السليمانية ,الطالباني نفسه, إلى عدم السماح إلى تنفيذ فكرة انطلاق فضائية للحزب من هناك. شيء واحد أتوصل إليه في هذا الشأن هو الخوف المستمر من الشيوعيين حتى وان كانت كل السلطة بأيدي القوميين. لكن إلى متى يبقى الشيوعيون في موقع عدم "إزعاج" القيادة الكردية بالرغم من كل التجاوزات ؟ هذا ما يجب على جماهير الحزب الشيوعي العراقي متلاحمة مع قيادته البت في ذلك . لا مهادنة ولا سكوت بعد الآن . السيد مثال الآلوسي أسس حزبه وظهرت منه قائمته منذ أن انفصل عن ألجلبي وظهر أكثر بعد أن اغتال الفاشست أولاده الثلاثة لكنه كسب , نسبيا,الشارع بوقت قصير لشجاعته وجرأته في الطرح وظهوره المستمر في الفضائيات. شيوعيي العراق ليسوا أقل جرأة منه لا بل هم الاجرأ في العراق ، لكن سياستهم التهادنية غلبت على مجمل العمل اليومي لا سيما رفاق البرلمان . الجريدة لا تكتب إلا ما يروق للمشرفين عليها . لم تعطى فرصة العمل والكتابة للآخرين, وكان العمل والكتابة في طريق الشعب محصوراً لنخبة ,ويريدون أن كل الكتاب من وزن الشهيد أبو سعيد أو الراحل أبو گاطع . لم يخصصوا صفحة لكن من يريد أن يكتب. ومعروف أن معظم ما يكتبه البعض يعبر بالضرورة عن رأي الكاتب الشخصي وليس للناشر من حرج.

تنظيم الخارج
هذه اُسميها معضلة في التنظيم الحزبي للحزب الشيوعي العراقي , وان كنت على يقين أن جميع الأحزاب تعاني من تنظيماتها في الخارج لكن ما يهمني هو تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي.

تواجد الشيوعيون العراقيون في الخارج منذ خمسة عقود وتحديدا منذ عام 1959,وقدمت إلى الدول الاشتراكية سابقا أفواجا من التقدميين والشيوعيين بزمالات الأحزاب الشقيقة في تلك الدول إضافة إلى البعثات الحكومية. وكان شعار الجمعيات الطلابية هو التفوق العلمي والعودة للوطن. وفعلا كانت معظم هذه الجموع تعود للوطن بعد إكمال دراستها. لكن بعد الهجمة الفاشية على الحزب الشيوعي العراقي وعلى باقي القوى الديمقراطية التقدمية تضاعفت هذه المجاميع إلى أعداد كبيرة جدا تفوق قدرة المنظمات الطلابية والحزبية على استيعابها بين صفوفها. ودخلت المجاميع الانتهازية والمترددة والحقودة والوصولية والفاشلة لا بل الساقطة سياسيا في بعض حالاتها لتتربع على التنظيمات سواء الطلابية أو الحزبية. فقد ظهرت المحسوبية والعلاقات الشخصية لتؤثر سلبا على هذه الفعاليات مستقبلا. ظهرت حالات الإقصاء والتهميش, إلى حد قطع رزق العوائل والأطفال ,كما حدث معي في اليمن وهنغاريا, على سبيل المثال وليس الحصر. من كان المسئول عن تلك الممارسات التي لا تليق إلا بحملة أفكار البعث وما شابهه. لماذا لم يتدخل تنظيم الخارج الذي مرة سُميّ (لتخ) ومرة أُبدل إلى (لتم) ؟ المضحك أن هؤلاء الاقصائيين قسما منهم هنا في السويد بعد أن نعتوا كل من يصل إلى السويد يصبح عميلا للمخابرات,ومنذ 23 عاما لم يسألني أو يضغط أحد عليّ إن كنت أريد أو يجب أن أصبح عميلا لمخابراتهم أم لا! التقديمات في الخارج خضعت هي الأخرى إلى المزاج والعلاقات الشخصية وفي بعضها أصبحت الزوجة اقرب إلى موقع الزوج في الحزب أو قدمت لتصل إلى مستويات أعلى.

أضيف لإعمال تنظيمات الخارج إنها لم تقدم المثل الجيد للجماهير في الكثير من الحالات منها تكوين وتأهيل كادر حزبي قوي مقدام للرجوع إلى العراق , وفي حالتنا بعد سقوط نظام البعث.كانت معظم التنظيمات أو كوادرها تقول أن وقت الرحيل يكون بسقوط النظام . لكن كم رفيقا رجع إلى العراق بعد سقوط النظام ؟ إنهم القلة القليلة التي انتخبت لمهام قيادية, ولكن أين البقية الباقية من الكوادر؟ هل يبقى هؤلاء العمل في الخارج وما جدوى ذلك؟

