| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 21/6/ 2010



 الأحزاب الاسلاسياسية تتهاوى

محمود القبطان  

لقد بنت الأحزاب الإسلامية أمجادها على بطولات من استشهد من اجل قضية وهي إزاحة الطاغوت الذي دمر ما استطاع على طول البلاد وعرضها.وخلال فترة النضال ضد النظام السابق استفادت المعارضة الإسلامية من دعم الدول التي كانت تقف ضد نظام البعث في العراق وفي مقدمة تلك الدول سوريا وإيران حيث بقت معظم تلك الأحزاب تدور في فلك تلك الأنظمة الحاضنة لهم.وبعد التغيير بدأت تلك الدول نفسها من فرض الشروط على النظام الجديد ردا للجميل,وخصوصا إيران حيث تريد أن تطبق نظامها على العراق بكل مساؤه,لا بل تصرفت وكأنها هي التي تمتلك الكلمة النهائية في نوع الحكم,وخير دليل هو تعطل تشكيل الحكومة لأكثر من 3 أشهر وقد تستمر ألازمة لأشهر عدة,أما الجانب السوري فأكتفي بدعم بقايا البعث وإرسال الأسلحة وتدريب المجاميع الإرهابية أو في أحسن الأحوال غض النظر عنها.ومنذ تشكيل مجلس الحكم وليومنا هذا تدير الأحزاب الإسلامية السياسية الحكم من فشل الى آخر لاسباب كثيرة منها انتشار الفساد الإداري والمالي بشكل خرافي,التزوير على أوسع نطاق فقد وصل الى أعلى المراكز والبرلمان ولن تخلو مؤسسة أو دائرة من التزوير وجلهم من منتسبي الأحزاب الاسلاسياسية الجديدة وبدون حياء يستمرون في أعمالهم أو يغظ النظر عنهم بتعمد أو يُحمون من قبل جهات أعلى.سرقة المال العام بأرقام لم تعد بعض الحاسبات من عدها وفي كل مرة يجري التستر على الفاعلين إلا في حالة نادرة هي سرقة أموال أمانة العاصمة التي جلبت فيها المسئولة الأولى مع المشتركين معها عبر الانتربول ,لكن بقايا قضايا الاختلاس بقت طي الكتمان ولا يعلم أحد لماذا لم يستعيد الانتربول باقي السراق مثل مشعان الجبوري وحازم شعلان و أيهم السامرائي والإرهابي محمد الدايني وغيرهم من المجرمين. وبهذه العقلية أدارت الأحزاب الإسلامية بلدا من مكونات عدة ويبلغ تعداد سكانه ال30 مليون ,كما يدعون,إلا إنهم لم يكونوا مؤهلين لإدارة مكتب صغير وليس دولة بحجم العراق.

انتصرت الطائفية والعرقية في العراق حسب المواصفات الأمريكية لتكريس نظام لم يعتاد عليه العراقيون منذ تأسيس الدولة العراقية بالرغم من ادراة الدولة من قبل الأقلية الطائفية لفترة تزيد عن 80 عاما.وعند استلام السلطة من قبل الأغلبية الطائفية ولأول مرة تحولت الأخلاق الإسلامية الى أرقام فلكية ترسل الى البنوك خارج العراق بأسم معظم رجال السلطة ,فالكثير من وصل الى مفاصل السلطة العليا لم يكن ساوره حلما,مجرد حلم,أن يحصل على وظيفة تعينه للعيش بكرامة هو وعائلته,فما بالك باستلام زمام الحكم ولأعوام عدة والمليارات من الدولارات تتراقص أمامهم والذهب يلمع أمام الزوجات بعشرات الكيلوات,ولم يكتفوا بهذا وإنما حتى من كان لاجئا استمرت عائلته باستلام المعونات الاجتماعية من الدول المضيفة لا بل حتى بعض موظفي السفارات لم يسجلوا كموظفين لدى سفارات العراق طمعا بالمعونة الاجتماعية التي يحرموها على أبناء بلدهم الذين يعانون من الفقر المدقع.إضافة الى استيلائهم على قصور النظام السابق وبيوت الدول واعتبروه"هذا من فضل ربي".

