| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 21/6/ 2009



ألائتلاف العراقي الموحد يلملم أطرافه

محمود القبطان

بدأ السياسيون العراقيون وبشكل ملفت للنظر بالتحرك وعلى كافة الجبهات لتشكيل ائتلافات جديدة أو تجميل القديمة منها للوصول الى شكل مزوّق قد يروق للمزاج العراقي في مرحلة ألانتخابات القادمة. قد يكون أي تحرك من هذا النوع ما قبل ألانتخابات عملا سياسيا طبيعيا, لكن ما يثير الانتباه هو تجديد القديم الذي ثبت فشله وبامتياز, ولا اقصد هنا غير التحالف على الأسس الطائفية البريمرية.

ماذا جنى الشعب العراقي من التحالفات الطائفية ولمدة 6 أعوام ؟ ماذا قدم هؤلاء الطائفيون لبناء العراق ؟ كيف تم توزيع الثروة الوطنية على الشعب ؟ كم مقاول تابع لهذه التحالفات كان ناهب للمال العام ؟ من أستورد المواد الغذائية التالفة لتوزع على فقراء العراق ؟ من استورد الأدوية التالفة من دول الجوار ؟ من يحرق الوزارات كلما تواردت الأخبار عن مساءلة هذا الوزير أو ذاك ؟ ومئات ألأسئلة لا بل الآلاف منها قد تطرح نفسها في هذا المضمار لمحاسبة هؤلاء الذين قفزوا على السلطة وبنفس الطريقة البعثية السابقة والفارق الوحيد هو إنهم جلبوا بطريقة بريمر وليس انقلابا وعاشوا على آلام الطائفة التي لطالما رددوا مظالمها الى أن لفظتهم طائفتهم.

بدأت الزيارات الى المرجع الديني في النجف السيد السيستاني من قبل السياسيين العراقيين وكأن في المسألة أخذ الاذن منه للترشيح أو الائتلاف أو ما شابه ذلك, ولطالما دعت كل ألأقلام الشريفة الى عدم زج هذه المرجعيات الدينية في شأن السياسة حتى لا تؤل الانتكاسات عليها وتهرب الاطراف السياسية من فشلها بحجة أن المرجعية باركت هذا التحالف أو الائتلاف من قبل وبالتالي يرمون فشل أدائهم في الدولة والبرلمان على المرجعية. وحسنا فعلت المرجعية ولمرات بان تترك أمر الائتلافات الى أصحابها ولكن الطائفيين لا يمر يوما ألا وقد زار احدهم المرجع ألأعلى, ويحرجون بتصريحات من قبيل أن المرجع بارك هذا التحالف , ولا دليل على ذلك لا من قريب ولا من بعيد. وفي ابسطها هو عندما اعترض السيد على رفع صور المرجعية وعندها أصر ائتلاف الحكيم على ذلك.

لنرى جزءا من الخريطة الائتلافية من الداخل. فقد أنسحبت بعض ألأسماء أللامعة من ألائتلاف وهم يعلمون أنه لولا هذا الائتلاف لما وصلوا باب البرلمان ولعدة أسباب, وهذا يشمل كلا الطائفتين,وقد تصوّرا ان الانتخابات التي تلت الجمعية العامة في أول انتخابات يجب ان تكون بعيدة عن الائتلاف ألام الذي أوصلهم الى قبة البرلمان وأرادوا أيضا أن يظهروا بمظهر التفكير الوطني البعيد عن الطائفة, لكن سرعان ما أصبحوا خارج البرلمان وبقوا بدون ساند لظهرهم المكشوف,ومن هذا المنطلق بدأوا بالزيارات المتكررة للمرجع الديني لأخذ صك الغفران بهذه الزيارة وليفتحوا أبواب الدخول للائتلاف الطائفي مرة أخرى ليحتلوا مقعدا في البرلمان في الانتخابات القادمة,من هؤلاء السياسيين السيد الجلبي و مريم الريس وعلي الدباغ وكل من خرج من ألائتلاف العراقي الموحد وسمي نفسه مستقلا والظهور المتكرر في الفضائيات لا سيما العراقية لإثبات الوجود على الساحة السياسية.