تحولت النوادي التي تديرها المنظمات الحزبية إلى أماكن للهو, بعض المحاضرات الأدبية , السمر , إقصاء من يشاءون , السفرات "الترفيهية" وأمور أخرى لا داعي لكتابتها لان من يعرف القليل عن هذه النشاطات يمكنه أن يتخيل ما مدى فائدة وجدوى التنظيمات في الخارج. الرجوع للوطن ليس من الأمور الإجبارية ولم تعد من الأمور التي تطرح لا سيما بعد أن مضى على البعض عدة عقود والأطفال كبروا وأصبحوا بعيدين على الوطن ألام, لكن ماذا يفعل من ليس له أطفال أو التزامات عائلية في الخارج وهو من الكوادر الحزبية ؟ أما أن يكون الإنسان ملتزما حزبيا وعليه إن يرجع للداخل ويعمل وهناك ساحة العمل الحقيقي بين الجماهير وأما أن يتنصل من مهامه الحزبية. وهنا أصل إلى لب الموضوع وهو ما عاد لتنظيم الخارج أية حاجة وموجب وأي سبب في التواجد تحت أية مسميات. أن تبقي النوادي والجمعيات العراقية مستمرة للتواصل بين الجاليات العراقية أمر مهم لكن ليس للتنظيمات الحزبية أي مبرر لاستمرارها. وفي مثال قد يستغرب من يقرأه هنا إن إحدى المنظمات في الخارج من بين من يقودها أناسا أقل ما يقال عنهم أنهم شاركوا في "احتفالات" 17 تموز الصدامية التي أقامتها السفارة العراقية إبان العهد الماضي , وفي هذا العهد يهللون ويصفقون للاحتلال, وهذا يعرفه القاصي والداني هناك . في السويد تجري محاربة الكثير من المخلصين للوطن وللشعب وللحزب. وقد تشجع البعض في المصالحة مع أعداء الأمس ولكنهم لم يتجرأوا على الاعتذار لما سببوه لآخرين من إساءة , وأنا منهم, ولكني لم أسمع عن بعضهم أيام النظام السابق حيث كانوا سباقون في إخفاء الرؤوس لكي لا يشتركوا في الأول من أيار أو فعالية أخرى ضد النظام .ومن ضمن ما لاقيته من البعض اللامبدئيين هو إنني فضحت احد الكوادر الحزبية السابقة في ذهابه إلى احتفال 17 تموز أعلاه وأراد أن يقيم محاضرة في إحدى النوادي في السويد بعد عام من تلبيته دعوة السفارة للاحتفال ولأنها ألغيت لهذا السبب, فقد أقام صديقة , كادر حزبي, القيامة عليّ وقتها. هذه " لقطات" من تصرفات غير مسئولة اتجاه الآخرين.

منظمة الأنصار
مع كل الاحترام والاعتزاز لما قدمه الأنصار في كردستان العراق وللضحايا الشهداء الذين سقطوا في جبال كردستان أقول أنها أصبحت منظمة غير فعالة ما عدا أن تأتلف سنويا ويعقد مؤتمرا بين الحين وألاخر,وحسب ما كتبه احد الإخوة قبل عام سوف يكون المؤتمر القادم في بغداد, والسؤال ماذا قدمت هذه المنظمة التي ينتظم فيها مناضلين أشداء للوطن والشعب بعد سقوط النظام ؟.هل اتخذت قرارا برفد الحزب بكوادرها ؟ أو الرجوع للوطن جماعات أو أفرادا ؟ لم نسمع مثل هذه الأخبار واشك في أن نسمع مثل هذه الأخبار. هناك محاولة "تأليه" بعض مناضلي هذه المنظمة من خلال بعض المقالات التي تتكرر دون داع بمناسبة وبدون مناسبة, وهذا خطأ فادح. الكثير ناضل واستشهد في الداخل والخارج دون أن يكون من الأنصار. كل كان له واجب وكل كانت له مسئوليته في النضال.

في الختام, لم يخطر على بالي أن أخوض في هذه الأمور, من باب قد يكون لمن هو أقرب إلى الحزب تنظيميا الحق في الخوض في مسائل جدية لكنني ومن باب الحرص على مسيرة الحزب وديمومته ارتأيت أن أدلو بما عندي من أفكار قد تنفع . في يوم من الأيام قال أحدهم ما تريد أن تفعل وأنت مصر على ما تكتب وتريد الرجوع ,ربما قريبا, ومن لك في العراق ؟ ولكن هنا تنظيمات حزبية أيضا . سكت وربما علم بجوابي وهو لن ارجع إلى تنظيمات مزاجية . إذا رجعت , وهذا أكيد’ فسوف ارجع في العراق إلى التنظيم حتى لو بقى من عمري أيام . بعد برهة قلت له لقد حققت نجاحا في حياتي وعلى كافة المستويات ولا أحتاج إلى شيء ولكن لي في العراق من تبقى من أهلي والحزب . وسوف أبدأ من جديد.

لماذا كتبت حول هذه الأمور التي كانت في السابق من "المحرمات" : إنها الانتخابات ونتائجها, إنها ذكرى التأسيس 31 آذار الجميلة إنها المبادئ التي جعلت مني مخلصا لوطني وشعبي وحزبي.

 

20100321




 

free web counter