كل هذا وكثير من الأسباب سقطت أولى الأقنعة التي لبسها المجلس الأعلى عبر المجالس الحسينية واللطم والتطبير والمشي المليون الى العتبات المقدسة وسيطر على الدولة عبر الميليشيات التي عبثت بالبلاد فسادا وقتلا .فعند أول حساب شعبي,انتخاب مجالس المحافظات,تهاوت شعبية المجلس الأعلى وصعد نجم حزب الدعوة صاحب الشهداء الكثر في عهد النظام السابق وظل يعزف على سيمفونية شهدائه ليحصل على الكثير,ولكن ماذا حصلت عوائل الشهداء وهذا ما يراه المراقب في الشارع من التذمر الجديد.لقد انتهى صبر الجماهير بسبب انعدام الخدمات وغياب الأمن وتهاوى الاقتصاد لكنها لم تبتعد عن العواطف الطائفية وصوتت لدولة القانون المالكية|الدعوة ولكن سرعان ما أفاقت بعد سنوات من الحرمان الجديد لترى إن الوضع لم يتغير إلا القليل لابل إن كل الوعود الانتخابية لمجالس المحافظات والتشريعية ذهبت مع الريح.فتنصلت تلك الأحزاب عن وعودها بسبب الارتباك المتعمد الذي يحصل في العراق على كافة المستويات اقتصاديا,سياسيا ودبلوماسيا,ثقافيا واجتماعيا وامنيا.إذن ماذا تغير من تبديل حزب بأخر؟لا شيء!الكل يدعي انه صاحب الحقيقة والحل السحري والمنجزات الجبارة لكن الشعب مازال يعاني الحرمان وانعدام الخدمات.

خرجت المظاهرات أولا في البصرة وفي بغداد|الكرادة واليوم في الناصرية ويبدو إنها فتيل إذا استمر فسوف يحرق الأخضر واليابس.في البصرة قتل شخصان برصاص الشرطة أو حماية بناية مجلس المحافظة,المحافظ هرب الى مكان مخصص لهذه الظروف ويبدو انه اختاره بعناية لمعرفته بما سوف يحصل,في الناصرية مدير الشرطة أعطى توجيهاته الى إفراده بعدم استعمال السلاح وتجنب أحداث البصرة المؤسفة لكن ما أن خرجت التظاهرة حتى بدا الضرب والاعتقالات.من أصدر تلك الأوامر؟

طاقم فضائية الفيحاء ضرب,كما ورد في أخبار القناة حيث كان ينقل الأحداث وليس محرضا لها.

الوزارة لم تتشكل ليومنا هذا,والساسة في حل من تعهداتهم في توفير أفضل الخدمات في المحافظات والبرلمان ذو الجلسة المفتوحة بالتراضي الى ما شاء الله,الأحزاب التي خسرت السلطة في بعض المحافظات بدأت تطالب بالخدمات التي لم تحس بها إلا بعد أن فقدت السلطة,التحرك الشعبي بشكل غليان بدأ يتفجر وربما يصل الى درجة انفجار البركان"الأيسلندي"وربما يصل غباره السياسي الى مناطق واسعة من العراق وبنتائج لا تحمد عقباه.

ماذا يرى المراقب ومن بعيد؟بدأت الأحزاب الدينية السياسية تفقد بريقها من خلال ممارساتها اليومية في تحدي إرادة الشعب عبر عدم الالتفات إليها إلا في الانتخابات وعبر الوعود البراقة فقط وكذلك عبر الو لاءات الطائفية والعراقية التي دمرت وتدمر بلدانا و شعوبا بأكملها وحالة يوغسلافيا والسودان وغيرها أمثلة ساطعة بما حل بهم جراء سياسات تأتي من خارج الحدود ووصلت بنتائج مُفجعة لشعوبها.

في البداية خسر المجلس الأعلى الكثير أولها في انتخابات مجالس المحافظات وأخيرها وليس آخرها انتخابات البرلمان,وألان دولة القانون|حزب الدعوة سوف يلحق بالمجلس من خلال التظاهرات التي عصفت بالعراق وربما سوف تستمر بسبب أولا عدم تقديم أو تحسين الخدمات التي هي الشغل الشاغل اليوم وثانيا بسبب تعنته وتمسكه بالسلطة بالرغم من نصوص دستور وضعوه باديدهم وحسب مزاجهم.

اعتقد إن الوقت قد فات للمالكي ولمستشاريه الكُثر من التراجع والاستماع الى صوت الشعب والعقاب لهم سوف لا يقل عن العقاب الذي تلقاه المجلس الأعلى.

وبغض النظر عن من يُسّر التظاهرات أو يوجهها إلا إنها حالة وسوف تصبح ظاهرة ويجب أن تستمر ما لم تتحسن الخدمات التي هي الفتيل المشتعل.لكن على المتظاهرين الابتعاد عن كل عمل غير مدروس وعدم الأضرار بالممتلكات العامة لأنها ليس ملكا لمحافظ أو عضو برلمان أو عضو مجلس محافظة إنها ملك الجميع وحتى لا يكون تصرف البعض الذي ربما يكون مدسوسا حجة بيد القوات الضاربة أو الأمنية لضرب التظاهرات بعنف.

حان وقت التغيير.
 

 

20100622




 

free web counter