كيف سوف يتعامل الائتلاف العراقي الموحد بعد لملمة أطرافه؟أن الفساد الإداري والمالي الذي ميّز كل الفترة المنصرمة كان قد أعطى الضوء الأخضر لائتلاف دولة القانون في انتخابات مجالس المحافظات لانهزام الائتلاف بعد أن ضجت السماء قبل ألأرض من تجاوزاتهم,وما أعتقده ان الشعب دار بظهره عن الائتلاف ليس حبا بالمالكي وإنما يأسا بائتلاف الحكيم ,وتدمير العراق عبر الاصطفافات الطائفية.وما مرت أسابيع حتى رأى الناس بأعينهم أن دولة القانون ما هي إلا لعبة جديدة لإزاحة الائتلاف العراقي الموحد من الساحة وحزب الفضيلة وقد استغرق تشكيل مجالس المحافظات أكثر من ثلاث اشهر وعندها بدأت المفارقات الجديدة وسيطرة حزب الدعوة على معظم المجالس في الوسط والجنوب.وبدأ التهديد والوعيد والتفجير في هذه المحافظات والجرجرة والاستيلاء على المجالس ,وتبين للمواطن أن الهدف هو السلطة,ذهب ملتحي وجاء آخر ولكن ربما ببدلة وليس بالضرورة بجبة وعمامة وفي الجوهر لم يختلف الاثنان عن بعضهما..

حسنا ,وماذا عن آل الحكيم ورئاسة ألائتلاف؟
دأب الرئيس الفعلي للائتلاف التحرك بعد فترة راحة إجبارية لخسارته في الانتخابات بالبحث عن الوطنية والابتعاد عن الطائفية. ماذا حدث لهؤلاء لكي يفكروا وطنيا ألان ؟ أين كانت الوطنية منهم بعد الاستيلاء على العباد عبر تجيير كل شيعي لهم واحتسبوا ال65% ملكاُ صرفاً لا يمكن لأحد أن يأخذ منه شيئاً ؟ ثم جاءت الزيارات المتكررة للمرجع السيد السيستاني من قبل رموز الائتلاف المتهرئ محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه,لكن من كل الزائرين لم يصل أحد من آل الحكيم الى المرجع,وكأنهم في حل من الزيارة للمباركة وتقبل النصائح والتي تصب في صالحهم عموما. لماذا يفكر ألان عمار الحكيم بإدخال شخصيات وطنية الى الائتلاف بعيدا عن التسميات الطائفية ؟ هل يحق للمسيحي أو الصابئي ان يدخل ائتلافهم ؟ لماذا أوصلوا البلاد الى ما نحن فيه ألان ؟ لمصلحة من يموت العراقي جراء الانحياز الطائفي الذي حرق ألأخضر واليابس على مذبح السلطة والأموال التي نزلت عليهم مثل الصدمة فلم يتذكروا أقوالهم ولا ما حاولوا أن يعلموا الناس عن النزاهة والأيمان ومساعدة المحتاج وإطعام الفقير والحفاظ على المال العام والخ من مما وعضوا الناس به عندما كانوا خارج السلطة ,فهذا الوزير قاتل لكنه وزير بسبب المحاصصة الطائفية وقائمته تعرف حق المعرفة أنه قاتل,وذاك وزير يهرب بأموال الدولة ليوظفها في الخارج العربي,وآخر يهرب بعد ان أكتشف بأنه مجرم من الدرجة ألأولى وكان مسؤولا عن تفجير البرلمان,وآخر ترجع طائرته ليعتقل بسبب الفساد المالي في وزارته وأخوه ومدرائه شركاء له ,لماذا يمنح مدير الخطوط الجوية إجازة مفتوحة ,يعني إقالته,بسبب إرجاع طائرة وزير التجارة الى بغداد ورئيس الوزراء يعرقل تقديمه للتحقيق,واذا كان بريئا لماذا الخوف , ربما يؤثر هذا على مجرى الانتخابات القادمة, أقول ربما, لكن من أنتخب قائمة دولة القانون إيمانا بالتصدي للإرهاب وبالنزاهة التي ظهر بها السيد المالكي ربما يغير رأيه ويكون الصوت القادم مخيبا لآمال مستغلي السلطة وازلامها,وسوف تنقلب المعادلة عليهم, وما زلت أقول ربما لان كل الاحتمالات واردة ومثل إيران والتزوير الذي حصل في انتخابات الرئاسة ما زال طريا, قد يقلب الأمور حتى في العراق الديمقراطي الجديد.

هل هناك من تعلم من محاذير السلطة والتسلط ونهب المال العام والتجاوز على حقوق الناس؟
هل نرى العراق يقاد من قبل الوطنيين الحقيقيين الذين يعملون من أجل الوطن والشعب؟


20090619


 

 

free web counter