| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأحد 21/8/ 2011



مزايدات "وطنية".. تطرف طائفي ... ومحاصصات ... ونسيان الشعب

محمود القبطان  

في إحدى المرات أردت أن أساعد ,بجهد الامكان ,الغلبة من أبناء الشعب,وبطريقة خاصة بيّ,وعندما بدا الحديث واللغط الفارغ عن ماهية الفعالية الفردية,جاء رد احد الأفراد :بدون مزايدات وطنية..قلت أن كنت تقدم أكثر مني فسوف أقبل يديك...لكنه لم يقدم غير الكلام الأجوف.وتزداد عملية التطرف الطائفي بشكل مُلفت للأنظار,وتستمر المحاصصة من أجل تقسيم المناصب حسب الكتل الطائفية والعرقية والمعروفة بالثلاثية المقيتة,أما معاناة الشعب فليس لها من صاغ و مستجيب.

وأخيرا وصل المقترح بشأن تخفيض رواتب الرئاسات الثلاثة التي كانت ذو أرقام خرافية مع رواتب النواب المحترمين والغيورين على المال العام والوطن.ولكن عندما اقترحت نسبة بين 40 ـ80% لم يقبل بها أحد من نواب الكتل المعنية للرئاسات الثلاث ,ولكن بعد توافق "وطني" استقر القرار على 23% فقط.أما عندما وصل الأمر الى رواتب النواب الأشاوس فقد خرج معظمهم من القاعة ,ومعظمهم من الكتلة التي اقترحت التخفيض,حتى لا يؤثروا على مساحة"مساعدة" المحتاجين ,وألا فأنهم في غنى عن رواتبهم وانما خدمة الوطن هي الحافز الوحيد لقبولهم مقعد في البرلمان وإن لم يُنتخبوا.فذهبت كل مزايداتهم اللا وطنية من أجل تخفيض الرواتب للدرجات العليا في السلطات الثلاثة مع رياح العواصف الترابية المستمرة في أجواء العراق. وسوف يستمر استنزاف خزينة الدولة لرواتب الدرجات العليا من قبل أبطال العملية السياسية.

أما التطرف الطائفي الذي وصل الى مراحل يصعب تصورها في عراق اليوم وماهي النتائج التي سوف يصل إليها الوطن لا يعلم بها إلا مسببوها أولا وأخيرا.فقد مررت على آليو توب أمس الأول لأرى العجائب من أقوال اشد الناس تطرفا فسخروا عقولهم الى كتب دفينة ليدفنوا الوعي فيها عبر ترديد مقولات تافهة وسخيفة يراد منها تجهيل ما تبقى للإنسان العراق والشيعي تحديدا من وعي ووطنية وتسامح وعيش مع الجميع,وهذ ما قاله ياسر الحبيب,الكويتي الجنسية سابقا, وآخر أعتقد انه عبدالحميد المهاجر وتوجد "محاضراتهم على اليوتوب,ولكن ما شاهدته أمس ومن على قناة الفضائية العراقية يفوق ذلك ويتكلم احد الضيوف يقول بأن الإمام عليّ كان على درجة من الذكاء والقوة الخارقة والنزاهة والشجاعة بحث جعل الناس يعبدونه.ويقول في مكان آخر المهاجر:إن آية المؤمنون قالها الإمام عليّ عندما خرج من بطن أمه وتلاها على النبي الأعظم قبل أن يصبح رسولا,وهذا يعني إن الإمام عليّ قد علم بالقرآن قبل النبي محمد.هل هناك أكثر دجلا وتجهيلا بالإنسان الشيعي,ليردد بعده الجميع :أللهم صلي على محمد وآلي محمد!

هل هناك كلاما أكثر طائفية منه ليثير الفتنة بين العراقيين ويستغلها القتلة من القاعدة وباقي عتاة المجرمين لتنفيذ جرائمهم بحق العراق وشعبه يوميا وليتهموا شيعة العراق بالكفار وتحليل قتلهم,وما حدث قبل أيام في عشرة محافظات ومرة واحدة ما هو ألا نتيجة لهذا التعصب الطائفي المقيت وليقابله تعصبا عفنا آخرا ليقتل الأخوة و التعايش السلمي على أساس حب الله والوطن .

ومازالت الوزارات الأمنية وتعين وزراء لها تعيش من أزمة الى أخرى ولم تحل ليومنا هذه ,وبدأت الأخبار,وكما عودوا الشعب عليها,إنها في طريقها الى الحل..لكن بعد عطلة العيد القادمة,وربما سوف تنقضي العطلة دون أن يتوصلوا الى حل,وهذا الإحساس يأتي من حيث أن الدليمي وزير الثقافة أصبح وزيرا للدفاع بالوكالة وسرعان ما تسلم مهامه الجديدة وترك الثقافة الى "أهلها الجدد".والغريب أن نواب كتلة دولة القانون يقولون إن العراقية تأخرت عن المهلة التي اتفقوا عليها كما حددها الاجتماع مع حلال المشاكل السيد الرئيس الطالباني ولذلك عينوا الدليمي للدفاع وكالة,لان الأمر لم يعد يحتمل الانتظار أكثر,وكأن ال18 شهرا الماضية لم تُحتسب من التأخير ,في حين إن العراقية تقول إنها قدمت 10 أسماء للسيد المالكي ليختار أحدهم,ويبقى الشارع العراقي حائرا في من يُصدّق ومن يُكذّب .وتستمر التصريحات من كل الجهات أن عدم حسم الوزارات الأمنية سوف يزيد من الأعمال التخريبية,والسؤال:كيف عرفوا بذلك؟وإذا علموا بهذا الأمر لماذا لا يحسموها وتنتهي الأعمال الإجرامية؟ومن هنا يسود الاعتقاد بأن تلك الأعمال الإجرامية ليست ببعيدة من مراكز القرار في أعلى الهرم السلطوي ليحرج بعضهم بعضا وليبقى العراقي تحت رحمة الصراعات المحاصصاتية العفنة بدون خدمات وانفلات أمني لا حدود له,وبعد كل إخفاق أمني يبدأ المنظرون الأمنيين بأخذ الحذر,ويبدو إن مجرمي القاعدة ومن على شاكلتهم يعرفون أين يكمن الخلل في الخطط الأمنية إن لم يكونوا على معرفة تامة بالخطة ومثالبها وهناك من يُوصل لهم المعلومات كاملة ,والضحية هو الإنسان العراقي البريء فقط وبناه التحتية الخربة لتزداد خرابا.

وبعد حر الصيف وفقدان الكهرباء بالكامل تقريبا,يستمر النقاش حول ما تم التعاقد عليه مع شركات مفلسة أو وهمية ,وبعد استجواب هنا وآخر هناك وهل يُقال الوزير أم يستقيل,جرى ترتيب ألازمة عبر توافقات جديدة لطم رائحة الفضائح والتي تخص آخرين في مكتب رئيس الوزراء,هكذا قال "الخبثاء" في تحليلاتهم للمشهد الكهربائي اللعين الذي عصى حلهُ على اُمة محمد وأتباعه الميامين وهم صيام في هذا الشهر الكريم وربما نيام لحين حلول العيد ,وشعب ينام على نغم البعوض ورائحة التراب,وأنا أكرر ما قاله الشاعر المبدع خلدون جاويد: موطني....موطني ..ما دهاك ...ما دهاك ...موطني..
 

 

20110821
 

 
 


 

free web counter